إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدعة التقليد بين الاحبار والرهبان والفقهاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدعة التقليد بين الاحبار والرهبان والفقهاء

    لصفات والافعال والسلوكيات المشتركة بين فقهاء اليهود والنصارى وفقهاء الشيعة المجتهدين

    ثالثا: بدعة التقليد بين الاحبار والرهبان والفقهاء

    الشيعة يعبدون فقهاءهم كما عبد اليهود والنصارى الأحبار والرهبان

    منقول من كتاب (الأمثال في القرآن) من فكر السيد القحطاني

    أوجب الأحبار والرهبان على عوام اليهود والنصارى تقليدهم بأمور الدين، وقد أشار القرآن إلى هذا الأمر بقوله تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } فالعبادة هنا معناها الطاعة المطلقة فقد جاء عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال: (قلت له :{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون )( الكافي ج1 ص53).
    أما اليهود فهم قلدوا فقهاءهم (الأحبار) بعد غياب النبي موسى ووصيه يوشع (عليهما السلام) فالفراغ الحاصل بغياب الحجة أثار شهوة الأحبار التسلطية فاستغلوا الفرصة بطرح انفسهم كبديل للنبي في غيبته وما كان من العوام الجهلة إلا أن باركوا هذا البديل فتمت الطبخة بجلوس الأحبار في مجلس النبي , وبقوا متسلطين على الناس يعيثون في الأرض فساداً وفي الشريعة تخريباً إلى أن أظهر الله نبيه عيسى (عليه السلام) فلاقى من الأحبار ومقلديهم أشد مما لاقى موسى من فرعون وملائه، فقد بين النبي عيسى (عليه السلام) كيف جلس هؤلاء على كرسي موسى (عليه السلام) بعد غيابه قائلاً لليهود : (على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق ، وأن يدعوهم الناس: سيدي، سيدي وأما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح، وأنتم جميعا إخوة)( - أنجيل متى - الاصحاح 23)
    كان مجيء النبي عيسى (عليه السلام) بمثابة الزلزال على سلطان الأحبار, فقد نسف عروشهم التي بنوها على الكذب والخداع والحرام وفضح كذبتهم التي كذبوها على عوام اليهود, من أنهم نواب النبي موسى وحججه وبابه الذي منه يؤتى بعد غيبته وكشف زيفهم للعوام وبين كل مثالبهم للعلن فلم يدخر جهداً إلا بذله لتعريتهم أمام مقلديهم وأمام كل الناس .
    أما النصارى ورهبانهم فكما حصل مع اليهود بعد غياب الحجة (عليه السلام) - موسى ووصيه - من استيلاء فقهاء اليهود على منصب الحجة , فكذلك جلس الرهبان في مجلس النبي عيسى (عليه السلام) بعد غيبته وبنفس الطريقة فما أن خلت الساحة من حجة لله ظاهر للناس إلا واستغل الرهبان الفراغ بطرح انفسهم كبديل للحجة , وتم الأمر وتربع الرهبان على كرسي الحجة في غيابه, وكان النصارى فرقتين في ذلك الوقت فرقة تسمى البروتستانت وهؤلاء لا يعترفون بتقليد الرهبان وهم قلة قليلة, اما الكثرة فهم من اعتقد بالتقليد لغير النبي امثال الرهبان , فقد جاء عن الانبا شنودة زعيم الاقباط في الشرق قائلا : ( والبروتستانت لا يؤمنون بالتقليد ولا يلتزمون الا بالكتاب المقدس وبهذا يتركون كل التراث الذي تركته الاجيال السابقة للكنيسة ، كل ما تركه الآباء والرسل ، وآباء الكنيسة الاولى والمجامع المقدسة والقوانين والنظم الكنسية ، وما في الكنيسة من طقوس ومن نظم ، وما اخذناه من تعليم شفاهي عبر هذه الاجيال الطويلة كلها ) ( - اللاهوت المقارن ج1 ص 51 / الطبعة الثانية القاهرة 1992) .
    فالبروتستانت خالفوا الفرقة التي نصبت الرهبان في مجلس الحجة , وهذا الخلاف موجود إلى الآن بين الفرقتين وما أشبهه بالخلاف بين فقهاء الاصول والتقليد وبين الفرقة الإخبارية لدى الشيعة كما مر ذكره .
    وعندما بعث الله نبيه الكريم دعا النصارى إلى الإسلام لكن الذي حصل أن الرهبان واجهوا رسول الله بالتكذيب والإعراض ومنعوا مقلديهم من الحاق بركب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضللوهم عن الحق الذي جاء به النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وما كان من المقلدين إلا أن التزموا بأمر الرهبان فلم يلتحق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا القليل ممن هدى الله ونبذ التقليد لهؤلاء , فكان التقليد هو العقبة العظمى أمام عوام النصارى للعبور إلى بر الأمان المتمثل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبطاعتهم لرهبانهم وإعراضهم عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعصيتهم لله عز وجل استحقوا أن بشرهم الله بدخول النار خالدين فيها هم ومن قلدوه أمر دينهم من الرهبان.
    نأتي الآن إلى أشباه الأحبار والرهبان (فقهاء الإمامية ) فنقول: إن الذي جرى على اليهود والنصارى جرى وبنفس الشاكلة والمضمون على الشيعة، فبعد غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) قام فقهاء السوء بالتسلل بأسرع من لمح البصر على منصب إمام الزمان (عليه السلام) وعضوا بالنواجذ على منصبه الإلهي، وما كان من الشيعة إلا أن صفقوا بحرارة لسد الفراغ الذي أحدثه غياب الإمام المهدي (عليه السلام)عنهم وكأنهم فرحوا بغيبته, غافلين ومتغافلين عن أن الإمام لم يتركهم رغبة في الغيبة بل لأن الشيعة في ذلك الزمان قد هجروا باب السفراء ولجأوا إلى الفقهاء ، فلم يغب الإمام الغيبة الكبرى بل الناس هي من غيبته في غيابة الجب كما فعل أخوة يوسف.
    فأسرعت هذه الأمة الجاحدة لتنصب بديلاً عن الإمام كأنهم نسوا او تناسوا نهي الائمة (عليهم السلام) من تنصيب رجل دون الحجة وتصديقه في كل ما يقول , لكن ماذا نقول والسنن تأبى إلا أن تجري على كل الأمم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة , فقد جاء عن الأئمة (عليهم السلام) في النهي عن تقليد غير المعصوم روايات كثيرة تنهى الشيعة عن فعل مثل هكذا أمر عظيم وأكدت روايات اخرى كثيرة على أن المعصوم إذا غاب فمنصبه لا يليق بغيره ومحرم تنصيب أحد دونه , كما فعل العامة بعد غياب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
    لذلك فقد دخل الشيعة كما دخلت الأمم السابقة في عبادة رجال الدين وهذا ما أشار إليه واضحا الإمام ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) حيث قال لاحد اصحابه : ( إياكم والتقليد ، فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ، ولكنهم أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً، فقلدوهم في ذلك ، فعبدوهم وهم لا يشعرون )( - تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد - ص 72 - 73 مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 17 - ص 307 - 311).
يعمل...
X