انطباق سنة الأحبار والرهبان على فقهاء عصر الظهور
أهل البيت يشبهون الفقهاء بالرهبان والأحبار
من فكر السيد القحطاني وزير الامام المهدي
هنا سنثبت بأن الفقهاء انطبقت عليهم السنة التي تحدثت عنها الآية القرآنية التي وصف الله بها الرهبان والأحبار بالحمار يحمل أسفارا وسنكشف بعض الأسرار الخاصة بتشبيه (الرهبان والأحبار بالحمار ) وبعض التفاصيل الجانبية الخاصة بالحمار وعلاقته بالذي شبههم الله به
قال رجل للصادق (عليه السلام): ( فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم ، فقال (عليه السلام) : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة، أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم ، وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي يا ابن رسول الله قال (عليه السلام) : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، وأشهر من أن لا تظهر لهم ، وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا ، والترفق بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا . فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم )( تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) ص 299 - 300).
في هذه الرواية عدة إشارات مهمة يجب الالتفات إليها
اولاً: شبه الإمام الصادق (عليه السلام) فقهاء الشيعة برهبان اليهود.
ثانياً : شبه مقلدي فقهاء بمقلدي رهبان اليهود.
ثالثاً: أشار إلى أن فقهاء الشيعة سيغيرون أحكام الله وسنن نبيه كما فعل رهبان اليهود.
اولاً: تشبيه الإمام الصادق (ع) فقهاء الشيعة برهبان اليهود.
جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام)مخاطباً شيعته ومحذرهم من تقليد فقهاءهم قائلاً: (إياكم والتقليد فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم أحلو لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون )( - كتاب تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ص74 ).
وجاء في خاتمة المستدرك للميرزا النوري معلقاً على جملة من أشباه هذه الأحاديث قائلاً ( تنبيه : ولا بد من ذكر ما صدر به الكتاب ، ليعرف أنه ما أخرج فيه إلا الخبر الثابت الصحيح ، عن الأئمة الأطياب (عليهم السلام) قال : فإنه لما كثرت الدعاوى والآراء ، واختلفت المذاهب والأهواء ، واخترعت الأقاويل اختراعاً وصارت الأمة شيعاً ، وافترقوا إفتراقاً ، ودرس أكثر السنن وانقطع ، ونجم حادث البدع فارتفع ، واتخذت كل فرقة من فرق الضلال رئيسا لها من الجهال ، فاستحلت بقوله الحرام ، وحرمت به الحلال ، تقليداً له واتباعاً لأمره ، بغير برهان من كتاب ولا سنة ، ولا بإجماع جاء من الأمة ، فذكرنا عند ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( لتسلكن سبيل الأمم قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )، فكانت الأمة - إلا من عصمه الله منها بطاعته ، وطاعة رسوله وأوليائه ، الذين افترض الله طاعتهم - في ذلك كمن حكى الله عز وجل نبأه من الأمم السالفة ، بقوله عز وجل : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) وروينا عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، أنه تلا هذه الآية فقال ( والله ما صاموا لهم ، ولا صلوا إليهم ، ولكنهم أحلوا لهم حراما فاستحلوه ، وحرموا عليهم حلالا فحرموه )( - خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج 1 - ص 157 – 158).
الميرزا النوري يريد بتعليقه القول بأن كل من جلس مجلس الأئمة المعصومين وتلاعب بالدين وادخل فيه ما ليس به فهو شبيه بالرهبان والأحبار الذين أحدثوا في دينهم وغيروا أحكام الله وسنن أنبياءهم .
وبعد ان اثبت الإمام الصادق (عليه السلام)ان سنة الرهبان ومقلديهم ستنطبق على فقهاء السوء ومقلديهم وجب علينا الإشارة إلى نقاط الشبه بين الفريقين ( الاحبار والرهبان وفقهاء السوء )
النقطة الاولى : تصاريح كبار المحدثين بركوب فقهاء الشيعة مراكب فقهاء فسقة العامة بعد غيبة الإمام (عليه السلام).
لقد ذم الله سبحانه فقهاء اليهود والنصارى على حد سواء بهجرهم أحكامه التي أنزلها في كتابه وهجرهم لسنن أنبياءهم اذ قال عز من قائل: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الظالمين } فهم حملوا ما أوجب الله سبحانه عليهم ان يعملوا بأحكامه التي في التوراة لكنهم لم يحملوها اي لم يعملوا بأحكامها فكان كتاب الله بينهم مهجورا، وإن كانوا يقرؤون آياته فالقراءة وحدها دون العمل وفق ما يقرر كتاب الله لا تنفع كما هو واضح , بل الأمر لم يقتصر على هجر الكتاب فقط بل فعلوا ما هو أشد من هجر كتاب الله سبحانه ، فقد جعلوا لأنفسهم الحق بالتشريع مع الله سبحانه، ومع مرور فترة من الزمن ليست بالطويلة وصلوا إلى ما هو أبعد من ذلك بأن سدوا الباب بوجه التشريع الإلهي المتمثل بالتوراة ومترجميها من الأنبياء والرسل.
وبهذا الأمر قد الغوا التشريع الرباني وجعلوا التشريع منحصراً بهم, فكانوا يشرعون أحكاماً مخالفة لأحكام الله سبحانه التي أنزلها في كتابه وهو قول الإمام الصادق (عليه السلام): ( إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات )( الإحتجاج للطبرسي ج2 ص263).
فكانوا يغيرون أحكام الله سبحانه بأحكامهم التي استحدثوها والتي يأخذها مقلديهم عنهم بتسليم مطلق، لذلك ذم الله الرهبان لتغيرهم احكامه سبحانه وذم المقلدين لاتباعهم الأعمى دون تفحص , وسنة الأحبار والرهبان عادت وانطبقت أول مرة في الإسلام بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد تم تغيير أحكام الله وهجر سنن نبيه وتغييب وصيه من قبل رهبان وأحبار أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) آنذاك.
فقد جاء عن صفوان بن يحيى عن أبي حازم قال : قلت لاَبي عبد الله (عليه السلام): ( إني ناظرت قوماً فقلت : ألستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الحجة من الله على الخلق ، فحين ذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان الحجة بعده ؟ فقالوا: القرآن. فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيها المرجئيّ والحروري والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلاّ بقيم، ما قال فيه من شيء كان حقاً. قلت : فمن قيّم القرآن ؟ قالوا : قد كان عبد الله بن مسعود وفلان وفلان وفلان يعلم. قلت : كلّه ؟ قالوا : لا. فلم أجد أحداً يقال : إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وإذا كان الشيء بين القوم ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، فأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان قيم القرآن ، وكانت طاعته مفروضة، وكان حجّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الناس كلّهم، وإنّه (عليه السلام) ما قال في القرآن فهو حقّ. فقال ـ يعني الإمام الصادق (عليه السلام) رحمك الله )( - علل الشرائع ص192).
وقد أحوجهم الإعراض عن مصدر التشريع المتمثل بالإمام المعصوم (عليه السلام) إلى إفتاء أتباعهم بعقولهم القاصرة ومن هنا بدئوا بالبحث عن مصدر للتشريع بديل عن الثقلين، فكان الاجتهاد هو البوابة لدخولهم لعلم تشريع جديد لم ينزل الله به من سلطان، فكانت ثمرة الإجتهاد القياس والظن والاستحسان هي هذه الفتاوى، فكانت كل فتاواهم مختلفة عن أحكام آل محمد (عليهم السلام) فكانت الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) إذا احتاج حكما ولم يستطع أن يصل إلى الإمام سأل المخالفين ويأخذ بالضد، لأن المخالفين أسسوا ديناً مخالفاً لدين الله سبحانه، وقد أشار أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذا الأمر فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يبين السبب أن المخالفين لهم دين مغاير لدين الله سبحانه في قوله لاحد اصحابه : ( لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما يقوله العامة؟ فقلت: لا أدري. فقال: إن علياً (عليه السلام) لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الامة إلى غيره إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين (عليه السلام)عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس )( - فرائد الأصول للشيخ الأنصاري ج1 ص615).
أهل البيت يشبهون الفقهاء بالرهبان والأحبار
من فكر السيد القحطاني وزير الامام المهدي
هنا سنثبت بأن الفقهاء انطبقت عليهم السنة التي تحدثت عنها الآية القرآنية التي وصف الله بها الرهبان والأحبار بالحمار يحمل أسفارا وسنكشف بعض الأسرار الخاصة بتشبيه (الرهبان والأحبار بالحمار ) وبعض التفاصيل الجانبية الخاصة بالحمار وعلاقته بالذي شبههم الله به
قال رجل للصادق (عليه السلام): ( فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم ، فقال (عليه السلام) : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة، أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم ، وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي يا ابن رسول الله قال (عليه السلام) : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، وأشهر من أن لا تظهر لهم ، وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا ، والترفق بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا . فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم )( تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) ص 299 - 300).
في هذه الرواية عدة إشارات مهمة يجب الالتفات إليها
اولاً: شبه الإمام الصادق (عليه السلام) فقهاء الشيعة برهبان اليهود.
ثانياً : شبه مقلدي فقهاء بمقلدي رهبان اليهود.
ثالثاً: أشار إلى أن فقهاء الشيعة سيغيرون أحكام الله وسنن نبيه كما فعل رهبان اليهود.
اولاً: تشبيه الإمام الصادق (ع) فقهاء الشيعة برهبان اليهود.
جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام)مخاطباً شيعته ومحذرهم من تقليد فقهاءهم قائلاً: (إياكم والتقليد فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم أحلو لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون )( - كتاب تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ص74 ).
وجاء في خاتمة المستدرك للميرزا النوري معلقاً على جملة من أشباه هذه الأحاديث قائلاً ( تنبيه : ولا بد من ذكر ما صدر به الكتاب ، ليعرف أنه ما أخرج فيه إلا الخبر الثابت الصحيح ، عن الأئمة الأطياب (عليهم السلام) قال : فإنه لما كثرت الدعاوى والآراء ، واختلفت المذاهب والأهواء ، واخترعت الأقاويل اختراعاً وصارت الأمة شيعاً ، وافترقوا إفتراقاً ، ودرس أكثر السنن وانقطع ، ونجم حادث البدع فارتفع ، واتخذت كل فرقة من فرق الضلال رئيسا لها من الجهال ، فاستحلت بقوله الحرام ، وحرمت به الحلال ، تقليداً له واتباعاً لأمره ، بغير برهان من كتاب ولا سنة ، ولا بإجماع جاء من الأمة ، فذكرنا عند ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( لتسلكن سبيل الأمم قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )، فكانت الأمة - إلا من عصمه الله منها بطاعته ، وطاعة رسوله وأوليائه ، الذين افترض الله طاعتهم - في ذلك كمن حكى الله عز وجل نبأه من الأمم السالفة ، بقوله عز وجل : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) وروينا عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، أنه تلا هذه الآية فقال ( والله ما صاموا لهم ، ولا صلوا إليهم ، ولكنهم أحلوا لهم حراما فاستحلوه ، وحرموا عليهم حلالا فحرموه )( - خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج 1 - ص 157 – 158).
الميرزا النوري يريد بتعليقه القول بأن كل من جلس مجلس الأئمة المعصومين وتلاعب بالدين وادخل فيه ما ليس به فهو شبيه بالرهبان والأحبار الذين أحدثوا في دينهم وغيروا أحكام الله وسنن أنبياءهم .
وبعد ان اثبت الإمام الصادق (عليه السلام)ان سنة الرهبان ومقلديهم ستنطبق على فقهاء السوء ومقلديهم وجب علينا الإشارة إلى نقاط الشبه بين الفريقين ( الاحبار والرهبان وفقهاء السوء )
النقطة الاولى : تصاريح كبار المحدثين بركوب فقهاء الشيعة مراكب فقهاء فسقة العامة بعد غيبة الإمام (عليه السلام).
لقد ذم الله سبحانه فقهاء اليهود والنصارى على حد سواء بهجرهم أحكامه التي أنزلها في كتابه وهجرهم لسنن أنبياءهم اذ قال عز من قائل: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الظالمين } فهم حملوا ما أوجب الله سبحانه عليهم ان يعملوا بأحكامه التي في التوراة لكنهم لم يحملوها اي لم يعملوا بأحكامها فكان كتاب الله بينهم مهجورا، وإن كانوا يقرؤون آياته فالقراءة وحدها دون العمل وفق ما يقرر كتاب الله لا تنفع كما هو واضح , بل الأمر لم يقتصر على هجر الكتاب فقط بل فعلوا ما هو أشد من هجر كتاب الله سبحانه ، فقد جعلوا لأنفسهم الحق بالتشريع مع الله سبحانه، ومع مرور فترة من الزمن ليست بالطويلة وصلوا إلى ما هو أبعد من ذلك بأن سدوا الباب بوجه التشريع الإلهي المتمثل بالتوراة ومترجميها من الأنبياء والرسل.
وبهذا الأمر قد الغوا التشريع الرباني وجعلوا التشريع منحصراً بهم, فكانوا يشرعون أحكاماً مخالفة لأحكام الله سبحانه التي أنزلها في كتابه وهو قول الإمام الصادق (عليه السلام): ( إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات )( الإحتجاج للطبرسي ج2 ص263).
فكانوا يغيرون أحكام الله سبحانه بأحكامهم التي استحدثوها والتي يأخذها مقلديهم عنهم بتسليم مطلق، لذلك ذم الله الرهبان لتغيرهم احكامه سبحانه وذم المقلدين لاتباعهم الأعمى دون تفحص , وسنة الأحبار والرهبان عادت وانطبقت أول مرة في الإسلام بعد استشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد تم تغيير أحكام الله وهجر سنن نبيه وتغييب وصيه من قبل رهبان وأحبار أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) آنذاك.
فقد جاء عن صفوان بن يحيى عن أبي حازم قال : قلت لاَبي عبد الله (عليه السلام): ( إني ناظرت قوماً فقلت : ألستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الحجة من الله على الخلق ، فحين ذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كان الحجة بعده ؟ فقالوا: القرآن. فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيها المرجئيّ والحروري والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلاّ بقيم، ما قال فيه من شيء كان حقاً. قلت : فمن قيّم القرآن ؟ قالوا : قد كان عبد الله بن مسعود وفلان وفلان وفلان يعلم. قلت : كلّه ؟ قالوا : لا. فلم أجد أحداً يقال : إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وإذا كان الشيء بين القوم ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، فأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان قيم القرآن ، وكانت طاعته مفروضة، وكان حجّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الناس كلّهم، وإنّه (عليه السلام) ما قال في القرآن فهو حقّ. فقال ـ يعني الإمام الصادق (عليه السلام) رحمك الله )( - علل الشرائع ص192).
وقد أحوجهم الإعراض عن مصدر التشريع المتمثل بالإمام المعصوم (عليه السلام) إلى إفتاء أتباعهم بعقولهم القاصرة ومن هنا بدئوا بالبحث عن مصدر للتشريع بديل عن الثقلين، فكان الاجتهاد هو البوابة لدخولهم لعلم تشريع جديد لم ينزل الله به من سلطان، فكانت ثمرة الإجتهاد القياس والظن والاستحسان هي هذه الفتاوى، فكانت كل فتاواهم مختلفة عن أحكام آل محمد (عليهم السلام) فكانت الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) إذا احتاج حكما ولم يستطع أن يصل إلى الإمام سأل المخالفين ويأخذ بالضد، لأن المخالفين أسسوا ديناً مخالفاً لدين الله سبحانه، وقد أشار أهل البيت (عليهم السلام) إلى هذا الأمر فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يبين السبب أن المخالفين لهم دين مغاير لدين الله سبحانه في قوله لاحد اصحابه : ( لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما يقوله العامة؟ فقلت: لا أدري. فقال: إن علياً (عليه السلام) لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الامة إلى غيره إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين (عليه السلام)عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس )( - فرائد الأصول للشيخ الأنصاري ج1 ص615).
تعليق