إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفنيد الادلة الروائية على وجوب التقليد (رواية اللهم ارحم خلفائي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفنيد الادلة الروائية على وجوب التقليد (رواية اللهم ارحم خلفائي)


    منقول من كتاب سقيفة الغيبة المستوحى من فكر السيد القحطاني


    مناقشة الدليل الروائي الثالث :
    ومما أستدل به الفقهاء على مسألة التقليد هي مرسلة الفقيه التي رواها الشيخ الصدوق عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) : ﴿ اللهم ارحم خلفائي قيل يا رسول الله ومن خلفائك قال : الذين يأتون بعدي ويروون حديثي ﴾﴿من لايحضره الفقيه – الشيخ الصدوق - ج4 - ص302 ﴾ .
    مناقشة السند :
    أورد الشيخ الصدوق هذه الرواية تارة مرسلة﴿ - الهداية ، الأول - السيد الگلپايگاني - ص 34 / كتاب البيع - السيد الخميني - ج 2 - ص 627 – 628/ كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي - شرح ص 419 – 420﴾ * اختلف الفقهاء بالعمل بالمراسيل وقد ترك اغلب الفقهاء العمل بما جاء مرسلاً من الروايات والاحاديث ﴾ كما في الفقيه وفي عيون أخبار الرضا (ع) وكذلك في علل الشرائع، وتارة مسندة بأسناد مختلف كما في الأمالي ومعاني الأخبار، فقد أسند الحديث في الامالي عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العلوي العمري عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ﴿عليهما السلام﴾﴿ - الأمالي – الشيخ الصدوق - ص 247 ﴾.
    ولمناقشة هذا الاسناد نقول: أما محمد بن أحمد بن يحيى فقد ذكره أبن داوود في رجاله وقال بانه من الثقاة إلا إنه كان لا يبالي عمن يروي !! وذكر ذلك قائلاً : ﴿محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري لم ﴿ جخ ﴾ صاحب " نوادر الحكمة " ﴿ ست ﴾ جليل القدر كثير الرواية لكن قيل : إنه كان لا يبالي عمن روى ﴾﴿ - رجال أبن داود - أبن داوود الحلي - ص 164 - 165
    وذكر التفرشي في نقد الرجال حال محمد بن أحمد بن يحيى وزاد على قول أبن داوود قائلاً : ﴿محمد بن أحمد بن يحيى : أبن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي ، أبو جعفر ، كان ثقة في الحديث إلا أن أصحابنا قالوا : كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولا يبالي عمن أخذ ، وما عليه في نفسه مطعن في شيء﴾﴿ - نقد الرجال - التفرشي - ج 4 - ص 128﴾.
    ومما تقدم نفهم بأنه ثقة في نفسه لكنه لا يبالي عمن يروي وعمن يأخذ الحديث والرواية وبهذا فلا تنفع وثاقته شيء لأن الفائدة من الوثاقة في الرجال إنما هي لعلة نقل الأخبار الصحيحة وإذا لم يتحقق ذلك فلا تعد وثاقته شيء، وقد قال أصحاب الرجال انه يروي عن غير الثقاة والضعفاء ويعتمد المراسيل فكيف يصبح ثقة في نقله للروايات ؟
    أما محمد بن علي ويحتمل انه محمد بن علي الكوفي فإذا كان هذا هو المعني فقد أختلف أصحاب الرجال فيه بين أبن معمر وأبن حيان وهما مجهولان قال التفرشي في نقد الرجال: ﴿محمد بن علي الكوفي - الذي يروي عنه البرقي ويروي عن عثمان بن عيسى وكأنه الذي يقع في السند في هذه المرتبة بدون وصفه بالكوفي - مشترك بين مجهولين أبن معمر وأبن حيان﴾﴿ المصدر السابق - هامش ص 279 ﴾ ان الذي يزيد من احتمال كون محمد بن علي هو محمد بن علي الكوفي ما ذكرة الخوئي في رجاله﴿ - معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 14 - ص 216﴾ في حال عيسى بن عبد الله المذكور في سند الصدوق فقال ان محمد بن علي الكوفي قد روى كتابه ولهذا السبب أي لسبب ورود عيسى بن عبد الله في السند ومحمد بن علي فيحتمل ان يكون محمد بن علي هو نفسه الكوفي الذي اختلف فيه أصحاب الرجال بين مجهولين هما كلا من أبن معمر وأبن حيان
    أما عيسى بن عبد الله العلوي فقد عده الجواهري من المجاهيل قائلاً : ﴿عيسى بن عبد الله العلوي : مجهول روى في الكافي وروضته﴾﴿- المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - ص 448 ﴾.
    الى هنا ننتهي من مناقشه السند الذي ذكره الشيخ الصدوق في الامالي فنقول : إن هذا الحديث ضعيف بهذا السند لورود محمد بن أحمد بن يحيى فيه وهو رجل لا يبالي عمن يروي . أما محمد بن علي فقد اختلف أصحاب الرجال فيه وهو مشترك بين كلاً من أبن معمر وأبن حيان وهما مجهولان . أما عيسى بن عبد الله العلوي فقد ذكر الجواهري بانه مجهول الحال وأن كان نسبه يعود إلى آل الرسول ولكن هذا لا يفيد في وثاقته شيء إذا كان مجهول ومما تقدم يتبن لنا ضعف هذا الاسناد .
    أما السند الذي ذكره الصدوق في معاني الأخبار فهو يختلف بشيء يسير عما قبله فقد ذكر الصدوق الاسناد قائلاً حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن داود اليعقوبي ، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ﴿عليه السلام﴾﴿معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 374 - 375 ﴾ .
    ولمناقشة هذا الاسناد نقول : الحسين بن يزيد النوفلي قد ذكره النجاشي في رجاله ونقل عن القميين أنه غلا في اخر عمره﴿ - رجال النجاشي - النجاشي - ص 38﴾ أما علي بن داود اليعقوبي فقد قال الجواهري بانه مجهول الحال في قوله : ﴿علي بن داود اليعقوبي : هو والد داود بن علي اليعقوبي - مجهول -- المفيد من معجم رجال الحديث - محمد الجواهري - ص 395

    وبهذا يكون السند الذي ذكره الشيخ الصدوق في معاني الأخبار ضعيف بعلي بن داوود اليعقوبي والحسين بن يزيد وبهذا نكون قد أنتهينا من مناقشة السندين وثبت بالدليل ضعف كلاً منها .

    مناقشة المتن :
    لا يخفى على كل ذي لب إن خلفاء الرسول الخاتم (ص) هم الأئمة الاطهار (ع) وقد تواترت الأخبار بذلك عنهم وعن عدتهم الاثنا عشر خليفة وجاءت الأخبار من الفريقين في عدتهم وهم كعدة نقباء بني إسرائيل فقد روى الشيخ الصدوق في الامالي عن قيس بن عبد ، قال : ﴿ كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود ، فجاء أعرابي ، قال : أيكم عبد الله ؟ قال عبد الله بن مسعود : أنا عبد الله ، قال : هل حدثكم نبيكم ﴿ صلى الله عليه وآله ﴾ كم يكون بعده من الخلفاء ؟ قال : نعم ، اثنا عشر ، عدة نقباء بني إسرائيل ﴾﴿ - الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 386 ﴾ وجاء عن أبن مسعود أيضاً عن رسول الله (ص) قال : ﴿ الخلفاء بعدي اثنا عشر ، كعدة نقباء بني إسرائيل ﴾﴿ - الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 387 ﴾ وجاء أيضاً عن الأسود بن سعيد الهمداني قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله ﴿صلى الله عليه وآله وسليما﴾ يقول : ﴿ يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش... - الغيبة – الشيخ الطوسي – ص 127 – 128.
    وقد تواترت الأخبار بحال الخلفاء الاثني عشر فلا يختلف أثنان من الإمامية بأن المقصودين في هذه الأحاديث هم الأئمة من آل الرسول (ع) كما أستدل الإمامية في مناظراتهم العقائدية مع الفرق الإسلامية بأن خلفاء الرسول هم العترة الطاهرة الاثني عشر خليفة الذين ورد ذكرهم في الأحاديث التي ذكرناها قبل قليل فهل اختلف الأمر هنا لكي يكون الخلفاء هم غير الأئمة (ع) فيكون شمولها لفقهاء التقليد .
    إن هذه التناقضات في الاستدلال والتي لا تخلوا بحوث الأصوليين منها جاءت نتيجة لدخول العقل في التفسير والتأويل بما تشتهي النفس وهواها فتارة يفسر الحديث بدلالته على الأئمة (ع) ويستدل به على احقية المذهب دون سواه وتارة يفسر بأحقية الفقهاء بخلافة الرسول (ص) وهذه التناقضات قد جرت بعدها تناقضات عدة ليس المقام سائغ لذكرها ولكي لا تأخذنا الاستدلالات بعيداً لنتعرف على ما قاله جملة من الفقهاء حين أستدل على ان الخلفاء هم الأئمة (ع) فمنهم الهمداني في مصباح الفقيه حيث قال بانهم الأئمة (ع) والشهادة لهم بانهم خلفاء الرسول (ص) جاءت إجمالية للشهادتين: ﴿ إن الشهادة بإمامتهم وكونهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله شهادة اجمالية بأن محمدا رسول الله كما أن هذه أيضاً شهادة اجمالية بأنه لا إله إلا الله فإن التوحيد من اظهر أبنائه وأعظمها فيحصل بالاعتراف بإمامة الأئمة ما هو الغرض الأصلي ﴾﴿مصباح الفقيه ﴿ط.ق﴾ - آقا رضا الهمداني - ج 1 ق 2 - ص 347 ﴾ .
    وقال البهبهاني في مصباح الهداية حيث تحدث عن معنى قوله تعالى ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾ فقال : ﴿أن الآية الكريمة تدل على نصب جميع خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ، لا على نصب خليفة واحد منهم بعينه ، وإلا لزم الاهمال بالنسبة إلى من لم ينص على نصبه ، وهو مناقض لإكمال الدين ، وإتمام النعمة ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم كما صرح بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه يوم الغدير ، صرح بأن الأوصياء من بعده صلى الله عليه وآله وسلم من ذريته ، ففي رواية الاحتجاج ، بعد أن قال صلى الله عليه وآله وسلم : " ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم " ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم القيامة﴾﴿ - مصباح الهداية في إثبات الولاية - السيد علي البهبهاني - ص 352 – 353﴾.
    وكذلك السيد محمد حسين الطباطبائي في القرآن والإسلام حين أستعرض جملة من الآيات التي تدل على خلافة الأئمة (ع) قال: ﴿يفهم من هذه الآيات أن النبي صلى الله عليه وآله هو الذي يبين جزئيات وتفاصيل الشريعة وهو المعلم الإلهي للقرآن المجيد وحسب ما جاء في حديث الثقلين الأئمة عليهم السلام هم خلفاء الرسول في ذلك﴾﴿ - القرآن و الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - ص 25 ﴾ .
    وقال السبحاني في تعريفه للتشيع اصطلاحاً : ﴿ من يشايع عليا والأئمة من بعده باعتبار أنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، نصبهم لهذا المقام بأمر من الله سبحانه ﴾﴿ رسائل ومقالات - الشيخ جعفر السبحاني - ص 8﴾ .
    ثم بعد ذلك جاءت طائفة أخرى من الأقوال التي تفسر الخلفاء بالعلماء أو الفقهاء لتثبت بذلك وجوب التقليد والرجوع إلى الفقهاء دون التفقه في الدين وجعل التفقه في الدين واجب كفائي ومن هذه الأقوال هو ما قاله الگلپايگاني في الهدايه حيث علق على قول النبي (ص) حين قال : ﴿اللهم ارحم خلفائي﴾ قائلاً : ﴿إن الظاهر من الرواية أن أمر الأمة بيد العلماء ، كما أن أمر الأمم السالفة كان بيد الأنبياء ، والتأويل في نظائر هذا الخبر ، والتصرف فيها أن العلماء خلفاء الرسول ﴾﴿ - الهداية ، الأول - السيد الگلپايگاني - ص 35 ﴾ .
    فهل يحق لنا التأويل والتصرف حتى نثبت بأن العلماء هم خلفاء الرسول ؟ والأخبار صريحة بأن مقام الخلافة إنما هو خاص بآل محمد (ع).
    وقال السيد الخميني أيضاً بأن العلماء هم خلفاء الرسول (ص) : ﴿ يُرى من تعظيم الله تعالى ورسول الأكرم والأئمة (ع)العلم وحملته وما ورد في حق العلماء من كونهم . . . ﴿ خلفاء رسول الله ﴾ ، . . . - الاجتهاد والتقليد - السيد الخميني - ص 24
    .
    وقد ذهب السيد الروحاني كذلك إلى القول بأن المراد بخلفاء الرسول (ص) هم الفقهاء وذلك في قوله : ﴿ أن الفقهاء ورثة الأنبياء وأنهم خلفاء رسول الله صلى الله على وآله وحصون الإسلام كحصن سور المدينة لها ﴾﴿ - فقه الصادق ﴿ع﴾ - السيد محمد صادق الروحاني - ج 13 - شرح ص 35 ﴾ .
    بعد أن قرأنا ما كتبه فقهاء الإمامية من محاولات تأويلية وتصريفية لسحب بساط الخلافة لصالحهم والجلوس على عرش خلفاء الرسول (ص) بعد أن بين الرسول الاكرم (ص) من هم الخلفاء الحقيقيون والذي قال فيهم الخلفاء بعدي إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ونقل حديثه الفريقان وأستدل به الإمامية أيّما استدلال وخصوصاً في النقاشات العقائدية التي جرت بين الفرق الإسلامية.
    بقي علينا مناقشة نقاط أخرى لم يتطرق لها الفقهاء وهي هل يوجد هنالك فقهاء في عصر النبي الخاتم (ص) على معنى رواة الحديث بغض النظر عن الإجتهادات التي جرت بين الصحابة بل يكون السؤال بصيغة أخرى أكثر دقة هل يوجد في عصر النبي (ص) من كان ينقل حديث النبي وسنته للناس ؟
    والجواب على ذلك بديهياً بالايجاب فقد كان أمير المؤمنين (ع) إمام الفقهاء وكان في زمن النبي (ص) واليا على بلاد اليمن كما كان حال سلمان وأبي ذر وعمار وغيرهم من الصحابة الاجلاء رحمة الله عليهم، فهؤلاء وغيرهم من الصالحين كانوا نِعم رواة الحديث والسُنة فلماذا لم يقل الرسول (ص) ان خلفائي الذين يروون حديثي وسنتي بل قال ﴿الذين يأتون بعدي يروون حديثي وسنتي﴾ وهذه البعدية لا يفهم منها إلا التأكيد على خلافة من يأتي بعده فيروي حديثه وسنته وجميعنا يعلم الخلاف الذي حصل بعد رحيل النبي (ص) وما وقعت به الأمة من الانقلاب على الاعقاب حتى ضجت المسائل الفقهية بالخلافيات الناتجة عن إجتهادات الصحابة وكما مر بيانه فأين حديث النبي وسنته التي لا تشوبها شائبة لا نجدها إلا عند آله الاطهار (ع) فَهُم نعم الخلفاء لنعم الرسول ونعم الرواة لنعم النبي .
    إن الشواهد على التلاعب الذي طال أحاديث النبي (ص) والذي جرت بعده كثيرة جداً، حتى أصبح ما في أيدي الناس خلاف لما في يد أمير المؤمنين (ع) وأصحابه وأصبح قولهم مخالف لما في أيدي الناس فقد جاء عن سليم بن قيس الهلالي ما يؤكد هذا المعنى حين سأل أمير المؤمنين (ع) قائلاً : ﴿ إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أن ذلك كله باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين ، ويفسرون القرآن بآرائهم ؟ . . .الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 62 – 64

    فأجابه أمير المؤمنين (ع) بتقسيم الرواة الذين ينقلون أحاديث غير صحيحة إلى أربعة لا خامس لهم وقد مر ذكر الحديث .
    إن آل النبي (ع) نعم الخلفاء ونعم الرواة ما نازعهم في ذلك إلا كاذب فَهُم الخلفاء المعصومون عن الخطأ والشذوذ لئلا يكون للناس حجة بعد الرسول فقد أمرهم الله بطاعة من لا يعذرهم في ترك طاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله (ص) فقد جاء في وصية أمير المؤمنين (ع)أنه قال : ﴿ وعليكم بطاعة من لا تعذرون في ترك طاعته - طاعتنا أهل البيت - فقد قرن الله طاعتنا بطاعته وطاعة رسوله ...- دعائم الإسلام - القاضي النعمان المغربي - ج 2 - ص 353
    ..
    ومن هنا نفهم من هم الخلفاء الحقيقيون الذين يأتون بعد النبي فيروون حديثه وسنته، فلا يدرك المسلم غيرهم في صدق الحديث بل لا يجد غيرهم من يروي الحديث ولا يسنده فقد جاء في قول الإمام الباقر (ع) حين سُئل عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال : ﴿ إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن الله عز وجل﴾﴿أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 4 - ص 206﴾ وجاء عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيرهما قالوا : سمعنا أبا عبد الله (ع)يقول : ﴿ حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (ص) وحديث رسول الله (ص) قول الله عز وجل ﴾﴿- الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 53
    والى هذا المعنى قال الشاعر﴿ - الجواهر السنية - الحر العاملي - ص 225 - 226 ﴾ :

    قـل لمن حجنا بقول ســـــــــــوانا * حيث فيه لم يأتنـــــــا بدليـل
    ان دعاك الهوى إلى نقل ما لم * يك عند الثقات بالمقبــــــول
    نحن نروي إذا روينا حديثاً * بعد آيـات محكم التنزيــــــــل
    عن أبينا عن جدنا ذي المعالي * سيد المرسلين عن جبرئيـل
    وكـذا جبرئيـــــــــــــــــــل يروي عــن * الله بلا شــبهة ولا تأويــــــــل
    فتــــــــراه بــأي شيء علينــــــــــــــــا * ينتمي غيرنا إلى التفضيـــل
    فمن غيرهم ينتمي إلى هذا التفضيل الذي غصت بذكره كتب الحديث عند الإمامية وغيرهم والى هنا نكتفي ببيان أحقية الخلافة التي أودعها الرسول (ص) لمن أمره الله بايداعها وقد بينا من هم الخلفاء الحقيقيون ومن هم الخلفاء المزيفون المختلفون في كل شيء إلا ما يثبت لهم السلطان فَهُم فيه متفقون .

    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى
يعمل...
X