إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

متى بدأ التأسيس لهجر الثقلين وما هي التبريرات لذلك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متى بدأ التأسيس لهجر الثقلين وما هي التبريرات لذلك

    متى بدأ التأسيس لهجر الثقلين وما هي التبريرات لذلك

    منقول من كتاب (الأمثال في القرآن) من فكر السيد القحطاني

    بعد أن اخبرنا آل محمد (عليهم السلام) بأحاديثهم الواردة بكثرة أن الفقهاء سيهجرون السنن ويستبدلوها بسنن اجتهادية ظنية وأن القائم (عليه السلام) عند قيامه سيحيي سنن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) , بقي علينا أن نرى التطبيق العملي للهجران على ارض الواقع. وهنا سندرج ثلاث اقوال كل قول نتحدث فيه عن مرحلة من مراحل هجر سنن أهل البيت (عليهم السلام).

    إماتة السنة الشريفة من قبل الفقهاء الذين حملوا السنة ثم لم يحملوها
    المرحلة الاولى :
    حارب المحدثون القدامى ظاهرة الطعن بسنة محمد واله (عليهم السلام) في بداياتها من قبل فقهاء الإجتهاد والقياس والاستحسان بكل قوة فمنهم من عذب ومنهم من قتل ومنهم من نفي من وطنه , وتاريخ معاناة المحدثون ورواة الحديث من قبل فقهاء الإجتهاد حافل بجرائم يندى له جبين الإنسانية قبل الشرع والدين, فقد لاقى أحد المدافعين عن تراث ال محمد (عليهم السلام) ضد فقهاء الاجتهاد محمد الاسترابادي ما لم يلقي غيره من الارهاب والتعذيب فقد حاصر مقلدة فقهاء السوء على اثر فتاوى مراجعهم بيته بمدينة الكاظمية قرب الإمامين الجوادين (عليهم السلام) وتم سحله وعائلته في الشوارع بسبب انه دافع عن محمد واله ودينهم , ضد الاجتهاد والآراء الشخصية، وينقل السيد رؤوف جمال الدين أن سبب قتل جده الميرزا السيد محمد الأخباري أنه دارت بينه وبين الشيخ جعفر كاشف الغطاء مراسات ومجادلات في مهمات مسائل الأصول فلما انتصر فيها على الشيخ جعفر وأفحمه ولم يستطع الرد على حججه القوية وبراهينه الساطعة واسقط ما في يده وشاع خبر ذلك بين الناس استشاط غضباً وكتب في جوابه حيث لم يكن لديه ما يجيب به ( لقد تعجلت بنار الدنيا قبل نار الآخرة ).
    فكتب اليه الميرزا السيد محمد الأخباري : ( لقد توعدتني بما توعد به سلفك جدي الإمام الحسين في يوم عاشوراء في كربلاء) . ثم هجم على السيد في داره في الكاظمية أتباعه وأحاطوا به وبعد مجابهة قتلوه وجماعة كانت معه وصلب ثلاثة أيام.
    فهذه هي الصورة الحقيقية للصراع الذي دار في بدايات تغيير الدين المحمدي بين من يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم من أشباه الأحبار والرهبان من جهة وبين من يدافع عن الحق المتمثل بالثقلين من جهة أخرى , ومن ينذر نفسه للدفاع عن الحق فإنه يعرف مدى التضحيات التي سيدفعها في سبيل الدفاع عن دين الله ضد من يريد تحريفه وتزييفه, فمصير المدافعين عن الحق وأهله الموت بأبشع صوره كما حصل مع أئمتنا (عليهم السلام) فقد قتلوا ومثل بأجسادهم الطاهرة بسبب دفاعهم عن أحكام الله سبحانه كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم العاشر في كربلاء للمتشيعة الذين قاتلوا تحت لواء أبيه أمثال الشمر الذي كان يسمى فقيه أهل العراق قائلا (عليه السلام): (يا ويلكم علام تقاتلوني على حق تركته أم على سنة غيرتها أم على شريعة بدلتها ) فهذا حال الدنيا العجيبة فالذي يدافع عن الدين ضد الذين يريدون تخريبه يسمى مبتدع ويقتل شر قتلة والذي يغير ويحرف يسمى حصن الإسلام والمدافع عنه كما كان أنداد أهل البيت ممن استولى على مناصبهم التي نصبهم الله فيها .
    أما فقهاء الشيعة المجتهدين فلم يكن حالهم أفضل من حال الذين سبقوهم , فالتحريف والتغيير الذي أجروه على الدين لم يكن أقل من تغيير أشباههم من فقهاء العامة والأحبار والرهبان بأديانهم , فقد استحدث فقهاء الاجتهاد قواعد غريبة إنماث تحتها كل الدين، وهذه القواعد تم إستيراد أكثرها من العامة والقسم الآخر قاموا باختراعه بأنفسهم , وهذه القاعدة التي سنتكلم عنها هنا والتي من خلالها تم تدمير سنن محمد واله (عليهم السلام) , كانت البداية لتأسيس دين جديد ومخالف لدين الله سبحانه الذي عرفناه من الثقلين (الكتاب والسنة) والقاعدة تقول: ( إنّ القرآن قطعي الصدور ظنّي الدلالة, والسُنّة ظنّية الصدور والدلالة).
    معنى هذه القاعدة المستحدثة , أن القرآن غير محرف وصدوره عن الله قطعي يقيني لكن مدلولات آياته ظنية ومتنه غير واضح وكل آياته تحمل وجوه كثيرة ولا يمكن الاعتماد عليه لأخذ أحكام الإسلام وعليه يجب البحث عن مصدر آخر لأخذ أحكام الإسلام منه .
    ولهذا السبب بحثوا عن مصدر للتشريع يكون أفضل واوضح من القرآن وأكثر يقيناً منه وبعد هذه التهمة للقران وضعوه جانباً .
    أما السنة الشريفة فهي الأخرى قد نالها من هؤلاء الفقهاء أشد مما نال القرآن فالسنة عندهم غير قطعية الصدور ، اي لا يوجد دليل على أن هذه الروايات واردة عن أهل البيت، ولا قطعية الدلالة أي أن الروايات غير مفهومة ولا يمكن الإعتماد عليها لأخذ الأحكام , فالسنن لا يعدوا كونها ظن بظن عند فقهاء الاجتهاد، أما القياس والظن والاستحسان والاجتهاد فهو عندهم يقين وأفضل من كلام الله سبحانه وكلام الأئمة (عليهم السلام) ويصلح لاستنباط الأحكام وهذا ما حصل بالفعل فكل أحكامهم اليوم ظنية واذا سألت فقيه عن فتواه هل هي يقينية يقول لك لا هي ظنية . فعندها تعرف مدى عظمة المكر الذي مكروا به الثقلين فمن جهة اتهموا القرآن والسنة أنهما ظنيي الدلالة ومن جهة أخرى يفتوك بالظن ويعترفون بذلك .
    ويكذب فريتهم على الثقلين بأنهما ظنيي الدلالة والصدر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ( كمال الدين وتمام النعمة ص240).
    وقال في روايات اخرى: ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها وقع في النار ) وفي رواية " هلك " وفي رواية " غرق " وقال في مواضع أخر: ( مثل أهل بيتي فيكم كباب حطة من دخله كان آمنا ) ( - كتابه الكافي للحلبي - - ص 97).
    وعلق أبو الصلاح الحلبي في كتابه الكافي للحلبي - - ص 96 – 97 ما نصه ( ووجه الاحاديث ، أنه صلى الله عليه وآله أمر على جهة الإخبار بالتمسك بكتاب الله وعترته هي أمان المتمسك بهم من الضلال ، إذ لو كان الخطاء جائزاً على المتمسك لم يكن المتمسك آمنا من الضلال ، ولأنه صلى الله عليه وآله جمع بينهم وبين الكتاب المهيمن على كل حجة في وجوب التمسك ، وذلك مقتض لكونهم حججا يجب الاقتداء بهم كالكتاب ، ولأنه صلوات الله عليه وعليهم أوجب التمسك بهم في كل شيء ببرهان إطلاق التمسك من غير تخصيص ، ولمساواته في ذلك بينهم وبين الكتاب الذي يجب التمسك بجميعه ، وذلك مقتض للاقتداء بأقوالهم وأفعالهم المتعلقة بالتكليف ، وهذا معنى فرض الطاعة الذي لا يستحقه إلا الإمام " الى قوله " ونص على نجاة متبع أهل بيته وأمانه من الضلال).
    وهم بجريمتهم هذه قد سقطوا هم ومقلديهم في أحضان الشيطان , لأن ابتعادهم عن الثقلين ينتج عنه الضلال كما هو واضح , ونوجه إليهم هذا القول : هل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غفل عن ما انتبهتم له من أن الثقلين لا يصلحان لأخذ أحكام الإسلام منهما، ثم إذا كانا لا يصلحان لأخذ الأحكام كما تزعمون فكيف يوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس إلى التمسك بالثقلين وضمن لمن تمسك بهما بعدم الضلالة ابداً فهل خفي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن كلام الله وكلامه وعترته ظني ولا يصلح التعبد بأحكامهما !!
    سأنقل رواية أخرى لبطلان هذه الاراجيف فقد جاء عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث - قال : ( يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء علماء أنهم قد أثبتوا جميع الفقه والدين مما تحتاج إليه الأمة ، وليس كل علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علموه ، ولا صار إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا عرفوه ، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا ، فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وتركوا الآثار ودانوا بالبدع ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : كل بدعة ضلالة ، فلو أنهم إذا سألوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله، ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم )( - وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 61).
    وكانت هذه المرحلة الأولى من التأسيس لإلغاء الثقلين من الحياة الناس ولكي يتم فسح المجال لإدخال سنن وقواعد جديدة تتيح لهم التصرف بالأموال والمناصب الإلهية لكي يتم تركيع الناس لهم، فمن غير الممكن أن يمرر المشروع الشيطاني لفقهاء السوء ما دام الناس تدين بالثقلين لأن كل قول فيهما يربط الناس بالله والإمام المعصوم فقط, وبالتالي التعبد بالثقلين يخرج كل من يريد أن يعلوا في الأرض من دائرة الرئاسة التي حذر منها ال محمد (عليهم السلام) وحصروها بهم فقط , لكن هذا الأمر لا ينفع الشيطان واتباعه لأن الأمر اذا تم كما يريد الله وأهل البيت لا يدخل النار سوى ابليس اللعين وهذا ما لا يقبله ابداً.
يعمل...
X