إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دولة بني العباس تحكم العراق في آخر الزمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دولة بني العباس تحكم العراق في آخر الزمان

    دولة بني العباس في آخر الزمان
    بمقتضى التسلسل التاريخي وبما أنه قامت لبني أمية دولتان، فلا بد أن تكون لبني العباس دولتين فإن التاريخ يعيد نفسه ويكون فعل الدولة العباسية الثانية كفعل الدولة العباسية الأولى حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة كما قال رسول الله.
    وسوف نبين إن شاء الله ذلك بالدليل القرآني والدليل الروائي:
    الدليل القرآني :
    إن دولة بني العباس التي تخرج في آخر الزمان ذمها الله تعالى في كتابه حيث قال تعالى: {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}( ).
    عن الصادق (عليه السلام) قال: (نزلت في بني فلان ثلاث آيات: قوله عز وجل {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً}: يعني القائم بالسيف: {فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ} وقوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال أبو عبد الله (عليه السلام): بالسيف، وقوله تعالى:
    { فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فيه ومساكنكم لعلّكم تسئلون}: يعني القائم يسأل بني فلان عن كنوز بني أمية)( ).
    قال الله تعالى: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}( )، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن كان مكرهم لتزول منه الجبال وإن كان مكر بني برهان (العباس) بالقائم لتزول منه قلوب الرجال)( ) .
    قال تعالى: {حم*عسق}( )، عن أبي المغيرة عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن أبن عباس إنه أتاه رجل وعنده حذيفة، فقال: يا بن عباس قوله تعالى: {حم * عسق} فأطرق ساعة، وأعرض عنه، ثم كررها فلم يجب بشيء، فقال حذيفة: أنا أنبئك، قد عرفت لِمَ كرهها، إنما نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أو عبد الله، ينزل على نهر من انهار المشرق، يبني عليه مدينتان، يشق النهر بينهما شقاً، جمع فيها كل جبار عنيد .
    قال أرطأة: إذا بنيت مدينة على شاطئ الفرات ثم أتتكم الفواصل والقواصم، وأنفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة قبلها، حتى لا تمتنعوا عن ذل ينزل بكم، وإذا بنيت مدينة بين النهرين بأرض منقطعة من أرض العراق أتتكم الدُهيماء)( ) .
    قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}( ) .
    عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن لقيام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.
    قلت: وما هي جعلني الله فداك ؟
    قال: قول الله عز وجل : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} يعني المؤمنين قبل خروج القائم (عليه السلام) {بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} .
    قال: نبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في أخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم.
    (ونقص من الأموال) قال: كساد التجارات وقلة الفضل.
    (ونقص من الأنفس) قال: موت ذريع.
    (ونقص من الثمرات): قلة ريع ما يُزرع، وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل الفرج.
    ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله، وإن الله عز وجل يقول: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}( ))( ) .
    قال تعالى: {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ}( ). عن سعد بن عمر عن غير واحد ممن حضر أبا عبد الله (عليه السلام) ورجل يقول: (قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن علي وذكر دور العباسيين.
    فقال: أراناها الله خراباً أو خربها بأيدينا.
    فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : (لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم وأصحابه، أما سمعت الله يقول : {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ})( ) .
    ونود الإشارة إن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يطلقون على بني العباس أسماء رمزية مثل (آل فلان) و (بني فلان) و (آل مر داس) و (بني برهان) لأجل التقية التي كانوا يمرون بها من قبل حكام بني العباس.
    الدليل الروائي :
    أولا : ما نقلته السنة :
    وردت عدة روايات عن أهل السنة بخصوص تجدد وقيام حكومة بني العباس في أخر الزمان وسوف نورد بعض من هذه الروايات مراعاة للاختصار:
    عن عبد الله بن أبي الأشعث الليثي قال:
    (تخرج لبني العباس رايتان أحداهما أولهما نصر وأخرها وزر، لا ينصرونها لا نصرها الله، والأخرى أولها وزر وأخرها كفر، لا ينصرونها لا نصرها الله)( ).
    ومن هذه الرواية يتبين أن الراية الأولى هي دولة العباسيين التي قضى عليها هولاكو، فقد ادعت الولاء لأهل البيت والثأر للإمام الحسين في بادئ الأمر، ولما انتصرت استولت على منصب الإمام (عليه السلام) فلحقها الوزر.
    أما الراية الثانية فتأتي في بادئ الأمر بالاستحواذ على مكان الإمام (عليه السلام) فيلحقها الوزر، وفي آخرها تحارب جيش الإمام (عليه السلام) فتكون كافرة منحرفة ضالة.
    حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن كعب قال:
    (إذا خلع من بني العباس رجلان وهما الفرعان وقع بينهما الاختلاف الأول ثم يتبعه الاختلاف الأخر الذي فيه الفناء، وخروج السفياني عند اختلافهم الثاني)( ).
    عن ابن أبي معيط عن أبن عباس إنه قدم على معاوية، وأنا حاضره، فأجازه وأحسن جائزته، ثم قال: (يا أبا العباس هل تكون لكم دولة ؟
    قال: أعفني من هذا يا أمير المؤمنين.
    قال: لَتخبرني.
    قال: نعم وذلك في أخر الزمان.
    قال: فمن أنصاركم ؟
    قال: أهل خراسان.
    قال: ولبني أمية من بني هاشم نطحات ولبني هاشم من بني أمية نطحات، ثم يخرج السفياني)( ).
    عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول:
    (إذا خرجت الرايات السود فإن أولها فتنة، وأوسطها ضلالة، وأخرها كفر)( ).
    قال الوليد بن مسلم: حدثني شيخ عن جابر عن أبي جعفر بن علي قال:
    (يُقتل أربعة نفر بالشام كلهم ولد خليفة: رجل من بني مروان، ورجل من آل أبي سفيان.
    قال: فيقهرُ السفياني المروانيين فيقتلهم، ثم يتبع بني مروان فيقتلهم ثم يقبل على أهل المشرق وبني العباس حتى يدخل الكوفة)( ).
    ثانياً: ما نقلته الشيعة
    عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
    (يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم)( ).
    عن البطائني قال:
    ( زاملتُ أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوما لي: لو إن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسُقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني .
    قلت له يا سيدي: أمره من المحتوم ؟
    قال: نعم، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال: مُلك بني العباس مكرُ وخداعُ ، يذهب حتى يُقال لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يُقال ما مر به شيء)( ) .
    وفي هذه الرواية دليل واضح على تجدد حكومة بني العباس لأن من الواضح إن السفياني هو من يخرج على بني العباس ويقضي على حكومتهم.
    والسفياني كما هو معلوم من العلامات الحتمية التي تتحقق وتظهر قبل قيام الإمام (عليه السلام) بفترة قليلة، وهذا يدل على ما قلناه.
    عن الحسن بن أبي إبراهيم قال: قلت للرضا (عليه السلام) أصلحك الله إنهم يتحدثون إن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس.
    فقال: (كذبوا، إنه لَيقوم وإن سلطانهم لَقائم)( ).
    قال سلمان المحمدي (رضي الله عنه): (أتيتُ أمير المؤمنين (عليه السلام) خالياً فقلتُ: يا أمير المؤمنين، متى القائم من ولدك ؟
    فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان، ويضيع حقوق الرحمن، ويُتغنى بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس أصحابَ الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخُربت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين (عليه السلام)( ).
    عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
    (الله أجلُ وأكرم من أن يترك الأرض بلا إمام عدل.
    قال: قلت له: جُعلت فداك فاخبرني بما أستريح إليه.
    قال: يا أبا محمد، ليس يرى أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان مُلك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد رجلاً منا أهل البيت يُشير بالتقى ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه وأسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين القائم العادل، الحافظ لما أستودعَ يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً)( ).
    أقول بعد التوكل على المولى عز وجل: قد تلخّص من مجموع ما تقدم من روايات إن إخبارات النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تؤكد إن لبني العباس دولة ثانية يكون مقرها العراق، وإن اختلافهم هو علامة لانقطاع ملكهم وحصول الفتن وعندها يقوم قائم آل محمد (عليه السلام) .

    لا بدية ملك بني العباس
    إن دولة بني العباس الثانية تقوم في أخر الزمان ويكون قيامها علامة من العلامات اللابدية الوقوع الدالة على قرب قيام الإمام (عليه السلام) والتي تكون نهايتها على يد الخرساني والسفياني، غير إن هناك روايات تؤكد حتمية غير العلامات الخمسة التي هي اليماني والسفياني والصيحة في شهر رمضان والخسف في البيداء وقتل النفس الزكية.
    فعن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
    (خروج السفياني من المحتوم ؟ - إلى أن قال- وطلوع الشمس من المحتوم واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم... )( ).
    ولتوضيح ذلك نقول إن حكم بني العباس هو من العلامات اللابدية الوقوع وليست من العلامات الحتمية، فإن معنى اللابديّة توجد الوجوب أو الإلزام، أي إنها علامة لابدية التحقق يكون ارتباطها بقضية الإمام (عليه السلام) ليس على نحو الشطر (الجزء) أو الشرط في قضية الإمام لكي تكون من المحتوم، إنما علاقتها بجوانب خارجية وبظروف خارجية .
    فبالنسبة إلى حكومة بني العباس يكون ارتباطها بقضية الإمام (عليه السلام) من باب {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ}، أو من باب سُنن ما قبلكم تجري عليكم كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما):
    (لتركبن سُنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطئون طريقتهم شبرا ًبشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخلَ جحر ضب لدخلتموه).
    أو من باب لابد إن يحكم بني العباس من حيث إن بني أمية قد حكموا، فمن باب التسلسل التاريخي لا من حيث إنها جزء، فهذه لابديتها.
    أما بالنسبة للرواية التي بينت أن اختلاف بني العباس من المحتوم فهي واضحة في أن المحتوم هو اختلافهم في الدولة وليس قيام حكومتهم الذي عد من العلامات اللابدية الوقوع، بعبارة أخرى أنه متى ما قامت دولة بني العباس الثانية فإن اختلاف أصحابها يكون من الأمور المحتومة.
يعمل...
X