إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النفس الزكية في القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النفس الزكية في القرآن

    النفس الزكية في القرآن
    من كتاب
    النفس الزكية
    من فكر السيد
    ( أبو عبد الله الحسين القحطاني )



    1) سورة الكهف :

    ورد لفظ النفس الزكية في القرآن مرة واحدة فقط وفي سورة الكهف في الآية ( 74 ) منها : { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }( الكهف (74) ) .
    وقد ورد في تفسيرها :
    - في بحار الأنوار ، ج 13 ، ص283 ، باب 10 ، قصة موسى (عليه السلام) حين لقي الخضر (عليه السلام) : ( قيل فتل عنقه وقيل ضرب برأسه الحائط وقيل أضجعه فذبحه والفاء للدلالة على أنهما لما لقياه قتله من غير تروٍ واستكشاف حال ولذلك قال : أقتلت نفساً زكية بغير نفس أي طاهرة من الذنوب ) .
    - وفي علل الشرائع ، اليقضان عن العسكري .... عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال : ( قال له الخضر إن المعقول لا تحكم على أمر الله تعالى ذكره بل أمر الله يحكم عليها فسلّم لما ترى مني واصبر عليه ) .
    - وفي تفسير العياشي عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( .... وخرجا على ساحل البحر فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حريري أخضر في أذنبه درتان فتوركه العالم فذبحه قال له موسى ...... ) .
    - وفي " كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة " رواية أسعد الأربلي عن عمار بن خالد .... قال السيد المرتضى : ( وعندكم إن النسيان لا يجوز على الأنبياء لم نعت موسى (عليه السلام) النفس بأنها زكية ولم تكن كذلك على الحقيقة .... وإن كان هو الخضر فكيف يستبيح دم الغلام لأجل الخشية والخشية لا تقتضي علماً ولا يقيناً ) .
    - وفي تفسير القمي ، ج2 ، ص38 ، عن اسحق ابن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعناه يقول : ( بينما العالم يمشي مع موسى إذ هم بغلام يلعب قال فوكزه العالم فقتله فقال له موسى (عليه السلام) ....... قال فادخل العالم يده فاقتلع كتفه فإذا عليه مكتوب كافر مطبوع ) .


    تأويل أفعال الخضر مع موسى (عليهما السلام)

    إن سورة الكهف لها علاقة وثيقة بالإمام المهدي (عليه السلام) وبعلامات ظهوره ، لاسيما أن الخضر (عليه السلام) هو وزير الإمام في عصر الغيبة الكبرى ويؤنس الله به وحشته .
    ونبدأ بعون الله تعالى تأويل أفعال الخضر مع موسى (عليهما السلام) :
    { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً }(الكهف (71) ) .
    إن هذه السفينة حسب التأويل هي (راية الهدى) أي دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) .
    فقد ورد عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ( إن مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ) .
    وقد ورد في الصلاة الشعبانية : ( اللهم صلِّ على محمد وآله الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ) .
    فإن الأئمة (عليهم السلام) السفن التي من ركبها نجا .
    وهنا إشارة إلى ظهور ممهدين للإمام (عليه السلام) يقومون بالدعوة والإعداد للظهور ، كما ورد أن من العلامات الحتمية لظهور الإمام (عليه السلام) هو ظهور اليماني حيث تكون مسئوليته الدعوة والهداية للصراط المستقيم .
    وإن هذا الشخص هو من يحمل الراية ويسلمها للإمام (عليه السلام) .
    وإن هذه السفينة (الدعوة) في بداية ركوب بعض الناس فيها والتحاقهم بها تخرب وتعاب وذلك فيه إشارة إلى أن دعوة الإمام في بدايتها تتهم وترفض ويشار إليها بالكذب وذلك لأن هناك حكومة ظالمة تلاحظ وجود أنصار حقيقيين للإمام المهدي (عليه السلام) تريد القبض عليهم .
    ولكن المولى سبحانه وتعالى ولأجل حفظ القضية وحفظ الدعوة يحدث ما يعيبها في نظر الجهات الأخرى لكي تكون في نظرهم دعوة باطلة غير صحيحة ، فيغضون النظر عنها وعن أتباعها .
    ولابد أن يحدث التمحيص والابتلاء الذي يصيب أنصار الإمام (عليه السلام) كما صرحت بذلك الروايات عن الأئمة (عليهم السلام) .
    حيث أن هذه الفتنة سوف تلفت نظر أنصار الدعوة فيشكون فيها نتيجة لما سوف يحدث فيعيبوا هذا الفعل ويعترضون عليه في اعتقادهم أن تلك الأفعال تؤدي إلى تظليل الناس وعدم هدايتهم أي غرقهم وهو معنى قوله { لتغرق أهلها } وسوف يقولون إن هذا الأمر شديد وصعب ولا يمكن قبوله وطعمه مُرّ المذاق ولا يمكن تحمله والتسليم به وهو معنى قوله : { لقد جئت شيئاً إمرا } أي صعباً مراً .
    ومما يؤكد أن السفينة هي دعوة الإمام (عليه السلام) ، ما جاء في تفسير قوله تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }( القصص (5) ) .
    حيث أن المستضعفين في آخر الزمان هم المهدي وأصحابه ، وهم أصحاب السفينة وهو تأويل قوله تعالى : { أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملكٌ يأخذ كل سفينة غصباً } .
    وقوله تعالى : { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً } .
    فإن أصحاب الإمام من صفاتهم أن يتحلوا بالصبر في الابتلاءات والتمحيص حتى يصلوا إلى ساحة الفيض الإلهي حيث الظهور المقدس للإمام (عليه السلام) .
    { حتى إذا لقيا غلاماً فقتله قال أقتلت نفساً زكية بغير نفسٍ لقد جئت شيئاً نكرا } .
    وهذه الآية هي محل بحثنا في الأصل وهي متعلقة بموضوع كتابنا بشكل أساسي فهي علامة من علامات ظهور الإمام (عليه السلام) والتي هي قتل النفس الزكية .
    والنفس الزكية اثنان كما ورد في الروايات عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن والمقام )(بحار الأنوار ، ج52 ، ص217 ) .
    النفس الزكية التي تقتل بظهر الكوفة بسبعين من الصالحين لسيد حسني ، وهي لحد الآن لم تقتل وإن السبب في قتل هذا السيد الحسني هو إعلانه وتصديقه بأحد دعاة الإمام (عليه السلام) فإن هذا السيد سوف يَنْظم إلى تلك الدعوة ويعلن ذلك مما يتسبب في قتله من بعض الجهات الحاكمة الظالمة المعادية لأنصار المهدي (عليه السلام) .
    وأما معنى الزكية فهنا عدة معان ، وقد أشرنا إلى معنى النفس الزكية في بداية الكتاب ، ولكن ذلك كان بحثه (نحوياً) وأما هنا فنأتي على محاولة معرفة معنى (الزكاة) في قضية السيد الحسني .
    فهي أما معناها النفس المستشهدة في سبيل الحق والشهادة كما ورد في الأخبار زكاة للأنفس أو إنها زكية لأن خروج صاحبها يكون بأمر الإمام المهدي (عليه السلام) أو وزيره لإعلان الحق وإظهاره .
    علماً أن نتيجة عمله سوف تكون الشهادة لا محالة وهو بإقدامه على تنفيذ أمر الإمام وتضحيته بنفسه يكون صاحب نفس زكية .
    أو أن المراد من الزكية التي لا ذنب لها أو التائبة التي لم يبق لها ذنب بعد التوبة فإن هذا السيد سوف يتأخر عن التصديق بدعوة الإمام (عليه السلام) ويتردد مراراً حتى يوفقه الله تعالى إلى قبول الدعوة وحصول الندم والتوبة منه على تأخره .
    وبعدها يخرج ليعلن تأييده للناس فيقتل ولا ذنب عليه . أو أن الزكية الطاهرة والزكية أيضاً هي (المتقية) قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }( الشمس (7- 9) ) .
    وأما الذي ينكر أمرها { لقد جئت شيئاً نكراً } إن الناس لا ترى أنه فعل فعلاً يستحق لأجله القتل فهو إنما يدعو لنصرة الإمام (عليه السلام) وهذا القتل شيئاً منكراً فهو لم يقتل أحداً كي يُقتل أو أن هناك من ينكر خروجه أصلاً ، وهو يعلم أن نتيجة ذلك الخروج القتل .
    أما تأويل جواب الخضر لموسى (عليهما السلام) ففيه دلالة على أن الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره هما أبوي صاحب النفس الزكية حيث يكون واجباً عليه طاعتهما بالولاية .
    وأما بعثه في هذه المهمة فإن ذلك رحمة له كي لا يفشل في الامتحانات ويقع في التمحيص و يتسبب بإرهاق الإمام ووزيره في المستقبل لو قدر وبقي حياً .
    وقوله تعالى : { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }( الكهف (81) ) ، إشارة إلى إحدى العلامات الحتمية الدالة على قرب القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) وهي قتل النفس الزكية بين الركن والمقام وهذه هي ( النفس الزكية الثانية ) التي جاء ذكرها في الأخبار الواردة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) ويكون قتلها في مكة .
    وأما كونه { خيراً منه زكاة } إنما هذه النفس يبلغ عمر صاحبها كما جاء في الروايات (ستة عشر سنة) فهو كما لا يخفى ليس عليه ذنب فقد دخل لتوه في السنة الأولى للكتليف .
    وقوله { أقرب رحماً } وذلك بالنسبة للإمام المهدي (عليه السلام) حيث أن صاحب النفس الزكية الأولى والذي يقتل في ظهر الكوفة هو (سيد حسني) وأما الثانية والتي تقتل في مكة فصاحبها (سيد حسيني) .
    فقد ورد في تفسير العياشي عن أبي جعفر (عليه السلام) في رواية طويلة يقول : ( الزم الأرض ولا تركض برجلك – إلى أن قال – اسمه اسم نبي ما أشكل عليكم فلا يشكل عليكم عهد نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فإن أشكل عليكم ذلك فلا يشكل عليكم الصوت ) .
    ولما كان المعلوم أن المهدي (عليه السلام) من ولد الحسين فإن النفس الزكية الذي يقتل في مكة يكون أقرب رحماً له من النفس الزكية التي تقتل بظهر الكوفة وهي لسيد حسني .
    هذا وإن بقية التأويل للسورة موجود ولكننا أعرضنا عن ذكره وذكرنا ما يخص موضوعنا ( النفس الزكية ) وذلك مراعاة للاختصار .
يعمل...
X