دلالة حديث الثقلين على الرّفع القرآني
منقول من (الموسوعة القرآنية للسيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)
حديث الثقلين من الأحاديث المشهورة والمتفق عليها عند جمهور المسلمين من جميع الطوائف ، كما بينا في الباب السابق ، ولو أردنا أن نقوم بدراسة موضوعية لمجمل الأحاديث المتواترة بما يخص حديث الثقلين نستنتج إن جميع الأحاديث المذكورة عند أهل السنة والشيعة تشترك على إن القرآن وأهل البيت وجهان لحقيقة واحدة مرتبطين ببعضهما برباط وثيق وشديد وإنهما لن يفترقا حتى يردا على رسول الله الحوض.
وقد عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن هذا الترابط بين القرآن وأهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بمعاني مختلفة :
1. (الثقلين) وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي .
2. (الثقل الأكبر) وهو كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، (الثقل الأصغر) وهم العترة أهل البيت (عليهم السلام) .
3. (الخليفتين) كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي .
ولو لاحظنا في جميع تلك الأحاديث التركيز على كون القرآن هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، فما هو السرّ يا ترى وراء هذا الاهتمام .
رُبَّ سائل يسأل : إذا كانت هناك علاقة قوية تربط بين القرآن وأهل البيت فما هي طبيعة هذه العلاقة ؟ وما تأثير وفاتهم ( رفعهم ) على مصير وجود القرآن ؟
إن طبيعة العلاقة بين محمد وآل محمد ( صلى الله عليه وآله سلم تسليما) والقرآن : نستشهد عليها بالحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب الله لأنه مترجم لكم عن كتاب الله) تفسير البرهان ج1ص14.
نرى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يبين نوع هذه العلاقة بين القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) وهي انهم تراجمة كلام الله ، وهذا أمر منطقي باعتبار انهم من ذرية المصطفى وأوصياءه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
لذا فلابد أن يكون علمهم من علم النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) جدهم الأكبر ، وهم ورثته وحملته من بعده ولكن ليس بالتنزيل بل بالتأويل والتراجمة لمعاني ومفردات القرآن الكريم ، التي تعلموها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) جدهم الأكبر .
وليس هذا وحسب ، إذ نرى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قد أعطى خصوصية لأهل بيته الذين تمثلوا بشخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) زوج ابنته وابن عمه وأخيه ، حيث ذكر بأنه أفضل للناس من كتاب الله .
قد يسأل أحدهم : لماذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أفضل من القرآن؟
وهذا يعود إلى سبب بسيط هو : لو انك قرأت كتاباً دون معلم يعينك على فهم معانيه أو فهم مضمونه ، وبالمقابل لو قرأت الكتاب نفسه ولكن مع معلم وبتدبر وفهم لمعانيه ، فأيهما الأفضل والأنفع ؟ بالتأكيد القراءة الثانية تكون الأفضل والأنفع لكونها منحتك الثمرة المطلوبة.
كذلك بالنسبة للقرآن فإنك لو قرأته دون تراجمته ودون تدبر ودون الإحاطة بمعانيه ومضمون آياته فإنك لن تتمكن حينها من جني ثماره وبلوغ غايته ما لم يكن هناك المعلم المختص والمتمكن من بيان معانيه وكشف المبهم من آياته ، وبمعنى آخر له القدرة على تفعيل آياته وهذا هو الأهم والأفضل بل الأنفع بكثير من قراءته قراءة فارغة ليس لها معنى .
ولكون أهل البيت ( عليهم السلام ) هم المعلمون الأوائل من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهم الأفهم والأقدر على بيان الغموض الموجود في القرآن وحل ألغازه وتأويل آياته وترجمته للناس بدلاً من أن يكون عبارة عن طلاسم لا حل لها .
ونحن نرى كيف إن الأمة مختلفة مع وجود القرآن بين ظهرانيهم فلماذا لا ينتفعون به بحل مشاكلهم ، والسبب يعود لعدم وجود الترجمان والمتمثل بأهل البيت ( عليهم السلام) ، وبذلك يتبين تفضيل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) على القرآن .
ومع كل هذه الأدلة القاطعة من ان محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) هم معادن العلم والمعرفة القرآنية ، فنرى هناك تفاسير لأناس غير معصومين وفيها من الخطأ من كلا الفريقين حيث يفسرون القرآن بما تشتهيه أنفسهم ليس إلاّ ! وهذا من المحرم قطعاً ولا يقبل النقاش إطلاقاً بدليل قوله تعالى حكاية عن عيسى (عليه السلام) : {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} المائدة (116)
وقوله تعالى : {هَا أَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} آل عمران (66).
وقوله تعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء (36).
وقوله تعالى : {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} النور (15).
((فمن هذا يتبين واضحاً حرمة التفسير على الأهواء وسوء عاقبة من يفعل ذلك)) .
منقول من (الموسوعة القرآنية للسيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)
حديث الثقلين من الأحاديث المشهورة والمتفق عليها عند جمهور المسلمين من جميع الطوائف ، كما بينا في الباب السابق ، ولو أردنا أن نقوم بدراسة موضوعية لمجمل الأحاديث المتواترة بما يخص حديث الثقلين نستنتج إن جميع الأحاديث المذكورة عند أهل السنة والشيعة تشترك على إن القرآن وأهل البيت وجهان لحقيقة واحدة مرتبطين ببعضهما برباط وثيق وشديد وإنهما لن يفترقا حتى يردا على رسول الله الحوض.
وقد عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن هذا الترابط بين القرآن وأهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بمعاني مختلفة :
1. (الثقلين) وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي .
2. (الثقل الأكبر) وهو كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، (الثقل الأصغر) وهم العترة أهل البيت (عليهم السلام) .
3. (الخليفتين) كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي .
ولو لاحظنا في جميع تلك الأحاديث التركيز على كون القرآن هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، فما هو السرّ يا ترى وراء هذا الاهتمام .
رُبَّ سائل يسأل : إذا كانت هناك علاقة قوية تربط بين القرآن وأهل البيت فما هي طبيعة هذه العلاقة ؟ وما تأثير وفاتهم ( رفعهم ) على مصير وجود القرآن ؟
إن طبيعة العلاقة بين محمد وآل محمد ( صلى الله عليه وآله سلم تسليما) والقرآن : نستشهد عليها بالحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب ، وعلي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب الله لأنه مترجم لكم عن كتاب الله) تفسير البرهان ج1ص14.
نرى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يبين نوع هذه العلاقة بين القرآن وأهل البيت ( عليهم السلام ) وهي انهم تراجمة كلام الله ، وهذا أمر منطقي باعتبار انهم من ذرية المصطفى وأوصياءه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
لذا فلابد أن يكون علمهم من علم النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) جدهم الأكبر ، وهم ورثته وحملته من بعده ولكن ليس بالتنزيل بل بالتأويل والتراجمة لمعاني ومفردات القرآن الكريم ، التي تعلموها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) جدهم الأكبر .
وليس هذا وحسب ، إذ نرى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قد أعطى خصوصية لأهل بيته الذين تمثلوا بشخص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) زوج ابنته وابن عمه وأخيه ، حيث ذكر بأنه أفضل للناس من كتاب الله .
قد يسأل أحدهم : لماذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أفضل من القرآن؟
وهذا يعود إلى سبب بسيط هو : لو انك قرأت كتاباً دون معلم يعينك على فهم معانيه أو فهم مضمونه ، وبالمقابل لو قرأت الكتاب نفسه ولكن مع معلم وبتدبر وفهم لمعانيه ، فأيهما الأفضل والأنفع ؟ بالتأكيد القراءة الثانية تكون الأفضل والأنفع لكونها منحتك الثمرة المطلوبة.
كذلك بالنسبة للقرآن فإنك لو قرأته دون تراجمته ودون تدبر ودون الإحاطة بمعانيه ومضمون آياته فإنك لن تتمكن حينها من جني ثماره وبلوغ غايته ما لم يكن هناك المعلم المختص والمتمكن من بيان معانيه وكشف المبهم من آياته ، وبمعنى آخر له القدرة على تفعيل آياته وهذا هو الأهم والأفضل بل الأنفع بكثير من قراءته قراءة فارغة ليس لها معنى .
ولكون أهل البيت ( عليهم السلام ) هم المعلمون الأوائل من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهم الأفهم والأقدر على بيان الغموض الموجود في القرآن وحل ألغازه وتأويل آياته وترجمته للناس بدلاً من أن يكون عبارة عن طلاسم لا حل لها .
ونحن نرى كيف إن الأمة مختلفة مع وجود القرآن بين ظهرانيهم فلماذا لا ينتفعون به بحل مشاكلهم ، والسبب يعود لعدم وجود الترجمان والمتمثل بأهل البيت ( عليهم السلام) ، وبذلك يتبين تفضيل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) على القرآن .
ومع كل هذه الأدلة القاطعة من ان محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) هم معادن العلم والمعرفة القرآنية ، فنرى هناك تفاسير لأناس غير معصومين وفيها من الخطأ من كلا الفريقين حيث يفسرون القرآن بما تشتهيه أنفسهم ليس إلاّ ! وهذا من المحرم قطعاً ولا يقبل النقاش إطلاقاً بدليل قوله تعالى حكاية عن عيسى (عليه السلام) : {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} المائدة (116)
وقوله تعالى : {هَا أَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} آل عمران (66).
وقوله تعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء (36).
وقوله تعالى : {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} النور (15).
((فمن هذا يتبين واضحاً حرمة التفسير على الأهواء وسوء عاقبة من يفعل ذلك)) .
تعليق