[SIZE="5"][COLOR="DarkGreen"]نظـرية تجدد القـرآن
نقلا عن (الموسوعة القرآنية للسيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)
المدخل : الْقُرْآنُ {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}
إن أبلغ ما يقال إن الله تجلى لخلقه في كلامه ولكن لايبصرون عوالي اللآلئ ج4 ص116.
وقد صرح القرآن بأنه {تبيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} وإنه {آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} وعليه فإن هذا الكتاب يكون حاوياً ومبيناً لكل شيء .
وهذا الكلام صحيح ولا يحتاج إلى استدلال ومزيد بيان في زمن نزول النص حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بين أظهر المسلمين ولكن بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى هل توقف عمل ووظيفة القرآن بانقطاع الوحي وظهور مستجدات أو كما يسميها الفقهاء ( المستحدثات ) ، قد يبدو أن لا ذكر لها في القرآن ؟
وإذا كان الأمر كذلك فماذا نقول للقرآن ولأنفسنا ولمن لم يدخل الإسلام بعد ولا يؤمن برسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ؟ وهو يرد علينا ان قرآنكم {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} فأين تبيان كل ما حولنا من أشياء قديمها وحديثها أين تبيانها في القرآن ؟
القرآن {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} :
إننا حينما نقرأ القرآن يتجلى أمامنا قوله تعالى {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} الأنبياء10.
فأين هو ذكرنا ؟ وكيف نعرف ان هذه الآية تخصنا وتعنينا ؟ وهل إن ذلك موكول إلينا ونحن الذين نحدد شمولنا بالآية الكذائية وعدم شمولنا بالآية الأخرى ؟
وإذا كنا لا نملك القدرة على تحديد ذلك بالدقة فمن هو الذي يحدد لنا ذلك ؟ وإذا اختلفنا في فهم القرآن ويقيناً أننا سنختلف فمن ذا يفصل بيننا فيما نحن فيه مختلفون ؟
{أُوْلِي الأَمْرِ} في القرآن :
لقد دلنا الله تعالى إلى الوسيلة الناجحة والطريق الواضح في رفع الالتباس وحسم الخلاف تتمثل في الرد إلى الرسول والى أولي الأمر بعده .
قال تعالى {وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَالى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} النساء 83.
وقال تعالى {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} .
وعن الباقر (عليه السلام) : ( هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام) ، وفي العياشي عن الرضا (عليه السلام) يعني آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم ) وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة الله على خلقه) تفسير الصافي ج1 ص474.
ولما كان الأئمة (عليهم السلام) موجودون في كل زمان وان لا بد لله من حجة على خلقه في كل زمان فهم يبينون حقائق القرآن للأمة ، ولكن كيف يكون ذلك وهل له وقت محدد ؟
الجواب في قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} القدر 1- 5.
قد يظن الكثيرون إن أهمية ليلة القدر تنحصر في نزول القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهي خاصة به وإن الأمر قد انقضى بعد نزول القرآن كاملاً ووفاته (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
لذلك فإن الكثير من الناس يقومون بإحياء هذه الليلة تبركاً بها دون معرفة المعنى الحقيقي لها .
لكن الواقع إن معرفة ليلة القدر {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} هو أكثر شمولية من ذلك وقد أكد الأئمة المعصومون (عليهم السلام) على معرفة هذه الليلة وتفسيرها وجعلوا ذلك معياراً للإيمان ، فقد ورد عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( ... فضل إيمان المؤمن بجملة إنا أنزلناه وبتفسيرها على من ليس له مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم ..) الكافي ج1 ص250
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم ، وهو : ما هو الإيمان بليلة القدر الذي به يمتاز المؤمن من غيره كالإنسان على البهائم ؟ وما هو تفسيرها وحقيقتها ، غير ما هو معروف بين المسلمين في كل بقاع الأرض ، إنها الليلة التي انزل فيها القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} .
وقال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ مُّبَارَكَةٍ} .
فهذا لا يختلف عليه اثنان من المسلمين ، فيقيناً ليس هذا هو المراد وإلا لما اعتبر معياراً مائزاً للمؤمن عن غيره كالإنسان على البهائم ؟ وما علاقتها بالقرآن ؟ وهل ارتباطها المباشر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) محصور أم ان هذا الارتباط متواصل مع الأئمة (عليهم السلام) من بعده ؟
إن الإجابة على كل هذه الأسئلة هو ما سوف يشرح لنا ما أسميناه ( نظرية تجدد القرآن ).
إن ليلة القدر متواصلة في كل سنة وسميت بالقدر من التقدير ، قال في كتاب العين : ( قدر الله الرزق قدراً يقدره أي يجعله بقدر ) كتاب العين مجلد 5 ص113.
وقال تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فيقدر الله تعالى في هذه الليلة كل شيء لتلك السنة ويكون ذلك الأمر المقضي في ليلة القدر من الأمر المحتوم الذي لا تتصرف به إلا مشيئة الله تعالى ، فقد ورد عن محمد بن مسلم عن حمران إنه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزل وجل {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال :
( نعم هي ليلة القدر هي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر ، قال الله عز وجل {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} قال يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل من خيراً أو شراً وطاعة أو معصية أو مولودة أو أجل أو رزق فما قدر في تلك السنة وقضي فهو من المحتوم ولله فيه المشيئة ) ثواب الأعمال ص 124.
إن محل نزول القرآن هو القلب ، فالقرآن ينزل على قلب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال تعالى {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} الشعراء 192- 194.
وقال {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ} البقرة 97
وورد أيضاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله : ( تنام عيني ولا ينام قلبي ) جامع المقاصد ج12 ص66
وذلك كونه هذا القلب طاهر لا يغفل عن ذكر الله مطلقاً ولذا ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قوله : ( إن القلب الذي يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم شأنه ) بصائر الدرجات ص223.
وأما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فإن القرآن ينزل على قلوب أوصياءه من بعده ، ولا نعني بذلك إن القرآن لم يكتمل نزوله ، حيث تم نزوله على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولكن نعني به نزول حقائقه الملكوتية اللامتناهية والمتجددة في كل عام .
حيث دلت الروايات والأحاديث الشريفة المتكاثرة على ذلك ، ومنها ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله لأصحابه : ( آمنوا بليلة القدر أنها تكون لعلي بن أبي طالب ولوده الأحد عشر من بعدي ) الكافي ج1 ص533.
وعن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس : ( ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وان لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقال أبن عباس : من هم ؟ فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون) الكافي ج1 ص532.
يتبع
نقلا عن (الموسوعة القرآنية للسيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)
المدخل : الْقُرْآنُ {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}
إن أبلغ ما يقال إن الله تجلى لخلقه في كلامه ولكن لايبصرون عوالي اللآلئ ج4 ص116.
وقد صرح القرآن بأنه {تبيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} وإنه {آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} وعليه فإن هذا الكتاب يكون حاوياً ومبيناً لكل شيء .
وهذا الكلام صحيح ولا يحتاج إلى استدلال ومزيد بيان في زمن نزول النص حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بين أظهر المسلمين ولكن بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى هل توقف عمل ووظيفة القرآن بانقطاع الوحي وظهور مستجدات أو كما يسميها الفقهاء ( المستحدثات ) ، قد يبدو أن لا ذكر لها في القرآن ؟
وإذا كان الأمر كذلك فماذا نقول للقرآن ولأنفسنا ولمن لم يدخل الإسلام بعد ولا يؤمن برسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ؟ وهو يرد علينا ان قرآنكم {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} فأين تبيان كل ما حولنا من أشياء قديمها وحديثها أين تبيانها في القرآن ؟
القرآن {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} :
إننا حينما نقرأ القرآن يتجلى أمامنا قوله تعالى {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} الأنبياء10.
فأين هو ذكرنا ؟ وكيف نعرف ان هذه الآية تخصنا وتعنينا ؟ وهل إن ذلك موكول إلينا ونحن الذين نحدد شمولنا بالآية الكذائية وعدم شمولنا بالآية الأخرى ؟
وإذا كنا لا نملك القدرة على تحديد ذلك بالدقة فمن هو الذي يحدد لنا ذلك ؟ وإذا اختلفنا في فهم القرآن ويقيناً أننا سنختلف فمن ذا يفصل بيننا فيما نحن فيه مختلفون ؟
{أُوْلِي الأَمْرِ} في القرآن :
لقد دلنا الله تعالى إلى الوسيلة الناجحة والطريق الواضح في رفع الالتباس وحسم الخلاف تتمثل في الرد إلى الرسول والى أولي الأمر بعده .
قال تعالى {وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَالى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ} النساء 83.
وقال تعالى {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} .
وعن الباقر (عليه السلام) : ( هم الأئمة المعصومون (عليهم السلام) ، وفي العياشي عن الرضا (عليه السلام) يعني آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم ) وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام وهم حجة الله على خلقه) تفسير الصافي ج1 ص474.
ولما كان الأئمة (عليهم السلام) موجودون في كل زمان وان لا بد لله من حجة على خلقه في كل زمان فهم يبينون حقائق القرآن للأمة ، ولكن كيف يكون ذلك وهل له وقت محدد ؟
الجواب في قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} القدر 1- 5.
قد يظن الكثيرون إن أهمية ليلة القدر تنحصر في نزول القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهي خاصة به وإن الأمر قد انقضى بعد نزول القرآن كاملاً ووفاته (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
لذلك فإن الكثير من الناس يقومون بإحياء هذه الليلة تبركاً بها دون معرفة المعنى الحقيقي لها .
لكن الواقع إن معرفة ليلة القدر {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} هو أكثر شمولية من ذلك وقد أكد الأئمة المعصومون (عليهم السلام) على معرفة هذه الليلة وتفسيرها وجعلوا ذلك معياراً للإيمان ، فقد ورد عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( ... فضل إيمان المؤمن بجملة إنا أنزلناه وبتفسيرها على من ليس له مثله في الإيمان بها كفضل الإنسان على البهائم ..) الكافي ج1 ص250
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم ، وهو : ما هو الإيمان بليلة القدر الذي به يمتاز المؤمن من غيره كالإنسان على البهائم ؟ وما هو تفسيرها وحقيقتها ، غير ما هو معروف بين المسلمين في كل بقاع الأرض ، إنها الليلة التي انزل فيها القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} .
وقال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ مُّبَارَكَةٍ} .
فهذا لا يختلف عليه اثنان من المسلمين ، فيقيناً ليس هذا هو المراد وإلا لما اعتبر معياراً مائزاً للمؤمن عن غيره كالإنسان على البهائم ؟ وما علاقتها بالقرآن ؟ وهل ارتباطها المباشر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) محصور أم ان هذا الارتباط متواصل مع الأئمة (عليهم السلام) من بعده ؟
إن الإجابة على كل هذه الأسئلة هو ما سوف يشرح لنا ما أسميناه ( نظرية تجدد القرآن ).
إن ليلة القدر متواصلة في كل سنة وسميت بالقدر من التقدير ، قال في كتاب العين : ( قدر الله الرزق قدراً يقدره أي يجعله بقدر ) كتاب العين مجلد 5 ص113.
وقال تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فيقدر الله تعالى في هذه الليلة كل شيء لتلك السنة ويكون ذلك الأمر المقضي في ليلة القدر من الأمر المحتوم الذي لا تتصرف به إلا مشيئة الله تعالى ، فقد ورد عن محمد بن مسلم عن حمران إنه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزل وجل {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال :
( نعم هي ليلة القدر هي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر ، قال الله عز وجل {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} قال يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل من خيراً أو شراً وطاعة أو معصية أو مولودة أو أجل أو رزق فما قدر في تلك السنة وقضي فهو من المحتوم ولله فيه المشيئة ) ثواب الأعمال ص 124.
إن محل نزول القرآن هو القلب ، فالقرآن ينزل على قلب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال تعالى {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} الشعراء 192- 194.
وقال {فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ} البقرة 97
وورد أيضاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله : ( تنام عيني ولا ينام قلبي ) جامع المقاصد ج12 ص66
وذلك كونه هذا القلب طاهر لا يغفل عن ذكر الله مطلقاً ولذا ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قوله : ( إن القلب الذي يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم شأنه ) بصائر الدرجات ص223.
وأما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فإن القرآن ينزل على قلوب أوصياءه من بعده ، ولا نعني بذلك إن القرآن لم يكتمل نزوله ، حيث تم نزوله على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولكن نعني به نزول حقائقه الملكوتية اللامتناهية والمتجددة في كل عام .
حيث دلت الروايات والأحاديث الشريفة المتكاثرة على ذلك ، ومنها ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله لأصحابه : ( آمنوا بليلة القدر أنها تكون لعلي بن أبي طالب ولوده الأحد عشر من بعدي ) الكافي ج1 ص533.
وعن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لابن عباس : ( ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وان لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقال أبن عباس : من هم ؟ فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون) الكافي ج1 ص532.
يتبع
تعليق