إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عالم سبيط وشبهة المحكمات والمتشابهات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عالم سبيط وشبهة المحكمات والمتشابهات

    منقول من الموسوعة القراني للسيد القحطاني

    عالم سبيط وشبهة المحكمات والمتشابهات

    رغم النظام الصارم الذي وضعه الأستاذ (عالم سبيط النيلي ) في نظريته (النظام القرآني ).
    فقد وقع في ما حذر منه رغم تأكيده على ضرورة التفريق بين الألفاظ والاختلاف بينها ، فنجده لم يفرق بين (كتاب ) و(الكتاب) فهو يقول في معرض الاستشكال : ( قولهم إن التناقض الظاهر في المتشابه دون المحكم معناه إنهم قسموا القرآن إلى قسمين احدهما المحكم الذي لا تأويل له والثاني المتشابه الذي يحدث فيه التأويل وبالتالي التناقض )( ).
    ثم يورد إشكاله على رأيهم قائلا : ( ولكن القرآن وصف نفسه بأنه كله محكم وكله متشابه في آيات أخرى فقد أوقعوا أنفسهم في هوة التناقض من أول خطوة خطوها لشرح موضوع التناقض ).
    ثم يذكر آية 23 من سورة الزمر مستدلاً بها على إن القرآن كله متشابه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ} ثم يذكر الآية الأولى من سورة هود كدليل على إن القرآن كله محكم { الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }.
    وهنا نقول للأستاذ النيلي رحمه الله إن كلامه يصح لو جاء لفظ(كتاب) معرفاً بـ(ال) ومطلقاً أي إن (الكتاب متشابهاً) و(الكتاب محكماً) وهذا طبقاً لما نظر له في نظامه القرآني.
    أما وقد جاءت بصيغة ( كتاب ) مجردة عن ( ال ) فهي لا تعني نفس المعنى تماماً إلا إذا تطابق وصفهما ولما كان الوصفان مختلفان ، متشابهاً وأحكمت آياته فإن الكتابان أيضاً مختلفان.
    إذن فمقتضى ما تفيده نظريته القصدية إن هنالك كتابان احدهما محكم والآخر متشابه وهذا ما تفيده الآية في سورة آل عمران تماماً {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }( ).
    وموضع الإشكال في قضية النيلي هذه هو انه يعتقد إن لفظة( كتاب) في كل من الآيتين في سورة هود والزمر تشير إلى كل القرآن ولا ندري ماذا يقول في الآية {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ}( ) .
    وهو بحسب نظامه القرآني مجبر على الاعتراف بأن (كُتب) تعني الجمع وليس كتاباً واحداً .
    وبالتالي فإن كتاب المحكم يختلف عن كتاب المتشابه وهو ما تصرح به الروايات المعصومية وروايات الأصحاب بما لا يدع مجالاً لرأي أو تخريج لذلك .
    وهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يبين في نهج البلاغة عدة ( كتب ) وتكوينات للقران قال (عليه السلام) : ( كتاب ربكم فيكم , مبينا حلاله وحرامه , وفرائضه , وفضائله وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه , وخاصه وعامه وعبره ومثاله ومرسله ومحدوده , ومحكمه ومتشابهه . ومفسراً مجمله ومبينا غوامضه بين مأخوذ ميثاق في علمه وموسع على العباد في جهله وبين مثبت في الكتاب فرضه ومعلوم في السنة نسخه وواجب في السنة أخذه ومرخص في الكتاب تركه وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله ومباين بين محارمه من كبير أوعد عليه نيرانه أو صغير ارصد له غفرانه وبين مقبول في أدناه موسع في أقصاه )( ).
    وغيرها من الروايات المثبتة لوجود المحكم والمتشابه في القرآن الكريم والتي يطول المقام في استقصائها.
    ونكتفي بما روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في عيون أخباره إنه قال : ( من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم . ثم قال : إن في إخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا )( ).





يعمل...
X