إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية تجزئة القران\ كتاب المحكم وكتاب المتشابه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية تجزئة القران\ كتاب المحكم وكتاب المتشابه

    منقول من الموسوعة القرأنية للسيد القحطاني

    الفصل الخامس
    كتاب المحكم وكتاب المتشابه

    قال تعالى في كتابه { الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}( ) .
    هذه الآية تشير إلى وجود كتاب {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} فهو محكم كما ذكرت العديد من الروايات .
    والمحكم هو الذي لا يقبل إلا معناً واحداً وهو الذي يفسّر.
    وكتاب المحكم يشمل الكثير من مواضع القرآن لعل من أبرزها قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( أنا محكم الطواسين )( ).
    أي إن الطواسين وهي السور التي تبدأ بالحروف ( ط ، س ، م ) وهي ((سورة الشعراء، وسورة النمل، وسورة القصص )) تبتدئ بوصف القرآن بأنه مبين ، والابانه من مستلزمات المحكم قال تعالى {طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}( ).
    وقال تعالى {طس تِلْكَ آيَاتُ القرآن وَكِتَابٍ مُّبِينٍ}( ).
    وقال تعالى { طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }( ).
    ولقد تكرر ذكر المبين في هذه السور الثلاث عدة مرات ، ففي سورة الشعراء قال تعالى {تلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} وقال {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ }( ) .
    وقال {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ }( ).
    وقال {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }( ).
    وقال {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }( ).
    وقال {نزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}( ).
    وفي هذه السورة عرض الباري جل وعلا دعوات الأنبياء وأقوالهم فكانت تتكرر مع كل نبي الآيات التالية :
    قوله تعالى في بداية كل قصة : {كَذَّبَتْ قَوْمُ ....... الْمُرْسَلِينَ}.
    وقوله {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ ........ أَلَا تَتَّقُونَ }.
    وقوله { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }( ).
    وقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }( ).
    وقوله { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}( ).
    فتكرر ذكر { َإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } ثمان مرات .
    أما عند ذكر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، فقد خاطبه بخطاب خاص ، حيث قال {نزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ}( ) ، ولم يقل {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }( ) .
    وقال {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ }( ) ، ولم يقل { َإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }( ) .
    وهذا ما يشير إليه قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( أنا محكم الطواسين).
    أما في سورة النمل فإنها بدأت بقوله تعالى {طس تِلْكَ آيَاتُ القرآن وَكِتَابٍ مُّبِينٍ}( ).
    وورد ذكر ( المبين ) في ثنايا السورة كقوله {قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}( ).
    وقوله { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }( ).
    وقوله { أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }( ).
    وقوله تعالى { وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }( ).
    وقوله {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ }( ).
    وأما في سورة القصص فقد بدأت بقوله تعالى { طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }( ).
    وتكرر ذكر (المبين) في مواضع متعددة من السورة كقوله تعالى { قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ }( ).
    وقوله { قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ }( ).
    وقوله عز من قائل {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}( ).
    ((إذن فيكون المحكم هو الواضح الذي لا لبس فيه ولا يحتمل وجوها متعددة وهو ما يفيده معنى الكتاب المحكم )).

    كتاب المتشابه
    قال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ }( ).
    وهذه الآية تشير إلى كتاب يسمى (كتاب المتشابه ) والمتشابه يحتمل أكثر من معنى وعليه فله ظاهر وباطن ويحتاج إلى تأويل.
    والى ذلك تشير الآية التالية :
    {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }( ).
    وهذه الآية واضحة في إن للمتشابه تأويل وهذا التأويل له أهل وحفظة وهم (الراسخون في العلم ) ولذا فإن من يتصدى لمثل ذلك فهو ليس له بأهل كما نطقت به الآية من الذين {في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ}.
    ويلاحظ إن الكثير من سور القرآن يصعب إعطاء معنى واضح لها لو أخذت على ظاهر اللفظ لعدم مطابقتها - بحسب الظاهر- لحقيقة الأمر الواقعي مما يعني إن لآيات هذه السور تأويل عند الراسخين في العلم وهم أهل البيت (عليه السلام).
    روى العياشي بإسناده عن أبي الفضل بن يسار وذكر الفيض في تفسيره الصافي قال : ( سالت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيها حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع ما يعني بقوله لها ظهر وبطن .
    قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما معنا ومنه ما لم يكن بعد يجري كما تجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع قال تعالى { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } نحن هم )( ).




يعمل...
X