إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية الحبل القراني / الجزء الاول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية الحبل القراني / الجزء الاول

    الحبــل القــرآني

    كثير من البحوث العلمية أجريت في محاولة من أصحابها لمعرفة حقيقة القرآن ، أو العلوم المنطوية بين ثناياه إلا إن أغلب هذه البحوث عقيمة ومتشابهة وتقليدية تؤدي إلى نفس النتائج .
    لأن هؤلاء الباحثون معتقدون ومطمئنون لظاهر القرآن المتمثل بالمصاحف والآيات الموجودة فيها ، متجاهلين سعة بطون القرآن وعلاقتها المباشرة في سريان هذا الكون والموجودات ككل ، فتراه يقول إن القرآن عظيم ولكنه يجهل معنى هذه الكلمة .
    وعندما يتناول البحث أو إيضاح عظمة القرآن يلتزم بظاهره وعلومه الظاهرية فقط وكأن القرآن لا يحوي بين دفتيه سوى علم اللغة والمنطق والتلاوة والأحاديث والقصص القرآنية والأحكام الفقهية ، ولا يخفى إن هذا يمثل الظاهر أيضاً فهم إلى الآن لم يُخرِجوا من ظاهره ما يليق به .
    فالحقيقة كما قالها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم ولنجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه )( ).
    لذا فالتنزيل هو ظاهر القرآن والتأويل هو باطن القرآن ، وكما هو معلوم إن الباطن أفضل من الظاهر لأن الباطن هو الذي يعطي الحجم الحقيقي للشيء وليس ظاهره ، لسبب بسيط لأن الظاهر محدد ومقيد وأما الباطن فهو غير محدد وغير مقيد ، لأنه يمثل المادة الحقيقية والمصداق الوجودي للشيء فكثير من الأشياء ظاهرها مرئي إلا أن باطنها غير مرئي ، فباطن الشيء يعني حقيقته الوجودية الفعلية وهي أفضل من ظاهره المحدود بشكل قد يشير إلى وجود شيء وقد لا يشير على الرغم من إن الظاهر مرئي والباطن مخفي عن الأنظار .
    والباطن تأثيره مرئي على الأشياء والموجودات ، مثل شعاع الشمس ( الضوء ) الضوء حقيقته غير مرئية ولكن نرى انعكاسه على الأشياء لذا فالضوء موجود على رغم إن ظاهره غير مرئي ولكن باطنه مرئي بتأثيره على الأشياء وانعكاسه منها .
    فنستنتج من هذا المثال إنه من الممكن أن يكون الظاهر غير مرئي ومن الممكن أيضاً أن يكون مرئي أما باطن الشيء ( حقيقته ) في كلا الحالتين غير مرئي ولكن الاستدلال على وجودها هو تأثيرها بالموجودات .
    الذي نريد قوله هو إن باطن الشيء هو الأفضل لأنه يمثل حقيقته الفعلية وأما الظاهر ما هو إلا جزء بسيط جداً من تلك الحقيقة ، ومن هذا الاعتبار فليس من المنطقي الاعتماد على ظاهر الشيء للاستدلال على حقيقة عظمته كما هو الحال مع عظمة القرآن ، من الكلام السابق أستطيع القول :
    إن علوم اللغة والأحكام الفقهية والعلمية والتلاوة والمعاني ليست دليل على إعجاز القرآن ، بل إن حقيقة الباطن القرآني الذي يمثل التأويل القرآني هو الإعجاز القرآني وإثبات الإلهيته وكونه المعجزة الكبرى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    حيث ورد عن الفضيل بن يسار قال : ( سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع ، ما يعني بقوله لها ظهر وبطن ؟
    قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع ، قال الله {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} نحن نعلمه )( ) .
    ون أقوى التعابير القرآنية والروائية على حقيقة القرآن هو كونه حبل الله وكونه ممدود من السماء إلى الأرض ، هذا التعبير يمثل الصورة الحقيقية لعلاقة التنزيل والتأويل ( الظاهر والباطن ) بالكون والموجودات التي فيه من ظواهر ومخلوقات وما شابهها ...
    عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن قول الله تعالى : {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} قال : ما يقول الناس فيها ؟ قال :
    ( قلت : يقولون : حبل من الله كتابه وحبل من الناس عهده الذي عهد إليهم . قال : كذبوا .
    قلت : فما تقول فيها ؟ قال : فقال لي : حبل من الله كتابه وحبلٌ من الناس علي بن أبي طالب )( ).
    عن يونس بن عبد الرحمن رفعوه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} قال : ( الحبل من الله كتاب الله ، والحبل من الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام) )( ).
    {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} عن الباقر (عليه السلام) : ( الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس علي بن أبي طالب )( ).
    وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين بحديث طويل إلى أن قال : ( ...وإن الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل القرآن فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين وفيه ربيع القرآن ...)( ).

    القرآن حبلٌ ممدود بين السماء والأرض

    لا يمكن تصور معنى أو مقصود الحبل الممدود هو عبارة عن حبل غليظ جداً من الأصواف أو البلاستيك طرفه الأول مربوط بأحد أرجل (العرش) والطرف الآخر معقود حول إحدى جبال الأرض .
    والحقيقة العلمية في هذا الموضوع هي إن القرآن في صورته الحقيقية يشترك مع الحبل بالمبدأ ، فلو عدنا إلى مبدأ الحبل وتساءلنا ما هو الحبل ؟ أستطيع أن أعطي تعريفاً عاماً للحبل هو إنه عبارة عن حزمة من الألياف الصوفية المتراصة والمفتولة مع بعضها تستعمل للربط بين شيئين ، وإن للحبل طرفين .
    وعند مطابقة هذا المبدأ مع فكرة كون كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض نستنتج إن لكتاب الله صورة أو شكل وجودي يجسد هذا المبدأ ، وهذه الصورة عبارة عن حزمة من أجزاء نسبتها للقرآن كنسبة الألياف الخيطية إلى الحبل ، وإن لهذه الصورة أو التشكيل الوجودي طرفان .
    إن للقرآن حقائق ملكوتية وجودية تجري بين السماء والأرض ، وبتطبيق مبدأ الحبل يكون المقصود من حبل الله إنه ((عبارة عن حزمة من الحقائق الملكوتية الوجودية وهذه الحزمة تكون ممدودة بين السماء والأرض أي إن هذه الحزمة (حزمة الحقائق الملكوتية) تهبط من السماء إلى الأرض)).
    هذا الأمر أشبه بهبوط سيل من الشحنات أو الفوتونات على شكل حزمة تدخل إلى الكون وتهبط على الأرض أو بعبارة أخرى أشبه بفيض مغناطيسي هابط من السماء إلى الأرض ليستقبله قلب المعصوم الذي يعمل كعمل قطب مغناطيسي (طرف ثاني للحبل الممدود) مقابل لقطب مغناطيسي مقابل من الجهة الأولى (طرف أول للحبل) ، وكما هو معلوم إن الفيض المغناطيسي ينطلق من القطب الموجب إلى القطب السالب .
    لذا يمكن تمثيل طرف الحبل عند الله باعتباره هو الباعث لهذا الفيض الملكوتي فيكون هذا الطرف هو القطب الموجب ، ويمكن تمثيل الطرف الثاني للحبل والذي يمثله قلب المعصوم بالقطب السالب للمغناطيس .
    لذا سيتحرك الفيض المغناطيسي الذي يمثله حزمة الحقائق الملكوتية من القطب الموجب (الله سبحانه وتعالى) إلى القطب السالب (قلب المعصوم) .
    من هذا المنطلق نستطيع أن نضع نصاً لنظرية الحبل القرآنية :
    (( إن هناك حزمة من الحقائق التأويلية الملكوتية تنطلق من الله سبحانه وتعالى بصورة أشبه ما تكون بالفيض المغناطيسي المنطلق من القطب الموجب وهابط إلى القطب السالب المتمثل بقلب المعصوم )).
    المخطط التالي يوضح ذلك :









  • #2
    الاستدلالات الفيزيائية لنظرية الحبل القرآني

    الاستدلالات الفيزيائية لنظرية الحبل القرآني

    عند هبوط فيض الحقائق الملكوتية من السماء إلى الأرض يتمثل المدد الإلهي للموجودات في الكون ، وهو يشمل جميع الموجودات المادية والملكوتية في الكون حيث تنطوي تحت الموجودات المادية الطاقة والكتلة .
    إن هذا الفيض هو سبب بحر الطاقة الذي يغمر الكون ونتيجة لاستمرار هذا المدد ( تدفق الفيض المستمر ) يجعل الكون في حالة توسع مستمر في الطاقة والتي وصفها العلماء بأنها لا تنفد .
    فالأمر أشبه ببالون مطاطي فعندما ينفخ شخص ما فيه يزداد حجمه ويتوسع ، فالهواء النافذ إلى داخل هذا البالون يمثل ذلك المدد الفيضي الهابط من السماء (فيض الحقائق) ويترجمه أحدى الحقائق الملكوتية في الكون إلى طاقة مضافة ومستمرة في الكون يجعل من الكون في حالة توسع بالطاقة ويكسبها هذه الصفة (صفة اللانفادية) .
    ولكن الكون ليس فقط طاقة بل ومادة أيضاً .
    وإذا أردنا تطبيق فكرة التوسع بوجود مادة الكون فمن غير الممكن ان يكون التوسع المادي للكون بسبب زيادة حجم الذرات أو الأجسام المادية ، بل يكون التوسع المادي للكون بسبب إضافة مادة إلى المادة التي تغمر الكون .
    وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله : {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}( ) .
    كما نعلم إن البناء يحتاج إلى أجزاء أو مكونات حجرية ومادة تربط هذه المكونات وهي الإسمنت ، وبتطبيق هذه الحقيقة فالمادة تمثل الطابوق (الحجر في البناء) والطاقة تمثل الرابط بين المواد (الاسمنت في البناء) .
    لذا فالتوسع الكوني ليس ما ذهب إليه العلماء إنه ناشي من الانفجار العظيم للشهاب الأول ، والحرارة الكونية ليست بسبب ذلك الانفجار العظيم ، كما سنبين أدناه .
    فقد جاء في دراسة حديثة استعرضتها إحدى المجلات في موقعها على الإنترنت عن اكتشاف نظرية جديدة وهي نظرية النسيج الكوني والتي توضح ترتيب المادة في الكون على شكل نسيج متناسق ( في الكون المرئي والذي يمثل 5% من مجموع الكون ) كما في الشكل التالي :









    شكل (1) المادة المظلمة يمثلها في هذا النسيج الكوني اللون الأسود وهي المادة التي تملأ المكان بين المجرات وتسيطر على توزع المادة في الكون المرئي ، وقد رسمت هذه الصورة الكونية بواسطة السوبر الكومبيوتر حيث تمثل كل نقطة فيها تجمع يضم آلاف المجرات وربما الملايين ، ويمثلها اللون الأصفر ، والمناطق الزرقاء هي أماكن الكثافة الأقل من المجرات ، فتأمل عظمة الكون وعظمة خالق الكون سبحانه وتعالى الذي أبدع هذا النسيج الرائع ! .


    شكل (2) مجرة تضم مئات البلايين من النجوم، هذه المجرة يوجد منها في كوننا المرئي عدة مئات من البلايين، وعلى الرغم من ضخامة هذا العدد إلا انه لا يشكل إلا أقل من (5%) من الكون ! .









    شكل (3) صورة الكون وتبدو المجرات كاللآلئ التي تزين العقد! وهذه الصورة موجودة على الرابط أدناه ، وهي صورة معقدة جداً للنسيج الكوني تُظهر تماماً البناء الكوني المُحكم وزينته .
    http://www.gsfc.nasa.gov/topstory/20020812gamma.html

    لذا فعند إضافة مادة الى هذه المادة يؤدي الى توسع مادي للكون ، من أين تأتي هذه المادة المضافة ؟
    ولعل هذه المادة تأتي بترجمة إحدى أشعة فيض الحقائق الملكوتية الهابطة إلى أجزاء أو جسيمات أصغر من الإلكترون وباجتماعها بظاهرة فيزيائية كونية لم يتوصل لها العلم بعد تتكون الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات والتي تمثل أجزاء الذرة الواحدة .
    وهنا يرد سؤال على اعتبار توالد الإلكترونات والبروتونات ، هل هذا يعني إن الكون مشحون ؟
    نعم إن الكون مشحون ، وكل شيء في الكون مشحون ويحيط به مجال من الطاقة وإنه يبعث أشعة أيضاً ، سببه هو المدد الفيضي الذي يشمل الجميع دون استثناء .
    إن نظرية الحبل القرآني ستساعدنا في إيجاد قانون يضع حدوداً لكمية المادة والطاقة خلال مكان معين وزمن معين .
    والأمر الآخر هو إن استمرار الفيض في الكون وإمداده بالطاقة المستمرة يكسب الكون حرارته ، ويبقي الكواكب والمجرات في حالة دوران مستمر ، وهو سبب المجال المغناطيسي الذي يحيط بالكواكب والنجوم .
    لذا فلا بد من إن هناك علاقة رياضية تربط بين كمية الفيض المادي الذي هو ترجمان إحدى الحقائق الملكوتية التي من ضمنها هذا الفيض والذي يمثل الحبل القرآني ، مع كمية الطاقة الحركية والكامنة والمغناطيسية والحرارية للنجوم والكواكب ، أي يمكن التحكم بتلك العوامل وذلك بالتحكم بكمية الفيض المادي .
    إن هذا الفيض للحقائق يزداد في ليلة القدر بالذات من كل عام ، وفيض الحقائق يتغير شكلها في كل عام في ليلة القدر .
    وندعو علماء الفيزياء في العالم العربي والغربي إلى دراسة فيزيائية الظواهر الكونية في تلك الليلة ، من كل عام ... ليتأكدوا من حقيقة ما نقول.





    حقيقة القرآن

    قد بينا سابقاً معالم الحبل القرآني وفسرناه على ضوء آيات القرآن وأحاديث أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين ، ولكن كانت هذه النظرية جزءاً أولياً لحقيقة هذا الحبل الفيضي من الحقائق الملكوتية السابحة بين السماء والأرض .
    بقي أن ندرس هذه الحقيقة بصورة أكثر تفصيلية لمعرفة بعض كوامن هذه النظرية وكم من المسافة ستقودنا إلى معرفة صورة أكثر وضوحاً من سابقاتها عن حقيقة القرآن ، و لمعرفة أكثر عمقاً عن حقيقة القرآن والاستشهاد بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
    ( ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه )( ) .
    إن حقيقة القرآن تكمن في كونه حزمة من الحقائق الملكوتية تهبط من العرش الإلهي لتدخل في محيط الكون ليقوم بإمداد الموجودات بالنور اللازم لبقائها حية مملوءة بالطاقة أو بمعنى أخص جريانها في الكون دون توقف .
    وبالتالي تأثيرها المباشر بالأحداث والظواهر الفيزيائية والوجودية في الكون (وينطوي ضمن هذه الأحداث والظواهر الإنسان وأحواله) فعندما تهبط هذه الحقائق إلى داخل هذا الكون تجري مع جريان الكواكب والأجرام ، وتدور مع دوران الكون حول المركز .
    حيث ورد عن الصادق (عليه السلام) : ( إن القرآن يجري كجريان الشمس والقمر )( ).
    ومع استمرار تدفق هذا الفيض المغناطيسي يجعل من الحقائق مختلفة ومتغيرة في كل حين ، وهذا أمر منطقي فاستمرار سيل كمية من الماء وبجريان اضطرابي وحسب مفاهيم ميكانيك الموائع ، فإن كل نقطتين في زمنين مختلفين يختلفان من ناحية السرعة واللزوجة وكمية التدفق والضغط ، كذلك الحال مع السيل المتواصل عبر الزمن للفيض يعطي الحقائق اختلافاً من لحظة وأخرى .
    فعند دخول دفق حزمة الفيض فإنها تدور حول الكون مسيرة إياه بمجرى معين ومحدثة تغير في كل بقعة تمر به ، وهذا ما يقصد به تأويل القرآن .
    إن دخول هذا الدفق الحزمي من الفيض يعمل على دفع ما قد حلَّ وانتهى (ما قد مضى) إلى خارج الكون ليعود إلى الطرف الأول (القطب الموجب من المغناطيس) للحبل ، الأمر أشبه بسكب ماء متواصل في إناء مملوء به والذي سيقود إلى فيضان الإناء بنسبة متناسبة مع مقدار وكمية الماء المتدفق ، لتكتمل دورة حزمة الفيض الداخلة إلى الكون ، من الله والى الكون بالتحديد إلى القطب المقابل قلب المعصوم الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عليه السلام) ثم إلى الله .
    ولكن عندما يعود هذا الدفق الحُزمي من جديد إلى الكون يعود بصور وأشكال مختلفة للحقائق عن الحقائق التي غادر بها ، أي انها نفس الحقائق من ناحية المفهوم والمبدأ ولكن بصورة مغايرة عن الصورة السابقة فقد عبر القرآن كما أوضحنا سابقاً عن هذه المبادئ والمفاهيم بسنة الله وسنة الله لن تجد لها تبديلا .
    ولسبب بسيط هو اختلاف المكان والزمان والأحوال والظروف عن التي مر بها سابقاً بسبب تأثير الفيض اللاحق الذي حل مكان هذا الفيض على الموجودات في الكون ، تعمل هذه العملية على تبديل الزمان غير الزمان وتبديل العصر غير العصر الذي يسبقه والمكان غير المكان ، فتتابع العصور من عصر إلى عصر جديد مختلف إلا إن مفهوم ومبدأ الحقائق كما أسلفنا ثابت في كل عصر ولكن بصورة مختلفة ليس إلا ...
    هذا التغير الدوري والدوراني للكون في كل لحظة هو الذي يعطي الكون صفة النسبية وعدم الثبوت التي وضحها ألبرت اينشتاين في نظريته النسبية ... حيث للنظرية رأي آخر عن حقيقة النسبية في الكون كما سيتم إثباته في أوانه ...
    وأخيراً مهما تعمقنا في الولوج إلى العالم القرآني والتبحر في بحار ذلك العالم ، فإنا ما زلنا نسير قرب الشاطئ بأمتار قليلة ونحاول أن نطفوا ونعوم والماء في كل لحظة يريد أن يسحبنا إلى أسفل لنغرق ونخرج من ذلك العالم ...
    لا لمكر ما أو امتحان لكن حقيقة للثقل الجذبي في ذلك البحر ، فمن المستحيل الخوض في غمار ذلك العالم دون اللجوء إلى سفينة ، ولا احتاج أن أقول من هم السفينة في ذلك العالم ، فكثيراً ما تكرر من كون أهل البيت هم سفن النجاة وسفينة الحسين هي الأسرع وهذا لجميع الملل .

    ( منقول من الموسوعة القرانية للسيد القحطاني)



    0

    تعليق

    يعمل...
    X