إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقهاء الشيعة يسلكون مسلك العامة في تقسيم الحديث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقهاء الشيعة يسلكون مسلك العامة في تقسيم الحديث

    فقهاء الشيعة يسلكون مسلك العامة في تقسيم الحديث

    منقول من كتاب (الأمثال في القرآن) من فكر السيد القحطاني

    كان الشيعة في زمان الائمة (عليهم السلام) إذا ورد عليهم حديث وأرادوا معرفة صحته جاؤوا الى المعصوم (عليه السلام) وسألوا عن ذلك وكان الحديث عندهم أما صحيح وصادر عن العترة أو مكذوب عليهم , والمكذوب يرد علمه إلى أهله وهم آل محمد (عليهم السلام), وكان الشيعة يعملون على هذه الطريقة لمعرفة الأحاديث إلى أن غيب المعصوم (عليه السلام) فانقسم الشيعة إلى قسمين , قسم وهم القلة تمسكوا بما أمرهم به الائمة (عليهم السلام) بعدم رد الحديث وان اشمأزت منه قلوبهم، فالرد اليهم (عليهم السلام) وهو الحل والخلاص لمعرفة الحديث الصحيح من غيره , أما القسم الثاني وهم الأكثر اتبعوا فقهاء الاجتهاد الذين خرجوا عما كان عليه الشيعة من الالتزام بما قرره الأئمة (عليهم السلام) من عرض الحديث على القرآن والسنة والرد اليهم (عليهم السلام) .
    فكانت لهم طريقة لمعرفة الحديث الصحيح من المكذوب وهو ما سار عليه فسقة العامة من عرض الحديث على عقولهم فإذا استحسنت عقولهم الحديث قبلوه وان رفضته رفضوه فكان العقل هو الحاكم على كلام الائمة (عليهم السلام).
    وهناك طريقة اخرى لمعرفة الأحاديث ايضاً استوردوها من فسقة العامة وهو عرض الحديث على علم الرجال , ومنهجهم هذا مخالف لمنهج محمد وآله الأطهار (عليهم السلام) الذي وضعوه لمعرفة الحديث لان علم الرجال أو الأصول هو علم وضعه فسقة العامة ولا يمت بصلة إلى آل محمد (عليهم السلام) بل هو على العكس من منهج ال محمد وبالضد منه تماماً.
    والدليل على أن منهجهم لمعرفة الاحاديث استوردوه من فسقة العامة اعتراف الفقيه محمد باقر البهبودي الذي قال في مقدمة زبدة الكافي ما نصه ( حتى أواخر القرن السابع , بقى معياراً للصحة والاعتبار الشرطان اللذان تقدم تحديدهما , من حيث استنادهما إلى القرآن والسنة , وقد تقدم شرح مختصر لهما في مستهل كلامنا . غير أنه ـ ومنذ أواخر القرن السابع ـ برز ميل جديد , فمتابعة لعلماء أهل السنة تعين معيار جديد لصحة الحديث : فقد تقرر بموجب هذا الاتجاه الجديد أن صحة الحديث يحددها ـ فقط ـ سند الحديث : وقاموا ـ على هذا الأساس ـ بتقسيم أحاديث الكتب الأربعة إلى خمسة أقسام : حديث صحيح وحديث حسن وحديث موثق وحديث قوي وحديث ضعيف )
    فقد كان الشيعة ومحدثوهم يعرفون الحديث الصحيح من غيره من خلال عرضه على الثقلين الكتاب والسنة حتى القرن السابع وبعده اتت البدع تترى من فسقة العامة إلى مذهب آل محمد (عليهم السلام) بجهود فقهاء الاجتهاد المتأخرين فهم من ساهموا في سلخ دين الحق واستبداله بدين العامة والمعتمد على الاجتهاد والظن والقياس وكل بدعة, وقول الفقيه (تقرر بموجب هذا الاتجاه الجديد) أي أنه جديد على دين آل محمد (عليهم السلام) وجديد على الشيعة فقبل هذا الاتجاه كان الامر مختلف تماماً, وقوله (بموجب هذا الاتجاه الجديد أن صحة الحديث يحددها ـ فقط ـ سند الحديث ).
    وبعد دخول هذا المنهج الغريب إلى الدين تغيرت طريقة معرفة الحديث فالشيعة ومحدثوهم كانوا يعتمدون على ما قاله الله سبحانه ومحمد واله (عليهم السلام) لمعرفة صحة الحديث وهو عرض الحديث على الثقلين، ولكن بعد القرن السابع تغير المنهج , فبدأنا نسمع تقسيمات جديدة لم نكن نعرفها من قبل ولم يشير اليها آل محمد (عليهم السلام) في رواياتهم وهي تقسيمات العامة للحديث بتقسيم أحاديث الكتب الأربعة إلى خمسة أقسام : حديث صحيح وحديث حسن وحديث موثق وحديث قوي وحديث ضعيف.
    وجاء في كتاب مرآة الكتب - التبريزي - ص 329 - 330 ما نصه : ( السيد أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن طاووس الحسني هو أخو السيد رضي الدين علي بن طاووس لأبيه وأمه . ذكره تلميذه ابن داود في رجاله وأثنى عليه غاية الثناء . وهو ( رحمه الله ) كان مجتهدا واسع العلم ، إماما في الفقه والأصولين . وهو أول من قسم الحديث إلى أربعة أقسام ، وتبعه في ذلك وشيده تلميذه العلامة الحلي ).
    فقبل هذين المجتهدين لم يقسم الحديث عن الشيعة هذا التقسيم, وأول من قسم الأحاديث هم العامة وجاء في كتاب إرشاد الأذهان - العلامة الحلي - ج 1 - ص 66 ما نصه : (نعم وهذا العلامة هو أول من قسم الحديث إلى أقسامه المشهورة ، قال السيد الأمين : اعلم أن تقسيم الحديث إلى أقسامه المشهورة كان أصله من غيرنا ، ولم يكن معروفا بين قدماء علمائنا ) وقول العلامة السيد الامين " اصله من غيرنا " اي من غير مذهب آل محمد (عليهم السلام) بل هو أجنبي على المذهب ولم يأمر به الأطهار (عليهم السلام) في رواياتهم.
    إن الفقهاء المجتهدين مولعين بمذهب فسقة العامة فما من فعل أو قاعدة مخترعة إلا وادخلوها إلى دين آل محمد (عليهم السلام) , فلما ادخل الحلي هذه وغيرها من هادمات الدين وصفوه كأحد المحدثين الذين هدموا الدين حيث جاء في كتاب منتهى المطلب (ط.ج) ج 3 - ص ترجمة المؤلف 24 : ( وبالغ بعض متعصبة الأخبارية فقال : هدم الدين مرتين ، ثانيتهما : يوم أحدث الاصطلاح الجديد في الأخبار . وربما نقل عن بعضهم جعل الثانية : يوم ولد العلامة الحلي ).
يعمل...
X