إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النفس الزكية تاريخياً

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النفس الزكية تاريخياً

    النفس الزكية تاريخياً

    منقول من كتاب
    النفس الزكية
    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

    محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويكنى أبا عبد الله ، وأمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ويقال له : صريح قريش لأنه لم يقم عنه أم ولد في جميع إبائه وأمهاته وجداته .
    ولد في المدينة المنورة وعاش حياته نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية وكان من أفضل أهل بيته واكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله وحفظه له وفقهه في الدين وشجاعته وجوده وبأسه حتى لم يشك احد انه المهدي وشاع ذلك له في العامة وبايعه رجال من بني هاشم جميعا من آل أبي طالب وآل العباس وساير بني هاشم ، ثم ظهر من الإمام جعفر بن محمد الصادق قول في انه لا يملك وان الملك يكون في بني العباس .
    وخرجت دعاة بني هاشم إلى النواحي عند مقتل الخليفة الأموي الوليد بن يزيد واختلاف كلمة بني مروان فكان أول ما يظهرونه فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) وولده وما لحقهم من القتل والخوف والتشريد فإذا استتب لهم الأمر ادعى كل فريق منهم الوصية لمن يدعو إليه ، فلما ظهرت الدعوة لبني العباس وملكوا حرص السفاح والمنصور على الظفر بمحمد وإبراهيم لما في أعناقهم من البيعة لمحمد وتواريا فلم يزالا ينتقلان في الاستتار والطلب يزعجهما من ناحية إلى أخرى حتى ظهرا فقتلا .

    * ما ذكر في تسميته بالمهدي :
    إن فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها وأهل بيتها حتى قال لها بنوها خشينا أن نسمي بني القابلة ، فقالت : ( إن لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبد الله قالت: يا بني إني اطلب أمرا وظفرت به فلست بعائدة بعد اليوم إنشاء الله تعالى فهي التي أوقعت ذكره ) .
    ولد محمد وبين كتفيه خال اسود كهيئة البيضة عظيما فكان يقال له المهدي وكان يقال له صريح قريش وهو المهدي ، وقد قال فيه الشاعر الجهني :
    إن الذي يروى الرواة لبين إذا ما ابن عبد الله تجـــردا
    له خاتم لم يعطـه الله غيره وفيه علامات من البر والهـدى
    إنا لنرجو أن يكـون محمد إماما به يحيا الكتــاب المنزل
    به يصلح الإسلام بعد فساده ويحيا يتيم بائس ومعــــول

    ولما ولد محمد بن عبد الله سر به آل محمد وكانوا يروون عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن اسم المهدي محمد بن عبد الله فأملوه وسرو به ووقعت عليه المحبة وجعلوا يتذاكرونه في المجالس وتباشرت به الشيعة . وفي ذلك يقول الشاعر :

    ليهنكم المولود آل محمد
    إمام هدى هادي الطريقة مهتدي
    يسوم أمى الذل من بعد عزها
    وآل بني العاص الطريد المشرد
    فيقتلهم قتلا ذريعا وهذه
    بشارة جديه علي واحمد
    هما أنبأنا أن ذلك كائن
    برغم أنوف من عداة وحسد
    أميه صبرا طال ما اطرت لكم
    بنو هاشم آل النبي محمد
    كان محمد بن عبد الله يقول : إني كنت لأطلب العلم في دور الأنصار حتى لأتوسد عتبة احدهم فيوقظني الإنسان فيقول : إن سيدك قد خرج إلى الصلاة ما يحسبني إلا عبده .

    عن عمير بن الفضل الخثعمي قال: ( رأيت أبا جعفر المنصور يوما وقد خرج محمد بن عبد الله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف على الباب مع عبد له اسود وأبو جعفر ينتظره ولما خرج وثب أبا جعفر فاخذ بردائه حتى ركب ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد .
    فقلت : وكنت حينئذ اعرفه ولا اعرف محمدا ، من هذا الذي أعظمته هذا الإعظام حتى أخذت بركابه وسويت عليه ثيابه ؟
    قال: أو ما تعرفه قلت : لا . قال : هذا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن مهدينا أهل البيت ) .
    عن احمد بن عبد الله بن موسى قال: حدثني أبي : إن جماعة من علماء أهل المدينة أتوا علي بن الحسن فذكروا له هذا الأمر فقال :
    ( محمد بن عبد الله أولى بهذا مني فذكر حديثا طويلا قال: ثم أوقفني على أحجار الزيت فقال : ها هنا تقتل النفس الزكية ، قال فرأيناه في ذلك الموضع الذي أشار إليه مقتولا .
    عن مسلم بن بشار قال: كنت مع محمد بن عبد الله عند غنائم خشرم فقال لي :
    ( ها هنا تقتل النفس الزكية قال : فقتل هناك ) .
    عن المدائني عن سحيم بن حفص قال : ( إن نفرا من بني هاشم اجتمعوا بالابواء من طريق مكة فيهم إبراهيم الإمام العباسي والسفاح والمنصور وصالح بن علي وعبد الله بن الحسن وابناه محمد وإبراهيم ومحمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان فقال لهم صالح بن علي : ( إنكم القوم الذين تمتد أعين الناس إليهم فقد جمعكم الله في هذا الموضع فاجتمعوا على بيعة أحدكم فتفرقوا في الآفاق وادعوا الله لعل الله أن يفتح عليكم وينصركم ، فقال أبو جعفر (المنصور) العباسي : لأي شيء تخدعون أنفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى احد أميل أعناقا ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى يعني محمد بن عبد الله ، قالوا قد والله صدقت وأنا لنعلم هذا فبايعوا جميعا محمدا وبايعه إبراهيم الإمام العباسي والسفاح والمنصور وسائر من حضر فذلك الذي أغرى القوم لمحمد بالبيعة التي كانت في أعناقهم . فلما استلم أبو جعفر المنصور الخلافة قتل محمد(النفس الزكية) في المدينة بعد أن أعلن أن خلافة بني العباس باطلة ولا يجوز طاعتهم ) .
    عن حماد بن يعلى قال: قلت لعلي بن عمر بن علي بن الحسين ، امتع الله بك أسمعت جعفرا يذكر في محمد وإبراهيم شيئا قال: سمعته حين أمره أبو جعفر المنصور أن يسير إلى الربذة فقال :
    ( يا علي بنفسي أنت سر معي فسرت معه إلى الربذة فدخل على أبا جعفر وقمت انتظره فخرج علىّ جعفر الصادق وعيناه تذرفان فقال لي يا علي ما لقيت من ابن الخبيثة والله لأمضي ثم قال: رحم الله ابني هند انهنا إن كانا لصابرين كريمين والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس ) .
    خرج محمد بن عبد الله لليلتين بقيتا من جمادى سنة خمس وأربعين ومائة وعليه قلنسوة صفراء وعمامة قد شد بها حقويه متوشحا سيفا وهو يقول لأصحابه : لا تقتلوا لا تقتلوا وتعلق والي المدينة(رياح) في مشربه في دار مروان وأمر بالدرجة فهدمت فصعدوا إليه وانزلوه وحبسوا معه أخاه العباس بن عثمان وابن مسلم بن عقبة في دار مروان .
    دخل محمد المسجد قبل الفجر فخطب الناس ثم حضرته الصلاة فنزل فصلى وبايعه الناس طوعا إلا أناس ( أرسل إليهم ) .
    لما ظهر محمد بن عبد الله دعا أبو جعفر المنصور عيسى بن موسى العباسي فقال له :
    ( قد ظهر محمد فسر إليه فسار عيسى بن موسى العباسي إلى المدينة ومعه أربعة آلاف وبلغ محمد مسيره فخندق على المدينة خندق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخندق على أفواه السكك ) .
    قال المدائني : واقبل عيسى بن موسى إلى المدينة فكان أول من لقيهم إبراهيم بن جعفر الزبيري على بنية وأقم فعثر فرسه فسقط وقتل ، وسلك عيسى بطن فراة حتى ظهر على الجرف فنزل قصر سليمان بن عبد الملك صبيحة اثنا عشر ليلة من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة فعاجلهم عيسى بالقتال فلم يشعر أهل المدينة يوم الاثنين للنصف من شهر رمضان إلا بالخيل قد أحاطت به حين أسفروا فأمر عيسى بن موسى القائد العباسي احد قواده وهو عيسى بن زيد بالقتال والهجوم على المدينة فقاتل محمد (ذو النفس الزكية) هو وأصحابه قتالا شديدا .
    وكان إزاء محمد حميد بن قحطبة احد قواد عيسى بن موسى العباسي وكان محمد بن عبد الله بن الحسن طويلا وضخما وكان أثناء قتاله يرفس خصمه قبل أن يقتله لطول قامته فسمي (بالدفاس أو الرفاس) فقتلوا إلى الظهر ورماهم أهل خراسان بالنشاب وأكثروا فيهم الجراح وتفرقوا عن محمد فأتى دار مروان فصلى الظهر فيها واغتسل وتحنط فقال عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة : انه لا طاقة لك فالحق بمكة قال : لو خرجت من المدينة وفقدوني لقتلوا أهل المدينة كقتل أهل الحرة وأنت مني في حل يا أبا جعفر فاذهب حيث شئت .
    قال عيسى بن موسى لحميد بن قحطبة عند العصر : أراك قد أبطأت القتال في أمر هذا الرجل فولي حربه حمزة بن مالك قال : والله لو رمت أنت ذلك ما تركتك حين قتلت الرجال ووجدت ريح الفتح ثم جد في القتال وهم يواجهون مقاومة شديدة من محمد وأصحابه رغم قلة العدة والعدد حتى بدا أصحاب محمد يتساقطون الواحد تلوا الآخر ومحمد معهم يقاتل قتال شديد ويدير المعركة حتى استوحشوهم وضرب رجل محمد بسيف دون شحمة إذنه اليمنى وسال الدم وأجهده القتال وأعياه ذلك فبرك لركبتيه وتعادوا عليه وصاح حميد بن قحطبة لا تقتلوه فكفوا عنه حتى جاء حميد فاحتز رأسه . لعن الله حميدا وغضب عليه .
    وبعد مقتل محمد بن عبد الله (الدفاس) نقل جسده ورأسه إلى أبو جعفر المنصور (لع) وبعد بقائه عدة أيام القي جسده في نهر دجلة وأخذه جاري الماء حتى جنوب العراق حيث مدينة العمارة ودفن هناك رضوان الله عليه وظهرت له كرامات عديدة ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد .

    * * *
    بعد الاستعراض التاريخي من خلال المصادر لشخصية هذا الشهيد البطل ذات النسب الرفيع محمد بن عبد الله (الدفاس) نقول إنما ذكر من الشبهات حول هذا الشهيد من انه ادعى الإمام المهدي فهي غير صحيحة فهو لم يدّع ذلك وإنما قالوا فيه المهدي أي انه الذي يهدي الناس إلى أحقية آل البيت (عليهم السلام) هذا أولا .
    وثانيا إن وزير الإمام المهدي الذي يدعو الناس إلى الإمام ويسبقه في الظهور هو حسني النسب ويكون من ذرية الدفاس محمد ذو النفس الزكية لذلك اكتسب صفة المهدي لوجود نطفة المهدي الحسني في صلبه .
    وكذلك يكون النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة من صلبه وبذلك اكتسب صفة النفس الزكية بالإضافة إلى صفة المهدي والحمد لله الذي شرفنا بمحمد وآل محمد وبمحبتهم وموالاتهم وبغض أعدائهم وجعلنا من أنصارهم .





    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد
يعمل...
X