مدرســـة الرأي :
كانت الكوفة مركزاً لمدرسة الرأي وكان من أعظم مشايخها أبو حنيفة النعمان وكان لفارق البعد بين الكوفة والمدينة المنورة أثر على اختلاف المدرستين حيث كانت المدينة المنورة آنذاك مركزاً للحديث والسُنة ولذلك حدث التنافر بين كلتا المدرستين .
إن من سمات مدرسة الرأي هو التشدد في قبول الاحاديث المروية حيث رفضوا الكثير من الأحاديث والسُنن واعتبروا القواعد الرجالية هي العمدة في إعتماد الأحاديث مما جعلهم يسقطون أكثر الأخبار وبالنتيجة فراغ الساحة من الأخبار والأحاديث ليكونوا فضاء واسع من حرية الإجتهاد والرأي والقياس والاستحسان وأمثالهما . فأشتهرت هذه المدرسة اشتهاراً كبيراً في الأوساط العلمية وصار المسلمين بين مؤيداً لها ومعارض .
كان لأئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ مواقف صارمة إتجاه هذه المدرسة ورجالاتها حيث رفض الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ العمل بالإجتهادات والآراء والمقاييس وبكل أنواعها وبينوا زيف ادعاءات هذه المدرسة ولهم – أي الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ – مناظرات مع أئمة الرأي من المخالفين سناتي على بيانها إن شاء الله تعالى .
مدرســـة الحديث :
إن مدرسة الحديث كانت على جانب مغاير مما عليه مدرسة الرأي حيث كانت هذه المدرسة تعتمد على القرآن والسُنة فقط وترفض العمل بالقياس والاستحسان ولهذا السبب فقد كانت لهذه المدرسة مواقف عديدة تجاه مدرسة الرأي ، حيث قابل رجال هذه المدرسة طريقة مدرسة الرأي بالرفض والإنكار .
كان مالك أبن أنس على ما يبدو من رجال هذه المدرسة حيث كان من المهتمين بالحديث ولم يعمل بالقياس إلا قليلا حتى أنه كان يعلم بخطأه في إتباع الرأي في الدين ولذلك بكى حين موته وود أنه ضرب في مقابل كل مسألة أفتى فيها برأيه سوطا ! كما ذكر ذلك أبن خلكان في تأريخه﴿ ﴾ .
اشتهرت مدرسة الحديث بالفعل على يد داوود بن علي الظاهري - إمام المذهب الظاهري – حيث كان داوود يعمل بظاهر الكتاب والسُنة ويرفض القياس والرأي رفضا باتا وقال : إن في عموم الكتاب والسُنة ما يفي بجواب كل مشكلة .
وأما باقي الفقهاء الأربعة ، أي الشافعي وأحمد بن حنبل - فكانوا حداً وسطاً بين هاتين المدرستين ، فالشافعي حينما كان يعمل بالقياس كان يرفض الاستحسان رفضا باتا﴿ ﴾ .
وركوبا لسُنن السابقين من اليهود والنصارى فكما انتصر أصحاب الإجتهاد والتجديد من علماء الأمم السابقة فبعد صراع عنيف بين مدرستي الرأي والحديث كان الفوز لمدرسة الرأي والإجتهاد كما هو الحال في الأمم السابقة وكما مر بيانه .
كان الإجتهاد في هذا الدور يعتمد على الكتاب والسُنة والقياس والاستحسان والإجماع . وقد اختلفوا في كيفية الإجماع ومدى حجيته ، فإن الشافعي كان يرى أن الإجماع المعتبر هو إجماع جميع الفقهاء في البلدان كلها ، وأنكر على المالكية قولهم أن المعتبر هو إجماع أهل المدينة كلهم ، وألزمهم بالمخالفات الكثيرة التي خالفوا فيها الصحابة كأبي بكر وعمر﴿ ﴾.
ويمكن أن نشير هنا الى إنه خلال هذا الدور قد ظهرت مذاهب أخرى متعددة والتي انقرضت ولم يبق منها إلا الأسم ، وكانت كثيرة ، مثل مذهب سفيان الثوري والحسن البصري والأوزاعي وأبن جرير الطبري وغيرهم ، ولم يبق منها بعد القرن الرابع إلا مذهب داوود بن علي الظاهري حيث بقي حتى القرن الثامن﴿ ﴾ وله الآن أتباع إلا إنهم قلة نسبة بأتباع باقي المذاهب .
وسنأخذ فيما يلي فكرة موجزة عن صاحب كل مذهب من تلك المذاهب .
كانت الكوفة مركزاً لمدرسة الرأي وكان من أعظم مشايخها أبو حنيفة النعمان وكان لفارق البعد بين الكوفة والمدينة المنورة أثر على اختلاف المدرستين حيث كانت المدينة المنورة آنذاك مركزاً للحديث والسُنة ولذلك حدث التنافر بين كلتا المدرستين .
إن من سمات مدرسة الرأي هو التشدد في قبول الاحاديث المروية حيث رفضوا الكثير من الأحاديث والسُنن واعتبروا القواعد الرجالية هي العمدة في إعتماد الأحاديث مما جعلهم يسقطون أكثر الأخبار وبالنتيجة فراغ الساحة من الأخبار والأحاديث ليكونوا فضاء واسع من حرية الإجتهاد والرأي والقياس والاستحسان وأمثالهما . فأشتهرت هذه المدرسة اشتهاراً كبيراً في الأوساط العلمية وصار المسلمين بين مؤيداً لها ومعارض .
كان لأئمة أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ مواقف صارمة إتجاه هذه المدرسة ورجالاتها حيث رفض الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ العمل بالإجتهادات والآراء والمقاييس وبكل أنواعها وبينوا زيف ادعاءات هذه المدرسة ولهم – أي الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ – مناظرات مع أئمة الرأي من المخالفين سناتي على بيانها إن شاء الله تعالى .
مدرســـة الحديث :
إن مدرسة الحديث كانت على جانب مغاير مما عليه مدرسة الرأي حيث كانت هذه المدرسة تعتمد على القرآن والسُنة فقط وترفض العمل بالقياس والاستحسان ولهذا السبب فقد كانت لهذه المدرسة مواقف عديدة تجاه مدرسة الرأي ، حيث قابل رجال هذه المدرسة طريقة مدرسة الرأي بالرفض والإنكار .
كان مالك أبن أنس على ما يبدو من رجال هذه المدرسة حيث كان من المهتمين بالحديث ولم يعمل بالقياس إلا قليلا حتى أنه كان يعلم بخطأه في إتباع الرأي في الدين ولذلك بكى حين موته وود أنه ضرب في مقابل كل مسألة أفتى فيها برأيه سوطا ! كما ذكر ذلك أبن خلكان في تأريخه﴿ ﴾ .
اشتهرت مدرسة الحديث بالفعل على يد داوود بن علي الظاهري - إمام المذهب الظاهري – حيث كان داوود يعمل بظاهر الكتاب والسُنة ويرفض القياس والرأي رفضا باتا وقال : إن في عموم الكتاب والسُنة ما يفي بجواب كل مشكلة .
وأما باقي الفقهاء الأربعة ، أي الشافعي وأحمد بن حنبل - فكانوا حداً وسطاً بين هاتين المدرستين ، فالشافعي حينما كان يعمل بالقياس كان يرفض الاستحسان رفضا باتا﴿ ﴾ .
وركوبا لسُنن السابقين من اليهود والنصارى فكما انتصر أصحاب الإجتهاد والتجديد من علماء الأمم السابقة فبعد صراع عنيف بين مدرستي الرأي والحديث كان الفوز لمدرسة الرأي والإجتهاد كما هو الحال في الأمم السابقة وكما مر بيانه .
كان الإجتهاد في هذا الدور يعتمد على الكتاب والسُنة والقياس والاستحسان والإجماع . وقد اختلفوا في كيفية الإجماع ومدى حجيته ، فإن الشافعي كان يرى أن الإجماع المعتبر هو إجماع جميع الفقهاء في البلدان كلها ، وأنكر على المالكية قولهم أن المعتبر هو إجماع أهل المدينة كلهم ، وألزمهم بالمخالفات الكثيرة التي خالفوا فيها الصحابة كأبي بكر وعمر﴿ ﴾.
ويمكن أن نشير هنا الى إنه خلال هذا الدور قد ظهرت مذاهب أخرى متعددة والتي انقرضت ولم يبق منها إلا الأسم ، وكانت كثيرة ، مثل مذهب سفيان الثوري والحسن البصري والأوزاعي وأبن جرير الطبري وغيرهم ، ولم يبق منها بعد القرن الرابع إلا مذهب داوود بن علي الظاهري حيث بقي حتى القرن الثامن﴿ ﴾ وله الآن أتباع إلا إنهم قلة نسبة بأتباع باقي المذاهب .
وسنأخذ فيما يلي فكرة موجزة عن صاحب كل مذهب من تلك المذاهب .
تعليق