إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استحسان أقوى الدليلين :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استحسان أقوى الدليلين :

    استحسان أقوى الدليلين :
    ذكرنا في بداية الموضوع إن الاستحسان عند فقهاء العامة له قسمين : الأول وهو الاستحسان بالعقل المجرد دون الاعتماد على أي دليل آخر والثاني هو استحسان أقوى الدليلين كما لو كان في المسألة مثلاً قياسين فيستحسن الفقيه أحد القياسين ويقويه على الآخر .
    إن استحسان اقوى الدليلين من المصادر المعتبرة عند فقهاء الإمامية أيضاً حيث قال السيد محمد تقي الحكيم ما هذا نصه : ﴿الاستحسان وأقوى الدليلين: ونريد به ما أخذ في بعض التعاريف من العمل أو الأخذ بأقوى الدليلين، وهذا التعريف بعمومه شامل لما كان فيه الدليلان لفظيين أو غير لفظيين، أو أحدهما لفظيا والآخر غير لفظي﴾﴿ الأصول العامة للفقه المقارن - السيد محمد تقي الحكيم - ص 364 ﴾.
    ثم فصل الكلام في ما كان الدليلان فيه لفظيين أو ما كانا فيه غير لفظيين أو ما كان أحدهما لفظيا والآخر غير لفظي .
    إن الاختلاف بين الدليلين اللفظيين عند الأصوليين له مناشئ أهمها التزاحم والتعارض وقد ذكر الحكيم أهم مرجحات باب التزاحم وذكر في النقطة الخامسة تحديداً ما هذا نصه : ﴿تقديم ما كان أهم منهما على غيره ، ومقياس الأهمية احساس المجتهد بأن أحد الدليلين أهم في نظر الشارع من غيره ﴾﴿ - المصدر السابق - ص366﴾
    إن فقهاء الإمامية بدلوا كلمة " استحسان المجتهد " والتي قال بها فقهاء العامة إلى كلمة أخرى وهي " احساس المجتهد " ولا ندري ما هو الداعي من هذا التلون اللفظي إذ انه لا يؤثر بالمعنى إطلاقاً لأن كلاً من الاستحسان والاحساس يرجع معناه إلى إتباع العقل أو الهوى المجرد لأن في كلتا الحالتين – ان صح التفريق بينهما – لا يرجع الفقيه إلى دليل نصي بل يرجع إلى ما تقوله نفسه والرجوع إلى قول النفس هو مما اطبق عليه فقهاء العامة في قضية الاستحسان وكما بينا فيما تقدم .
    أما إذا كان الاختلاف في الأدلة غير اللفظية فإن الفقيه يستحسن الدليل الاقوى كما قال الحكيم : ﴿ فإن كان الدليلان في رتبتين كما هو الشأن في الاستصحاب وأصل البراءة قدم السابق رتبة واعتبر أقوى من لاحقه - ان صح هذا التعبير - وان كانا في رتبة واحدة وكان أحدهما أقوى من الآخر كما هو الشأن في التماس علل الأحكام في القياس إذا كانت مستنبطة قدم القياس ذو العلة الأقوى بناء على حجية أصل القياس ، وقد قصر تعريف الاستحسان في بعض الألسنة على تقديم قياس أقوى على قياس ﴾﴿ الأصول العامة للفقه المقارن - السيد محمد تقي الحكيم - ص 371﴾.
    إن مسألة أستحسان استصحاب على استصحاب آخر أو على أصل براءة أو قياس على قياس آخر هي من المسائل التي ذكرها فقهاء العامة في بحوثهم الاستحسانية وأطبقوا على الإتيان بهذه الأمثلة في باب استحسان أحد الدليلين وهذه المسألة من المسائل الكثيرة التي اخذها فقهاء الإمامية من العامة .
    إن فقهاء الإمامية ربما غفلوا بأن مسألة تبديل الألفاظ بألفاظ أخرى لا تغير من المعنى شيء أبداً بل أن من الفقهاء من تعرض لهذه المسألة كالشيخ محمد مهدي شمس الدين حين قال : ﴿لا يعني أنه يوجد تباين كامل بين هذه المذاهب في هذه الأدوات الاستنباطية، ففي بعض الموارد يكون الاختلاف لفظياً، أي أن الاختلاف يكون في التسمية فقط، وبعض الموارد التي تعتبر قياساً عند أهل القياس لا يسميها فقهاء الإمامية قياساً، كذلك في باب الاستحسان مثلاً، ما يسمى باب التزاحم في الفقه الإمامي قسم كبير منه يمكن تصنيفه بسدّ ذريعة أو استحسان﴾﴿ - الاجتهاد والحياة حوار على الورق – حوار واعداد محمد الحسيني- ص 23﴾.
    وبعد ما تقدم من الكلام نختم الحديث بالقول بأن الاستحسان تسلل إلى ساحة الإمامية كما تسلل غيره من الأدوات المحظورة في الشريعة على لسان الصادقين (ع) إلا إننا يجب ان ننتبه إلى مسألة تغيير الألفاظ وتبديل الأسماء حتى لا ننقاد إلى حبائل إبليس اللعين مهما تبدلت ألوانها أو تغيرت أسماءها فإنها تبقى من اختراع إبليس .
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى
يعمل...
X