تويت
أقوال أئمة المذاهب الاربعة حول التقليد :
إن العجيب في قول أهل التقليد أنهم زعموا أن التقليد محصور في أربعة وهم ﴿أبي حنيفة ملك أبن انس الشافعي أحمد أبن حنبل﴾ ومع عدم إتيانهم بدليل يدل على حصر التقليد في هؤلاء وحين رجوعنا إلى أقوال هؤلاء الاربعة وجدناهم أكثر الناس معارضة للتقليد والإتباع وقد ذكروا أكثر من نص يؤكد هذا المعنى فأبو حنيفة إمام الحنفية ومرجعهم في التقليد قد قال : ﴿ لا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه ﴾﴿ الانتقاء - ص 145﴾ وقال أيضاً : ﴿لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت﴾﴿ نظم الحكم والإدارة في الشريعة الإسلامية - علي منصور - ص35﴾
وكذلك قال: ﴿ علمنا هذا رأي لنا وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن منه فهو الصواب. ولا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلنا ﴾﴿ - نظم الحكم والإدارة في الشريعة الإسلامية - علي منصور - ص35 ﴾ ونقل أبن قدامة عن أبو حنيفة أنه قال: ﴿لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم مأخذه من الكتاب والسُنة وإجماع الأمة والقياس الجلي في المسألة﴾﴿- المغني 1ج – ص14 ﴾ وقال أبو حنيفة أيضاً: ﴿هذا رأيي، فمن جاء برأي خير منه قبلته﴾﴿ - مبادي نظم الحكم في الإسلام لعبد الحميد المتولي / 327 ﴾ وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده في كتابه ﴿السُنة﴾ أن أبا حنيفة قال لأبي يوسف: ﴿يا يعقوب لا ترو عني شيئاً ، فوالله ما أدري أمخطئ أم مصيب﴾﴿السنة - ج1 - ص226 ﴾.
أما مالك أبن أنس إمام المالكية ومرجعهم في التقليد فقد ذم هو أيضاً التقليد في أكثر من بيان منها ما جاء في قوله: ﴿ إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فإن وافق الكتاب والسُنة فخذوا به، وما لم يوافقهما فاتركوه﴾﴿ - نظم الحكم والإدارة في الشريعة الإسلامية - علي منصور - ص35 ﴾.
أما محمد أبن إدريس الشافعي فقد ذم التقليد في أكثر من قول منها: ﴿ إذا صح الحديث فهو مذهبي. واضربوا بقولي عرض الحائط ﴾﴿ - الفقه الإسلامي وأدلته - ج1 - ص37 ﴾ وقال أيضاً: ﴿لا تقلدوني في كل ما أقول، وانظروا في ذلك، فإنه دين ﴾﴿ - نظم الحكم والإدارة في الشريعة الإسلامية - علي منصور - ص35 ﴾ ونقل السيوطي عن أبي شامة أنه قال: ﴿نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره﴾﴿ - الرد على من أخلد إلى الأرض - ص 141 / وذكر المزني صاحب الشافعي ذلك في مقدمة مختصر المزني - ص 1﴾.
أما أحمد أبن حنبل فقد قال: ﴿لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الأوزاعي، خذ من حيث أخذوا﴾﴿ - أعلام الموقعين - ج2 - ص211 / نظم الحكم والإدارة في الشريعة الإسلامية - علي منصور - ص35 ﴾ وفي خبر آخر انه قال: ﴿لا تقلدني، ولا تقلد مالكا، ولا الشافعي، ولا الثوري. وتعلم كما تعلمنا ﴾﴿ - مبادي نظم الحكم في الإسلام لعبد الحميد المتولي / 327﴾ وقال أيضاً: ﴿من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال﴾﴿ - نفس المصدر السابق﴾ وقال كذلك: ﴿لا تقلد دينك أحدا﴾﴿ - نفس المصدر السابق ﴾ وقال: ﴿لا تقلد في دينك الرجال، فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا. ومن ترك الحديث وأخذ بقول الرجال فقد ترك من لا يغلط إلى من يغلط ﴾- مبادي نظم الحكم في الإسلام - عبد الحميد المتولي - ص327 ﴾.
ومما تقدم يثبت لدينا أن فقهاء المذاهب الاربعة قد نكروا التقليد غاية الانكار ورفضوه غاية الرفض فما بال طلابهم غيروا هذا الاعتقاد وبدلوا البطلان بالوجوب!! والحق يقال ان الذي أمر بالتقليد وحصر المذاهب بالاربعة المذكورة هم الامراء الظلمة كما ذكرنا ذلك في مبحث الإجتهاد، وقد أمرنا رسول الله (ص) ان نتمسك بالثقلين ولم يأمرنا بتقليد أحد الاربعة أبداً بل أنه ورد في الأخبار أن المسلم لا بد أن يكون اما عالماً أو متعلماً، وان لا يتبع الرجال في دينه فقد جاء عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول : ﴿اغد عالما أو متعلما ولا تغدون إمعة ... إنه الإمعة فيكم الذي يحقب دينه الرجال﴾﴿ - الاحكام - أبن حزم - ج 6 - ص 800﴾.
وبهذا القدر نكتفي ونقول: ان الكلام لم ينتهي بعد فلنا الكثير من البيان حول التقليد عند الإمامية وسنثبت إن شاء الله تعالى بطلانه في الفصل القادم والحمد لله رب العالمين.
تعليق