حقائق خطيرة عن الحوزة العلمية ومنهجها المخالف لأهل البيت (عليهم السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
ان المؤسسة الدينية هي من اقدم المؤسسات الموجودة في هذا الزمان وهي من اقوى الاحجار واقوى العقبات التي تقف بوجه الامام المهدي (روحي له الفدى) وذلك لطول عمر هذه المؤسسة فهي قد اسست منذ اكثر من سبع مئة عام وهذه المؤسسة لها اتباع كثيرون والتف الناس حولها بعد ان اوهمتهم بأنهم يمثلون خط آل البيت (عليهم السلام) ولكن ان الحقيقة خلاف ذلك فكل مبتنيات هذه المؤسسة الدينية مبتنيات عقلية ليس لها ربط او علاقة بعلم أهل البيت (عليهم السلام) الذي جاء به النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والائمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده ، فهي علوم عقلية مبنية على الظن والقياس والاستحسانات العقلية فهم يوهمون الناس انها امتداد لآل البيت (ع) وهذا خلاف الواقع فهم يعتمدون على(علم الاصول) هذا العلم العقلي الذي اعتبروه الميزان والمعيار لمعرفة الاعلم ومعرفة من الذي يُقلَد ومعرفة المرجع كما يقولون والذي هو من مناهج المخالفين من اهل السنة فأول من ألف به الشافعي والشيباني في القرن الثاني بأعتبار ان النصوص انقطعت عنهم بعد الخلفاء اما نحن اتباع الائمة الاثني عشر فقد انقطعت النصوص عندنا بعد وفاة اخر النواب لأمام زماننا الامام المهدي (عليه السلام) فهم يحتاجون أن يأتوا بهذا حتى يتم تعيين بقية التشاريع التي لايعرفون اصلها من خلال هذه القواعد العلمية فالاعلم بعلم الاصول هو الذي يعتمد كمرجع للمؤسسة الدينية ولو نظرنا لعلم الاصول ماذا نجد؟ نجد انهُ منهج دراسي ممكن لأي انسان ان يقرأ هذا المنهج ويتصدر الحوزة العلمية وليس لأهل البيت (ع) اي علاقة بهذا المنهج اساساً ، والسيد الخوئي اكبر شاهد فهو كان مرجع اكبر لدى الحوزة حيث قال ممكن لأي انسان ان يتصدر الحوزة العلمية لانه منهج درسي حتى من غير المؤمنين وغير المسلمين، لكي يستخرجون الادلة الشرعية بالقياس الشيطاني المنهي عنه كما سوف نذكر الادلة من الثقل الثاني وهو كلام محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) التي تخص العمل بالقياس العقلي المنهي عند آل البيت (عليهم السلام) فالمنتحلين لمقام المعصوم (المراجع) يقيسون الدين ويستنبطون الاحكام باستخدام عقولهم القاصرة فقد ورد عن رسول الله (ص) : ( لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ، ولا عدواً يجتاحهم ، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم ، وان عصوهم قتلوهم ) (إلزام الناصب ج1 ص196)* وقال المعصوم ايضاً ( من افتى بالظن هلك واهلك ) وكل فتاوى المؤسسة الدينية ظنية وهم لا ينكرون هذا الامر عن الإمام الصادق (ع) قال : ( من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم )( وسائل الشيعة ج18 ص25) .
وعن جعفر ابن محمد (ع) قال ( يا نعمان إياك والقياس فان أبي حدثني عن آبائه أن رسول الله (ص) قال : (من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار ، فان أول من قاس إبليس حيث قال خلقتني من نار وخلقته من طين ، فدع الرأي والقياس وما قال قوم ليس له في دين الله برهان ، فان دين الله لم يوضع بآراء ومقاييس ) (وسائل الشيعة ج18 ص29) .
أذن الدين الحقيقي هو دين الله أي كلام الله الموجود بين أيدينا ، فلماذا يتركون الثقلين ويأخذون دينهم من أفواه الرجال ، وأمير المؤمنين (ع) يقول: ( من اخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل ) .
وعن الباقر (ع) قال : ( من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه ) . (وسائل الشيعة ج18 ص 9) .
وايضاً قال ابو عبد الله (ع) (إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال }
فلا يمكن ان تصدق رجل غير الامام المعصوم ومسألة التقليد هي مسألة ( يا ايها الناس صدقوني انا الاعلم ) وكذلك مسألة اخرى قبل الخوض بهذا البحث المفصل حيث ان الامام علي (عليه السلام) قال ثلث القران حلال وحرام وثلث القران كما هو معروف اكثر من الفين اية وقد اكد على هذا السيد القحطاني
وكل ما موجود في القواعد الاصولية لدى المؤسسة الدينية هو خمس مائة اية يستشرعون منها ولم يعرفوا نتيجة هجر القران بقيت الاحكام الشرعية مما ادى الى الركون الى هذه القواعد العقلية والعلوم العقلية واصل هذا العلم هو من مصادر اهل السنة وهذا علم لا علاقة له بآل البيت (ع) وقد ذكر المحقق الشيخ يوسف البحراني* في علم الاصول ما نصه : { لا ريب ان هذا العلم واختراع التصنيف فيه والتدوين لأصوله وقواعده ، إنما وقع اولا من العامة ، فإن من جملة من صنف فيه الشافعي ، وهو في عصر الأئمة - عليهم السلام - مع انه لم يرد عنهم - عليهم السلام - ما يشير إليه ، فضلاً عن ان يدل عليه ، ولو كان حقاً كما يدعونه ، بل هو الأصل في الأحكام الشرعية كما يزعمونه ، لما غفل عنه الأئمة عليهم السلام ، مع حرصهم على هداية شيعتهم ، إلى كل نقير وقطمير ، كما لا يخفى على من تتبع أخبارهم ، إذ ما من حالة من حالات الإنسان ، في مأكله ومشربه وملبسه ونومه ويقظته ونكاحه ونحو ذلك من أحواله ، الا وقد خرجت فيه السُنن عنهم عليهم السلام حتى الخلاء ، ولو أراد إنسان ان يجمع ما ورد في باب الخلاء لكان كتابا على حدة ، فيكف يغفلون عن هذا العلم الذى هو بزعمهم مشتمل على القواعد الكلية والأصول الجلية ، والأحكام الشرعية ، وكذلك أصحابهم في زمانهم عليهم السلام ، مع رؤيتهم العامة عاكفين على تلك القواعد والأصول } (الحدائق الناضرة – البحراني - ج 18 - ص140).
كما يذكر السيد محمد باقر الصدر – وهو من اعلام الأصوليين – قال :* { فإن التأريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الإمامي ، حتى إنه يقال : إن علم الأصول على الصعيد السني دخل في دور التصنيف في أواخر القرن الثاني ، إذ ألف في الأصول كل من الشافعي المتوفى سنة 182 ه ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة* 189 ه بينما قد لا نجد التصنيف الواسع في علم الأصول على الصعيد الشيعي إلا في أعقاب الغيبة الصغرى أي في مطلع القرن الرابع }( المعالم الجديدة للأصول - السيد محمد باقر الصدر - ص54).
هذا يعني ان مابين التصانيف للشافعي والشيباني لاهل السنة وما بين تصانيف الشيعة مئتين سنة مامعناه انه لم ينبع من اهل البيت (ع) بوجود اهل البيت (ع) حيث يقول البحراني ولو كان حقاً كما يدعونه ، بل هو الأصل في الأحكام الشرعية كما يزعمونه ، لما غفل عنه الأئمة (عليهم السلام) ، مع حرصهم على هداية شيعتهم. اذاً هذا العلم هو علم باطل نتيجة جهل الناس بالقران اولاً وهجرهم لآل البيت(عليهم السلام) ثانياً .
وعن فضيل، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (كل ما لم يخرج من هذا لبيت فهو باطل). يقصد بيت آل محمد (صلوات الله عليهم) وايضاً ذكر في كتاب بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسين بن علي، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن أبي مريم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة*: (شرقا وغربا لن تجدا علماً صحيحاً إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت).
وايضا دليل آخر ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لكميل ابن زياد قال، يا كميل! لا غزو إلا مع إمام عادل، ولا نفل إلا من إمام فاضل، يا كميل! هي نبوة ورسالة وامامة، وليس بعد ذلك إلا موالين متبعين، أو* مبتدعين، إنما يتقبل الله من المتقين، يا كميل! لا تأخذ إلا عنا تكن منا.
والمرجعية تنسب علم الاصول الى آل البيت (ع) حتى يستقطبون الناس والموالين لاهل البيت (ع) ويجلسون على كرسي الامامة حباً منهم للدنيا والرئاسة مع العلم ان هذا الكرسي الذي يجلسون عليه هو كرسي الامام المهدي (ع) وهو كرسي مغصوب فالويل لهم اذا جاء الامام حيث ورد في روايات كثيرة انه يقطع كل هذه الرؤوس ويذبح سبعين عالماً من المحدثين واكثر الروايات تقول انه يستهدف هؤلاء الذين ادعوا العلم والاتصال بأهل البيت (ع) وهم من هذا المحتوى فارغين .
وعلم الاصول قد وصفه السيد القحطاني بعجل السامري ويقصد به العلم الذي عبدوه المسلمين بعد النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وآل البيت (ع) كالعجل الذي عبده بني اسرائيل عندما غاب عنهم النبي موسى (عليه السلام) .
نذكر هنا قول السيد الخميني في اواخر عمره في كتاب القران في كلام السيد الخميني صفحة 84 ما هذا نصه ( أيتها الحوزات العلمية وجامعات أهل التحقيق قوموا وانقذوا القران الكريم من شر الجاهلين المتنسكين والعلماء المتهتكين الذين هاجموا ويهاجمون القران عمداً وعن علم فإنني أقول بشكل جدي وليس( للتعارف العادي) أني أتأسف لعمري الذي ذهب هباءً في طريق الضلال والجهالة. وأنتم يا أبناء الإسلام الشجعان أيقظوا الحوزات والجامعات للالتفات إلى شؤون القران وأبعاده المختلفة جداً. واجعلوا تدريس القران في كل فروعه مد نظركم وهدفكم الأعلى. لئلا لا قدر الله أن تندموا في اخر عمركم عندما يهاجمكم ضعف الشيخوخة على أعمالكم وتتأسفوا على أيام الشباب. كالكاتب نفسه) .
والخامنئي يكشف المستور بقوله: { مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الإجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة لماذا هكذا ؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن }*(ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - ص 110).
ويقول السيد محمد حسين فضل الله : { فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجاً دراسياً للقرآن } (ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - ص 111).
وقال السيد كمال الحيدري : { فلهذا تجد ان بعض الكبار الآن في مثل هذه الأيام بدأوا يلتفتون إلى هذه النكته سمعتم هنا وهنالك ان السيد الخامنئي حفظه الله تعالى كان يقول هذه الكلمة الآن في الحوزات العلمية يمكن للإنسان ان يكون مجتهداً ولا يعرف القرآن . ممكن في الحوزة لو مو ممكن هذا ؟ ممكن لو مو ممكن ؟ ممكن جنابك تصير مجتهد وتكتب رسالة عملية وانت متدري فلان آية من القرآن لو مو من القرآن . } (تسجيل صوتي لمحاضرة للسيد كمال الحيدري)
وايضاً في كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال : { فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام }
وقال : { ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس* }
ان هذه الاعترافات تثبت ان علم الاصول قد اخترعه النواصب عندما غيبوا اهل البيت (ع) وهجروهم* , وسرقوا فقهاء الحوزة بعد تغييبهم للامام المهدي (ع) .
ان المشكلة الحقيقية ليست بالوقت الذي اسس فيه هذا العجل . بل في الدور الذي يلعبه , فهو اسس ليحل في التشريع محل الرب فيعطي ما يعطي الرب من احكام وتشاريع , فالمشرع الحق والحقيقي هو الله سبحانه , فقد جاء عن أبي جعفر ﴿ع ﴾ في حديث طويل قال فيه : { وإن الله لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره }
فالمشرع هو الله سبحانه فقط , والانبياء والرسل وحتى محمد وآله (ع) هم من نقلوا احكام الله وتشاريعه لخلقه .
وأن مخترعي هذا اللاعلم* استبدلوا* المشرع ( الله سبحانه ) بعلم الاصول*( المشرع الابليسي ) , والشيعة وفقهاءهم بسرقتهم لهذا اللاعلم وعملهم به ولد عندهم* شعور بالاستغناء عن الامام المهدي (ع) وعن الاحكام الالهية المودعه عنده.
وهنا مكمن الخطر** , فلولا علم الاصول* لما نسى الناس الامام ولحتاجوا اليه ولاحكامه الالهية* , ولما سجدوا للفقهاء ولعجلهم العلمي .
وان الائمة (ع) أكدوا على ان الاحكام الالهية مخزونة عند الامام المهدي (ع) لانه الوريث الشرعي لهذه الاحكام . وعند قيامه يبث هذه الاحكام .
فقد جاء في البحارعن كمال الدين عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالي ( قل أرايتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) فقال:{ هذه نزلت في القائم ، يقول:ان اصبح امامكم غائبا عنكم لاتدرون اين هوفمن يأتيكم بامام ظاهريأتيكم بأخبارالسماء والارض وحلال الله جل وعزوحرامه،ثم قال: والله ماجاء تأويل الآية ولابدّان يجيء تأويلها }
(بحار الانوار ج51ص52 )
ولا تصل أيدي الفقهاء الى هذه الاحكام أبدأ فهي عند الامام مخزونة .ولو كان في هذا العلم خير لما سبق الائمة (عليهم السلام) احد اليه , و الائمة امرونا بمجانبة المخالفين وعلومهم التي لم ينزل الله بها سلطان فكيف يكون الشيعي عالة على النواصب وعنده الثقلين . , فعن علي بن سويد السابي قال* كتب إلى أبو الحسن عليه السلام* رسائل وهو في السجن فجاء الجواب* : { وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك ، لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا ، فانك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنهم ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكة ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة }ؤالمصدر ( وسائل الشيعة ج 27 – ص 150 )
وان أبليس قد توعد الناس بالضلال وقد فعل , فالملعون يعلم ان وجود امام ظاهر مطاع ينهي أمره ويقضي على أمانيه والى الابد , فلهذا سخر كل طاقته لابعاد الناس عن حجج الله سبحانه , ففي زمان كل نبي او وصي يغوي الناس ويضلهم عن الحق , فينصب لهم سامري (حجة مزيف ) وعجل (احكام ظنية )
فعندما يغيب ابليس الحجة الحقيقة لابد له ان ينصب لهم بديل عنه . ولابد للبديل ان يعطي ما يعطي الحجة الحقيقي . فكان الاحبار هم الحجج المزيفون عند اليهود فأحلوا الحرام وحرموا الحرام وعاثوا في الارض فسادا وخربوا شرائع الانبياء , وعند النصارى حدث نفس الامر . فسلط ابليس الرهبان وفعلوا ما فعل الاحبار . فكان الاحبار والرهبان يفتون مقلديهم بالظن , ولم يكن عندهم احكام الهية بل اجتهادات وظنون محضة . ونفس الخطة الابليسية حدثت بعد رحيل رسول الله (ص) , فقد غيب ابليس آل محمد (ع) وأجلس مجلسهم الخلفاء الغاصبين .
روى الشيخ الكليني بسنده الصحيح عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: { لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي (ع) قالوا يا معشر الأنصار قريش أحق بالأمر منكم لأن رسول الله (ص) من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله (ص) الأئمة من قريش قال سلمان رضي الله عنه فأتيت عليا (ع) وهو يغسل رسول الله (ص) فأخبرته بما صنع الناس وقلت إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله (ص) والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله). فقال لي: يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله (ص) قلت لا أدري إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبوعبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم.
قال: لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله (ص).
قلت: لا، ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهويبكي ويقول الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد. فقال علي (ع): هل تدري من هو. قلت: لا، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي (ص). فقال: ذاك إبليس لعنه الله أخبرني رسول الله (ص) أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله (ص) إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا إن هذه أمة مرحومة ومعصومة وما لك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم فانطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله (ص) أنه لوقبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله (ص) } .
الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص343-344، حديث (541).
ما من حجة يغيب او يقتل الا وكان المخطط لهذا الامر هو ابليس اللعين , وبعد تغييب الحجج او قتلهم , يكون البديل موجود وجاهز* . فقد سلط الاحبار والرهبان بعد غياب النبي موسى والنبي عيسى (عليهما السلام ) وسط الخلفاء بعد رحيل رسول الله (ص) , وسلط فقهاء الحوزة بعد تغييب الامام المهدي (ع) , وكل هؤلاء الانداد خربوا الشرائع السماوية وافتوا بالرأ١ي والظن .
وما ان سلط ابليس الخلفاء* بعد قتل رسول الله (ص) وبعد تغييب أمير المؤمنين (ع) عن دوره فتح الخلفاء باب الافتاء بالظن والاستحسان والاجتهادات الشخصية . ولهذا قال عمر ابن الخطاب* لأحد عماله : {* فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك ، فاختر أي الأمرين شئت ، وإن شئت أن تجتهد برأيك لتقدم فتقدم ، وإن شئت تتأخر فتأخر }.
وهذه السنن الالهية قد جرت على كل الامم وجرت في زمن الائمة (ع) وجرت في زمن الامام المهدي (ع) . وما ان يغيب الناس حجة الله حتى يتم استبداله بغيره وتنصيبه محله .
الطبرسي في الاحتجاج، عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (لتركبن طبقاً عن طبق) {* أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء }....يتبع 👇
بسم الله الرحمن الرحيم
ان المؤسسة الدينية هي من اقدم المؤسسات الموجودة في هذا الزمان وهي من اقوى الاحجار واقوى العقبات التي تقف بوجه الامام المهدي (روحي له الفدى) وذلك لطول عمر هذه المؤسسة فهي قد اسست منذ اكثر من سبع مئة عام وهذه المؤسسة لها اتباع كثيرون والتف الناس حولها بعد ان اوهمتهم بأنهم يمثلون خط آل البيت (عليهم السلام) ولكن ان الحقيقة خلاف ذلك فكل مبتنيات هذه المؤسسة الدينية مبتنيات عقلية ليس لها ربط او علاقة بعلم أهل البيت (عليهم السلام) الذي جاء به النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والائمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده ، فهي علوم عقلية مبنية على الظن والقياس والاستحسانات العقلية فهم يوهمون الناس انها امتداد لآل البيت (ع) وهذا خلاف الواقع فهم يعتمدون على(علم الاصول) هذا العلم العقلي الذي اعتبروه الميزان والمعيار لمعرفة الاعلم ومعرفة من الذي يُقلَد ومعرفة المرجع كما يقولون والذي هو من مناهج المخالفين من اهل السنة فأول من ألف به الشافعي والشيباني في القرن الثاني بأعتبار ان النصوص انقطعت عنهم بعد الخلفاء اما نحن اتباع الائمة الاثني عشر فقد انقطعت النصوص عندنا بعد وفاة اخر النواب لأمام زماننا الامام المهدي (عليه السلام) فهم يحتاجون أن يأتوا بهذا حتى يتم تعيين بقية التشاريع التي لايعرفون اصلها من خلال هذه القواعد العلمية فالاعلم بعلم الاصول هو الذي يعتمد كمرجع للمؤسسة الدينية ولو نظرنا لعلم الاصول ماذا نجد؟ نجد انهُ منهج دراسي ممكن لأي انسان ان يقرأ هذا المنهج ويتصدر الحوزة العلمية وليس لأهل البيت (ع) اي علاقة بهذا المنهج اساساً ، والسيد الخوئي اكبر شاهد فهو كان مرجع اكبر لدى الحوزة حيث قال ممكن لأي انسان ان يتصدر الحوزة العلمية لانه منهج درسي حتى من غير المؤمنين وغير المسلمين، لكي يستخرجون الادلة الشرعية بالقياس الشيطاني المنهي عنه كما سوف نذكر الادلة من الثقل الثاني وهو كلام محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم) التي تخص العمل بالقياس العقلي المنهي عند آل البيت (عليهم السلام) فالمنتحلين لمقام المعصوم (المراجع) يقيسون الدين ويستنبطون الاحكام باستخدام عقولهم القاصرة فقد ورد عن رسول الله (ص) : ( لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ، ولا عدواً يجتاحهم ، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم ، وان عصوهم قتلوهم ) (إلزام الناصب ج1 ص196)* وقال المعصوم ايضاً ( من افتى بالظن هلك واهلك ) وكل فتاوى المؤسسة الدينية ظنية وهم لا ينكرون هذا الامر عن الإمام الصادق (ع) قال : ( من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم )( وسائل الشيعة ج18 ص25) .
وعن جعفر ابن محمد (ع) قال ( يا نعمان إياك والقياس فان أبي حدثني عن آبائه أن رسول الله (ص) قال : (من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار ، فان أول من قاس إبليس حيث قال خلقتني من نار وخلقته من طين ، فدع الرأي والقياس وما قال قوم ليس له في دين الله برهان ، فان دين الله لم يوضع بآراء ومقاييس ) (وسائل الشيعة ج18 ص29) .
أذن الدين الحقيقي هو دين الله أي كلام الله الموجود بين أيدينا ، فلماذا يتركون الثقلين ويأخذون دينهم من أفواه الرجال ، وأمير المؤمنين (ع) يقول: ( من اخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل ) .
وعن الباقر (ع) قال : ( من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه ) . (وسائل الشيعة ج18 ص 9) .
وايضاً قال ابو عبد الله (ع) (إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال }
فلا يمكن ان تصدق رجل غير الامام المعصوم ومسألة التقليد هي مسألة ( يا ايها الناس صدقوني انا الاعلم ) وكذلك مسألة اخرى قبل الخوض بهذا البحث المفصل حيث ان الامام علي (عليه السلام) قال ثلث القران حلال وحرام وثلث القران كما هو معروف اكثر من الفين اية وقد اكد على هذا السيد القحطاني
وكل ما موجود في القواعد الاصولية لدى المؤسسة الدينية هو خمس مائة اية يستشرعون منها ولم يعرفوا نتيجة هجر القران بقيت الاحكام الشرعية مما ادى الى الركون الى هذه القواعد العقلية والعلوم العقلية واصل هذا العلم هو من مصادر اهل السنة وهذا علم لا علاقة له بآل البيت (ع) وقد ذكر المحقق الشيخ يوسف البحراني* في علم الاصول ما نصه : { لا ريب ان هذا العلم واختراع التصنيف فيه والتدوين لأصوله وقواعده ، إنما وقع اولا من العامة ، فإن من جملة من صنف فيه الشافعي ، وهو في عصر الأئمة - عليهم السلام - مع انه لم يرد عنهم - عليهم السلام - ما يشير إليه ، فضلاً عن ان يدل عليه ، ولو كان حقاً كما يدعونه ، بل هو الأصل في الأحكام الشرعية كما يزعمونه ، لما غفل عنه الأئمة عليهم السلام ، مع حرصهم على هداية شيعتهم ، إلى كل نقير وقطمير ، كما لا يخفى على من تتبع أخبارهم ، إذ ما من حالة من حالات الإنسان ، في مأكله ومشربه وملبسه ونومه ويقظته ونكاحه ونحو ذلك من أحواله ، الا وقد خرجت فيه السُنن عنهم عليهم السلام حتى الخلاء ، ولو أراد إنسان ان يجمع ما ورد في باب الخلاء لكان كتابا على حدة ، فيكف يغفلون عن هذا العلم الذى هو بزعمهم مشتمل على القواعد الكلية والأصول الجلية ، والأحكام الشرعية ، وكذلك أصحابهم في زمانهم عليهم السلام ، مع رؤيتهم العامة عاكفين على تلك القواعد والأصول } (الحدائق الناضرة – البحراني - ج 18 - ص140).
كما يذكر السيد محمد باقر الصدر – وهو من اعلام الأصوليين – قال :* { فإن التأريخ يشير إلى أن علم الأصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الإمامي ، حتى إنه يقال : إن علم الأصول على الصعيد السني دخل في دور التصنيف في أواخر القرن الثاني ، إذ ألف في الأصول كل من الشافعي المتوفى سنة 182 ه ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة* 189 ه بينما قد لا نجد التصنيف الواسع في علم الأصول على الصعيد الشيعي إلا في أعقاب الغيبة الصغرى أي في مطلع القرن الرابع }( المعالم الجديدة للأصول - السيد محمد باقر الصدر - ص54).
هذا يعني ان مابين التصانيف للشافعي والشيباني لاهل السنة وما بين تصانيف الشيعة مئتين سنة مامعناه انه لم ينبع من اهل البيت (ع) بوجود اهل البيت (ع) حيث يقول البحراني ولو كان حقاً كما يدعونه ، بل هو الأصل في الأحكام الشرعية كما يزعمونه ، لما غفل عنه الأئمة (عليهم السلام) ، مع حرصهم على هداية شيعتهم. اذاً هذا العلم هو علم باطل نتيجة جهل الناس بالقران اولاً وهجرهم لآل البيت(عليهم السلام) ثانياً .
وعن فضيل، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (كل ما لم يخرج من هذا لبيت فهو باطل). يقصد بيت آل محمد (صلوات الله عليهم) وايضاً ذكر في كتاب بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسين بن علي، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن أبي مريم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة*: (شرقا وغربا لن تجدا علماً صحيحاً إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت).
وايضا دليل آخر ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لكميل ابن زياد قال، يا كميل! لا غزو إلا مع إمام عادل، ولا نفل إلا من إمام فاضل، يا كميل! هي نبوة ورسالة وامامة، وليس بعد ذلك إلا موالين متبعين، أو* مبتدعين، إنما يتقبل الله من المتقين، يا كميل! لا تأخذ إلا عنا تكن منا.
والمرجعية تنسب علم الاصول الى آل البيت (ع) حتى يستقطبون الناس والموالين لاهل البيت (ع) ويجلسون على كرسي الامامة حباً منهم للدنيا والرئاسة مع العلم ان هذا الكرسي الذي يجلسون عليه هو كرسي الامام المهدي (ع) وهو كرسي مغصوب فالويل لهم اذا جاء الامام حيث ورد في روايات كثيرة انه يقطع كل هذه الرؤوس ويذبح سبعين عالماً من المحدثين واكثر الروايات تقول انه يستهدف هؤلاء الذين ادعوا العلم والاتصال بأهل البيت (ع) وهم من هذا المحتوى فارغين .
وعلم الاصول قد وصفه السيد القحطاني بعجل السامري ويقصد به العلم الذي عبدوه المسلمين بعد النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وآل البيت (ع) كالعجل الذي عبده بني اسرائيل عندما غاب عنهم النبي موسى (عليه السلام) .
نذكر هنا قول السيد الخميني في اواخر عمره في كتاب القران في كلام السيد الخميني صفحة 84 ما هذا نصه ( أيتها الحوزات العلمية وجامعات أهل التحقيق قوموا وانقذوا القران الكريم من شر الجاهلين المتنسكين والعلماء المتهتكين الذين هاجموا ويهاجمون القران عمداً وعن علم فإنني أقول بشكل جدي وليس( للتعارف العادي) أني أتأسف لعمري الذي ذهب هباءً في طريق الضلال والجهالة. وأنتم يا أبناء الإسلام الشجعان أيقظوا الحوزات والجامعات للالتفات إلى شؤون القران وأبعاده المختلفة جداً. واجعلوا تدريس القران في كل فروعه مد نظركم وهدفكم الأعلى. لئلا لا قدر الله أن تندموا في اخر عمركم عندما يهاجمكم ضعف الشيخوخة على أعمالكم وتتأسفوا على أيام الشباب. كالكاتب نفسه) .
والخامنئي يكشف المستور بقوله: { مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الإجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة لماذا هكذا ؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن }*(ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - ص 110).
ويقول السيد محمد حسين فضل الله : { فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجاً دراسياً للقرآن } (ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - ص 111).
وقال السيد كمال الحيدري : { فلهذا تجد ان بعض الكبار الآن في مثل هذه الأيام بدأوا يلتفتون إلى هذه النكته سمعتم هنا وهنالك ان السيد الخامنئي حفظه الله تعالى كان يقول هذه الكلمة الآن في الحوزات العلمية يمكن للإنسان ان يكون مجتهداً ولا يعرف القرآن . ممكن في الحوزة لو مو ممكن هذا ؟ ممكن لو مو ممكن ؟ ممكن جنابك تصير مجتهد وتكتب رسالة عملية وانت متدري فلان آية من القرآن لو مو من القرآن . } (تسجيل صوتي لمحاضرة للسيد كمال الحيدري)
وايضاً في كتاب هداية الأبرار للكركي نقلاً عن القطيفي أحد مشائخ صاحب الوسائل ـ قال : { فاعلم أن علم الأصول ملفق من علوم عدة ومسائل متفرقة بعضها حق وبعضها باطل ، وضعه العامة لقلة السنن عندهم الدالة على الأحكام }
وقال : { ولم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم إليه ، لوجود كل ما لا بد منه من ضروريات الدين ونظرياته في الأصول المنقولة عن أئمة الهدى، إلى أن جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وأخذ عنهم وألف الكتب على ذلك المنوال حتى أنه عمل بالقياس* }
ان هذه الاعترافات تثبت ان علم الاصول قد اخترعه النواصب عندما غيبوا اهل البيت (ع) وهجروهم* , وسرقوا فقهاء الحوزة بعد تغييبهم للامام المهدي (ع) .
ان المشكلة الحقيقية ليست بالوقت الذي اسس فيه هذا العجل . بل في الدور الذي يلعبه , فهو اسس ليحل في التشريع محل الرب فيعطي ما يعطي الرب من احكام وتشاريع , فالمشرع الحق والحقيقي هو الله سبحانه , فقد جاء عن أبي جعفر ﴿ع ﴾ في حديث طويل قال فيه : { وإن الله لم يجعل العلم جهلا ، ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره }
فالمشرع هو الله سبحانه فقط , والانبياء والرسل وحتى محمد وآله (ع) هم من نقلوا احكام الله وتشاريعه لخلقه .
وأن مخترعي هذا اللاعلم* استبدلوا* المشرع ( الله سبحانه ) بعلم الاصول*( المشرع الابليسي ) , والشيعة وفقهاءهم بسرقتهم لهذا اللاعلم وعملهم به ولد عندهم* شعور بالاستغناء عن الامام المهدي (ع) وعن الاحكام الالهية المودعه عنده.
وهنا مكمن الخطر** , فلولا علم الاصول* لما نسى الناس الامام ولحتاجوا اليه ولاحكامه الالهية* , ولما سجدوا للفقهاء ولعجلهم العلمي .
وان الائمة (ع) أكدوا على ان الاحكام الالهية مخزونة عند الامام المهدي (ع) لانه الوريث الشرعي لهذه الاحكام . وعند قيامه يبث هذه الاحكام .
فقد جاء في البحارعن كمال الدين عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالي ( قل أرايتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) فقال:{ هذه نزلت في القائم ، يقول:ان اصبح امامكم غائبا عنكم لاتدرون اين هوفمن يأتيكم بامام ظاهريأتيكم بأخبارالسماء والارض وحلال الله جل وعزوحرامه،ثم قال: والله ماجاء تأويل الآية ولابدّان يجيء تأويلها }
(بحار الانوار ج51ص52 )
ولا تصل أيدي الفقهاء الى هذه الاحكام أبدأ فهي عند الامام مخزونة .ولو كان في هذا العلم خير لما سبق الائمة (عليهم السلام) احد اليه , و الائمة امرونا بمجانبة المخالفين وعلومهم التي لم ينزل الله بها سلطان فكيف يكون الشيعي عالة على النواصب وعنده الثقلين . , فعن علي بن سويد السابي قال* كتب إلى أبو الحسن عليه السلام* رسائل وهو في السجن فجاء الجواب* : { وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك ، لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا ، فانك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنهم ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكة ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة }ؤالمصدر ( وسائل الشيعة ج 27 – ص 150 )
وان أبليس قد توعد الناس بالضلال وقد فعل , فالملعون يعلم ان وجود امام ظاهر مطاع ينهي أمره ويقضي على أمانيه والى الابد , فلهذا سخر كل طاقته لابعاد الناس عن حجج الله سبحانه , ففي زمان كل نبي او وصي يغوي الناس ويضلهم عن الحق , فينصب لهم سامري (حجة مزيف ) وعجل (احكام ظنية )
فعندما يغيب ابليس الحجة الحقيقة لابد له ان ينصب لهم بديل عنه . ولابد للبديل ان يعطي ما يعطي الحجة الحقيقي . فكان الاحبار هم الحجج المزيفون عند اليهود فأحلوا الحرام وحرموا الحرام وعاثوا في الارض فسادا وخربوا شرائع الانبياء , وعند النصارى حدث نفس الامر . فسلط ابليس الرهبان وفعلوا ما فعل الاحبار . فكان الاحبار والرهبان يفتون مقلديهم بالظن , ولم يكن عندهم احكام الهية بل اجتهادات وظنون محضة . ونفس الخطة الابليسية حدثت بعد رحيل رسول الله (ص) , فقد غيب ابليس آل محمد (ع) وأجلس مجلسهم الخلفاء الغاصبين .
روى الشيخ الكليني بسنده الصحيح عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: { لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي (ع) قالوا يا معشر الأنصار قريش أحق بالأمر منكم لأن رسول الله (ص) من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله (ص) الأئمة من قريش قال سلمان رضي الله عنه فأتيت عليا (ع) وهو يغسل رسول الله (ص) فأخبرته بما صنع الناس وقلت إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله (ص) والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله). فقال لي: يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله (ص) قلت لا أدري إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبوعبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم.
قال: لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله (ص).
قلت: لا، ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهويبكي ويقول الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ابسط يدك فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد. فقال علي (ع): هل تدري من هو. قلت: لا، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي (ص). فقال: ذاك إبليس لعنه الله أخبرني رسول الله (ص) أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله (ص) إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا إن هذه أمة مرحومة ومعصومة وما لك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم فانطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله (ص) أنه لوقبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله (ص) } .
الشيخ الكليني، الكافي، ج8، ص343-344، حديث (541).
ما من حجة يغيب او يقتل الا وكان المخطط لهذا الامر هو ابليس اللعين , وبعد تغييب الحجج او قتلهم , يكون البديل موجود وجاهز* . فقد سلط الاحبار والرهبان بعد غياب النبي موسى والنبي عيسى (عليهما السلام ) وسط الخلفاء بعد رحيل رسول الله (ص) , وسلط فقهاء الحوزة بعد تغييب الامام المهدي (ع) , وكل هؤلاء الانداد خربوا الشرائع السماوية وافتوا بالرأ١ي والظن .
وما ان سلط ابليس الخلفاء* بعد قتل رسول الله (ص) وبعد تغييب أمير المؤمنين (ع) عن دوره فتح الخلفاء باب الافتاء بالظن والاستحسان والاجتهادات الشخصية . ولهذا قال عمر ابن الخطاب* لأحد عماله : {* فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يتكلم فيه أحد قبلك ، فاختر أي الأمرين شئت ، وإن شئت أن تجتهد برأيك لتقدم فتقدم ، وإن شئت تتأخر فتأخر }.
وهذه السنن الالهية قد جرت على كل الامم وجرت في زمن الائمة (ع) وجرت في زمن الامام المهدي (ع) . وما ان يغيب الناس حجة الله حتى يتم استبداله بغيره وتنصيبه محله .
الطبرسي في الاحتجاج، عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (لتركبن طبقاً عن طبق) {* أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء }....يتبع 👇
تعليق