إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتاوى فقهاء السوء هي انكر الاصوات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتاوى فقهاء السوء هي انكر الاصوات

    فتاوى فقهاء السوء هي انكر الاصوات

    منقول من كتاب (الأمثال في القرآن) من فكر السيد القحطاني

    إن كل كلمة ( حمار + حمير + حمر ) في كتاب الله سبحانه جاءت وصفاً منه سبحانه لفقهاء السوء سواءً كانوا يهوداً أم نصارى أم مسلمين فقد وصف الله سبحانه الرهبان والأحبار بالحمار الذي يحمل أسفارا تشبيهاً لحالهم بحال الحمار، لأن الحمار حين يحمل الأثقال لا يعرف ما حمّل عليه اذهباً كان أم تراباً , فهو يحمل ما لا يعلم وكذلك الأحبار والرهبان فقد حملوا التوراة والإنجيل فلم يعرفوها ولم يعملوا بها بل هجروها واستبدلوها بغيرها من البدع التي اخترعوها ليؤسسوا لهم دين يتيح لهم التسلق إلى مقام الأرباب ليسيطروا على رقاب العباد وكان لهم ذلك فبعد أن غيبوا الحجج تارة بإصدار الفتاوى لمقليدهم بقتلهم وتارة بالتكذيب لدعوتهم , ففرغت الساحة لهم بعد ذلك فادعوا أنهم نواب الحجج وهم ابوابهم في غيابهم , وما كان من الناس اتباع التقليد الأعمى إلا أن صدقوهم فوقعت الكارثة، واندرس دين الله بسبب فقهاء السوء, وهذا الأمر ينسحب على كل فقيه حارب الحجة المنصب من قبل الله سبحانه , وجلس مجلسه واستولى على أمواله والقابه وما اعطاه الله سبحانه , والقرآن جزم بأن فقهاء المسلمين لابد ان يسيروا على ما سار عليه الأحبار والرهبان بقوله تعالى { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا*عَن*طَبَقٍ } فقال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولاتخطئون طريقتهم شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يا رسول الله قال فمن اعني )(تفسير الصافي ج5 ص306).
    وعن سلمان أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) يقول: ( لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى لو دخلوا جحراً لدخلوا فيه معهم ان التوراة والقرآن كتبته يد واحدة في رق واحدة بقلم واحد وجرت الأمثال والسنن سواء)(مجموع النورين ص103).
    فكما غير الأحبار والرهبان الأديان بعد غياب انبيائهم (عليهم السلام) فكذلك جرت السنة حذو النعل بالنعل من تغير فقهاء الشيعة دينهم بعد غيبة الإمام المهدي (عليه السلام).
    وتنبأ الائمة (عليهم السلام) أيضا بركوب فقهاء الشيعة مراكب فقهاء اليهود والنصارى وقد قارن الإمام الصادق (عليه السلام) بين المجموعتين (الفقهاء والأحبار والرهبان ) من حيث الأفعال والأقوال , فقد ورد أن رجلاً قال للامام الصادق (عليه السلام): (فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم ، فقال (عليه السلام) : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم ، وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي يا ابن رسول الله قال (عليه السلام) : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، وأشهر من أن لا تظهر لهم ، وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا والترفرف بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقا . فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم ).
    وقد اثبتنا فيما مر بأن الفقهاء هجروا القرآن وهجروا السنة وابتدعوا في الدين وغيروا أحكام رب العالمين وتكلمنا عن المشتركات المبتدعة بين فقهاء الشيعة وفقهاء اليهود والنصارى مع تركنا لكثير من البدع التي ابتدعها الأحبار والرهبان والفقهاء, وهنا سنكشف عن العلاقة بين فتوى الفقيه وقوله تعالى:{ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }.
    إن كل من نصبه الناس في مقام الحجة فهو سارق يريد أن يستولى على منصب الحجة الحقيقي المنصب من قبل الله سبحانه، وهذه السرقة تحتاج إلى أمر مهم لكي تتم بنجاح, فالأمر المهم الذي يجب أن يتوفر بالحجة المزيف هو نفس ما يتوفر بالحجة الحقيقي وهو أن يعطي ما يعطيه الحجة الحقيقي لكي يضيف المقبولية على ترشيح نفسه لملاء الفراغ الحاصل من تغييب الحجة الحقيقي, ونحن نعلم من خلال ما جاء عن الائمة (عليهم السلام), بأن الحجة الحقيقي يتميز عن باقي الناس بخاصية النيابة عن الله في الأرض فهو منصوص عليه ومختار من قبل الله سبحانه.
    وكل من له اتصال بالسماء (نبي أو وصي نبي ) مخصوص من قبل الله سبحانه , بالاطلاع على أخبار السماء من حلال وحرام وعلوم أخرى , وهذا ما يفتقر إليه الحجة المزيف , فاول عقبة يواجهها الحجة المزيف عند اغتصاب منصب الحجة الحقيقي , هي إثبات صلة فتواه بالسماء , فالعبرة ليس بالشخص أو اسمه أو شكله , أو نسبه بل غاية الأمر مدى ارتباط الفتوى بالسماء.
    فاحتاج الحجة المزيف أن يفتي الناس - وان كانت الفتوى محض اجتهاد وظن من قبله - كما الحجة الحقيقي يفتي للناس , لكي يوهمهم أنه الحجة الحقيقي أو أنه هو من سيكمل الطريق بدل الحجة إلى أن يرجع بعد غيابه .
    وأوهمهم بأن تصدره للزعامة أمر شرعي موافق لما يريده الله سبحانه , فبهذه الخدعة استطاع المزيف أن يقنع من منعه الكسل والعجز عن طلب معارف الأنبياء والائمة (عليهم السلام) .
    وبما أن المزيف محجوب عنه أخبار السماء لأنه غاصب وظالم, لجأ إلى مصدر آخر يمده بالعلم وإن كان علماً باطلاً، لكي يستمر بالجلوس في مجلس الحجة الحقيقي , ومن خلال هذا المصدر الباطل يفتى الناس, ويوهمهم أن فتواه هو ما تريده السماء بالضبط , فهنا استحكمت الخدعة الكبرى وغوى أكثر الخلائق , فقد اختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل فكثير من الأمم عندما استبدلوا الحجة الحقيقي بالحجة المزيف سقطوا في هذا الفخ , فلا تتصور أخي القارئ أن الناس تستبدل حجج الله بغيرهم وهم يعلمون أنهم حجج مزيفون , بل الشيطان وأولياءه يضعون الخطة المحكمة ويطلوها بطلاء الحق لكي تمرر على الناس ويرضون بها.
    فالأحبار والرهبان كان محجوب عنهم أخبار السماء عكس أنبياء بني اسرائيل (عليهم السلام) فلجأوا الى الاعتماد على اجتهادهم ونتائج عقولهم فلهذا وقع التناقض بين فتاواهم وكلام الأنبياء (عليهم السلام).
    إن كل من اخذ تفسير هذه الآية – مثل الحمار - عن غير الحجة الحقيقي فمن المستحيل ان يعرف حقيقة معنى صوت الحمار , بل سيتصور ان صوت الحمار - هذا الحيوان - هو أنكر الأصوات وينتهي الأمر عنده , أما من له اتصال بالسماء فإنه يرى ظاهر وباطن الآيات فالقرآن له ظاهر وباطن وله ما يمده من بعده سبعة ابحر وتنفد هذه الأبحر ولا تنفد كلمات الله تعالى .
    فعن جابر الأنصاري قال : ( سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن شيء في تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر .فقلت :جعلت فداك كنت اجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا من قبل اليوم ؟ فقال (عليه السلام) لي يا جابر :إن للقران بطنا وللبطن بطن وله ظهر وللظهر ظهر يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن )(المحاسن ج2 ص300).
    وقد جاء عن الباقر (عليه السلام) أنه قال : ( قال الله تعالى في ليلة القدر فيها يفرق كل امر حكيم يقول ينزل فيها كل أمر حكيم - إلى أن قال - إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيه في أمر نفسه بكذا وكذا وفي أمر الناس بكذا وكذا وأنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب والمخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ { وَلَوْ أَنَّمَا*فِي*الْأَرْضِ*مِنْ*شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ*مِنْ*بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا*نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ })(تفسير الصافي ج4 ص404).
    فالكلمة في القرآن لها وجوه كثيرة ومعاني اكثر. ومن المستغرب أن يظن أحد بأن المقصود من قوله تعالى { إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } هو صوت الحمار ذلك الحيوان , لأن صوت الحمار ليس مهم إلى درجة أن الله تعالى يتكلم عنه في كتابه , والخطأ الفادح الذي وقع به الناس ممن لا يأخذون معالم الدين من الحجة الحقيقي أن تصوروا أن الله استنكر صوت الحمار نفسه وغفلوا عن الحقيقة التي أرادها الله من ذلك الاستنكار.
    فكيف يخلق الله شيئاً ثم يستنكره , فهذا ما لا يليق به سبحانه ولا يتوافق مع عدالته , فالامر في الحقيقة مهم جداً وفي غاية الأهمية بل مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحجة المزيف وما يتلفظ به من كلام يؤدي إلى خراب الدين والدنيا, والإمام علي (عليه السلام) بين أن الصوت الذي استنكره الله سبحانه ليس صوت الحيوان بل الصوت المستنكر من قبل الله سبحانه هو صوت الحجة المزيف الذي ما ان نطق به حتى امات الدين وامات الحق , وغصبت الخلافة الحقة بسبب هذا الصوت , ففتاوى الحجج المزيفين هو ما استنكره الله سبحانه لأن فتاواهم تعارض ما يريده.
    وهذا الأمر طبيعي، فالمعصوم ينطق عن الله سبحانه والفقيه المغتصب ينطق عن ابليس.
    وبما أن القرآن كتاب متجدد ونزل بأسلوب إياك أعني فاسمعي يا جارة فكل حادثة في القرآن وإن حدثت في أمم سابقة لناس فهي تتحدث عن حالة مشابهة لها اليوم.
    فعن علي بن محمد بن الجهم عن أبي الحسن (عليه السلام) مما سأله المأمون : فقال : ( أخبرني عن قول الله عز وجل {عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم } قال الرضا (عليه السلام) : هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة ، خاطب الله عز وجل بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وأراد به أمته ، وكذلك قوله تعالى { لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } وقوله تعالى { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً } قال : صدقت يا بن رسول الله)(تفسير نور الثقلين ج2 ص224).
    فان الله تعالى اذا وصف أمرا في كتابه فإن هذا الوصف ينسب إلى ما يشابهه في كل زمان لأن القرآن حادث متجدد فيه خبر من قبلنا وخبر من بعدنا وخبر حالنا حتى قال الباري عز وجل { لَقَدْ أَنزَلْنَا*إِلَيْكُمْ*كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} .
    إن فتاوى الفقهاء هي المقصود بأنكر الاصوات وليس صوت الحيوان هو المستنكر , لأن الله سبحانه لا يخلق شيء ثم ينكره كما قال الإمام علي (عليه السلام) , بقوله للرجل الذي سأله عن الحمار فقال: (ما معنى هذه الحمير فقال الإمام (عليه السلام) :الله أكرم من أن يخلق شيئا ثم ينكره...... )(بحار الانوار ج30 ص227).
    وبسبب هذا الصوت المنكر غير أديان الله سبحانه في الأرض وحرفت ودُرِست معالمها , فكان الحمير في بني إسرائيل (الأحبار والرهبان ) حملهم الله وانبياءه التوراة والإنجيل , لكنهم لم يعملوا بها , بل هجروا الكتاب وحرفوا الدين وصنعوا دين مخالف لدين الله الذي انزله إليهم على يد أنبياءهم, فكانت السنتهم تصف الكذب وتنسبه إلى الله سبحانه فكل فتوى يفتوها يقولون إنها موافقة لكلام الله سبحانه , والمولى كذبهم , وبين ظلالهم وزيف ادعائهم, والقرآن شاهد على ما نقول , فكانت فتاواهم التي غيرت الدين هي صوت الحمار الذي استنكره الله في كتابه , وقد جاء تشبيههم بالحمير بشكل صريح قال تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ*يَحْمِلُ أَسْفَارًا }.
    يتبع..

  • #2
    فكما فعل فقهاء بني إسرائيل وفقهاء أمة محمد في صدر الإسلام وجسدوا المصداق الحقيقي لمثل الحمار فكذلك فعل فقهاء السوء بعد غياب القسورة المهدي (عليه السلام) , فما أن غاب الإمام حتى تسنم الأمر الفقهاء وعند ذلك بدأ دين ال محمد (عليهم السلام) بالأفول , إلى أن وصل إلى ما وصف الإمام علي (عليه السلام): ( كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }. وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على يديه على الدين كله ولو كره المشركون )(بحار الانوار ج90 ص125).
    فغاب الإمام المهدي (عليه السلام) كما غيب ابائه عن دورهم بقيادة الامة بسبب اعراض الناس عنهم والتجاءهم إلى حجج مزيفين، والأمر المفجع في كلام الإمام علي (عليه السلام) , ان اقرب الناس (وهم من يدعون انهم اشياعه ) للإمام المهدي (عليه السلام) سيكونون أشد أعداءه وخوفه من غدرهم وخيانتهم له جعله يغيب عنهم ويتركهم في التيه , فبعد ان ايقن الفقهاء أن الساحة قد خلت والفرصة أتت , تصدروا الأمر , فأول فقيهين تسلقوا على منصب الإمامة التي قهر صاحبها وغيب قسراً هما ابن عقيل العماني وابن جنيد فهم او من تزعم الشيعة بعد ظليمة الإمام وغيابه وهما أول من تجسد فيهم مثل الحمار في القرآن, فبدأ تغيير دين آل محمد منذ ذلك الوقت.
    فقد جاء عن الشيخ الكركي وهو يبين كيف تسلق العماني والجنيدي منصب الإمام الغائب قائلاً : (علماء يعتمدون على مبانيهم الأصولية العقلية ، ولهم طريقتهم الخاصة بهم في الاستدلال الفقهي ، وكانوا يستدلون بالعقل على كثير من الأمور منهم : أ - أبو محمد الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني الحذاء ( ابن أبي عقيل ) شيخ فقهاء الشيعة ، والظاهر أن الزعامة الدينية الشيعية كانت له بعد الغيبة الصغرى ، انتقلت إليه بعد آخر السفراء الأربعة . وهو أول من أدخل الاجتهاد بشكله المعروف إلى الأبحاث العلمية )(جامع المقاصد للمحقق الكركي ج1 ص13).
    فالكركي يعترف بأن الشيخ العماني اعتمد على المباني العقلية الشخصية وهذا بطبيعة الحال لا يكون إلا بعد ان يهجر طريقة اهل البيت، ومع ذلك يسميه بشيخ فقهاء الشيعة!!!
    وقال الشيخ الطوسي في الرسائل العشر ص 48 (وهكذا نرى أن المذهب الشيعي مع محافظته على أصوله المسلمة قد تأثر بالآخرين من حيث شاء أو لم يشأ ، ولكنه لم يفارق أصوله ولم يتخل عن ذاتيته طرفة عين أبدا . وهناك مجال للبحث والدراسة فيمن أبدى أولا هذه الشجاعة والجرأة وعمد إلى فتح هذا الباب على المجتهدين بعد أن كان مقفلا أمامهم في المذهب الإمامي . فعند العلامة الطباطبائي بحر العلوم ، وقبله السيد نعمة الله الجزائري في شرح التهذيب وبعده صاحب الروضات ، وغيرهم ، كان المؤسس الأول لهذا الأساس هو الحسن بن أبي عقيل العماني المعاصر للشيخ الكليني ( م 329 ه‍ ) وبعده محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي المعاصر للشيخ الصدوق ( م 381 ه‍ )).
    فهذين الفقيهين بعد أن غاب الإمام المهدي (عليه السلام) تسلموا منصبه وغيروا دينه وباعتراف المعاصرين لهؤلاء الفقهاء بأنهم قد غيروا الدين وادخلوا عليه بدع ما انزل الله بها من سلطان , فقد تم التأسيس من قبلهما لهجر القرآن والسنة وجعلوا البديل عن الثقلين القياس والاجتهاد والظن, وهذا باعتراف المعاصرين لهم مثل الشيخ الكركي الذي كان احد المعجبين بهما مع انهم كانوا يستخدمون العقل في تشريع الأحكام بل كان العقل عندهم أهم مصدر للتشريع , وهم أول من سن هذه السنن الباطلة بعد غيبة الإمام (عليه السلام). والطوسي وهو الآخر كان من المعجبين بالعماني والجنيدي مع انهم قد جعلوا دين ال محمد (عليهم السلام) يتأثر بدين النواصب بقوله ( قد تأثر بالآخرين من حيث شاء أو لم يشأ ) وقوله ( أبدى أولا هذه الشجاعة والجرأة وعمد إلى فتح هذا الباب على المجتهدين بعد أن كان مقفلا أمامهم في المذهب الإمامي).
    يبين أن الفقهاء بعد الغيبة كانوا يترددون في إدخال قواعد المخالفين والتردد في أمر يوضح أن هذا الأمر منكر وقبيح وإلا لو كان حق لما ترددوا فيه وهم يزعمون أنهم اتقياء لا يخافون في أمر الله لائم فلماذا التردد, لكن جرأة العماني على الله التي يفقدها كل فقهاء عصره وقبل عصره جعلته يغير ما عجز عنه جمهور الفقهاء المعجبين بدين (أبناء العامة)
    لذلك قال المولى محمد امين الاستر ابادي : ( وبالجملة وقع تخريب الدين مرتين ، مرة يوم توّفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومرة يوم أجريت القواعد والاصطلاحات التي ذكرها العامة في الكتب الأصولية ودراية الحديث وفي أحكامنا وأحاديثنا . وناهيك أيها اللبيب أن هذه الجماعة يقولون بجواز الاختلاف في الفتاوي ، ويقولون قول الميت كالميت ، مع انه تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار بـ ( أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ) (الفوائد المدنية والشواهد المكية ص368).
    فكان الاجتهاد والقياس والاستحسان والظن هو دين الرسمي للناس الذين ركبوا مراكب الشيطان, وهذا ما نلمسه اليوم في المؤسسات الدينية الشيعية , فعلم الاصول الذي اخترعه النواصب أهم من الثقلين القرآن والسنة وصار تقليد غير المعصوم هو المنجي, وهذه الحالة وصفها احد رجال الدين انفسهم وهو السيد علي الخامنئي قائلاً ( إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناس من تفسيره على أنه جاهل ولا وزن له علميا لذا يضطر إلى ترك درسه إلا تعتبرون ذلك فاجعة )(ثوابت ومتغيرات الحوزة ص112).
    فالثقل الاكبر اصبح امر معيب في الحوزات ولا احد يهتم به ويفر الفقهاء منه لأنه في نظرهم ليس له وزن , بل الاهتمام كل الاهتمام بعلم النواصب المخترع (علم الاصول) ، وفرارهم هذا ليس بسبب نهي أهل البيت (عليهم السلام) عن تفسير القرآن لأنهم لا يرون بأساً في تفسيره وقد خرجت العديد من التفاسير لكبار فقهاء الشيعة ، إنما كان الاهتمام والثقل العلمي يعطى للفقهاء العاملين بالأصول العقلية والمتعاطين لها لكي تتم المؤامرة على كتاب الله وهذا ما حصل فعلا .
    ويكمل السيد خامنئي كلامه قائلاً : ( مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة لماذا هكذا ؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن )(ثوابت ومتغيرات الحوزة ص112).
    انظر كيف أنهم حتى لا يراجعون القرآن فضلا عن التدبر في آياته كما أمر النبي وأهل بيته (عليهم السلام)، فالقرآن اليوم مهجور كما وصف نفسه قال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ*يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا*هَذَا*الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} فهجر القرآن وفق هذه الآية مستمر مع كل زمان ، أما السنة الشريفة فقد أميتت , والحق زهق والباطل علا واستكبر , وهذا الأمر سيدوم ما لم يعود القسورة .
    فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء فقلت اشرح لي هذا أصلحك الله فقال (عليه السلام يستأنف الداعي منا دعاء جديد كما دعا رسول الله )(بحار الانوار ج13 ص194).
    وقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم بالقائم لقيامه بالحق) (الوافي ص113 ج11).
    وروي بالإسناد إلى عبد الله بن عطاء قال سألنا أبا جعفر الباقر (عليه السلام) : ( إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس فقال (عليه السلام) يهدم ما قبله كما صنع رسول الله ص ويستأنف الإسلام جديدا)(غيبة النعماني ص238).
    فالاسلام قبل قيام القائم مندرس والقرآن مهجور والحق مقهور .
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه فما من شي‏ء عليه الناس اليوم إلا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا )(بحار الانوار 2\246).
    فالتحريف والتغيير الذي احدثه فقهاء السوء بعد الغيبة في دين الله سبحانه سينسفه الإمام عند قيامه, فهم عند قيامه يتفاجؤون بأن حكمه خلاف حكمهم ودينه خلاف دينهم فيحاربوه , فقد جاء في كتاب بشارة الاسلام ما نصه : ( يقود على فترة من الدين فمن أبى قتل ومن نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحكم به أعداءه الفقهاء أو المُقَلَدون يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته ، ورغبة فيما لديه )(اعيان الشيعة ج2 ص45).
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (في حديث طويل .......أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد ، لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه ، وتفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم )(مستدرك سفينة االبحار ج2 ص142).
    و جاء في بيان الأئمة عليهم السلام ج3 ص 99: (إذا خرج الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة ، ولولا السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله).
    وأيضا ورد بنفس المعنى في يوم الخلاص ص 279 : (أعداؤه الفقهاء المقلدون ، يدخلون تحت حكمه خوفاً من سيفه وسطوته، ورغبه فيما لديه).
    وجاء أيضا عن أبو عبد الله (عليه السلام) انه قال: ( فإذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر ألف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة وإلا لرحمهم ، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل من أهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد)(كتاب نور الانوار المجلد الثالث ص345).
    ومن خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) جاء فيها: ( وينتقم - أي القائم - من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعسا لهم ولأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان به عوج فقوموه أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمموه أم جاء نبي بعده فاتبعوه أم القوم كانوا صوامت على عهده، فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصل إلا أوضحه وبينه حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر أولوا الألباب. فكم من ولي جحدوه وكم وصي ضيعوه وحق أنكروه ومؤمن شردوه ....)(الزام الناصب ج2 ص200).
    والحرب المقدسة التي يخوضها القسورة مع الفقهاء في الكوفة نتيجتها تكون فرار الحمير من بين يديه , لكن هيهات هيات ان يتركهم يفروا دون عقاب . ان شاء الله نوافيكم بسلسلة كبيرة وواسعه من الأمثلة القرانيه وربطها بزماننا(اخر الزمان)وذلك من منطلق ان القران حادث متجدد كما ذكره السيدابي عبد الله الحسين القحطاني في نظرية تجدد القران .
    وان هذه العلوم احبتي قمت بفضل من الله تعالى بترجمة قسم منها اسأل الله بذلك السداد لما يحب ويرضى لخدمة مولانا الامام المهدي(ارواحنا لتراب مقدمه الفداء)واذا كان فيه شيء من الخطأ فمردوده يعود عليَّ وليس على صاحب النظرية العظيمة التي اتحفتنا وجعلت القران يعيش بيننا كما كان في زمن الرسول والائمة (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين).

    تعليق

    يعمل...
    X