إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النفس الزكية الثانية الحُسيني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النفس الزكية الثانية الحُسيني

    النفس الزكية الثانية الحُسيني

    إن الأدوار التي يقوم بها شخص ( السيد الحسيني ) النفس الزكية الثانية هي ما يلي:-


    1- الإعلان الرسمي للظهور: إن مضمون الرسالة التي يقرأها يكون بمثابة الإعلان الرسمي العالمي لقيام الإمام المهدي (عليه السلام) خاصةً إذا ما قرأنا نص الرواية حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) إن النفس الزكية يقول: ( .. يا أهل مكة .. أنا رسول فلان إليكم إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا ... الخ )(بحار الأنوار ج52 ص30 ).
    والمعلوم أنه سينادي باسم الإمام بقوله ( فلان ) أو بالعنوان المعلن له (عليه السلام) آنذاك ولا يوجد أحد قد سبقه بهذا الإعلان إطلاقاً فهو حامل أول رسالة معلنة من الإمام إلى الناس .
    2- إقامة الحجة : صحيح إن الرسالة ستكون بإعلان عام لكن خصوص الرسالة هي لأهل مكة، وبالتالي فإن قيامه بهذا الدور في تلك الفترة يكون بمثابة إقامة الحجة ويتضح هذا المعنى من زمن الرواية على لسان الإمام المهدي (عليه السلام): (يقول القائم لأصحابه : يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مُرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم)( الزام الناصب ج2 ص256 ).
    3- زرع الشجاعة : إن قيام هذا الشاب الصغير السن في ذلك المكان وخطبته بين الفلول المعادية للإمام (عليه السلام) ودعوته المباركة ومن ثم شهادته على أيديهم فضلاً عن انه سيكون مُثيراً للغضب الإلهي وسبب في حصول الإذن بالقيام وارتفاع الغيبة نهائياً وتسلط الإمام (عليه السلام) سيفاً على أعداء الله بل سيكون من اشد العوامل الباعثة للشجاعة والمحفزة للثورة في نفوس المؤمنين عامة وأنصار الإمام خاصة ، وكيف لا وهو أصغرهم سناً إذ لا يتجاوز سن التكليف إلا بسنة واحدة .


    مقتل الحسيني وقيام الإمام

    وقد تكلمنا سابقاً على أن العلامة الأقرب هي قتل الغلام الحسيني النسب والذي يكون سبب مقتله هو أنه يحمل رسالة من الإمام (عليه السلام) إلى أهل مكة.
    ولذلك فإن ثورة أو قيام الإمام المهدي (عليه السلام) هي للحسيني الذي يكون مقتله من أعظم الأمور عند الله تعالى والإمام وهو فصيل ناقة صالح في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) التي لم ينزل العذاب عليها حتى قتلوا فصيلها الصغير .
    وإن قيام الإمام المهدي (عليه السلام) هو القيامة الصغرى كما هو معلوم فهو (سلام الله عليه) يمثل التجلي الإلهي الأكبر في آخر الزمان فيسلطه سيفاً قاسياً على أعدائه.
    وبذلك يتضح معنى قيام اليماني وقيام الإمام (عليه السلام) كلٌ لأجل رحمه، وهو مصداق الآية في قوله تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }( الأنفال (75)) .
    أي إن ذلك يكون بداءا لإنطلاق الشرارة الأولى لإنطلاق دولة العدل الإلهي.


    رسول الإمام

    لم تذكر الرواية التي تتحدث عن النفس الزكية الحُسيني أكثر من كونه يحمل رسالة من الإمام إلى أهل مكة، فهو لا يتعداها إلى اعتباره صاحب حركة تمهيدية أو ما شابه، وهذا طبعاً بحكم عمره الصغير .
    ولا ريب انه من أعظم الممحصين في عصر الغيبة الكبرى وكيف لا وهو قد حظي بالممثلية عن الإمام ولأول مرة بعد أن أذن الله له بالقيام وارتفاع الغيبة .
    قد يسأل سائل عن فلسفة اختيار الإمام المهدي (عليه السلام) لإرسال رسوله النفس الزكية إلى ذلك المكان وأعني به مكة والكعبة وبين الركن والمقام ؟وسنحاول على ضوء الفهم العام للرواية والظروف المحيطة بأجواء عصر الظهور، أن نعطي احتمالات عدة لاختيار ذلك المكان :-

    إن مكة كانت هي نقطة انطلاق دعوة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في فجر الإسلام فمقتضى الشبه الكبير بين دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ودعوة الإمام يعطي احتمال إن الإمام المهدي (عليه السلام) يتمثل بسيرة جده (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وينطلق من هناك .
    فمكة شهدت انطلاق الشرارة الأولى لدين الله وعليه يكون انطلاق الشرارة الثانية من نفس المكان أولى وأقرب للواقع .
    إن تلك البقعة تمثل قبلة المسلمين جميعاً وتحضى بمكانة خاصة عندهم في شتى أنحاء العالم، ولا شك إن مثل هكذا حدث - أي قتل مثل ذلك الغلام – في ذلك المكان سوف يلفت أنظار المسلمين خاصة وغير المسلمين عامة .
    لفت انتباه مسلمين العالم إلى وحشية المجتمع المكي بعد إقدامه على جريمة نكراء يقشعر لها البدن، شاب في السادسة عشر من عمره يكاد يعتبر صبياً صغيراً، يقتل بهذه الطريقة وفي أقدس الأماكن عند المسلمين والتي يعلم العالم بأسره انه من أكثر الأماكن أمناً على الإطلاق يرى الرجل فيه قاتل أبيه فلا يتعرض له فأي حرمة تبقى لهذا المكان بعد تلك الواقعة وأي احترام يبقى لتلك الفئة، بعد أن ضربت بالقيم الإسلامية عرض الحائط، أنها حقاً مأساة سيقشعر لها بدن التاريخ وتبقى وصمة عار في جبين أولئك الذين سيلعنهم الناس على مدى العصور القادمة إنشاء الله .
يعمل...
X