إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القياس في الأمم السابقة :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القياس في الأمم السابقة :

    نقلا عن كتاب سقيفة الغيبة المستوحى من فكر السيد القحطاني


    القياس في الأمم السابقة :
    نشأ القياس بين شفتي إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ فكان أول من أبتدعه حين قاس نفسه بنبي الله ادم (ع) قائلاً: ﴿ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾﴿ سورة الأعراف آية 12
    فقاس ناريته بطينية أدم فقاده التكبر إلى العمى والعصيان فصار رجيم.
    إن إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ نظر نظرة خارجية فأستخرج علة وجعلها دليلاً على قوله وهي علة طينية أدم (ع) إلا إنه قد غفل عما قد أخفاه الله عن الناظرين وهو نور أدم (ع) الذي كان يتفوق على نور إبليس وكما قال الإمام الصادق (ع): ﴿ إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين، ولو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار، كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار ﴾﴿ - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 58 ﴾.
    وعنه (ع) أنه قال لأبي حنيفة: ﴿ يا أبا حنيفة ! بلغني أنك تقيس ؟ قال : نعم قال: لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال : خلقتني من نار وخلقته من طين، فقاس ما بين النار والطين ، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين ، وصفاء أحدهما على الآخر ﴾﴿ - الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 58﴾.
    والملاحظ من قول أبي عبد الله الصادق (ع) بأن علة الأحكام ليس كما يعتقدها الناظر لها من الخارج، أي كما نظر إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ نظرة خارجية وقاس النار بالطين، ولكن الحقيقة بأن العلة قد تكون غير ظاهرة وقد تكون بخلاف الظاهر كحادثة إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ هذه ولو أن إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ قاس نورية آدم بنورية النار التي خُلق منها لعَرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر، وبطبيعة الحال فإن هذا القياس غير ظاهري ولا يمكن ان يتعرف عليه أحد بنظرة خارجية الا المعصوم لعلمه الذي تلقاه من ربه، فلا يخفى ان العلة الظاهرية التي بنى عليها إبليس قياسه غير الحقيقة التي خفيت عنه ولم يعها ولو أفنى في الفكر عمره .
    إن موقف إبليس هذا كان سبباً لخروجه من جنة ربه قال تعالى ﴿ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إلى يَوْمِ الدِّينِ ﴾﴿ ﴾ فمنذ خروجه من جنه ربه توعد بني ادم قائلاً : ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أكثرهُمْ شَاكِرِينَ ﴾﴿ ﴾ فكان إبليس من القاعدين لاغواء بني ادم على مر الازمان والعصور والى يومنا هذا. ومن جملة أدوات الاغواء اللعينة التي استخدمها هي تلك التي كانت سببا في تسافله وخروجه من رحمة ربه ذلك القياس المذموم على لسان أولياء الله أجمعين فهلكت اقوام ومسخت اقوام وعذبت اقوام جراء الانجرار وراء هذا الحبل الملعون فقد جاء عن أبي الحسن (ع) أنه قال : ﴿إنما هلك من كان قبلكم بالقياس . . . ﴾﴿ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 26 - ص 34﴾ وجاء أيضاً عنه (ع) أنه قال : ﴿إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا﴾﴿- مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 17 - ص 259
    وكما بين رسول الله (ص) أيضاً ان ضلالة بني إسرائيل كانت من جراء الانجرار وراء هذا الحبل الشيطاني ألا وهو القياس فأصبح بني إسرائيل بسببه ضالين مضلين بعد أن كانوا على طريق مستقيم حيث ذكر رسول الله (ص) حال بني إسرائيل قائلاً : ﴿ لم يزل بنو إسرائيل على طريقة مستقيمة حتى كثر فيهم أولاد السبايا، فقاسوا ما لم يكن بما قد كان فضلوا وأضلوا ﴾﴿ - أصول السرخسي - ج 2 - ص 120﴾.
    ولم ينحصر هذا الأمر في بني إسرائيل فحسب بل تعداه بكثير حتى أصبح القياس سببا لهلاك الأمم العاصية لرب الارباب فقد روي عن سلمان المحمدي ﴿رضي الله عنه﴾ أنه قال: ﴿ما هلكت أمة حتى قاست في دينها﴾﴿ - مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 17 - ص 257 ﴾. ﴾ .
    ومما تقدم من الأخبار يتبين لنا فعال إبليس ﴿عليه اللعنة﴾ وأغوائه للناس وعلى مر العصور وفي جميع الأمم، فكان دأبه تعليم أتباعه طرقه الملعونة وخصوصاً تلك التي كانت سببا في تسافله بعد أن كان في النعيم فقام أتباعه بإظهار الطاعة والإنقياد له معرضين عن العهد الذي اعطوه لرب العالمين بعد أن ذكرهم الله في كتابه بقوله عز من قائل: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾﴿ ﴾.
    ولم تقتصر عبادة الشيطان على من سبقنا من الأمم ولم تكن هذه الأمة بمأمن من طاعة الشيطان وإتباع مسالكه فقد تحدث رسول الله (ص) عن حال أمته قائلاً : ﴿تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب وبرهة بالسُنة وبرهة بالقياس ، فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا﴾﴿ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 - ص 308﴾.
    وعلى أية حال فإن عمل الأمة الإسلامية بالقياس الشيطاني إنما هو لسيرها على سُنن الماضين خصوصاً سُنن اليهود والنصارى فقد تواترت الأخبار المروية بركوب هذه الأمة سُنن من سبقها من الأمم السالفة وكما بينا في بداية الكتاب.
    ولا يخفى بأن القياس من السُنن الشيطانية والتي ثبتها أتباعه بين الناس وزينوها لهم وألبسوها ثوب الشرع والدين حتى أصبحت وبمرور الزمن قاعدة أصولية محترمة في كتب الأصول وقد أعتمدوا عليها كثيراً في الافتاء .
    ومن هنا جاء التحذير المحمدي لسالكي طريق الأنبياء والأوصياء من القياس الشيطاني بكل أنواعه واصنافه التي صنفها إبليس لأتباعه وكما سيأتينا فأنتظر .
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى
يعمل...
X