إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تقبيل الأيادي بين الأحبار والرهبان والفقهاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تقبيل الأيادي بين الأحبار والرهبان والفقهاء

    الصفات والافعال والسلوكيات المشتركة بين فقهاء اليهود والنصارى وفقهاء الشيعة المجتهدين

    منقول من كتاب (الأمثال في القرآن) من فكر السيد القحطاني

    خامسا : تقبيل الأيادي بين الأحبار والرهبان والفقهاء

    اشتهرت عند اليهود والنصارى ظاهرة تقبيل أيدي رجال الدين من الأحبار والرهبان فهم يعتبرون تقبيل ايدي (فقهاءهم ) من مظاهر الاحترام , ولم تمر هذه البدعة دون معارضة وان جاءت المعارضة من فئة قليلة فقد انتفض البعض قائلاً لا يجب تقبيل يد رجل الدين فهو إنسان عادي فما فرقه عن غيره , وقالوا إن هذه البدعة لم تكن موجودة في زمان الأنبياء إنما ظهرت بعد رحيلهم , وبدأ المؤيدون لهذه البدعة بالدفاع بكل ما اتيح لهم من وسائل , لكنهم عجزوا عن إثبات بدعتهم من الكتاب المقدس.
    واختلافهم في حكم تقبيل اليد يكشف ويبين أن هذه البدعة لم يوجبها الله سبحانه عليهم في كتابه ولم يأمر بها أنبياءهم , بل فعلها العوام بمباركة رجال الدين من النصارى واليهود.
    وبما أن أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تجري عليها سنن بني إسرائيل كما جاء عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه ! قالوا : فاليهود والنصارى يا رسول الله ؟ قال فمن إذن)(الرسائل العشرة ص127).
    فلابد ان تجري سنة تقبيل أيدي رجال الدين على هذه الأمة .
    وهذا الأمر حصل بالفعل في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), فنجد أن أتباع الفقهاء ومقلديهم يقبلون أيدي فقهاءهم جهراً ولا يعتبرون ذلك أمراً مخالفاً للشرع، لجهلهم بالشرع أولاً ولرضى فقهاءهم بهذه الظاهرة ثانياً , وكان الأجدر بالفقهاء أن ينكروا هذه البدعة المخالفة لأوامر أهل البيت (عليهم السلام), بل الذي حصل هو العكس, فترى الفقيه هو من يسبق العامي بمد يده أمامه ليقبلها.
    وللأمانة نشير الى أن فقيهاً واحداً فقط من بين كل الفقهاء لم يرضا بهذه البدعة التي صارت عرف في المذهب الشيعي وهو السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رحمه الله ) فقد صرح في خطبة الجمعة ان تقبيل يد غير المعصوم أمر محرم في الشريعة , لكن لم يُلتفت إلى كلامه ولحد الآن لاتزال هذه البدعة منتشرة في اوساط الفقهاء واتباعهم.
    وبعد هذه المقدمة, سنعرض قول أهل البيت (عليهم السلام) بهذا الأمر, ونرى هل تقبيل يد الفقهاء جائز شرعاً أم إنه محرم .
    عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رفاعة بن موسى ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا يد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) أو من اريد به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) )(شرح اصول الكافي للمازندراني ج9 ص65).
    وقوله أو من أريد به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أريد به الوصي وسيصرح به في الخبر التالي .
    عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي ، عن علي بن مزيد صاحب السابري قال : (دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها ، فقال : أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي )(الكافي ج2 ص185).
    فنحن الإمامية نؤمن ونعتقد بأن المعصوم ينقل عن الله سبحانه , فكلامه هو عين كلام الله عز وجل فإذا حرم الإمام شيء فالمحرم الحقيقي هو الله سبحانه واذا حلل كذلك , والتحريم في كلام الإمام الصادق (عليه السلام) واضح بخصوص تقبيل يد غير المعصوم وليس فيه غموض أو لبس, وبعد معرفة حكم تقبيل يد غير المعصوم نسأل من ابتدع هذه البدعة ومن رضا بها , لماذا المقلدين ومراجعهم لم يلتزموا بقول المعصوم, وهل مخالفتهم للائمة عليهم السلام هو جهل بكلامهم أم هو عناد وإصرار على ما جاءت به الآثار الشريفة, أما إذا احتملنا أن المخالفة جاءت جهلاً فتلك مصيبة , أن يكون مرجع دين جاهلاً بأحكام الله سبحانه وعالماً فقط بما يخالفه , أما إذا كانت المخالفة عناداً فالمصيبة أعظم , فكيف للفقيه ومقلديه , أن يعاندوا الله سبحانه ولا يطبقون أحكامه , وهل لهم ناصر من دون الله اذا توفتهم رسل الله عند مماتهم.
    الخلاصة نقول كما قلنا سابقاً إن الفقهاء وأشباههم من الأحبار والرهبان تشابهوا بهذا الامر أيضاً.
يعمل...
X