حرمة الافتاء بغير علم :
جاء التأكيد المحمدي على أن ما يعذب به اللسان لا يعذب به شيئاً من جوارح الإنسان بمثله لا لشيء سوى ما يخرج منه من كلمات تطوف المشارق والمغارب فيسفك بها الدم الحرام وينهب بها المال الحرام وتنتهك بها الحرمات دون علم ولا دراية . فقد جاء ما يؤكد هذا المعنى عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح فيقول : أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً ، فيقال له : خرجت منك كلمة ، فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام ، وعزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئاً من جوارحك﴾.
إن شر ما يخرج من اللسان هو ما يكذب به على الله وأي كذب أعظم من الافتراء على الله بحلاله وحرامه ومن يفعل هذا فقد وضع نفسه بموضعين : الأول قد حاد الله وجلس في موضع الله وراح يحلل للناس ويحرم وكأنه المشرع وصاحب الشريعة وهذا ما فعله أحبار اليهود ورهبأن النصارى وسار عليه المسلمون حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة فقد ورد عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ حين سأله الراوي عن قوله تعالى : ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ﴾ ؟ فقال ﴿عليه السلام﴾ : ﴿أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ﴾.
ومن هذا الكلام نفهم بأن هؤلاء المفتون قد وضعوا أنفسهم أرباباً لأتباعهم واضداء لله حيث أحل وحيث حرم وما يؤكد هذا المعنى أيضاً هو ما جاء عن أبو جعفر ﴿عليه السلام﴾ في قوله : ﴿من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم﴾.
وهذا هو الموضع الأول الذي وضعوا أنفسهم فيه وهم لا يحسدون على عاقبته . أما الموضع الثاني فقد وضعوا أنفسهم محلا للعن اللاعنين فقد ذكر أبو جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ هؤلاء اللاعنين للذين يفتون بما لا يعلمون في قوله : ﴿من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه﴾.
إن مسألة الفتوى بغير علم صادر عن إمام معصوم مفترض الطاعة لهي من اخطر المسائل التي بقيت لزمان طويل بل منذ نزول ادم ﴿عليه السلام﴾ محلا للابتلاء والتمحيص فكم من واقعة يرويها لنا التأريخ الإنساني تحكي عن أناس جلسوا محل أولياء الله وراحوا يفتون الناس بغير علم فما هي عاقبتهم ؟ إن عاقبتهم اللعن والبراءة وكما حدث مع الأحبار والرهبأن وكما مر في تأريخنا الإسلامي أيضاً .
لقد كان الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ دائمي النصح لأتباعم وطلابهم بعدم القول بغير علم أو الإفتاء بغير علم ومن هذه النصائح ما نقل عن مفضل بن مزيد قال : قال أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ : ﴿أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال : أنهاك أن تدين الله بالباطل ، وتفتي الناس بما لا تعلم﴾﴿ ﴾ . وجاء النصح أيضاً لعبد الرحمن بن الحجاج حيث قال : قال لي أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ : ﴿إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك : إياك أن تفتي الناس برأيك ، أو تدين بما لا تعلم﴾﴿ ﴾ . ونصح أبي جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ زياد بن أبي رجاء قائلاً : ﴿ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم إن الرجل لينتزع الآية يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض ﴾ .
لم يكن هذا النصح لهذا الحد فقط بل عد أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ مسألة الفتوى بغير علم وابتداع الآراء وحب الناس وبغضهم عليها على حد الشرك بالله فقد جاء عن أبي العباس قال : سألت أبا عبد الله ﴿عليه السلام﴾ عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا ، فقال : ﴿من ابتدع رأيا ، فأحب عليه وأبغض﴾.
فكم من فقيه ومتفقه أحب الناس وأبغضهم على رأي لم يقام دليله من الثقلين فهذا تأريخنا وحاضرنا يشهد علينا عند رب الأرباب وملك الملوك .
وقد يتساءل البعض عن موقفنا تجاه الشريعة الإسلامية بحلالها وحرامها فنقول : إن هذا التساؤل من أفضل التساؤلات التي يجب على كل إنسان مؤمن أن يسأل نفسه به ولا بد أن يأتيه الجواب من إمام معصوم عن الخطأ فإن هذا التساؤل على خطورته قد أجيب عليه بعدة أجوبة من قبل أناس يدعون العلم والمعرفة في دين الله فما كان جوابهم جواب حق كما كانت إجابات الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ .
إن موقفنا تجاه الشريعة الإسلامية هو موقفنا من حق الله علينا وحق الله علينا هو أن نقول بما نعلم وأن نقف عند المسائل التي لا علم لنا بها . وهذا هو جواب آل الرسول ﴿عليهم السلام﴾ عندما كانوا يسألون عن حق الله على عباده فقد ورد عن زرارة أبن أعين قال : سألت أبا جعفر ﴿عليه السلام﴾ ما حق الله على العباد ؟ قال : ﴿أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون﴾.
وفي هذا المعنى روايات عديدة منها ما روي عن هاشم صاحب البريد قال : قال أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ - في حديث : ﴿ أما انه شر عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منا﴾ . وجاء عن جابر عن أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ أنه قال : ﴿من دان الله بغير سماع من صادق ألزمه الله التيه يوم القيامة﴾ . وجاء عن أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ في كلام له : ﴿قولوا ما قيل لكم ، وسلموا لما روي لكم ، ولا تكلفوا ما لم تكلفوا فإنما تبعته عليكم ، واحذروا الشبهة فإنها وضعت للفتنة﴾.
الى هنا نكون قد انتهينا من بيان أوامر الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وكلماتهم النيرة التي وجهت إلى شيعتهم وأتباعهم على وجه الخصوص وإلى المسلمين على وجه العموم وقد فهمنا من كلماتهم ﴿عليهم السلام﴾ ما هو واجبنا تجاه الشريعة الإسلامية . وعلمنا كل العلم بأن الواجب على كل مسلم هو الإمتثال والطاعة لأوامر رب العالمين وهذه الأوامر تارة تأتي من الكتاب الكريم وتارة من الثقل الثاني والمتمثل بالأئمة الأطهار ﴿عليهم السلام﴾ . وقد أُمرنا بالتسليم والطاعة لأولي الأمر فطاعتهم مفروضة علينا كباقي الفروض التي فرضها الإسلام على معتنقيه بل هي من أهم الفروض وأعظمها .
جاء التأكيد المحمدي على أن ما يعذب به اللسان لا يعذب به شيئاً من جوارح الإنسان بمثله لا لشيء سوى ما يخرج منه من كلمات تطوف المشارق والمغارب فيسفك بها الدم الحرام وينهب بها المال الحرام وتنتهك بها الحرمات دون علم ولا دراية . فقد جاء ما يؤكد هذا المعنى عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ قال : قال رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسلم تسليما﴾ : ﴿يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئاً من الجوارح فيقول : أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً ، فيقال له : خرجت منك كلمة ، فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام ، وعزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئاً من جوارحك﴾.
إن شر ما يخرج من اللسان هو ما يكذب به على الله وأي كذب أعظم من الافتراء على الله بحلاله وحرامه ومن يفعل هذا فقد وضع نفسه بموضعين : الأول قد حاد الله وجلس في موضع الله وراح يحلل للناس ويحرم وكأنه المشرع وصاحب الشريعة وهذا ما فعله أحبار اليهود ورهبأن النصارى وسار عليه المسلمون حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة فقد ورد عن أبي عبد الله ﴿عليه السلام﴾ حين سأله الراوي عن قوله تعالى : ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ﴾ ؟ فقال ﴿عليه السلام﴾ : ﴿أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ﴾.
ومن هذا الكلام نفهم بأن هؤلاء المفتون قد وضعوا أنفسهم أرباباً لأتباعهم واضداء لله حيث أحل وحيث حرم وما يؤكد هذا المعنى أيضاً هو ما جاء عن أبو جعفر ﴿عليه السلام﴾ في قوله : ﴿من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم﴾.
وهذا هو الموضع الأول الذي وضعوا أنفسهم فيه وهم لا يحسدون على عاقبته . أما الموضع الثاني فقد وضعوا أنفسهم محلا للعن اللاعنين فقد ذكر أبو جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ هؤلاء اللاعنين للذين يفتون بما لا يعلمون في قوله : ﴿من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه﴾.
إن مسألة الفتوى بغير علم صادر عن إمام معصوم مفترض الطاعة لهي من اخطر المسائل التي بقيت لزمان طويل بل منذ نزول ادم ﴿عليه السلام﴾ محلا للابتلاء والتمحيص فكم من واقعة يرويها لنا التأريخ الإنساني تحكي عن أناس جلسوا محل أولياء الله وراحوا يفتون الناس بغير علم فما هي عاقبتهم ؟ إن عاقبتهم اللعن والبراءة وكما حدث مع الأحبار والرهبأن وكما مر في تأريخنا الإسلامي أيضاً .
لقد كان الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ دائمي النصح لأتباعم وطلابهم بعدم القول بغير علم أو الإفتاء بغير علم ومن هذه النصائح ما نقل عن مفضل بن مزيد قال : قال أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ : ﴿أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال : أنهاك أن تدين الله بالباطل ، وتفتي الناس بما لا تعلم﴾﴿ ﴾ . وجاء النصح أيضاً لعبد الرحمن بن الحجاج حيث قال : قال لي أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ : ﴿إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك : إياك أن تفتي الناس برأيك ، أو تدين بما لا تعلم﴾﴿ ﴾ . ونصح أبي جعفر الباقر ﴿عليه السلام﴾ زياد بن أبي رجاء قائلاً : ﴿ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم إن الرجل لينتزع الآية يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض ﴾ .
لم يكن هذا النصح لهذا الحد فقط بل عد أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ مسألة الفتوى بغير علم وابتداع الآراء وحب الناس وبغضهم عليها على حد الشرك بالله فقد جاء عن أبي العباس قال : سألت أبا عبد الله ﴿عليه السلام﴾ عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا ، فقال : ﴿من ابتدع رأيا ، فأحب عليه وأبغض﴾.
فكم من فقيه ومتفقه أحب الناس وأبغضهم على رأي لم يقام دليله من الثقلين فهذا تأريخنا وحاضرنا يشهد علينا عند رب الأرباب وملك الملوك .
وقد يتساءل البعض عن موقفنا تجاه الشريعة الإسلامية بحلالها وحرامها فنقول : إن هذا التساؤل من أفضل التساؤلات التي يجب على كل إنسان مؤمن أن يسأل نفسه به ولا بد أن يأتيه الجواب من إمام معصوم عن الخطأ فإن هذا التساؤل على خطورته قد أجيب عليه بعدة أجوبة من قبل أناس يدعون العلم والمعرفة في دين الله فما كان جوابهم جواب حق كما كانت إجابات الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ .
إن موقفنا تجاه الشريعة الإسلامية هو موقفنا من حق الله علينا وحق الله علينا هو أن نقول بما نعلم وأن نقف عند المسائل التي لا علم لنا بها . وهذا هو جواب آل الرسول ﴿عليهم السلام﴾ عندما كانوا يسألون عن حق الله على عباده فقد ورد عن زرارة أبن أعين قال : سألت أبا جعفر ﴿عليه السلام﴾ ما حق الله على العباد ؟ قال : ﴿أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون﴾.
وفي هذا المعنى روايات عديدة منها ما روي عن هاشم صاحب البريد قال : قال أبو عبد الله ﴿عليه السلام﴾ - في حديث : ﴿ أما انه شر عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منا﴾ . وجاء عن جابر عن أبي جعفر ﴿عليه السلام﴾ أنه قال : ﴿من دان الله بغير سماع من صادق ألزمه الله التيه يوم القيامة﴾ . وجاء عن أمير المؤمنين ﴿عليه السلام﴾ في كلام له : ﴿قولوا ما قيل لكم ، وسلموا لما روي لكم ، ولا تكلفوا ما لم تكلفوا فإنما تبعته عليكم ، واحذروا الشبهة فإنها وضعت للفتنة﴾.
الى هنا نكون قد انتهينا من بيان أوامر الأئمة ﴿عليهم السلام﴾ وكلماتهم النيرة التي وجهت إلى شيعتهم وأتباعهم على وجه الخصوص وإلى المسلمين على وجه العموم وقد فهمنا من كلماتهم ﴿عليهم السلام﴾ ما هو واجبنا تجاه الشريعة الإسلامية . وعلمنا كل العلم بأن الواجب على كل مسلم هو الإمتثال والطاعة لأوامر رب العالمين وهذه الأوامر تارة تأتي من الكتاب الكريم وتارة من الثقل الثاني والمتمثل بالأئمة الأطهار ﴿عليهم السلام﴾ . وقد أُمرنا بالتسليم والطاعة لأولي الأمر فطاعتهم مفروضة علينا كباقي الفروض التي فرضها الإسلام على معتنقيه بل هي من أهم الفروض وأعظمها .
تعليق