الاجتهاد في الميزان .. السرقات السبعة
بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله وفضله سنبين لكم من خلال هذا البحث السرقات السبعة للفقهاء ومن تبعهم من المقلدين فالفقهاء لايمكن ان يتقمصون دور المعصوم ويأخذون مقامه دون ان يزيفون الروايات وينسبونها لانفسهم والهدف من بحثنا هذا هو لحفظ مقامات وحقوق اهل البيت (ع) كما امرنا الله سبحانه ورسوله (ص) لانه لا مجاملة في الحق بعد ان ضاع الحق وبعد ان رأينا طوابير طويلة من المقلدين واقفين ليقبلوا ايدي فقهاءهم الا السيد الشهيد الصدر(رحمة الله) الذي كان ينبذ هذه الحالة وكنا غافلين عن ذلك الى ان جاء السيد القحطاني وبين لنا الحق واهله .
وفي بحثنا هذا سنبين مقامات اهل البيت(ع) والقابهم التي نسبها الفقهاء لانفسهم
فالفقهاء ادعوا وقالوا انهم خلفاء رسول الله (ص) وقالوا ان الفقهاء هم اهل الاستنباط والفقهاء هم اولي الامر والفقهاء هم ورثة الانبياء والفقهاء هم نواب الامام وانهم اهل الذكر وانهم رواة الحديث فهذه السرقات السبعة التي سرقها الفقهاء وهي غير منسوبة اليهم حيث انهم حرفوا الكلم عن مواضعه لان الروايات موجودة ولكن لا تخصهم بل تخص محمد وآل بيته الاطهار(صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) بالتالي اخذوها ونسبوها لانفسهم لتنطلي الخدعة على البسطاء من الناس وسنأتي من خلال بحثنا هذا لمناقشة السرقات السبعة بالاستناد على ادلة صحيحة..
السرقة الاولى : خلفاء النبي(ص)
والان نتطرق لأول سرقة وهو ادعاءهم انهم هم خلفاء نبي الله (ص) حيث قال السيد الكلبايكاني في (كتاب الهداية الاولى ص٣٥)(يقول في الراوية التي وردت عن رسول الله (ص) التي تقول(اللهم ارحم خلفائي، قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي يروون حديثي) ان الظاهر من الرواية ان امر الامم بيد العلماء (يقصد الفقهاء) كما ان امر الامة السالفة كان بيد الانبياء والتأويل في نظائر هذا الخبر والتصرف فيها ان العلماء خلفاء الرسول) يعني حسب كلام هذا السيد اصبح الفقهاء هم خلفاء الرسول(ص) وليس آل البيت (عليهم السلام)
ايضا ذكر السيد الروحاني (في كتابه فقه الامام الصادق ج١٣ شرح ص٣٥)(يقول ان الفقهاء ورثة الانبياء وانهم خلفاء الرسول وحصون الاسلام كحصن سور المدينة لها )
اذا كان الفقهاء هم خلفاء الرسول يعني انهم بدلاً من الامام علي (عليه السلام) الى الامام الحجة (عليه السلام) ولو رجعنا الى تراث محمد وآل محمد سنعرف ان رسول الله (ص) قد حدد وبين من هم خلفاءه حيث ورد عن رسول الله (ص) انه قال (الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل)(الامالي للشيخ الصدوق ص٣٨٧)
هنا قد حصر رسول الله (ص) خلفاءه وبين عددهم اما الفقهاء فعددهم بالآف منهم فقهاء حوزة ايران والعراق ولبنان فلا نعرف كيف يتجرأون ويسرقون هذا المقام من آل بيت النبوة واضعين كلام رسول الله وراء ظهورهم ؟ فرسول الله (ص) قال ان عددهم اثنا حتى لا يأتي احدا بعده ويتقمص هذا المقام فآخر الخلفاء هو الامام الحجة ابن الحسن (عليه السلام) وهو موجود فكيف يسلبون مقامه؟
وحتى بعد موت الامام المهدي (ع) فالذين يأتون من بعده هم المهديين وهم خلفاء الامام المهدي (ع) وليسوا خلفاء رسول الله (ص)
وكذلك ورد ورد عن رسول الله انه قال(يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)(غيبة الطوسي ص١٢٧)
فالفقهاء ليس جميعهم من قريش وبهم شيوخ والبعض منهم انسابهم مزورة اذاً كيف يقولون نحن خلفاء رسول الله (ص)؟
السرقة الثانية : اولي الامر
ان الفقهاء يكتبون على برانياتهم ومواقعهم ولي امر المسلمين و اية الله العظمى وغيرها من الالقاب مع انهم رجال عاديين يخطأون ويصيبون فكيف يتقمصون دور المعصوم فمن هو اية الله هل هو الفقيه ام هو الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) ؟الم يقرأوا زيارات اهل البيت التي تبين من هو اية الله العظمى؟
فالمعروف ان لقب أية الله العظمى هو من مختصات أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) فقط ، فقد ورد في زيارته في يوم ميلاد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المروية عن الشهيد والمفيد والسيد ابن طاووس أن الأمام الصادق (ع) زار امير المؤمنين علي (ع) في يوم السابع عشر من ربيع الاول بهذه الزيارة وعلمها الثقة الجليل محمد بن مسلم الثقفي وقد ورد في جملة نصوصها ( السلام عليك يا وصي الاوصياء ، السلام عليك يا عماد الاتقياء ، السلام عليك يا ولي الاولياء، السلام عليك يا سيد الشهداء ، السلام عليك يا آية الله العظمى ،.... )) مفاتيح الجنان ص447، فالذي يتبين لنا من كلام الامام الصادق (ع) أن امير المؤمنين علي (ع) هو آية الله العظمى ولم يرد ان احدا من الائمة غير الامام علي (ع) قد اطلق عليه هذا اللقب لانه خص به امير المؤمنين (ع) فلا يجوز اطلاقه على غيره مهما كان ، وقد اطلق هذا اللقب على أمير المؤمنين باعتباره حاملا للأسرار الربانية الالهية والعلوم اللدنية التي شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء ، حتى ورد عنه (ع) : (( أي آية أعظم مني ))
ثم ان الامام المهدي (ع) ليس بميت حتى يأخذون مقامه فهو غائب فكيف يجعلون من انفسهم اولياء امور المسلمين ؟واعطائهم لانفسهم صلاحيات ومقامات اهل البيت بالتحكم بمصائر المسلمين واعراضهم واموالهم
وقد يقول البعض لم يدعي الفقهاء ذلك فنقول لهم كلا انهم ادعوا ذلك فالشيخ الانصاري يقول في ( كتاب المكاسب ج٣ ص ٥٥٠)(الامور التي يرجع فيها كل قوم الى رئيسهم لا يبعد الاطراد فيها بمقتضى كونهم اولي الامر وولاته والمرجع الاصلي في الحوادث الواقعة ).
وايضا نذكر ماقاله محمد رضا المظفر في كتابه (العقائد الامامية ص ٣٤ طبعة قم) (وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط: إنّه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله).
فالاجتهاد وتقليد المرجع اصبح عقيدة رغم ان اصل التقليد سراب لا اصل له فامير المؤمنين (ع) قال ان الناس ثلاث فعالم رباني والعالم هنا هو المعصوم وليس انتم يافقهاء ومتعلم على سبيل للنجاة وهي تشمل كل من يدعي الولاء لاهل البيت (ع) كبر ام صغر وهمج رعاع فهم المخالفين للدين الاساسي فنسأل الفقيه ونقول له اختر احد هؤلاء الثلاثة لا رابع لهم فانت اما متعلم على سبيل النجاة او همج رعاع وايضا في حديث اخر صنف الامام علي (ع) الشيعة الموالين له اثنان اما امام او متبع للامام لا يوجد صنف ثالث حيث انه لا وجود لفقيه بين التابع و الامام فالشيعة متصلين مباشرة مع الامام فالامام الصادق (ع) يقول في (كتاب وسائل الشيعة ج٢٦ ص٣٦ ) يقول في قوله تعالى (ياايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)(قال هم الائمة منا وطاعتهم مفروضة) فالمعصوم هو من طاعته مفروضة وليس الفقيه وورد ايضا عن الصادق (ع) في نفس الاية قال (اولي العقل والعلم قلنا اخاص ام عام قال : خاص لنا) فكلام الامام (ع) واضح وضوح الشمس فكيف تغفلون عنه؟ فولي الامر هو محمد وآل محمد (ص) الذين تتنزل عليهم الامر في ليلة القدر كل سنة.فالفقهاء ليسوا اباء هذه الامة حتى يطلقوا على انفسهم لقب اولي الامر فرسول الله (ص) والامام علي (ع) هما ابوا هذه الامة كما قال رسول الله (ص) فلامام المهدي (ع) هو ابونا وهو ولي امرنا بالمتابعة وبالتربية لانه خليفة لرسول الله (ص) .
السرقة الثالثة : اهل الاستنباط
ان الاحكام التي تُستنبط من القرآن يستنبطها الائمة المعصومين (ع) وليس الفقهاء الذين اعترفوا بانفسهم انهم قد هجروا كتاب الله فهم قالوا ان الفقيه يصبح مجتهد دون ان يرجع الى القرآن) فهم يستنبطون الاحكام من القواعد الاصولية العقلية التي خلفها لهم المخالفين امثال الشافعي وغيره فكيف يدعون انهم اهل الاستنباط ؟
وقد ورد عن الامام الرضا (ع)(في كتاب بحار الانوار ج٢٣ص٢٩٥) في قوله تعالى( ولو ردوه الى الرسول واولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم ) يعني آل محمد (ع) وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة لله على خلقه)
وذكر ايضا الامام ابي جعفر الباقر(ع) (في كتاب وسائل الشيعة ج٢٧ ص٣٥)( ومن وضع ولاة امر الله واهل استنباط علمه في غير صفوة من بيوتات الانبياء فقد خالف امر الله وجعل الجُهال ولاة امر الله والمتكلفين بغير هدىٍ من الله وزعموا انهم اهل استنباط علم الله فقد كذبوا على الله ورسوله ورغبوا عن وصيه وطاعته ولم يضعوا فضل حيث وضعه الله فضلوا واضلوا اتباعهم ولم يكن لهم حجة يوم القيامة) فكلام الامام الباقر (ع) جدا مهم وهو يعلم ماينوي الفقهاء لذلك قد ضعوا اقوالا تضرب ادعاءاتهم وسقاطاتهم وسرقاتهم لمقامات اهل البيت (ع) بعد ان ضلوا واضلوا اتباعهم من المقلدين ففي يوم القيامة سيحاسب الله من قلدهم واتبعهم دون تحقق بعد ان تجاهلوا اقوال المعصوم وانشغلوا بالرسائل العملية للفقهاء .
السرقة الرابعة : اهل الذكر
لو سألنا معظم المقلدين وقلنا لهم من هم اهل الذكر لقالوا انهم الائمة المعصومين (ع) حيث انهم يجهلون ان فقهاءهم قد سرقوا هذا المقام ونسبوه لانفسهم والذي يعلم فسيقول بحجة ان اهل البيت (ع) قد اوصونا باتباع الفقهاء متجاهلين ان الفقهاء هم من غيب وحارب الامام المهدي (ع) فالذلك الذي لا يعلم يعتبر مقصراً اما الذي يعلم وراض عن اعطاء الفقيه هذا المقام فسيحاسبه الله سبحانه .
يقول السيد الخوئي في تفسير اهل الذكر في كتابه (الاجتهاد والتقليد شرح ص٢٣٠) ( اما الكتاب فقوله عز من قائل (فأسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ان الآية المباركة اوجبت الرجوع الى المجتهد المطلق متعيناً) .
فالسيد الخوئي قال لا يشترط لا الاسلام ولا الايمان بمرجع التقليد فكيف يكون من اهل الذكر ؟ عجيب كلامه .
الان نستعرض لكم تفسير اهل البيت ع لهذه الاية المباركة التي تتكلم عن اهل الذكر (ع)
فقد ورد عن الامام علي ابن الحسين (ع) و الامام محمد ابن علي (ع) انهما ذكرا وصية امير المؤمنين (ع) عند وفاته الى ولده وشيعته وفيها (وامركم ان تسألوا اهل الذكر) ونحن والله اهل الذكر لا يدعي ذلك غيرنا الا كاذب )
وورد عن هشام ابن سالم قال سألت ابا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) من هم؟ قالوا نحن )
وفي الكافي عن الامام الباقر (ع) (قال له ان من عندنا يزعمون ان قول الله عز وجل (فاسألوا اهل الذكر) انهم اليهود والنصارى قال : اذا يدعونكم الى دينهم ثم قال واومأ بيده الى صدره نحن اهل الذكر ونحن المسؤولون)
فالفقيه الذي يدعي انه من اهل الذكر هو كاذب. فهم قد وضعوا انفسهم في مرتبة هم ابتدعوها .
يتبع ...👇
بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله وفضله سنبين لكم من خلال هذا البحث السرقات السبعة للفقهاء ومن تبعهم من المقلدين فالفقهاء لايمكن ان يتقمصون دور المعصوم ويأخذون مقامه دون ان يزيفون الروايات وينسبونها لانفسهم والهدف من بحثنا هذا هو لحفظ مقامات وحقوق اهل البيت (ع) كما امرنا الله سبحانه ورسوله (ص) لانه لا مجاملة في الحق بعد ان ضاع الحق وبعد ان رأينا طوابير طويلة من المقلدين واقفين ليقبلوا ايدي فقهاءهم الا السيد الشهيد الصدر(رحمة الله) الذي كان ينبذ هذه الحالة وكنا غافلين عن ذلك الى ان جاء السيد القحطاني وبين لنا الحق واهله .
وفي بحثنا هذا سنبين مقامات اهل البيت(ع) والقابهم التي نسبها الفقهاء لانفسهم
فالفقهاء ادعوا وقالوا انهم خلفاء رسول الله (ص) وقالوا ان الفقهاء هم اهل الاستنباط والفقهاء هم اولي الامر والفقهاء هم ورثة الانبياء والفقهاء هم نواب الامام وانهم اهل الذكر وانهم رواة الحديث فهذه السرقات السبعة التي سرقها الفقهاء وهي غير منسوبة اليهم حيث انهم حرفوا الكلم عن مواضعه لان الروايات موجودة ولكن لا تخصهم بل تخص محمد وآل بيته الاطهار(صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) بالتالي اخذوها ونسبوها لانفسهم لتنطلي الخدعة على البسطاء من الناس وسنأتي من خلال بحثنا هذا لمناقشة السرقات السبعة بالاستناد على ادلة صحيحة..
السرقة الاولى : خلفاء النبي(ص)
والان نتطرق لأول سرقة وهو ادعاءهم انهم هم خلفاء نبي الله (ص) حيث قال السيد الكلبايكاني في (كتاب الهداية الاولى ص٣٥)(يقول في الراوية التي وردت عن رسول الله (ص) التي تقول(اللهم ارحم خلفائي، قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي يروون حديثي) ان الظاهر من الرواية ان امر الامم بيد العلماء (يقصد الفقهاء) كما ان امر الامة السالفة كان بيد الانبياء والتأويل في نظائر هذا الخبر والتصرف فيها ان العلماء خلفاء الرسول) يعني حسب كلام هذا السيد اصبح الفقهاء هم خلفاء الرسول(ص) وليس آل البيت (عليهم السلام)
ايضا ذكر السيد الروحاني (في كتابه فقه الامام الصادق ج١٣ شرح ص٣٥)(يقول ان الفقهاء ورثة الانبياء وانهم خلفاء الرسول وحصون الاسلام كحصن سور المدينة لها )
اذا كان الفقهاء هم خلفاء الرسول يعني انهم بدلاً من الامام علي (عليه السلام) الى الامام الحجة (عليه السلام) ولو رجعنا الى تراث محمد وآل محمد سنعرف ان رسول الله (ص) قد حدد وبين من هم خلفاءه حيث ورد عن رسول الله (ص) انه قال (الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل)(الامالي للشيخ الصدوق ص٣٨٧)
هنا قد حصر رسول الله (ص) خلفاءه وبين عددهم اما الفقهاء فعددهم بالآف منهم فقهاء حوزة ايران والعراق ولبنان فلا نعرف كيف يتجرأون ويسرقون هذا المقام من آل بيت النبوة واضعين كلام رسول الله وراء ظهورهم ؟ فرسول الله (ص) قال ان عددهم اثنا حتى لا يأتي احدا بعده ويتقمص هذا المقام فآخر الخلفاء هو الامام الحجة ابن الحسن (عليه السلام) وهو موجود فكيف يسلبون مقامه؟
وحتى بعد موت الامام المهدي (ع) فالذين يأتون من بعده هم المهديين وهم خلفاء الامام المهدي (ع) وليسوا خلفاء رسول الله (ص)
وكذلك ورد ورد عن رسول الله انه قال(يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)(غيبة الطوسي ص١٢٧)
فالفقهاء ليس جميعهم من قريش وبهم شيوخ والبعض منهم انسابهم مزورة اذاً كيف يقولون نحن خلفاء رسول الله (ص)؟
السرقة الثانية : اولي الامر
ان الفقهاء يكتبون على برانياتهم ومواقعهم ولي امر المسلمين و اية الله العظمى وغيرها من الالقاب مع انهم رجال عاديين يخطأون ويصيبون فكيف يتقمصون دور المعصوم فمن هو اية الله هل هو الفقيه ام هو الامام علي ابن ابي طالب (عليه السلام) ؟الم يقرأوا زيارات اهل البيت التي تبين من هو اية الله العظمى؟
فالمعروف ان لقب أية الله العظمى هو من مختصات أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) فقط ، فقد ورد في زيارته في يوم ميلاد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المروية عن الشهيد والمفيد والسيد ابن طاووس أن الأمام الصادق (ع) زار امير المؤمنين علي (ع) في يوم السابع عشر من ربيع الاول بهذه الزيارة وعلمها الثقة الجليل محمد بن مسلم الثقفي وقد ورد في جملة نصوصها ( السلام عليك يا وصي الاوصياء ، السلام عليك يا عماد الاتقياء ، السلام عليك يا ولي الاولياء، السلام عليك يا سيد الشهداء ، السلام عليك يا آية الله العظمى ،.... )) مفاتيح الجنان ص447، فالذي يتبين لنا من كلام الامام الصادق (ع) أن امير المؤمنين علي (ع) هو آية الله العظمى ولم يرد ان احدا من الائمة غير الامام علي (ع) قد اطلق عليه هذا اللقب لانه خص به امير المؤمنين (ع) فلا يجوز اطلاقه على غيره مهما كان ، وقد اطلق هذا اللقب على أمير المؤمنين باعتباره حاملا للأسرار الربانية الالهية والعلوم اللدنية التي شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء ، حتى ورد عنه (ع) : (( أي آية أعظم مني ))
ثم ان الامام المهدي (ع) ليس بميت حتى يأخذون مقامه فهو غائب فكيف يجعلون من انفسهم اولياء امور المسلمين ؟واعطائهم لانفسهم صلاحيات ومقامات اهل البيت بالتحكم بمصائر المسلمين واعراضهم واموالهم
وقد يقول البعض لم يدعي الفقهاء ذلك فنقول لهم كلا انهم ادعوا ذلك فالشيخ الانصاري يقول في ( كتاب المكاسب ج٣ ص ٥٥٠)(الامور التي يرجع فيها كل قوم الى رئيسهم لا يبعد الاطراد فيها بمقتضى كونهم اولي الامر وولاته والمرجع الاصلي في الحوادث الواقعة ).
وايضا نذكر ماقاله محمد رضا المظفر في كتابه (العقائد الامامية ص ٣٤ طبعة قم) (وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط: إنّه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله).
فالاجتهاد وتقليد المرجع اصبح عقيدة رغم ان اصل التقليد سراب لا اصل له فامير المؤمنين (ع) قال ان الناس ثلاث فعالم رباني والعالم هنا هو المعصوم وليس انتم يافقهاء ومتعلم على سبيل للنجاة وهي تشمل كل من يدعي الولاء لاهل البيت (ع) كبر ام صغر وهمج رعاع فهم المخالفين للدين الاساسي فنسأل الفقيه ونقول له اختر احد هؤلاء الثلاثة لا رابع لهم فانت اما متعلم على سبيل النجاة او همج رعاع وايضا في حديث اخر صنف الامام علي (ع) الشيعة الموالين له اثنان اما امام او متبع للامام لا يوجد صنف ثالث حيث انه لا وجود لفقيه بين التابع و الامام فالشيعة متصلين مباشرة مع الامام فالامام الصادق (ع) يقول في (كتاب وسائل الشيعة ج٢٦ ص٣٦ ) يقول في قوله تعالى (ياايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)(قال هم الائمة منا وطاعتهم مفروضة) فالمعصوم هو من طاعته مفروضة وليس الفقيه وورد ايضا عن الصادق (ع) في نفس الاية قال (اولي العقل والعلم قلنا اخاص ام عام قال : خاص لنا) فكلام الامام (ع) واضح وضوح الشمس فكيف تغفلون عنه؟ فولي الامر هو محمد وآل محمد (ص) الذين تتنزل عليهم الامر في ليلة القدر كل سنة.فالفقهاء ليسوا اباء هذه الامة حتى يطلقوا على انفسهم لقب اولي الامر فرسول الله (ص) والامام علي (ع) هما ابوا هذه الامة كما قال رسول الله (ص) فلامام المهدي (ع) هو ابونا وهو ولي امرنا بالمتابعة وبالتربية لانه خليفة لرسول الله (ص) .
السرقة الثالثة : اهل الاستنباط
ان الاحكام التي تُستنبط من القرآن يستنبطها الائمة المعصومين (ع) وليس الفقهاء الذين اعترفوا بانفسهم انهم قد هجروا كتاب الله فهم قالوا ان الفقيه يصبح مجتهد دون ان يرجع الى القرآن) فهم يستنبطون الاحكام من القواعد الاصولية العقلية التي خلفها لهم المخالفين امثال الشافعي وغيره فكيف يدعون انهم اهل الاستنباط ؟
وقد ورد عن الامام الرضا (ع)(في كتاب بحار الانوار ج٢٣ص٢٩٥) في قوله تعالى( ولو ردوه الى الرسول واولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم ) يعني آل محمد (ع) وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة لله على خلقه)
وذكر ايضا الامام ابي جعفر الباقر(ع) (في كتاب وسائل الشيعة ج٢٧ ص٣٥)( ومن وضع ولاة امر الله واهل استنباط علمه في غير صفوة من بيوتات الانبياء فقد خالف امر الله وجعل الجُهال ولاة امر الله والمتكلفين بغير هدىٍ من الله وزعموا انهم اهل استنباط علم الله فقد كذبوا على الله ورسوله ورغبوا عن وصيه وطاعته ولم يضعوا فضل حيث وضعه الله فضلوا واضلوا اتباعهم ولم يكن لهم حجة يوم القيامة) فكلام الامام الباقر (ع) جدا مهم وهو يعلم ماينوي الفقهاء لذلك قد ضعوا اقوالا تضرب ادعاءاتهم وسقاطاتهم وسرقاتهم لمقامات اهل البيت (ع) بعد ان ضلوا واضلوا اتباعهم من المقلدين ففي يوم القيامة سيحاسب الله من قلدهم واتبعهم دون تحقق بعد ان تجاهلوا اقوال المعصوم وانشغلوا بالرسائل العملية للفقهاء .
السرقة الرابعة : اهل الذكر
لو سألنا معظم المقلدين وقلنا لهم من هم اهل الذكر لقالوا انهم الائمة المعصومين (ع) حيث انهم يجهلون ان فقهاءهم قد سرقوا هذا المقام ونسبوه لانفسهم والذي يعلم فسيقول بحجة ان اهل البيت (ع) قد اوصونا باتباع الفقهاء متجاهلين ان الفقهاء هم من غيب وحارب الامام المهدي (ع) فالذلك الذي لا يعلم يعتبر مقصراً اما الذي يعلم وراض عن اعطاء الفقيه هذا المقام فسيحاسبه الله سبحانه .
يقول السيد الخوئي في تفسير اهل الذكر في كتابه (الاجتهاد والتقليد شرح ص٢٣٠) ( اما الكتاب فقوله عز من قائل (فأسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) ان الآية المباركة اوجبت الرجوع الى المجتهد المطلق متعيناً) .
فالسيد الخوئي قال لا يشترط لا الاسلام ولا الايمان بمرجع التقليد فكيف يكون من اهل الذكر ؟ عجيب كلامه .
الان نستعرض لكم تفسير اهل البيت ع لهذه الاية المباركة التي تتكلم عن اهل الذكر (ع)
فقد ورد عن الامام علي ابن الحسين (ع) و الامام محمد ابن علي (ع) انهما ذكرا وصية امير المؤمنين (ع) عند وفاته الى ولده وشيعته وفيها (وامركم ان تسألوا اهل الذكر) ونحن والله اهل الذكر لا يدعي ذلك غيرنا الا كاذب )
وورد عن هشام ابن سالم قال سألت ابا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) من هم؟ قالوا نحن )
وفي الكافي عن الامام الباقر (ع) (قال له ان من عندنا يزعمون ان قول الله عز وجل (فاسألوا اهل الذكر) انهم اليهود والنصارى قال : اذا يدعونكم الى دينهم ثم قال واومأ بيده الى صدره نحن اهل الذكر ونحن المسؤولون)
فالفقيه الذي يدعي انه من اهل الذكر هو كاذب. فهم قد وضعوا انفسهم في مرتبة هم ابتدعوها .
يتبع ...👇
تعليق