قال تعالى في كتابه { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }( ) .
فما هذا القرآن الذي وصفه الله تعالى في هذه الآية بأنه (قران كريم) ؟ .
طبعاً اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية لأن كل منهم ينظر بعين تختلف عن عين الآخر ويفكر بعقل غير عقل الآخرين .
فلما اعتمد المفسرون على الظن والعقل كانت النتيجة هذا الاختلاف ، وإمامنا الصادق (عليه السلام) يقول : ( إن ابعد شيء عن كتاب الله العقل)( ).
ومثله قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( دين الله لا يصاب بعقول الرجال) ( ).
وينعت ألائمة (عليهم السلام) الذي يفسر القرآن برأيه بالكفر بقولهم : ( من فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر )( ).
أما إذا كان التفسير قائماً على المعرفة الإلهية وعلوم أهل البيت (عليه السلام) وشهادة القرآن بعضه لبعض ، إذ إن القرآن بعضه يفسر بعض ، فإنه حتماً يصيب الحقيقة ويكشف السر .
يقول أهل التفسير إن المقصود بالقرآن الكريم هو كل القرآن أو المصحف الشريف ، وجميع آيات الكتاب ، وإذا كان كذلك فبماذا يفسرون قوله تعالى { لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } علماً إن الكتاب من ناحية التفسير والتأويل قد مسه غير المطهرين وان بعض الفقهاء والمفسرين قام بتفسير القرآن وهناك من قام بتأويل القرآن .
إذن فالمقصود هو إن القرآن لا يعلم حقيقته وتأويله إلا المطهرون . وبعد البحث وربط القرآن بالقرآن وشهادة الكتاب بعضه لبعض وتصديق الروايات المعصومية لآياته ثبت إن المقصود بالقرآن الكريم الذي لا يمسه إلا المطهرون هو البسملة فقط وليس كل القرآن .
وحسب الربط المعادلاتي القائم على ربط القرآن بالقرآن وهذا يكون على ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى :
إثبات إن البسملة قرآن
وقد قلنا في ما سبق إن لفظ ( قرآن ) يعني ما يقرأ في كل آن والبسملة أصدق ما يتصف بهذه الصفة كيف لا وأئمة الهدى (عليهم السلام) قد ندبوا إلى قرأتها على كل حال ، وأمروا شيعتهم بتصدر كل فعل أو قول بها ، ووصفهم أي عمل أو قول لم يبدأ بها بأنه ( أبتر ) .
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، أحق ما جهر به ، وهي الآية التي قال الله عز وجل { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } )( ) .
فأتضح من هذه الرواية أن البسملة هي الآية الموصوفة بأنها ( القرآن ) حيث قال في الآية { َإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآن ِ} أي البسملة وعلى هذا ثبت إن البسملة قرآن .
المرحلة الثانية :
إثبات وصف ( كريم ) للبسملة
قال تعالى حكاية عن بلقيس {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}( ).
حيث وصفت الآية الكتاب بأنه كريم وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ، إذن فالبسملة هي الكتاب الكريم .
ورد في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) وصف البسملة بأنها آية في القرآن ، حيث جاء عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام) وروي أيضاً عن الباقر (عليه السلام) : (سرقوا أكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وينبغي الإتيان به عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه)( ).
والمعروف إن لفظ أكرم فيها الكريم وزيادة ، ومن المعلوم إن لفظ أكرم هو صيغة مبالغة في الكرم والكريم يقال فلان أكرم من فلان فهو كريم ، وعليه تثبت ان البسملة تتصف بصفة الكرم .
وبحسب الربط الثلاثي القائم على الشبه بين ( الكتاب التكويني – الكون ) و ( الكتاب التدويني – القرآن ) و (الكتاب الإنساني – الإنسان) الذي سوف يتم الكشف عنه ، حيث خلق الله جل وعلا كل كتاب على سنخ الآخر إنما الاختلاف في المتعلق والعالم والظرف والزمان .
ومن الثابت إن البسملة بداية الكتاب التدويني (القرآن) والذي يكون محلها في الكتاب الإنساني (الإنسان) هو الرأس ومن المعلوم إن كرامة الإنسان في رأسه وانه يوصف بالذُل ، وبذل ماء الوجه إذا كان مطأطأ الرأس وإليه الإشارة في قوله تعالى مخاطباً المتكبرين حالة الذل التي يلاقونها في العذاب {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }( ).
وقد ورد عن أمير المؤمنين ما يشتمل على هذا المعنى وهو قوله ( عليه السلام) : ( إن كل ما في القرآن قد أنطوى في أم الكتاب وكل ما في أم الكتاب قد انطوى في البسملة وكل ما في البسملة قد انطوى في الباء وكل ما في الباء قد انطوى في النقطة التي تحت الباء وأنا النقطة )( ).
من هذه الرواية المشهورة نلمس إن مصدر الإفاضة على أم الكتاب هي البسملة وهذه الإفاضة تعطيها صفة الكرامة ، فهي أصل القرآن ومصدره .
المرحلة الثالثة :
من الجمع بين ما حصلنا عليه في المرحلة الأولى ، مع ما حصلنا عليه في المرحلة الثانية ، حيث ثبت في أولاً إن البسملة قرآن ، وثبت ثانياً ان البسملة كريم فالنتيجة ان البسملة قرآن كريم .
ولما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع البسملة (القرآن الكريم) في أول كتابه ليفيض عليها ومنها يصل إلى الجميع فإنه لا بد أن يكون هذا الفيض نازلاً على من يتمتع بصفة الكرم لكي يفيض هو أيضاً بما استقبله من فيض على الآخرين ولكي لا يبخل حتى باليسير على غيره .
ولما كانت البسملة هي أول من استقبل الفيض الإلهي فهي إذن القرآن الكريم وهي التي تتصف بصفة الكرم لذا فإن الله سبحانه وتعالى قد افتتح بها كلامه في القرآن ، فهي الباب لكل سورة .
ولما كان الله هو مصدر الفيض والعطاء والكرم وهو الحفيظ على الإنسان من خلال كلامه سبحانه وتعالى في كتابه ( المصحف الشريف ) .
والمعلوم إن المولى تقدست آلاءه يريد لهذا الفيض أن يستمر ويبقى ويصل إلى الجميع فإنه لابد أن يكون هذا الفيض النازل على من يتمتع بصفة الكريم لكي يفيض هو أيضاً بما استقبله من فيض على الآخرين ، ولكي لا يبخل حتى باليسير على عبده .
واليه الإشارة في الخبر المروي في عيون أخبار الرضا عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : قال الله عز وجل : .. إلى أن قال .. فإذا قال العبد : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله جل جلاله : بدأ عبدي باسمي وحق علي أن اتمم له أموره وأبارك له في أمواله ). وهل إتمام الأمر وزيادة البركة إلا من صفة الكريم .
وفي عيون أخبار الرضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) )( ).
وعنه (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال : ( ... وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإن الله عز وجل خص محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبياءه ما خلا سليمان (عليه السلام) فإنه أعطاه منها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يحكي عن بلقيس حين قالت { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }.. الخبر )( ).
وفي الكافي والتوحيد والمعاني والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال : (الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله – وفي رواية ملك الله- والله اله كل شيء الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة)( ).
فأول تجلٍ لله في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومنه أفاض التجليات والموجودات الأخرى .
وأول تجلٍ هو النقطة ومن النقطة أفاض الباء ومن الباء أفاض البسملة ومن البسملة أفاض القرآن .
وكما ورد في الحديث : ( العلم نقطة كثرها الجاهلون)( ).
فمن النقطة تكوّنت الحروف ومن الحروف تكوّنت الألفاظ ومن الألفاظ تكوّن الكلام . فلو طوي الكلام في الألفاظ ثم طويت الألفاظ في الحروف ثم طويت الحروف لكانت النتيجة نقطة .
من فكرالسيد ابوعبدالله الحسين القحطاني
فما هذا القرآن الذي وصفه الله تعالى في هذه الآية بأنه (قران كريم) ؟ .
طبعاً اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية لأن كل منهم ينظر بعين تختلف عن عين الآخر ويفكر بعقل غير عقل الآخرين .
فلما اعتمد المفسرون على الظن والعقل كانت النتيجة هذا الاختلاف ، وإمامنا الصادق (عليه السلام) يقول : ( إن ابعد شيء عن كتاب الله العقل)( ).
ومثله قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( دين الله لا يصاب بعقول الرجال) ( ).
وينعت ألائمة (عليهم السلام) الذي يفسر القرآن برأيه بالكفر بقولهم : ( من فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر )( ).
أما إذا كان التفسير قائماً على المعرفة الإلهية وعلوم أهل البيت (عليه السلام) وشهادة القرآن بعضه لبعض ، إذ إن القرآن بعضه يفسر بعض ، فإنه حتماً يصيب الحقيقة ويكشف السر .
يقول أهل التفسير إن المقصود بالقرآن الكريم هو كل القرآن أو المصحف الشريف ، وجميع آيات الكتاب ، وإذا كان كذلك فبماذا يفسرون قوله تعالى { لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } علماً إن الكتاب من ناحية التفسير والتأويل قد مسه غير المطهرين وان بعض الفقهاء والمفسرين قام بتفسير القرآن وهناك من قام بتأويل القرآن .
إذن فالمقصود هو إن القرآن لا يعلم حقيقته وتأويله إلا المطهرون . وبعد البحث وربط القرآن بالقرآن وشهادة الكتاب بعضه لبعض وتصديق الروايات المعصومية لآياته ثبت إن المقصود بالقرآن الكريم الذي لا يمسه إلا المطهرون هو البسملة فقط وليس كل القرآن .
وحسب الربط المعادلاتي القائم على ربط القرآن بالقرآن وهذا يكون على ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى :
إثبات إن البسملة قرآن
وقد قلنا في ما سبق إن لفظ ( قرآن ) يعني ما يقرأ في كل آن والبسملة أصدق ما يتصف بهذه الصفة كيف لا وأئمة الهدى (عليهم السلام) قد ندبوا إلى قرأتها على كل حال ، وأمروا شيعتهم بتصدر كل فعل أو قول بها ، ووصفهم أي عمل أو قول لم يبدأ بها بأنه ( أبتر ) .
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، أحق ما جهر به ، وهي الآية التي قال الله عز وجل { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } )( ) .
فأتضح من هذه الرواية أن البسملة هي الآية الموصوفة بأنها ( القرآن ) حيث قال في الآية { َإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآن ِ} أي البسملة وعلى هذا ثبت إن البسملة قرآن .
المرحلة الثانية :
إثبات وصف ( كريم ) للبسملة
قال تعالى حكاية عن بلقيس {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}( ).
حيث وصفت الآية الكتاب بأنه كريم وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ، إذن فالبسملة هي الكتاب الكريم .
ورد في الرواية الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) وصف البسملة بأنها آية في القرآن ، حيث جاء عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام) وروي أيضاً عن الباقر (عليه السلام) : (سرقوا أكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وينبغي الإتيان به عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه)( ).
والمعروف إن لفظ أكرم فيها الكريم وزيادة ، ومن المعلوم إن لفظ أكرم هو صيغة مبالغة في الكرم والكريم يقال فلان أكرم من فلان فهو كريم ، وعليه تثبت ان البسملة تتصف بصفة الكرم .
وبحسب الربط الثلاثي القائم على الشبه بين ( الكتاب التكويني – الكون ) و ( الكتاب التدويني – القرآن ) و (الكتاب الإنساني – الإنسان) الذي سوف يتم الكشف عنه ، حيث خلق الله جل وعلا كل كتاب على سنخ الآخر إنما الاختلاف في المتعلق والعالم والظرف والزمان .
ومن الثابت إن البسملة بداية الكتاب التدويني (القرآن) والذي يكون محلها في الكتاب الإنساني (الإنسان) هو الرأس ومن المعلوم إن كرامة الإنسان في رأسه وانه يوصف بالذُل ، وبذل ماء الوجه إذا كان مطأطأ الرأس وإليه الإشارة في قوله تعالى مخاطباً المتكبرين حالة الذل التي يلاقونها في العذاب {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }( ).
وقد ورد عن أمير المؤمنين ما يشتمل على هذا المعنى وهو قوله ( عليه السلام) : ( إن كل ما في القرآن قد أنطوى في أم الكتاب وكل ما في أم الكتاب قد انطوى في البسملة وكل ما في البسملة قد انطوى في الباء وكل ما في الباء قد انطوى في النقطة التي تحت الباء وأنا النقطة )( ).
من هذه الرواية المشهورة نلمس إن مصدر الإفاضة على أم الكتاب هي البسملة وهذه الإفاضة تعطيها صفة الكرامة ، فهي أصل القرآن ومصدره .
المرحلة الثالثة :
من الجمع بين ما حصلنا عليه في المرحلة الأولى ، مع ما حصلنا عليه في المرحلة الثانية ، حيث ثبت في أولاً إن البسملة قرآن ، وثبت ثانياً ان البسملة كريم فالنتيجة ان البسملة قرآن كريم .
ولما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع البسملة (القرآن الكريم) في أول كتابه ليفيض عليها ومنها يصل إلى الجميع فإنه لا بد أن يكون هذا الفيض نازلاً على من يتمتع بصفة الكرم لكي يفيض هو أيضاً بما استقبله من فيض على الآخرين ولكي لا يبخل حتى باليسير على غيره .
ولما كانت البسملة هي أول من استقبل الفيض الإلهي فهي إذن القرآن الكريم وهي التي تتصف بصفة الكرم لذا فإن الله سبحانه وتعالى قد افتتح بها كلامه في القرآن ، فهي الباب لكل سورة .
ولما كان الله هو مصدر الفيض والعطاء والكرم وهو الحفيظ على الإنسان من خلال كلامه سبحانه وتعالى في كتابه ( المصحف الشريف ) .
والمعلوم إن المولى تقدست آلاءه يريد لهذا الفيض أن يستمر ويبقى ويصل إلى الجميع فإنه لابد أن يكون هذا الفيض النازل على من يتمتع بصفة الكريم لكي يفيض هو أيضاً بما استقبله من فيض على الآخرين ، ولكي لا يبخل حتى باليسير على عبده .
واليه الإشارة في الخبر المروي في عيون أخبار الرضا عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : قال الله عز وجل : .. إلى أن قال .. فإذا قال العبد : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله جل جلاله : بدأ عبدي باسمي وحق علي أن اتمم له أموره وأبارك له في أمواله ). وهل إتمام الأمر وزيادة البركة إلا من صفة الكريم .
وفي عيون أخبار الرضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) )( ).
وعنه (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال : ( ... وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإن الله عز وجل خص محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبياءه ما خلا سليمان (عليه السلام) فإنه أعطاه منها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يحكي عن بلقيس حين قالت { قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }.. الخبر )( ).
وفي الكافي والتوحيد والمعاني والعياشي عن الصادق (عليه السلام) قال : (الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله – وفي رواية ملك الله- والله اله كل شيء الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة)( ).
فأول تجلٍ لله في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ومنه أفاض التجليات والموجودات الأخرى .
وأول تجلٍ هو النقطة ومن النقطة أفاض الباء ومن الباء أفاض البسملة ومن البسملة أفاض القرآن .
وكما ورد في الحديث : ( العلم نقطة كثرها الجاهلون)( ).
فمن النقطة تكوّنت الحروف ومن الحروف تكوّنت الألفاظ ومن الألفاظ تكوّن الكلام . فلو طوي الكلام في الألفاظ ثم طويت الألفاظ في الحروف ثم طويت الحروف لكانت النتيجة نقطة .
من فكرالسيد ابوعبدالله الحسين القحطاني
تعليق