إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أدوار وحقيقة الظهور المقدس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدوار وحقيقة الظهور المقدس

    أدوار وحقيقة الظهور المقدس

    منقول من موسوعة القائم
    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني


    إن الكثير من الناس وبالرغم من قراءتهم الكثيرة واهتمامهم بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) واطلاعاتهم العديدة التي تخص دعوة الإمام المهدي (عليه السلام)، إلا إنهم للأسف لم يفكروا بعمق ظهور الشيء بعد خفاءه مئات السنين، وكيف ستكون هذه الولادة وهذا الظهور، فتجد أكثر الناس المنتظرين لأمر سماوي كالأقوام التي سبقتهم، ينظرون إلى قضية ظهور ذلك المرسل أو النبي على أن يكون عن طريق المعجزة، وهذا خارج عن المألوف وما جاء به الأنبياء من قبل، وغفلوا عن كون الله تعالى لا يفعل هذا الشيء بالمعجزة وإلا لما أحتاج إلى إرسال الرسل والأنبياء وهو قادر على أن ينشر دينه على أرضه ويجعل الناس جميعاً مؤمنين وأن يقضي على الشر والشياطين بلمح البصر وينصر دينه بـ ( كن فيكون ) دون الحاجة إلى إرسال الرسل والأنبياء وتعرضهم بعد ذلك للتكذيب والتعذيب والمجابهة من قبل المعاندين للحق.
    ولو أراد الله لهدى الناس جميعاً ولكن سبحانه شاء أن يمتحن خلقه ويمررهم بهذا الأختبار وبهذا الإبتلاء والتمحيص ويرسل الرسل ليقيم الحجة على الناس ويتركهم ليختاروا الطريق الحق {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }( الإنسان3 ).
    فعلى الإنسان أن يختار ويبحث ويقاسي ويمر بإمتحانات وتمحيصات حتى يصل إلى الحقيقة بنفسه، فيكون وجوده مع هذا الشخص الإلهي وجود بكل ما تعنيه الكلمة من الوجود المتكامل ويكون لديه حينئذ استعداداً فكرياً وجسدياً وروحياً، وبالتأكيد ستكون هذه الفئة التي تتبع هذا المرسل السماوي قليلة في عددها لأنهم سيكونون محاربين ومرفوضين من قبل الناس الذين لم يهيئوا أنفسهم ولم يسعوا إلى هذا التكامل والذين ينكرون دعوة الحق، لأن هذا الداعي لم يكن كما أرادوا، فإن أختياره سيكون من قبل الله عز وجل {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }(القصص68 ).
    وإن الإعتراض على الأختيار الإلهي حدث كثيراً على مر العصور وأول المعترضين كان إبليس عندما أعترض على أختيارا الله تعالى لآدم ليكون خليفته في الأرض، فبدأت الحرب منذ ذلك اليوم وتستمر حتى اليوم الموعود الذي يكون فيه هلاك أول المعترضين وإلى أخرهم وهو يوم قيام الإمام المهدي (عليه السلام) .
    وإن هذا الإعتراض على أختيار رسل الله تكرر مع إرسال أي مرسل أو نبي من قبل الله تعالى وهذا ما ذكره الباري عز وجل في كتابه {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }( البقرة87 ).
    فلاحظ كيف تحارب هذه الدعوات من قبل ضعفاء النفوس الذين يريدون علواً في الأرض واستكباراً، ويريدون أن تأتيهم الرسل بما تشتهيه أنفسهم المريضة ويفرضون على الله أن يختار رسله من بين الناس الأغنياء و أصحاب الجاه والنفوذ وغيرها من الشروط التي يظنون أن لهم شركاً في السماوات والأرض ولهم أن يختاروا من يرونه هم وليس من أراد الله تعالى بحكمته {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }(الزخرف31 ).
    وعندما يكتشفون بأنه إنسان بسيط في الهيئة والمعيشة، ولا ينظرون إلى ما يملكه من طاقة وصفاء روحي وفكري وقلب طاهر {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }( البقرة247 ).
    فيبدءون بمحاربته واستنكاره واتهامه بأفضع الإتهامات.
    وإن دعوة الإمام (عليه السلام) ستمر بنفس المراحل التي مرت بها الرسالات السابقة، وإنه (عليه السلام) سيأتي بنفس ما أتى به الأنبياء والرسل وسيمر بنفس التكذيب وسيُحارَب أنصاره كما حورب أنصار الأنبياء .
    ولكن من المؤسف ان الشائع بين الناس إن ظهور الإمام (عليه السلام) وقيامه بدعوته سيقوم به لوحده، وهم فقط ينتظرون سماع الصيحة من السماء وإعلانه عن نفسه في مكة المكرمة وعندها سيجمع له أنصاره وهذا خطأ فضيع، أفلم يسألوا نفسهم كيف سيعلن الإمام عن نفسه ولا يوجد معه جيش يحميه ويقاتل به، ألم نسأل أنفسنا عندما يتحدث الناس وخاصة المختصون منهم في التلفاز وفي كثير من المحاضرات عندما يقولون نحن الآن في عصر الظهور، أن نعلم ماذا تعني هذه الكلمة ؟ إنها تعني إننا داخلون فيه وهل تسائل أحد أين هذا الظهور، وإن كان هذا عصر الظهور فإين الإمام المهدي (عليه السلام) وكيف سيجمع أنصاره وهل سألتم أنفسكم هل سيأتي بجيش من السماء أم من عامة الناس.
    إن لدعوة الإمام المهدي مراحل وهذه المراحل ستكون مشابهة لمرحلة ولادة الجنين حين يمر بمرحلة الخفاء، ثم الإستعداد للظهور في وسط الرحم دون أن يشعر الآخرون، ومن ثم علامات الولادة، ومن ثم المخاض، ومن ثم سياتي يوم الولادة، الذي يظهر فيه للعالم، وكيف سيكون استقبال الناس له بين رافض ومتعجب ومستعد لمجيئه، وهكذا سيكون نجاح هذه الولادة بقدر الاستعداد والتهيئة لهذه الولادة بمساعدة الممهدين لها، وهل سأل احد نفسه إن كنا نعيش عصر الظهور فأين الممهدين الذين تتحدث عنهم الروايات، هل سألتم انفسكم أين رايات الضلالة التي ترفع قبل ظهوره، واين الرايات المعادية له.
    فقد ورد عن الامام الباقر(عليه السلام): ( خروج السفياني واليماني والخراساني في يوم واحد في شهر واحد في سنة واحدة نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاَ فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني – إلى أن يقول – وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )
    فيجب أن ننتبه لدعوة اليماني والتي هي دعوة الحق لأنه سيدلنا على صاحبنا ألا وهو الإمام المهدي (عليه السلام)، واليماني هو الشخص الذي سيختاره الله تعالى من بين الناس، ليكون رسول الإمام (عليه السلام) إليهم ليجمع جيش الإمام وقادته الـ 313 الذين سيبايعون الإمام بين الركن والمقام عند قيامه المقدس.
    إن للإمام المهدي (عليه السلام) ظهوران مثلما كان له غيبتان، فالله سبحانه وتعالى جعل للإمام (عليه السلام) غيبتان، بدأت الغيبة الثانية بموت سفيره وإعلان الغيبة الكبرى، وهنا علينا أن نسأل أنفسنا فيما إذا قطعت أحدى الدول علاقتها بدولة أخرى وسحبت السفير فهل من الممكن أن تعيد تلك العلاقة مع هذه الدولة دون أن تفتح سفراتها من جديد في تلك الدولة حتى يمهد لمجيئ قائدها وزيارته لها.
    كذلك الإمام المهدي (عليه السلام) كيف يعتقد بعض الناس بل أكثرهم بأن الإمام المهدي (عليه السلام) سيأتي مباشرة دون أن يفتح سفارته من جديد ويتصل بالعالم بعد غيبة طويلة هكذا دون أن يرسل سفيراً عنه يبلغ العالم والبشرية ويهيئ له الطريق ويجمع له المستقبلين والمنتظرين، ويعطي فرصة للناس حتى ينتبهوا إلى ان هذا الشخص الذي غاب عن أعينهم هذه الأعوام الطويلة والتي امتدت مئات السنين آت إليهم.
    ولكنهم مع ذلك سينكرون هذا المرسل الذي يبعثه الإمام (عليه السلام) وسيكذبونه ويحاربونه ويفعلون به كما فعلت الأمم السالفة بالممهدين للأنبياء واتهموهم بشتى الإتهامات وطالبوهم بالمعجزات وهم يعلمون جيداً إن المعجزات ليست بيد الأنبياء والرسل ولكنها بيد الله.
    فوزير الإمام الذي هو من سيكون سفيره إلى العالم، وسيحاجج الناس بعلم القرآن ويدعوهم إلى الإمام، مما يدل على صدق دعوته إلى الحق.
    ونكون بذلك قد أخترقنا أحد الحجب التي توصلنا إلى يوم الولادة أي ولادة أمر الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا ما نسميه بالظهور الأصغر وبدأ ساعات المخاض، والتي تتحقق فيها علامات الولادة الكبرى وهنالك سيندم المستهزئون بالرسل كأسلافهم الذين كذبوا رسل الله واستهزءوا بهم واتهموهم بشتى الإتهامات وحاربوهم بشتى السبل، لأنهم نظروا إلى دعوة الإمام من منظار ضيق، وظنوا ان الظهور سيتحقق وهم منعمون لمجرد إنهم قالوا عجل الله فرج الإمام وجعلنا من أنصاره، فهل إن دعوة الحق بهذه البساطة وهل إن كل من قالها بلسانه وكذبها بفعله سينال الدرجة الرفيعة لأصحاب الإمام (عليه السلام) الذين هم خير من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام).
    وبما إن للإمام المهدي (عليه السلام) سنة من الأنبياء، حيث إن له سنة من جده محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ألا وهي مرحلة الدعوة التي سيلتحق بها الناس فيقول عنهم آخرون كما قالت قريش عن أنصار الرسول ومتبعيه {مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }(هود27 ).
    حيث أنكروا دعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، وقالوا هل يختار الله تعالى هذا النبي الأمي اليتيم من بين أظهرنا ونحن كبراء قريش وسادتها وعلماءها، وهذا الموقف مر به إبليس (لع) الذي عبد الله خمسمائة ألف سنة وبعدها خسر كل شيء لأنه لم يسلم أمره لله، بعدم سجوده لآدم (عليه السلام) وهو عصيانه لأمر الله سبحانه وتعالى إذن ما فائدة عبادته تلك.
    وكذلك يكون موقف الظالمين الطغاة والمتكبرين على دعوات الحق في زمن كل نبي، وسيمر وزير الإمام بنفس مراحل التكذيب التي مر بها الرسل السابقين وستطلق نفس الكلمات التي أطلقت على المرسلين في الأمم السابقة عليه وعلى أنصار دعوة الحق، وسيتهمونه بشتى التهم الباطلة وسيطردون كل من يتبعه من أباءهم وأهاليهم كما طرد أنصار الرسول من قِبل أهاليهم ومجتمعهم واتهموهم بالجنون والسحر حيث ورد عن الصادق (عليه السلام) قوله : (إن القائم (عليه السلام) يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .......)( غيبة النعماني ص308).


    حركته العسكرية
    إن لليماني الموعود حركة عسكرية كبيرة تبدأ من خراسان باتجاه الكوفة المقدسة، حيث تنطلق هذه الحركة من المكان الذي يهاجر له اليماني وأتباعه، فيخرجون متوجهين نحو الكوفة لأجل القضاء على حكومة بني العباس والسيطرة على العراق والكوفة لمواجهة السفياني وقواته التي ستتحرك في نفس الفترة تقريباً للسيطرة على العراق، وهذا هو التحرك العسكري الذي أشارت إليه الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، ونظام كنظام الخرز، يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم )(بحار الأنوار ج52 ص232 ).
    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني لأنه يهدي إلى الحق )( بحار الأنوار ج52 ص210 ).
    وهذا هو التحرك العسكري لليماني وليس خروجه لأول مرة وإعلان دعوته وإلا فمن أين له بالأتباع والقوات التي يواجه بها السفياني وقواته، إلا أن المتوقع أن يكون لليماني حركة عسكرية سابقة لذلك التحرك أو بالاحرى هي ثورة ضد حكومة بني العباس على أثر مقتل النفس الزكية وأصحابه، ولكنها تكون مقتصرة على النجف والكوفة وبعض المناطق القريبة منهما، فتنجح في بعض المدن، إلا انها لن تدوم طويلاً وذلك لقلة العدة والعدد في قوات اليماني، مما يضطرهم للانسحاب والاختفاء، ثم الهجرة بعد ذلك لأنهم سوف يكونون يومئذ مطلوبون للحكومة التي تسيطر على العراق بل إنهم سوف يعدون إرهابيين في نظر القانون الدولي آنذاك.


    حركته الإصلاحية


    لما تبين أن الفساد الأكبر في آخر الزمان يقع بين فقهاء السوء والضلالة فهم القادة والدعاة إليه، وهم سبب الانحراف الذي يصيب المجتمعات الإسلامية في آخر الزمان.
    وسبب الاختلاف الذي يقع بين الشيعة بسبب هؤلاء الفقهاء الذين سوف يظهرون الكثير من البدع، التي لا تمت إلى الدين الإسلامي بصلة، ويحسبونها من الدين، ويعطلون الكثير من الأحكام والفرائض التي لا تتلائم مع أهوائهم وأمانيهم وأنفسهم الأمارة بالسوء، وحبهم للدنيا وزخرفها.
    فإن من اللازم ظهور حركة إصلاحية تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام) وتمهد له، تتكفل بإصلاح البعض من الفساد، وتعديل بعض الاعوجاج والانحراف الحاصل نتيجة لتلك الأفعال، فإن من المنطقي أن يكون الإصلاح تدريجياً وليس دفعة واحدة كما قد يعتقد البعض.
    لذا فإن من المؤكد أن تبدأ حركة اليماني الإصلاحية من داخل المؤسسات الدينية، حيث تكون الانطلاقة الأولى لها بين مجتمع رجال الدين والفقهاء، لأن هذا هو موطن الخلل وهو بمثابة الرأس للجسد، فإذا لم يصلح الرأس لم يصلح الجسد.
    وهذا المعنى ليس غريباً في الدعوات الإلهية التي جاءت لتقويم الاعوجاج وتعديل الانحرافات التي أصابت المجتمعات الإنسانية بسبب الفقهاء المفسدين والحكام الجائرين.
    ولو تتبعنا مسيرات الرسل لوجدنا أن جميع الأنبياء والرسل (عليهم السلام) تبدأ دعواتهم في وسط تلك المجتمعات وبالتحديد بين أوساط بالعلماء والحكام.
    وخير شاهد على ذلك سيرة إبراهيم (عليه السلام) فإنه أول ما بدأ دعوته قام بتحطيم الأصنام ومحاججة النمرود قال تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }(البقرة (258) ) .
    أما بالنسبة لموسى (عليه السلام) فإن المولى تبارك وتعالى أول ما بعثه أمره بدعوة فرعون وملأه قال تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }( الزخرف (46) ) .
    وأما عيسى (عليه السلام) فإنه أول ما بدأ بعلماء اليهود فدعاهم إلى الدين المسيحي، حتى حاربوه وكذبوه واتهموه وقاموا بتحريض الحاكم الروماني ضده في محاولة منهم لقتله والقضاء عليه.
    أما بالنسبة لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فأول ما بدأ بدعوته قام بدعوة قريش، الذين هم في الواقع سادة العرب آنذاك، كما انه قام بدعوة اليهود والنصارى أيضاً، إلا انه كُذِب واتهم وقام أعداءه بمحاولة قتله والقضاء على دعوته.
    يتضح من كل هذا إن الدعوات الإلهية والحركات الإصلاحية تبدأ بالظهور في وسط مجتمعات العلماء والمؤسسات الدينية، حيث يقوم اليماني ببيان بعض الانحراف وكشف بعض أحكام وآراء الفقهاء المنحرفة وإحياء بعض الفرائض والسنن الميتة والدعوة إلى إماتة بعض البدع التي جاء بها أولئك العلماء.
    كما انه سوف يقوم بدعوتهم لإتباع الحق وسيرة الأئمة الأطهار(عليهم السلام) وترك العادات والأعراف البعيدة عن حقيقة الدين الإسلامي وسيرة النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
    كما أن اليماني سوف يدعو إلى العدل والإنصاف ورفع الخلاف ورص الصفوف وتوحيد الكلمة ليس على مستوى الشيعة فقط بل على مستوى المسلمين جميعاً حيث يدعو علماء الفريقين لنبذ الخلاف بينهم وجمع كلمة المسلمين سنة وشيعة.
    ومن هنا فإن المواجهة بين فقهاء آخر الزمان واليماني ستكون على أشدها حيث يحاولون إيهام أتباعهم ومؤيديهم بأنه يريد الحط من مقاماتهم وتشكيك الناس بقدراتهم وإيمانهم وإخلاصهم مما يتسبب ذلك في تنفير الناس عن اليماني وحركته بصورة خاصة، ودعوة الإمام المهدي (عليه السلام) بصورة عامة.
    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد

  • #2

    تعليق

    يعمل...
    X