الكواكب الزاهرة في التاويل المعاصر
قال تعالى (( اذ قال يوسف لأبيه يا أبت اني رأيت احد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )) يوسف 4 - قال عز وجل (( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) يوسف 67-
ختم الله تبارك وتعالى انبيائه بمحمد المصطفى (ص) وكانت رسالته خاتمة لكل الرسالات السماوية ، حيث ان القران حاوي على كافة الكتب السماوية التي انزلت على انبياء الله ( صلوات الله وسلامه عليهم) ومتمم لها ، وبذلك يشتمل على كل شيء وفيه تبيان لكل شيء ، وهو لا يخص قوم دون بقية الاقوام ، وعليه فعندما يدعي مدعي ان الاية المذكورة في قوله تعالى (( اذ قال يوسف لأبيه .....)) يوسف 4- تنطبق على بني اسرائيل فقط ولا تنطبق على المسلمين فهذا الكلام يتعارض مع شمولية القران ورسالة النبي الاكرم (ص) الذي خاطبه المولى عز وجل بقوله (( وما ارسلناك الا كافة للناس بشيراً ونذيراً )) سبأ 28 –
لقد استخدم الله عز وجل في القران اسلوب اياك اعني واسمعي يا جارة ، بل ورد عن الائمة المعصومين (ع) ان كل يا بني اسرائيل هي يا بني علي واسرائيل معناه ( خالص الله ) كما ورد عن الامام الباقر (ع) ان هذه الاية الكريمة تشير الى حقيقة علمية هي ان الكواكب الاحد عشر كوكباً عدى الشمس والقمر اي لا بد من اكتشاف هذه الكواكب الاحد عشر ، ولم يتوصل العلم الا لأكتشاف تسعة كواكب ، فيوسف (ع) راى هذه الكواكب الاحد عشر ، وقد سماها بأسمائها رسول الله (ص) حيث جاء في الخصال عن جابر بن عبد الله قال : ( أتى النبي (ص) رجل من اليهود يقال له بشأن اليهودي فقال : يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رأها يوسف انها ساجدة فما اسماؤهن ، فلم يجبه نبي الله يومئذ في شيء قال : فنزل جبرائيل فأخبر النبي (ص) بأسمائها قال : فبعث رسول الله (ص) الى بشان فلما ان جاء قال النبي (ص) : هل انت مسلم ان اخبرتك بأسمائها قال : نعم فقال له النبي (ص) : ( حوبان والطارق والذبال وذو الكتفين وقابس ووثاب وعمودان والفيلق والمصبح والصدوح وذو الفروع ( والضياء والنور )) رأها في افق السماء ساجدة له فلما قصها يوسف على يعقوب قال يعقوب : هذا امر متشتت يجمعه الله من بعد ، فقال بشان : والله ان هذه لأسماؤها ثم اسلم )
وقد نقل القمي والعياشي عن جابر في تسمية النجوم وهي ( الطارق وحوبان وذكر مثله الى قوله والضياء والنور قال : يعني الشمس والقمر قال : وكل هذه الكواكب محيطة بالسماء ) . وهناك ترابط بين الكواكب والائمة فكل كوكب يمثل احد الائمة المعصومين (ع) الاحد عشر فالشمس هنا تمثل السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) والقمر يمثل امير المؤمنين (ع) اما الكواكب الاحد عشر فهي تمثل الائمة المعصومين الاحد عشر من الامام الحسن المجتبى (ع) الى الامام المهدي (ع) ، ان مصدر الحياة ومصدر الفيض الالهي هو الرسول الاعظم (ص) وهو يمثل الشمس ، وفاطمة بضعة من الرسول كما ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج2 ص67 فلو ارجعنا كلمة ( البعوضة ) لتبين انها اتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل اي بمعنى صورة مصغرة من الكل ، فالزهراء (ع) هي ايضاً شمس ، والشمس علمياً هي ام الكواكب وتستمد منها الفيض والنور ، وقد ورد في زيارة الامام المهدي (ع) : ( السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة ) وجاء في قصة الاسراء والمعراج : ( ...... يا محمد تحب ان تراهم ؟ قلت : نعم يا رب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فألتفت فاذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين - الى ان قال - والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون في وسطهم المهدي يضيء كانه كوكب دري .......) بحار الانوار ج27 ص191 .
وقد ذكر رسول الله (ص) في اشراط الساعة ظهور الكوكب المذنب قبل ظهور الامام المهدي او هو مرتبط بظهور الامام ، فالامام المهدي (ع) هو الكوكب الغائب وهذا اعجاز علمي لقضية الامام المهدي (ع)، وقد ذكر عبد الله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله (ص) حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم اقبل علينا بوجهه فقال : ( الا اخبركم بأشراط الساعة وكان ادنى الناس منه يومئذ سلمان (رض) فقال : بلى يا رسول الله ، فقال (ص) : ( ....... ويجفوا الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب ) .
هذا من جانب ، ومن جانب اخر ان حقيقة الدين و الاسلام يوم خلق الله السموات والارض ، وان اول ما خلق الله نور محمد (ص) فقد ورد عن جابر بن عبد الله ان رسول الله (ص) قال : ( اول ما خلق الله نوري ففتق منه نور علي ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الابصار والعقل والمعرفة ) بحار الانوار ج54 ص170 - وهناك احاديث عديدة وردت بهذا الخوص نتركها مراعاة للاختصار ، ان الاسلام هو الدين الشامل بل هو اصل الاديان واول الاديان واخرها ورسول الله (ص) هو اول المسلمين وذلك واضح في قوله تعالى : (( بذلك امرت وانا اول المسلمين )) الانفال 163 - لأنه (ص) اول من اجاب في الميثاق في عالم الذر وهذا ورد عن الائمة المعصومين (ع) ان اسلامه (ص) متقدم على اسلام الخلائق كلهم ولم ينعت بأول المسلمين احد في القران الا في هذه الاية التي تخصه (ص) والتي امره الله تعالى فيها ان يخبر قومه،
وان الانبياء سألوا الاسلام ، فقد قال تعالى حكاية عن نوح (( وامرت ان اكون من المسلمين ) يونس 72 ، وعن لوط في قوله (( فما وجد فيها غير بيت من المسلمين )) الذاريات 36 - وعن يوسف قوله (( توفني مسلماً والحقني بالصالحين )) يوسف 101 ، وعن ابراهيم في قوله (( اسلمت لرب العالمين )) البقرة 131 ، وعن ابراهيم وعن ابنه اسماعيل في قولهما (( ربنا واجعلنا مسلمين لك )) البقرة 128 ، وقوله تعالى (( المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )) الاحزاب 35
نلاحظ في هذه الاية الكريمة ان الله عز وجل قد قدم المسلمين والمسلمات على المؤمنين والمؤمنات اي ان درجة التسليم لله تعالى هي اعلى من درجة الايمان ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) قوله : ( بنا فتح الله وبنا يختم ) ، فأول ما خلق الله نور محمد (ص) وهو الخاتم ونهاية الاديان وتمامية الاديان في دينه والذين يأتون قبله من الانبياء هم سفراء عن محمد (ص) فهم مبعوثون نيابة عن محمد لكون الدين الحقيقي الكامل هو دين محمد (ص) ، وهذه الاية اشارة من الله تعالى بأن الانبياء يبعثون نيابة عنه (ص) ، وفي هذه الاية فأن يوسف يمثل محمد (ص) ، وقد جاءت هذه الاية بعدها مباشرة والتي تذكر قول يعقوب في قوله تعالى (( قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً ان الشيطان للانسان عدو مبين )) يوسف 5 –
فيعقوب اوصى يوسف بعدم البوح برؤياه لأخوته لأنه عرف ان يوسف سيكون نبي ، وانه اختير من المولى ليكون سفيراً عن محمد (ص) وهو مبعوث بالنيابة عن محمد (ص) ، وان اخوة يوسف هم عالمين بتأويل الرؤيا لذلك منعه يعقوب عن كشف هذه الرؤيا التي رآها حتى لا ينكشف الامر ويعرفوا ان يوسف اصبح من ال محمد او اختاره الله تعالى ليكون مبعوثاً وسفيراً عن محمد (ص) .
اما قوله تعالى (( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) يوسف 67 - فكما قدمنا ما ورد عن الائمة المعصومين (ع) : ( ان كل يا بني اسرائيل هي يابني علي ) ، ومن المعروف ان نبي الله يعقوب (ع) هو اسرائيل ومعنى اسرائيل هو ( خالص الله ) او خالصته كما ورد عن الامام الباقر (ع) ، اذن فيعقوب يمثل امير المؤمنين علي (ع) في هذه الاية ، لأن امير المؤمنين هو خالصة الله كما نقل ابن طاووس باسناده الى ابي عبد الله (ع) في ذكره لدعاء زيارة الغدير للامام علي (ع) حيث قال : ( اللهم صل على وليك واخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره وخيرته من اسرته ووصيه وصفوته وخالصته وامينه ووليه واشرف عترته ........) مستدرك الوسائل ج10 ص 220 –
فقوله (( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) يوسف 67 - هو كلام والد الائمة امير المؤمنين (ع) الموجه الى ابنائه المعصومين (ع) بأتخاذهم عدة ابواب وليس باباً واحداً فكل امام منهم له باب يختلف عن الامام الذي يليه ، فأن في ذلك المصلحة والفائدة والتي تكون غالباً مجهولة لدى الناس حيث يختلف عن الذي يليه وكل جيل يختلف عن غيره اضافة الى تغير الحكومات الجائرة فمنها تكون قوية وشديدة كما كانت دولة بني امية في بداية حكمها وهزيلة ضعيفة كدولة بني امية ايضا في نهايتها وبالتالي سقوطها ، وغير ذلك من الامور التي لا يعرفها الا الله والامام ، فالامام الحسن المجتبى كان بابه الصلح مع معاوية ( لعنه الله ) ، وعند تمام هذا الصلح تعرض الامام الحسن (ع) لملامة الناس لكونهم يجهلون وجه الحكمة وغير المسلّمين لأمر الامام ونهيه وبذلك فهم يؤذون الامام الذي هو ادرى بالنفع من غيره .
وقد ورد في كتاب الاحتجاج قوله : ( لما صالح الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) معاوية بن ابي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته ، قال الحسن (ع) : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس او غربت الا تعلمون اني امامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب اهل الجنة بنص من رسول الله (ص) علي ؟ قالوا : بلى قال (ع) : اما علمتم ان الخضر لما خرق السفينة واقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران اذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمه وصواباً ........) بحار الانوار ج44 ص19 .
يتبع
من فكر السيد القحطاني
قال تعالى (( اذ قال يوسف لأبيه يا أبت اني رأيت احد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )) يوسف 4 - قال عز وجل (( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) يوسف 67-
ختم الله تبارك وتعالى انبيائه بمحمد المصطفى (ص) وكانت رسالته خاتمة لكل الرسالات السماوية ، حيث ان القران حاوي على كافة الكتب السماوية التي انزلت على انبياء الله ( صلوات الله وسلامه عليهم) ومتمم لها ، وبذلك يشتمل على كل شيء وفيه تبيان لكل شيء ، وهو لا يخص قوم دون بقية الاقوام ، وعليه فعندما يدعي مدعي ان الاية المذكورة في قوله تعالى (( اذ قال يوسف لأبيه .....)) يوسف 4- تنطبق على بني اسرائيل فقط ولا تنطبق على المسلمين فهذا الكلام يتعارض مع شمولية القران ورسالة النبي الاكرم (ص) الذي خاطبه المولى عز وجل بقوله (( وما ارسلناك الا كافة للناس بشيراً ونذيراً )) سبأ 28 –
لقد استخدم الله عز وجل في القران اسلوب اياك اعني واسمعي يا جارة ، بل ورد عن الائمة المعصومين (ع) ان كل يا بني اسرائيل هي يا بني علي واسرائيل معناه ( خالص الله ) كما ورد عن الامام الباقر (ع) ان هذه الاية الكريمة تشير الى حقيقة علمية هي ان الكواكب الاحد عشر كوكباً عدى الشمس والقمر اي لا بد من اكتشاف هذه الكواكب الاحد عشر ، ولم يتوصل العلم الا لأكتشاف تسعة كواكب ، فيوسف (ع) راى هذه الكواكب الاحد عشر ، وقد سماها بأسمائها رسول الله (ص) حيث جاء في الخصال عن جابر بن عبد الله قال : ( أتى النبي (ص) رجل من اليهود يقال له بشأن اليهودي فقال : يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رأها يوسف انها ساجدة فما اسماؤهن ، فلم يجبه نبي الله يومئذ في شيء قال : فنزل جبرائيل فأخبر النبي (ص) بأسمائها قال : فبعث رسول الله (ص) الى بشان فلما ان جاء قال النبي (ص) : هل انت مسلم ان اخبرتك بأسمائها قال : نعم فقال له النبي (ص) : ( حوبان والطارق والذبال وذو الكتفين وقابس ووثاب وعمودان والفيلق والمصبح والصدوح وذو الفروع ( والضياء والنور )) رأها في افق السماء ساجدة له فلما قصها يوسف على يعقوب قال يعقوب : هذا امر متشتت يجمعه الله من بعد ، فقال بشان : والله ان هذه لأسماؤها ثم اسلم )
وقد نقل القمي والعياشي عن جابر في تسمية النجوم وهي ( الطارق وحوبان وذكر مثله الى قوله والضياء والنور قال : يعني الشمس والقمر قال : وكل هذه الكواكب محيطة بالسماء ) . وهناك ترابط بين الكواكب والائمة فكل كوكب يمثل احد الائمة المعصومين (ع) الاحد عشر فالشمس هنا تمثل السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) والقمر يمثل امير المؤمنين (ع) اما الكواكب الاحد عشر فهي تمثل الائمة المعصومين الاحد عشر من الامام الحسن المجتبى (ع) الى الامام المهدي (ع) ، ان مصدر الحياة ومصدر الفيض الالهي هو الرسول الاعظم (ص) وهو يمثل الشمس ، وفاطمة بضعة من الرسول كما ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج2 ص67 فلو ارجعنا كلمة ( البعوضة ) لتبين انها اتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل اي بمعنى صورة مصغرة من الكل ، فالزهراء (ع) هي ايضاً شمس ، والشمس علمياً هي ام الكواكب وتستمد منها الفيض والنور ، وقد ورد في زيارة الامام المهدي (ع) : ( السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة ) وجاء في قصة الاسراء والمعراج : ( ...... يا محمد تحب ان تراهم ؟ قلت : نعم يا رب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فألتفت فاذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين - الى ان قال - والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون في وسطهم المهدي يضيء كانه كوكب دري .......) بحار الانوار ج27 ص191 .
وقد ذكر رسول الله (ص) في اشراط الساعة ظهور الكوكب المذنب قبل ظهور الامام المهدي او هو مرتبط بظهور الامام ، فالامام المهدي (ع) هو الكوكب الغائب وهذا اعجاز علمي لقضية الامام المهدي (ع)، وقد ذكر عبد الله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله (ص) حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم اقبل علينا بوجهه فقال : ( الا اخبركم بأشراط الساعة وكان ادنى الناس منه يومئذ سلمان (رض) فقال : بلى يا رسول الله ، فقال (ص) : ( ....... ويجفوا الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب ) .
هذا من جانب ، ومن جانب اخر ان حقيقة الدين و الاسلام يوم خلق الله السموات والارض ، وان اول ما خلق الله نور محمد (ص) فقد ورد عن جابر بن عبد الله ان رسول الله (ص) قال : ( اول ما خلق الله نوري ففتق منه نور علي ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الابصار والعقل والمعرفة ) بحار الانوار ج54 ص170 - وهناك احاديث عديدة وردت بهذا الخوص نتركها مراعاة للاختصار ، ان الاسلام هو الدين الشامل بل هو اصل الاديان واول الاديان واخرها ورسول الله (ص) هو اول المسلمين وذلك واضح في قوله تعالى : (( بذلك امرت وانا اول المسلمين )) الانفال 163 - لأنه (ص) اول من اجاب في الميثاق في عالم الذر وهذا ورد عن الائمة المعصومين (ع) ان اسلامه (ص) متقدم على اسلام الخلائق كلهم ولم ينعت بأول المسلمين احد في القران الا في هذه الاية التي تخصه (ص) والتي امره الله تعالى فيها ان يخبر قومه،
وان الانبياء سألوا الاسلام ، فقد قال تعالى حكاية عن نوح (( وامرت ان اكون من المسلمين ) يونس 72 ، وعن لوط في قوله (( فما وجد فيها غير بيت من المسلمين )) الذاريات 36 - وعن يوسف قوله (( توفني مسلماً والحقني بالصالحين )) يوسف 101 ، وعن ابراهيم في قوله (( اسلمت لرب العالمين )) البقرة 131 ، وعن ابراهيم وعن ابنه اسماعيل في قولهما (( ربنا واجعلنا مسلمين لك )) البقرة 128 ، وقوله تعالى (( المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )) الاحزاب 35
نلاحظ في هذه الاية الكريمة ان الله عز وجل قد قدم المسلمين والمسلمات على المؤمنين والمؤمنات اي ان درجة التسليم لله تعالى هي اعلى من درجة الايمان ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) قوله : ( بنا فتح الله وبنا يختم ) ، فأول ما خلق الله نور محمد (ص) وهو الخاتم ونهاية الاديان وتمامية الاديان في دينه والذين يأتون قبله من الانبياء هم سفراء عن محمد (ص) فهم مبعوثون نيابة عن محمد لكون الدين الحقيقي الكامل هو دين محمد (ص) ، وهذه الاية اشارة من الله تعالى بأن الانبياء يبعثون نيابة عنه (ص) ، وفي هذه الاية فأن يوسف يمثل محمد (ص) ، وقد جاءت هذه الاية بعدها مباشرة والتي تذكر قول يعقوب في قوله تعالى (( قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً ان الشيطان للانسان عدو مبين )) يوسف 5 –
فيعقوب اوصى يوسف بعدم البوح برؤياه لأخوته لأنه عرف ان يوسف سيكون نبي ، وانه اختير من المولى ليكون سفيراً عن محمد (ص) وهو مبعوث بالنيابة عن محمد (ص) ، وان اخوة يوسف هم عالمين بتأويل الرؤيا لذلك منعه يعقوب عن كشف هذه الرؤيا التي رآها حتى لا ينكشف الامر ويعرفوا ان يوسف اصبح من ال محمد او اختاره الله تعالى ليكون مبعوثاً وسفيراً عن محمد (ص) .
اما قوله تعالى (( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) يوسف 67 - فكما قدمنا ما ورد عن الائمة المعصومين (ع) : ( ان كل يا بني اسرائيل هي يابني علي ) ، ومن المعروف ان نبي الله يعقوب (ع) هو اسرائيل ومعنى اسرائيل هو ( خالص الله ) او خالصته كما ورد عن الامام الباقر (ع) ، اذن فيعقوب يمثل امير المؤمنين علي (ع) في هذه الاية ، لأن امير المؤمنين هو خالصة الله كما نقل ابن طاووس باسناده الى ابي عبد الله (ع) في ذكره لدعاء زيارة الغدير للامام علي (ع) حيث قال : ( اللهم صل على وليك واخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره وخيرته من اسرته ووصيه وصفوته وخالصته وامينه ووليه واشرف عترته ........) مستدرك الوسائل ج10 ص 220 –
فقوله (( يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة )) يوسف 67 - هو كلام والد الائمة امير المؤمنين (ع) الموجه الى ابنائه المعصومين (ع) بأتخاذهم عدة ابواب وليس باباً واحداً فكل امام منهم له باب يختلف عن الامام الذي يليه ، فأن في ذلك المصلحة والفائدة والتي تكون غالباً مجهولة لدى الناس حيث يختلف عن الذي يليه وكل جيل يختلف عن غيره اضافة الى تغير الحكومات الجائرة فمنها تكون قوية وشديدة كما كانت دولة بني امية في بداية حكمها وهزيلة ضعيفة كدولة بني امية ايضا في نهايتها وبالتالي سقوطها ، وغير ذلك من الامور التي لا يعرفها الا الله والامام ، فالامام الحسن المجتبى كان بابه الصلح مع معاوية ( لعنه الله ) ، وعند تمام هذا الصلح تعرض الامام الحسن (ع) لملامة الناس لكونهم يجهلون وجه الحكمة وغير المسلّمين لأمر الامام ونهيه وبذلك فهم يؤذون الامام الذي هو ادرى بالنفع من غيره .
وقد ورد في كتاب الاحتجاج قوله : ( لما صالح الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) معاوية بن ابي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته ، قال الحسن (ع) : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس او غربت الا تعلمون اني امامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب اهل الجنة بنص من رسول الله (ص) علي ؟ قالوا : بلى قال (ع) : اما علمتم ان الخضر لما خرق السفينة واقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران اذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمه وصواباً ........) بحار الانوار ج44 ص19 .
يتبع
من فكر السيد القحطاني
تعليق