من كتاب علامات الظهورالمتحققة
( من فكر السيد القحطاني )
93 - التفقه في الدين طلباً للدنيا والمناصب:
ورد في روضة الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : ( ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرياسة )( وسائل الشيعة ج 11 ص517).
بعد سقوط صدام سقطت معه الكثير من الرموز الكبيرة التي كانت راسخة في اذهان الناس حيث انها كانت متسترة بغطاءات عديدة، ولكنها عندما اصبحت على الاحتكاك المباشر انسلخت من ردائها الذي ظلت مختبئة تحته ولمدد طويلة، ومن الامثلة على ذلك ظهور المتفقهين لغير الدين جرياً وراء الدنيا وملذاتها وطلباً للمناصب السياسية التي من خلالها يستطيعون تحقيق مآربهم الدنيوية، وقد اتخذوا هذا الطريق كأسهل وسيلة للوصول الى قلوب الناس واضلالهم وبالمقابل وصولهم لأهدافهم الدنيئة وهذا الكلام ينطبق على بعض المتفقهين في هذا الزمان.
94 - تداول مال الله فيما بينهم:
جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في خطبة حجة الوداع التي ذكر فيها العلامات فقال: ( .... ومال الله دولاً ....)( بحار الأنوار ج29 ص463) - اي يتداولونه بينهم وهو حق الله.
ومال الله هو الخمس الذي يقوم الفقيه بجمعه بطرق عديدة حتى يصل الى مبالغ عالية قد يصل الى ميزانية دولة من دول العصر الحديث والقيام بأستثماره في معاملات تجارية شتى، ومن ثم يورّثه ذلك الفقيه لأولاده، وهذا ما انطبق تماماً على مؤسسة الخوئي الخيرية الموجودة في لندن والمتكون رأس مالها من مليارات الدولارات، وان اصل اموالها من خمس الامام (عليه السلام) وبالتالي هي حقوق الله والمال هو مال الله كما قال امير المؤمنين (عليه السلام)، وقد توارث ابناء الخوئي هذه المؤسسة بعد وفاة ابيهم، وكأن المال مالهم ومن كدهم وليس مال الله، وهذا الكلام ينطبق ايضاً على كثيرين غيرهم.
95 - الاستهزاء بالمحتاج :
ورد في روضة الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( ورأيت المحتاج يعطى للضحك به ويرحم لغير وجه الله )( الكافي ج8 ص40 ).
في هذا الزمن الذي كثر فيه المحتاجين والسائلين والذين زادت فيه تخمة المترفين نرى في حياتنا اليومية كيف يستهزأ بالمحتاج ويُضحَك عليه وبالتالي عند اعطائه الصدقة فإنها من اجل الضحك والتسلية وليس في سبيل الله بل هو لغير وجه الله، وهذا الامر نعيشه في كل مكان وزمان.
96 - طهران ونساؤها :
جاء في مجمع النورين عن الامام الصادق (عليه السلام): (إن في حوالي الري جبلا أسود تبنى في ذيله بلدة تسمى طهران وهي دار الزوراء التي تكون قصورها كقصور الجنة ونسوانها كالحور العين وأعلم يا مفضل إنهن يتلبسن بلباس الكفار ويتزينّ بزي الجبابرة يركبن السروج ولا يتمكن لأزواجهن ولا تكفي مكاسب الازواج لهن فيطلبن الطلاق منهم ..... فروا منها الى قلل الجبال ومن الجحر الى الجحر كالثعلب وأشباله... )( مجمع النورين ص297).
وهذا انطبق تماماً في طهران فقد أصبحت اليوم قصورها فارهة وعماراتها شاهقة اما نساؤها الائي يلبسن اللباس البعيد عن الاسلام والمسلمين والقريب من لباس الكفار ولهن زينة كزينة الجبابرة ويركبن الدراجات النارية، وهي من العلامات التي ذكرناها سابقاً بركوب الفروج على السروج، وهن ظالمات لأزواجهن ويقمن بإرهاق أزواجهن بطلباتهن العديدة التي لا تتناسب مع الكسب اليومي الذي يحصل عليه الزوج، وهذا يؤدي الى ضياع الاسرة وتفككها، وقد يكون هذا الذي نذكره غريباً على بعض الناس لكنه عند الذين سكنوا طهران ورأوه باعينهم فهو متحقق بحذافيره.
97- الإنفاق في غير طاعة الله وعدمه في طاعة الله :
قال الامام الصادق (عليه السلام): ( ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله )( - الكافي ج8 ص41
- - الكافي ج8 ص41).
نجد في زماننا من يبذل الأموال الطائلة في غير مرضات الله بل يرميها تحت اقدام الراقصات او ينفقها في المسكرات وما الى ذلك من المحرمات الأخرى التي تؤدي الى غضب الله تعالى على هؤلاء الطغاة أصحاب الأموال الذين اصبحوا دابة من دواب ابليس، وهم في نفس الوقت لا ينفقون ولو ديناراً واحداً في عمل الخير والمعروف الذي هو في طاعة الله ورضوانه.
98 - ظهور مكبرات الصوت في المساجد :
ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( وظهرت الاصوات في المساجد)(المبسوطةج8 ص223 ).
لقد كانت المساجد في الماضي خالية من مكبرات الصوت، وهو عكس ما نراه اليوم من وجود هذه المكبرات التي لا بد منها حيث يصل الاذان الى اسماع عدد كبير من المسلمين، وقد كان في السابق يصعد المؤذن على اعلى المسجد ويصيح مؤذناً محاولاً ايصال صوته الى كل بيوت المحيطة وهذا لاباس به ولكن ما يؤكد عليه الحديث هو الخطب والمجادلات وبعض ما يعقد في المساجد من جلسات تسبب ارتفاع الاصوات في المساجد بغير الصلاة او قراءة القرآن لان بيوت الله كانت معروفة بانها دور عبادة ولها خصوصيتها وظهور اصوات اخرى فيها يعد امراً غريباً لذا جاء ذكر هذه الاصوات على انها علامة.
99 - حصول الجهل بعلم الشريعة الحقيقية:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( من اشراط الساعة... ليرفعن العلم ويثبت الجهل )( السنن الكبرى ج3 ص455).
والعلم هنا هو العلم الحقيقي بالشريعة وليس الظني فإن الظن لا يغني عن الحق شيئاً، وعليه فيحصل الجهل التام بعلوم الدين.
وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله: ( ذاك عند أوان ذهاب العلم، قال احد الاصحاب: قلت يا رسول الله كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القران ونقرء به ابناءنا ويقرء به ابنائنا لأبنائهم الى يوم القيامة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ثكلتك امك يا زياد أو ليس هؤلاء اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل لا يعلمون بشيء منهما )(المصنف لأبن ابي شيبة الكوفي ج7 ص193 ).
اذن هي ليس لقلقة اللسان وما حفظ من القران بل هي العلوم الحقيقية التي ارسل بها رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأودعها إلى الائمة المعصومين من بعده ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) .
100- إتيان البهائم :
ورد في روضة الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال:- ( ورأيت البهائم تنكح )( الكافي ج8 ص40).
لقد وصل الفساد والافساد الى درجة كبيرة في المجتمعات حتى صار نكاح البهائم مألوفاً وشائعا، بل تعدى الامر ذلك فقد شاع في بلدان الغرب الغارقة في مستنقع المجون والرذيلة ما هو ادهى وامر حيث قامت وتقوم النساء الداعرات بممارسة الجنس مع الحيوانات، وقد افردت قنوات خاصة هذه الدول لعرض ذلك، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
101- رياء المصلين :
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس)( الكافي ج8 ص40).
الرياء هذا المرض القاتل الذي حذر منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) واعتبره القرآن من الشرك، فالمرائي يضيع عمله، وبدل ان يحرز رضا الله بعمله فهو يقع في سخط الله، واليوم يوجد المصلين المرائين بكثرة فهم يصلّون لا لله بل للناس ولاجل مدحهم ولتحقيق غايات ومكاسب دنيوية زائلة، وقد ورد عن شداد بن اوس قال: ( دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فرآيت في وجهه ما سائني، فقلت مالذي ارى بك؟ فقال: أخاف على امتي الشرك، فقلت ايشركون من بعدك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): اما انهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولا حجراً ولكنهم يرائون باعمالهم والرياء هو الشرك- وأستشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بهذه الاية المباركة- { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه احداً}( مستدرك الوسائل ج1 ص109).
102- حكومة الجعفري احدى علامات الظهور :
كثر الحديث عن حكومة الجعفري واشتد الجدال بين الناس، فمنهم من يقول ان هذه الحكومة قدمت الكثير من الخدمات التي استفاد منها عموم الشعب العراقي بسنته وشيعته وعربه وكرده، وقد حاربت الارهاب والارهابين، وطهرت الكثير من المناطق التي كانت تمثل بؤراً للقتل والسفاحين، وان الحكومة قامت بزيادة رواتب الموظفين ووضعت خطط واسعة لكثير من المشاكل كالسكن والبطالة والخدمات العامة والعمل المتفاني لرفع المستوى المعاشي والجهد المتواصل لتامين وصول البطاقة التموينية الى كافة المواطنين ووو....الخ.
اما الطرف الثاني من الناس فان رأيهم ان حكومة الجعفري لم تفعل شى قط ولم تغير من الامر شى، وانها حكمت وستذهب ولم تقدم اية فائدة حقيقية للمواطن البسيط الذي عانى وسيضل يعاني في كل وقت وحين، ونحن هنا لسنا بصدد تقيم حكومة السيد ابراهيم الجعفري، ولكننا في مقام تذكير الناس ان هذه الحكومة مذكورة كعلامة من علامات الظهور المقدس.
حيث ورد عن محمد بن الحنفية بن امير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( ان قبل رايتنا راية لآل جعفر واخرى لآل مرداس، فاما راية ال جعفر فليست بشى ولا الى شي – الى ان قال – أي والله ان لبني مرداس ملكاً موطداً لا يعرفون في سلطانهم شيئاً من الخير، سلطانهم عسر ليس فيه يسر، يدنون فيه البعيد، ويقصون فيه القريب حتى اذا امنوا مكر الله وعقابه صيح بهم صيحة لم يبق لهم راع يجمعهم، ولا داع يسمعهم، ولا جماعة يجتمعون اليها ....)( غيبة النعماني ص302).
وقد اورد الشيخ النعماني في الهامش: ان قوله ال مرداس هو كناية عن بني العباس.
103- الاذان والصلاة بالاجر :
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر)( مستند الشيعة للنراقي ج14 ص184).
كان المؤذن يؤذن في الناس تقرباً الى الله تعالى وبدون مقابل، اما اليوم فان الامر مختلف فالمؤذن يؤذن مقابل اجر شهري يخصص له، اما الصلاة فقد اصبحت أيضاً مقابل اجر ففي صلاة الجمعة في ( مناطق) من ايران يقومون بتوزيع المال على المصلين فقط من قبل جهات خاصة تقوم بترتيب هذا الامر، واما عندنا في العراق فالامر مختلف فحينما يذهب احد المحتاجين لاحد رجال الدين طالباً مبلغاً من حقوق الله، فأول ما يسأله رجل الدين هذا قائلاً: خلف من انت تصلي؟! انت لا تصلي خلفي لازكّيك واعطيك (مساعدة) أي مبلغ بسيط من المال، وبالتالي يقول له اذهب الى من تُصلي خلفه ليعطيك ما تريد، وعليه فيتبين ان هذا من مكاسب الصلاة المادية في هذه الايام!!.
104- تعطيل الحدود الشرعية :
جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور فقال: ( ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالاهواء)( الكافي ج8 ص40).
كانت الحدود الشرعية في زمن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قائمة ومعمول بها، وظلت كذلك بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لفترة طويلة، ولكن في هذا الزمان لم نرى او نسمع ان رجلاً زانياً اقيم عليه الحد او امرأة زانية، او سارقاً او شارباً للخمر اقيم عليه الحد او تطبيق لاي حد من الحدود الشرعية الاخرى.
وبالنتيجة فقد عطلّت هذه الحدود المنصوصة في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأستبدلت بالاحكام الظنية والظن لا يغني من الحق شيئاً وبالتالي فهي تدخل في خانة الاهواء التي تختلف من شخص الى اخر.
105- التلذذ بالمنكر ليلاً ونهاراً :
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور فقال: ( ورأيت الرجل يُمسي نشوان ويصبح سكران لايهتم بما الناس فيه )( شرح اصول الكافي للمازندراني ج11 ص317). لقد ولّدت كثرة بيع الخمور جيش من المدمنين الذين لا يأبهون بشيء ولا يهمهم الا توفر المال الذي يستطيعون ان يشتروا فيه الخمر والتي تكون ملازمة لهم ليلاً ونهاراً، ويشمل هذا الكلام مدمني المخدرات الذين هم في ازدياد مستمر، ومستعدين ان يضحوا بكرامتهم وشرفهم مقابل ( حقنة او شمّة) من المخدر، وهم لا يهتمون بما يجري حولهم من كل الامور ولا بالناس جميعاً.
106- إتخاذ الغيبة للظرافة :
ورد عن الامام الصادق(عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور فقال: ( ورأيت الغيبة تستملح ويبشّر بها الناس بعضهم بعضا)( الكافي ج8 ص40).
اصبحت الغيبة التي حرمها المولى عز وجل في كتابه المنزل على رسوله الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من الظُرف والظرافة، وصاحب الغيبة يبشر اصحابه بما يقول من الغيبة، وكأن الامر من المحللات او المستحبات، فالامر بات طبيعياً جداً بين اغلب الناس، وقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الغيبة بأنها اشد من الزنا ولا يغفرها الله تعالى حتى يغفرها صاحبها، فلقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في وصيته لابي ذر قال: ( يا ابا ذر اياك والغيبة فأن الغيبة اشد من الزنا قلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لان الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها يا ابا ذر سباب المسلم فسوق وقتاله كفر واكل لحمه من معاصي الله وحرمة ماله كحرمة دمه قلت: يا رسول الله وما الغيبة؟ قال: ذكرك اخاك بما يكره، قلت يا رسول الله فان كان فيه الذي يُذكر به؟ قال: إعلم أنك اذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته واذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهتّه)(الأمالي ببطوسي ص537 ).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين.
( من فكر السيد القحطاني )
93 - التفقه في الدين طلباً للدنيا والمناصب:
ورد في روضة الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : ( ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرياسة )( وسائل الشيعة ج 11 ص517).
بعد سقوط صدام سقطت معه الكثير من الرموز الكبيرة التي كانت راسخة في اذهان الناس حيث انها كانت متسترة بغطاءات عديدة، ولكنها عندما اصبحت على الاحتكاك المباشر انسلخت من ردائها الذي ظلت مختبئة تحته ولمدد طويلة، ومن الامثلة على ذلك ظهور المتفقهين لغير الدين جرياً وراء الدنيا وملذاتها وطلباً للمناصب السياسية التي من خلالها يستطيعون تحقيق مآربهم الدنيوية، وقد اتخذوا هذا الطريق كأسهل وسيلة للوصول الى قلوب الناس واضلالهم وبالمقابل وصولهم لأهدافهم الدنيئة وهذا الكلام ينطبق على بعض المتفقهين في هذا الزمان.
94 - تداول مال الله فيما بينهم:
جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في خطبة حجة الوداع التي ذكر فيها العلامات فقال: ( .... ومال الله دولاً ....)( بحار الأنوار ج29 ص463) - اي يتداولونه بينهم وهو حق الله.
ومال الله هو الخمس الذي يقوم الفقيه بجمعه بطرق عديدة حتى يصل الى مبالغ عالية قد يصل الى ميزانية دولة من دول العصر الحديث والقيام بأستثماره في معاملات تجارية شتى، ومن ثم يورّثه ذلك الفقيه لأولاده، وهذا ما انطبق تماماً على مؤسسة الخوئي الخيرية الموجودة في لندن والمتكون رأس مالها من مليارات الدولارات، وان اصل اموالها من خمس الامام (عليه السلام) وبالتالي هي حقوق الله والمال هو مال الله كما قال امير المؤمنين (عليه السلام)، وقد توارث ابناء الخوئي هذه المؤسسة بعد وفاة ابيهم، وكأن المال مالهم ومن كدهم وليس مال الله، وهذا الكلام ينطبق ايضاً على كثيرين غيرهم.
95 - الاستهزاء بالمحتاج :
ورد في روضة الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( ورأيت المحتاج يعطى للضحك به ويرحم لغير وجه الله )( الكافي ج8 ص40 ).
في هذا الزمن الذي كثر فيه المحتاجين والسائلين والذين زادت فيه تخمة المترفين نرى في حياتنا اليومية كيف يستهزأ بالمحتاج ويُضحَك عليه وبالتالي عند اعطائه الصدقة فإنها من اجل الضحك والتسلية وليس في سبيل الله بل هو لغير وجه الله، وهذا الامر نعيشه في كل مكان وزمان.
96 - طهران ونساؤها :
جاء في مجمع النورين عن الامام الصادق (عليه السلام): (إن في حوالي الري جبلا أسود تبنى في ذيله بلدة تسمى طهران وهي دار الزوراء التي تكون قصورها كقصور الجنة ونسوانها كالحور العين وأعلم يا مفضل إنهن يتلبسن بلباس الكفار ويتزينّ بزي الجبابرة يركبن السروج ولا يتمكن لأزواجهن ولا تكفي مكاسب الازواج لهن فيطلبن الطلاق منهم ..... فروا منها الى قلل الجبال ومن الجحر الى الجحر كالثعلب وأشباله... )( مجمع النورين ص297).
وهذا انطبق تماماً في طهران فقد أصبحت اليوم قصورها فارهة وعماراتها شاهقة اما نساؤها الائي يلبسن اللباس البعيد عن الاسلام والمسلمين والقريب من لباس الكفار ولهن زينة كزينة الجبابرة ويركبن الدراجات النارية، وهي من العلامات التي ذكرناها سابقاً بركوب الفروج على السروج، وهن ظالمات لأزواجهن ويقمن بإرهاق أزواجهن بطلباتهن العديدة التي لا تتناسب مع الكسب اليومي الذي يحصل عليه الزوج، وهذا يؤدي الى ضياع الاسرة وتفككها، وقد يكون هذا الذي نذكره غريباً على بعض الناس لكنه عند الذين سكنوا طهران ورأوه باعينهم فهو متحقق بحذافيره.
97- الإنفاق في غير طاعة الله وعدمه في طاعة الله :
قال الامام الصادق (عليه السلام): ( ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله )( - الكافي ج8 ص41
- - الكافي ج8 ص41).
نجد في زماننا من يبذل الأموال الطائلة في غير مرضات الله بل يرميها تحت اقدام الراقصات او ينفقها في المسكرات وما الى ذلك من المحرمات الأخرى التي تؤدي الى غضب الله تعالى على هؤلاء الطغاة أصحاب الأموال الذين اصبحوا دابة من دواب ابليس، وهم في نفس الوقت لا ينفقون ولو ديناراً واحداً في عمل الخير والمعروف الذي هو في طاعة الله ورضوانه.
98 - ظهور مكبرات الصوت في المساجد :
ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( وظهرت الاصوات في المساجد)(المبسوطةج8 ص223 ).
لقد كانت المساجد في الماضي خالية من مكبرات الصوت، وهو عكس ما نراه اليوم من وجود هذه المكبرات التي لا بد منها حيث يصل الاذان الى اسماع عدد كبير من المسلمين، وقد كان في السابق يصعد المؤذن على اعلى المسجد ويصيح مؤذناً محاولاً ايصال صوته الى كل بيوت المحيطة وهذا لاباس به ولكن ما يؤكد عليه الحديث هو الخطب والمجادلات وبعض ما يعقد في المساجد من جلسات تسبب ارتفاع الاصوات في المساجد بغير الصلاة او قراءة القرآن لان بيوت الله كانت معروفة بانها دور عبادة ولها خصوصيتها وظهور اصوات اخرى فيها يعد امراً غريباً لذا جاء ذكر هذه الاصوات على انها علامة.
99 - حصول الجهل بعلم الشريعة الحقيقية:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( من اشراط الساعة... ليرفعن العلم ويثبت الجهل )( السنن الكبرى ج3 ص455).
والعلم هنا هو العلم الحقيقي بالشريعة وليس الظني فإن الظن لا يغني عن الحق شيئاً، وعليه فيحصل الجهل التام بعلوم الدين.
وقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله: ( ذاك عند أوان ذهاب العلم، قال احد الاصحاب: قلت يا رسول الله كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القران ونقرء به ابناءنا ويقرء به ابنائنا لأبنائهم الى يوم القيامة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ثكلتك امك يا زياد أو ليس هؤلاء اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل لا يعلمون بشيء منهما )(المصنف لأبن ابي شيبة الكوفي ج7 ص193 ).
اذن هي ليس لقلقة اللسان وما حفظ من القران بل هي العلوم الحقيقية التي ارسل بها رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأودعها إلى الائمة المعصومين من بعده ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) .
100- إتيان البهائم :
ورد في روضة الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال:- ( ورأيت البهائم تنكح )( الكافي ج8 ص40).
لقد وصل الفساد والافساد الى درجة كبيرة في المجتمعات حتى صار نكاح البهائم مألوفاً وشائعا، بل تعدى الامر ذلك فقد شاع في بلدان الغرب الغارقة في مستنقع المجون والرذيلة ما هو ادهى وامر حيث قامت وتقوم النساء الداعرات بممارسة الجنس مع الحيوانات، وقد افردت قنوات خاصة هذه الدول لعرض ذلك، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
101- رياء المصلين :
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس)( الكافي ج8 ص40).
الرياء هذا المرض القاتل الذي حذر منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) واعتبره القرآن من الشرك، فالمرائي يضيع عمله، وبدل ان يحرز رضا الله بعمله فهو يقع في سخط الله، واليوم يوجد المصلين المرائين بكثرة فهم يصلّون لا لله بل للناس ولاجل مدحهم ولتحقيق غايات ومكاسب دنيوية زائلة، وقد ورد عن شداد بن اوس قال: ( دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فرآيت في وجهه ما سائني، فقلت مالذي ارى بك؟ فقال: أخاف على امتي الشرك، فقلت ايشركون من بعدك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): اما انهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولا حجراً ولكنهم يرائون باعمالهم والرياء هو الشرك- وأستشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بهذه الاية المباركة- { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه احداً}( مستدرك الوسائل ج1 ص109).
102- حكومة الجعفري احدى علامات الظهور :
كثر الحديث عن حكومة الجعفري واشتد الجدال بين الناس، فمنهم من يقول ان هذه الحكومة قدمت الكثير من الخدمات التي استفاد منها عموم الشعب العراقي بسنته وشيعته وعربه وكرده، وقد حاربت الارهاب والارهابين، وطهرت الكثير من المناطق التي كانت تمثل بؤراً للقتل والسفاحين، وان الحكومة قامت بزيادة رواتب الموظفين ووضعت خطط واسعة لكثير من المشاكل كالسكن والبطالة والخدمات العامة والعمل المتفاني لرفع المستوى المعاشي والجهد المتواصل لتامين وصول البطاقة التموينية الى كافة المواطنين ووو....الخ.
اما الطرف الثاني من الناس فان رأيهم ان حكومة الجعفري لم تفعل شى قط ولم تغير من الامر شى، وانها حكمت وستذهب ولم تقدم اية فائدة حقيقية للمواطن البسيط الذي عانى وسيضل يعاني في كل وقت وحين، ونحن هنا لسنا بصدد تقيم حكومة السيد ابراهيم الجعفري، ولكننا في مقام تذكير الناس ان هذه الحكومة مذكورة كعلامة من علامات الظهور المقدس.
حيث ورد عن محمد بن الحنفية بن امير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( ان قبل رايتنا راية لآل جعفر واخرى لآل مرداس، فاما راية ال جعفر فليست بشى ولا الى شي – الى ان قال – أي والله ان لبني مرداس ملكاً موطداً لا يعرفون في سلطانهم شيئاً من الخير، سلطانهم عسر ليس فيه يسر، يدنون فيه البعيد، ويقصون فيه القريب حتى اذا امنوا مكر الله وعقابه صيح بهم صيحة لم يبق لهم راع يجمعهم، ولا داع يسمعهم، ولا جماعة يجتمعون اليها ....)( غيبة النعماني ص302).
وقد اورد الشيخ النعماني في الهامش: ان قوله ال مرداس هو كناية عن بني العباس.
103- الاذان والصلاة بالاجر :
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور قال: ( ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر)( مستند الشيعة للنراقي ج14 ص184).
كان المؤذن يؤذن في الناس تقرباً الى الله تعالى وبدون مقابل، اما اليوم فان الامر مختلف فالمؤذن يؤذن مقابل اجر شهري يخصص له، اما الصلاة فقد اصبحت أيضاً مقابل اجر ففي صلاة الجمعة في ( مناطق) من ايران يقومون بتوزيع المال على المصلين فقط من قبل جهات خاصة تقوم بترتيب هذا الامر، واما عندنا في العراق فالامر مختلف فحينما يذهب احد المحتاجين لاحد رجال الدين طالباً مبلغاً من حقوق الله، فأول ما يسأله رجل الدين هذا قائلاً: خلف من انت تصلي؟! انت لا تصلي خلفي لازكّيك واعطيك (مساعدة) أي مبلغ بسيط من المال، وبالتالي يقول له اذهب الى من تُصلي خلفه ليعطيك ما تريد، وعليه فيتبين ان هذا من مكاسب الصلاة المادية في هذه الايام!!.
104- تعطيل الحدود الشرعية :
جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور فقال: ( ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالاهواء)( الكافي ج8 ص40).
كانت الحدود الشرعية في زمن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قائمة ومعمول بها، وظلت كذلك بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لفترة طويلة، ولكن في هذا الزمان لم نرى او نسمع ان رجلاً زانياً اقيم عليه الحد او امرأة زانية، او سارقاً او شارباً للخمر اقيم عليه الحد او تطبيق لاي حد من الحدود الشرعية الاخرى.
وبالنتيجة فقد عطلّت هذه الحدود المنصوصة في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأستبدلت بالاحكام الظنية والظن لا يغني من الحق شيئاً وبالتالي فهي تدخل في خانة الاهواء التي تختلف من شخص الى اخر.
105- التلذذ بالمنكر ليلاً ونهاراً :
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور فقال: ( ورأيت الرجل يُمسي نشوان ويصبح سكران لايهتم بما الناس فيه )( شرح اصول الكافي للمازندراني ج11 ص317). لقد ولّدت كثرة بيع الخمور جيش من المدمنين الذين لا يأبهون بشيء ولا يهمهم الا توفر المال الذي يستطيعون ان يشتروا فيه الخمر والتي تكون ملازمة لهم ليلاً ونهاراً، ويشمل هذا الكلام مدمني المخدرات الذين هم في ازدياد مستمر، ومستعدين ان يضحوا بكرامتهم وشرفهم مقابل ( حقنة او شمّة) من المخدر، وهم لا يهتمون بما يجري حولهم من كل الامور ولا بالناس جميعاً.
106- إتخاذ الغيبة للظرافة :
ورد عن الامام الصادق(عليه السلام) في ذكره لعلامات الظهور فقال: ( ورأيت الغيبة تستملح ويبشّر بها الناس بعضهم بعضا)( الكافي ج8 ص40).
اصبحت الغيبة التي حرمها المولى عز وجل في كتابه المنزل على رسوله الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من الظُرف والظرافة، وصاحب الغيبة يبشر اصحابه بما يقول من الغيبة، وكأن الامر من المحللات او المستحبات، فالامر بات طبيعياً جداً بين اغلب الناس، وقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الغيبة بأنها اشد من الزنا ولا يغفرها الله تعالى حتى يغفرها صاحبها، فلقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في وصيته لابي ذر قال: ( يا ابا ذر اياك والغيبة فأن الغيبة اشد من الزنا قلت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لان الرجل يزني فيتوب الى الله فيتوب الله عليه والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها يا ابا ذر سباب المسلم فسوق وقتاله كفر واكل لحمه من معاصي الله وحرمة ماله كحرمة دمه قلت: يا رسول الله وما الغيبة؟ قال: ذكرك اخاك بما يكره، قلت يا رسول الله فان كان فيه الذي يُذكر به؟ قال: إعلم أنك اذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته واذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهتّه)(الأمالي ببطوسي ص537 ).
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين.