منقول من الموسوعة القرانية للسيد القحطاني
القــرآن العظــيم
قال تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالقرآن الْعَظِيمَ }( ).
فما هو القرآن العظيم ؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال نود التذكير بما أشرنا إليه في معنى القرآن الكريم من إن لفظ (القرآن) يطلق على الآية الواحدة وعلى الأكثر من آية وهو يطلق على مجموعة من السور وليس الأمر محصوراً بالكتاب ككل .
ثم نقول إن القرآن العظيم هو آية الكرسي وهي قوله تعالى :
{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }( ) .
أما الأدلة على كون آية الكرسي هي القرآن العظيم فهي :
أولا: إن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل ، وقد أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) على ضرورة تعلم هذه الآية وحفظها وذكرها باستمرار و(أعظم) هي صيغة مبالغة في العظمة .
وقد ذكر الشيخ أبو الفتوح في تفسيره عن محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) عن الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لما أنزلت آية الكرسي : لا تقرأ هذه الآية في بيت إلا ويحوم الشيطان حوله ثلاثة أيام – إلى أن ذكر ثلاثين يوماً – ولا يعمل فيه السحر أربعين يوماً ، يا علي تعلّم هذه الآية وعلمها أولادك وجيرانك . فإنه لم ينزل عليّ أعظم من هذه )( ).
فبحسب هذه الحديث إن آية الكرسي هي أعظم ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأعظم ما في القرآن .
كما ورد في الخصال في وصية أبي ذر أنه سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( أي آية انزلها الله عليك أعظم ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : آية الكرسي )( ).
وهو كسابقه في الدلالة الواضحة على إن آية الكرسي أعظم ما في القرآن.
ثانياً : بما إن آية الكرسي هي أعظم آية نزلت في كتاب الله ، فإن الله تقدست آلاءه فضلها على التوراة والإنجيل والزبور وجميع ما أنزل سبحانه من الكتب السماوية الأخرى .
حيث ورد : إنه سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) القرآن أفضل أم التوراة ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (إن في القرآن آية هي أفضل من جميع كتب الله وهي آية الكرسي )( ).
ثالثاً : إن العرب الذين نزل القرآن بلسانهم ، يسمون الشيء بآخره وكما هو معلوم إن آخر آية الكرسي هو قوله {وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} وان عظيم القوم سيدهم ، فالعظمة هي قرينة للسيادة ، فقد جاء : ( إن جماعة من الصحابة كانوا جالسين في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يذكرون فضائل القرآن وان أي آية أفضل فيه قال بعضهم : آخر (براءة) .
وقال بعضٌ آخر : (بني إسرائيل) .
وقال بعضهم (كهيعص) .
وقال بعضهم (طه) .
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) أين انتم من آية الكرسي ؟
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
( يا علي آدم سيد البشر وأنا سيد العرب ولا فخر وسلمان سيد فارس وصهيب سيد الروم وبلال سيد الحبشة وطور سيناء سيد الجبال والسدرة سيد الأشجار والشهر الحرام سيد الشهور والجمعة سيد الأيام والقرآن سيد الكلام . وسورة البقرة سيد القرآن وآية الكرسي سيد سورة البقرة فيها خمسون كلمة في كل كلمة بركة )( ).
رابعاً : إن هذه الآية – آية الكرسي – هي الوحيدة التي انفردت بأحتواءها على ثمانية عشر اسماً من أسماء الله .
بدأت بذكر لفظ الجلالة أولاً ثم نفت عنه الشريك واثبت له الحياة والقيومية ،
ثم نفت عنه الأعراض كالسفه والنوم ثم نسبت ما في السموات وما في الأرض له ثم سألت عمن يشفع عنده إلا بإذنه ثم قررت علمه بما بين أيديهم وما خلفهم وأثبتت عجزهم عن الاحاطة بشيء من علمه إلا بما شاء ثم اعترفت بأن كرسيه قد وسع السموات والأرض ورغم ذلك فلا يؤوده حفظهما وختمت بأنه هو العلي العظيم .
خامساً : إن لآية الكرسي آثاراً تكوينية عظيمة الفائدة ، وهي ذروة القرآن ، كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إن لكل شيء ذروة وذروة القرآن آية الكرسي )( ).
وان فوائدها كثيرة فهي للدنيا والآخرة ولا يمكننا إحصائها في هذا المقام فهي تستخدم للحفظ من الجن والسحر والأمن عند الخوف وللشفاء والرزق ولكل مكروه .
وغير ذلك كثير فقد ذكرت الروايات المنصوصة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) الكثير منها واليك بعضها :
ورد عن أبي مسعود قال : ( قال رجل يا رسول الله علمني شيئاً ينفعني الله به .
قال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : اقرأ آية الكرسي فإنه ينفعك وذريتك ، ويحفظ دارك وحتى الدويرات التي حول دارك )( ).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ( من قرأ آية الكرسي صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة . أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر )( ).
ومن أراد المزيد فليراجع كتب الأذكار والأدعية من المطولات فإن فيها المزيد .
سادساً : إن آية الكرسي حاوية على اسم الله الأعظم كما ورد ذلك في العديد من الروايات المروية عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) والتي منها ما ورد في ترجمة أحمد بن محمد بن علي الحربي بإسناده عن أسماء بنت زيد قالت : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} )( ).
وجاء أيضاً عن عمر بن توبة عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه قال لبعض أصحابه : ( ألا أعلمك اسم الله الأعظم . فقال (عليه السلام) : اقرأ الحمد وقل هو الله احد وآية الكرسي وإنا أنزلناه ثم أستقبل القبلة فادع بما أحببت )( ).
وإذا عرفنا إن آية الكرسي فيها اسم الله الأعظم فلا غرابة إذا كانت هي القرآن العظيم .
سابعاً : إن علة تسمية هذه الآية بآية الكرسي كونها أعطيت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من كنز تحت العرش وان لهذه الآية لساناً وشفتين يقدس ( الملك لله ) عن ساق العرش .
فإن علة تسميتها تعود للكرسي والكرسي يدل على العظمة .
ورد عن القاسم عن عبد الرحمن بن صدر عن أبي إمامة الباهلي انه سمع علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول : (ما أرى رجلاً أدرك عقله الإسلام وله في الإسلام يبيت ليلة سوادها
قلت : وما سوادها يا أبا إمامة ؟
قال جميعاً ، حتى يقرأ هذه الآية {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فقرأ الآية إلى قوله { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }.
ثم قال : فلو تعلمون ما هي – أو قال ما فيها – لما تركتموها على حال .
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أخبرني قال : (أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ولم يؤتها من كان قبلي ).
قال علي (عليه السلام) : فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى أقرأها .. )( ).
وفي مجمع البيان ج1 : ذكر في كتاب الترغيب بإسناد متصل عن أُبي بن كعب قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : يا أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم ؟
قلت : ( الله لا اله ألا هو الحي القيوم ) .
قال : فضرب في صدري ثم قال : ليهنك ، والذي نفس محمد بيده إن لهذه الآية للساناً وشفتين يقدس ( الملك لله ) عن ساق العرش ) .
القــرآن العظــيم
قال تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالقرآن الْعَظِيمَ }( ).
فما هو القرآن العظيم ؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال نود التذكير بما أشرنا إليه في معنى القرآن الكريم من إن لفظ (القرآن) يطلق على الآية الواحدة وعلى الأكثر من آية وهو يطلق على مجموعة من السور وليس الأمر محصوراً بالكتاب ككل .
ثم نقول إن القرآن العظيم هو آية الكرسي وهي قوله تعالى :
{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }( ) .
أما الأدلة على كون آية الكرسي هي القرآن العظيم فهي :
أولا: إن آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل ، وقد أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) على ضرورة تعلم هذه الآية وحفظها وذكرها باستمرار و(أعظم) هي صيغة مبالغة في العظمة .
وقد ذكر الشيخ أبو الفتوح في تفسيره عن محمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) عن الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لما أنزلت آية الكرسي : لا تقرأ هذه الآية في بيت إلا ويحوم الشيطان حوله ثلاثة أيام – إلى أن ذكر ثلاثين يوماً – ولا يعمل فيه السحر أربعين يوماً ، يا علي تعلّم هذه الآية وعلمها أولادك وجيرانك . فإنه لم ينزل عليّ أعظم من هذه )( ).
فبحسب هذه الحديث إن آية الكرسي هي أعظم ما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأعظم ما في القرآن .
كما ورد في الخصال في وصية أبي ذر أنه سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( أي آية انزلها الله عليك أعظم ؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : آية الكرسي )( ).
وهو كسابقه في الدلالة الواضحة على إن آية الكرسي أعظم ما في القرآن.
ثانياً : بما إن آية الكرسي هي أعظم آية نزلت في كتاب الله ، فإن الله تقدست آلاءه فضلها على التوراة والإنجيل والزبور وجميع ما أنزل سبحانه من الكتب السماوية الأخرى .
حيث ورد : إنه سُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) القرآن أفضل أم التوراة ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (إن في القرآن آية هي أفضل من جميع كتب الله وهي آية الكرسي )( ).
ثالثاً : إن العرب الذين نزل القرآن بلسانهم ، يسمون الشيء بآخره وكما هو معلوم إن آخر آية الكرسي هو قوله {وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} وان عظيم القوم سيدهم ، فالعظمة هي قرينة للسيادة ، فقد جاء : ( إن جماعة من الصحابة كانوا جالسين في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يذكرون فضائل القرآن وان أي آية أفضل فيه قال بعضهم : آخر (براءة) .
وقال بعضٌ آخر : (بني إسرائيل) .
وقال بعضهم (كهيعص) .
وقال بعضهم (طه) .
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) أين انتم من آية الكرسي ؟
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
( يا علي آدم سيد البشر وأنا سيد العرب ولا فخر وسلمان سيد فارس وصهيب سيد الروم وبلال سيد الحبشة وطور سيناء سيد الجبال والسدرة سيد الأشجار والشهر الحرام سيد الشهور والجمعة سيد الأيام والقرآن سيد الكلام . وسورة البقرة سيد القرآن وآية الكرسي سيد سورة البقرة فيها خمسون كلمة في كل كلمة بركة )( ).
رابعاً : إن هذه الآية – آية الكرسي – هي الوحيدة التي انفردت بأحتواءها على ثمانية عشر اسماً من أسماء الله .
بدأت بذكر لفظ الجلالة أولاً ثم نفت عنه الشريك واثبت له الحياة والقيومية ،
ثم نفت عنه الأعراض كالسفه والنوم ثم نسبت ما في السموات وما في الأرض له ثم سألت عمن يشفع عنده إلا بإذنه ثم قررت علمه بما بين أيديهم وما خلفهم وأثبتت عجزهم عن الاحاطة بشيء من علمه إلا بما شاء ثم اعترفت بأن كرسيه قد وسع السموات والأرض ورغم ذلك فلا يؤوده حفظهما وختمت بأنه هو العلي العظيم .
خامساً : إن لآية الكرسي آثاراً تكوينية عظيمة الفائدة ، وهي ذروة القرآن ، كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إن لكل شيء ذروة وذروة القرآن آية الكرسي )( ).
وان فوائدها كثيرة فهي للدنيا والآخرة ولا يمكننا إحصائها في هذا المقام فهي تستخدم للحفظ من الجن والسحر والأمن عند الخوف وللشفاء والرزق ولكل مكروه .
وغير ذلك كثير فقد ذكرت الروايات المنصوصة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) الكثير منها واليك بعضها :
ورد عن أبي مسعود قال : ( قال رجل يا رسول الله علمني شيئاً ينفعني الله به .
قال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : اقرأ آية الكرسي فإنه ينفعك وذريتك ، ويحفظ دارك وحتى الدويرات التي حول دارك )( ).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ( من قرأ آية الكرسي صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف مكروه من مكروه الآخرة . أيسر مكروه الدنيا الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة عذاب القبر )( ).
ومن أراد المزيد فليراجع كتب الأذكار والأدعية من المطولات فإن فيها المزيد .
سادساً : إن آية الكرسي حاوية على اسم الله الأعظم كما ورد ذلك في العديد من الروايات المروية عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) والتي منها ما ورد في ترجمة أحمد بن محمد بن علي الحربي بإسناده عن أسماء بنت زيد قالت : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} )( ).
وجاء أيضاً عن عمر بن توبة عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه قال لبعض أصحابه : ( ألا أعلمك اسم الله الأعظم . فقال (عليه السلام) : اقرأ الحمد وقل هو الله احد وآية الكرسي وإنا أنزلناه ثم أستقبل القبلة فادع بما أحببت )( ).
وإذا عرفنا إن آية الكرسي فيها اسم الله الأعظم فلا غرابة إذا كانت هي القرآن العظيم .
سابعاً : إن علة تسمية هذه الآية بآية الكرسي كونها أعطيت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من كنز تحت العرش وان لهذه الآية لساناً وشفتين يقدس ( الملك لله ) عن ساق العرش .
فإن علة تسميتها تعود للكرسي والكرسي يدل على العظمة .
ورد عن القاسم عن عبد الرحمن بن صدر عن أبي إمامة الباهلي انه سمع علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول : (ما أرى رجلاً أدرك عقله الإسلام وله في الإسلام يبيت ليلة سوادها
قلت : وما سوادها يا أبا إمامة ؟
قال جميعاً ، حتى يقرأ هذه الآية {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فقرأ الآية إلى قوله { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }.
ثم قال : فلو تعلمون ما هي – أو قال ما فيها – لما تركتموها على حال .
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أخبرني قال : (أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ولم يؤتها من كان قبلي ).
قال علي (عليه السلام) : فما بت ليلة قط منذ سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حتى أقرأها .. )( ).
وفي مجمع البيان ج1 : ذكر في كتاب الترغيب بإسناد متصل عن أُبي بن كعب قال : ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : يا أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم ؟
قلت : ( الله لا اله ألا هو الحي القيوم ) .
قال : فضرب في صدري ثم قال : ليهنك ، والذي نفس محمد بيده إن لهذه الآية للساناً وشفتين يقدس ( الملك لله ) عن ساق العرش ) .