إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفنيد الأدلة الروائية على وجوب التقليد(رواية رحم الله عبدا أحيا أمرنا )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفنيد الأدلة الروائية على وجوب التقليد(رواية رحم الله عبدا أحيا أمرنا )

    منقول من كتاب سقيفة الغيبة المستوحى من فكر السيد القحطاني








    مناقشة الدليل الروائي الرابع :
    روى الشيخ الصدوق قال حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع)يقول : ﴿ رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت له : وكيف يحيى أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا قال : قلت : يا بن رسول الله فقد روى لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟ فقلت : لا يا بن رسول الله قال عليه السلام : هم قصاص مخالفينا أو تدرى من العلماء ؟ فقلت : لا يا بن رسول الله ﴿ ص ﴾ فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ثم قال : أو تدرى ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟ فقلت : لا فقال عليه السلام يعنى وبذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ومن فعل ذلك فهو النار﴾﴿عيون أخبار الرضا ﴿ع﴾ - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 275 ﴾ .
    مناقشة السند :
    ذكر كلا من آقا مجتبى العراقي والشيخ علي پناه الاشتهاردي وآقا حسين اليزدي الأصفهاني في تعليقهم على كتاب مجمع الفائدة للمحقق الأردبيلي قالوا في عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري عند نقاشهم لرواية غير الذي نقلناها ما هذا نصه : ﴿وسندها غير واضح لعدم العلم بحال عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ، ومجرد كونه شيخا لأبي جعفر الصدوق وروايته عنه بلا واسطة ، لا يدل على التوثيق كما قاله الشهيد الثاني في شرح الشرايع وأفتى بذلك ﴾﴿ - مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي - ج 5 - شرح ص 71 ﴾ وقالوا أيضاً في علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري : ﴿عدم توثيق علي بن محمد ، ومجرد قول النجاشي : إنه اعتمد عليه الكشي في كتاب رجاله لا يدل على توثيقه ، بل يدل على جهل حاله عنده ﴾﴿ - مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي – ج 5 - شرح ص 72﴾.
    وقال المحقق الخوانساري في علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري : ﴿علي بن محمد بن قتيبة ولا تصريح في كتب الرجال بتوثيقه﴾﴿ - مشارق الشموس ﴿ط.ق﴾ - المحقق الخوانساري - ج 2 - ص 396 ﴾ . وذكر الشيخ مرتضى البروجردي في كتاب الصلاة ﴿مستند لعروة الوثقى﴾ للمحقق الخوئي : ﴿عبد الواحد بن محمد بن عبدوس ، وعلي بن محمد بن قتيبة ، ولم يدلنا دليل على وثاقتهما ﴾﴿ - كتاب الصلاة - السيد الخوئي - ج 1 - شرح ص 48﴾ .
    أما عبد السلام بن صالح الهروي فقد قالوا في حقه : ﴿وأما الهروي ، فقال في رجال أبن داود : إنه عامي ، وكذا قال في الخلاصة في باب كنى الضعفاء ، وإن قال في الباب الأول أنه ثقة ، فلو أردنا الجمع بينهما فنقول : إنه عامي ثقة ﴾﴿- مجمع الفائدة - المحقق الأردبيلي - ج 5 - شرح ص 72 ﴾ وقال الشيخ مرتضى البروجردي في وثاقة الهروي : ﴿أما مناقشته في الهروي فمبنية على مسلكه من اعتبار العدالة في الراوي وهذا الرجل وهو أبو الصلت وإن كان ثقة بلا إشكال كما نص عليه النجاشي إلا أن الشيخ صرح بأنه عامي فلأجله لا يعتمد على روايته ﴾﴿ كتاب الصوم - السيد الخوئي - ج 1 - شرح ص 294 - 295﴾ .
    وبعد ما تقدم من الكلام في رجال الرواية تبين لنا ضعفها سنداً فعبد الواحد بن محمد بن عبدوس لم يدل دليل على وثاقته وكذلك الحال في علي بن محمد بن قتيبة فلم يوثق هو أيضاً وأما عبد السلام بن صالح الهروي فلا يعتمد على روايته لكونه على مذهب المخالفين .

    مناقشة متن الرواية :
    قد أستدل الفقهاء بهذه الرواية على مسألة وجوب التقليد والرجوع للفقهاء في الحكم والقضاء رغم ضعف السند الذي مر ذكره ولكن الملفت للانتباه ان أستدلالهم لم يكن بالرواية كاملة بل أخذوا منها الصدر وذروا ما بقي منها فقالوا في أدلة التقليد الروائية : ﴿ ومنها خبر عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سمعت الرضا (ع) يقول: رحم الله عبدا أحيا أمرنا. قلت: وكيف يحيى أمركم ؟ قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ﴾﴿ - دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية - الشيخ المنتظري - ج 2 - ص 86 - 92﴾.
    والإشكال هنا في الإستدلال ببعض الرواية وترك بعضها الآخر، وقبل أن نناقش ما تركوا علينا أن نناقش ما أخذوا فقد فهم الفقهاء ان أحياء أمر أهل البيت (ع) هو بالتمسك بمبدأ التقليد وهذا الفهم منافي لما عليه مبدأ التقليد فمبدأ التقليد قائم على أخذ الأحكام الفقهية من الفقيه مرجع التقليد دون الحاجة إلى التفقه العيني في الدين، وهذا العنوان قاصر الدلالة لأن الحديث إنما حكى عن علومهم ومن يعلمها للناس فهل علوم الأئمة (ع) مقيدة بالأحكام الفقهية حتى يتم الاستدلال بهذه الطريقة، وأن قالوا بأن علوم أهل البيت (ع) شاملة لعلوم الدين بأكمله قلنا بأن الدين حاوي على الأصول والفروع وانكم قد حرمتم التقليد في الأصول فكيف يتم الاستدلال على من يُعلم الناس علوم الدين الحاوي على أصوله وفروعه بالتقليد ووجوبه فلا تقليد في الأصول كما تقولون إلا إذا حصرتم علوم الأئمة (ع) بالفقهيات وهي في دائرة الفروع وقلتم بأن علوم الأئمة (ع)مقيدة بالفروع فيكون التقليد مقيد فيمن يُعلم فقه الأئمة (ع) لا علومهم كلها، وهذا القول مخالف لمتن الرواية نفسها وإذا جَمع المُعلم في تعليم الإمامية لمعالم الدين فذلك قد عَلّم علوم أهل البيت (ع)، فلا يكون في ذلك تقليد بل يكون حاله حال الرواة الذين ينقلون كلام المعصوم (ع) لشيعته ومواليه فيصبح الجميع أي المُعلم والمتعلم فقهاء في الدين سائرين في طلب العلم من علماء آل محمد (ع)، فقد وصف الأئمة (ع) شيعتهم بالمتعلمون حيث جاء ما يثبت هذا المعنى عن جميل، عن أبي عبد الله (ع) قال: ﴿ سمعته يقول يغدوا الناس على ثلاثة أصناف: عالم ومتعلم وغثاء ، فنحن العلما﴿- الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 34 ﴾.
    ولا يخفى على أحد ان لفظ شيعتهم يشمل كلاً من رواة حديثهم والسامعون من الرواة والاثنان هم المتعلمون من العلماء والتي خصتهم الرواية بآل الرسول (ع).
    إن الناس المقصودين في الرواية هم غير الشيعة والموالين فقد ثبت أن الاثنين تابعين لآل الرسول (ع) وأما ما يفهم من قول الإمام (ع): ﴿ رحم الله عبدا أحيا أمرنا . فقال الرواي : وكيف يحيى أمركم ؟ فقال الإمام (ع): يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ﴾ .
    إن إحياء الأمر إنما يكون للغثاء وهم غير الشيعة المتعلمون فقد مر قول الإمام (ع) حين قال ﴿فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء﴾ . وهؤلاء الغثاء إنما صحوتهم في تعلم علوم آل الرسول (ع) وهم في الواقع ونص الرواية يؤكد بأنهم غير تابعين للعترة الطاهرة ودليل ذلك هو قول الإمام (ع): ﴿فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا﴾ فأحياء أمرهم إنما يكون في نشر علومهم لغير التابعين لهم لكي يَعلموا محاسن كلام الأئمة (ع) فيتبعوهم ليكونوا بذلك شيعة وموالين لهم .
    بقي هنالك شيء في هذه الرواية وهو ما بينه الإمام الرضا (ع) لعبد السلام بن صالح الهروي حين سأله قائلاً : ﴿ يا بن رسول الله فقد روى لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
    فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
    فقلت : لا يا بن رسول الله .
    قال عليه السلام : هم قصاص مخالفينا أو تدرى من العلماء ؟
    فقلت : لا يا بن رسول الله ﴿ ص ﴾ .
    فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ثم قال : أو تدرى ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟ فقلت : لا . فقال عليه السلام يعنى وبذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ومن فعل ذلك فهو النار ﴾.
    إن الغريب في الرواية أن راويها عبد السلام بن صالح الهروي على مذهب المخالفين كما مر ذلك في مناقشة سند الرواية فكيف يستقيم ذلك مع ما صرح به الإمام (ع) في وصف السفهاء بأنهم قصاص المخالفين ومع ذلك نقل الهروي الرواية وبقى على مذهب المخالفين فهذا تناقض عجيب يجب الالتفات إليه .
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى
يعمل...
X