إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاصول العامة للتاويل مهم جدااااااااااااا

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاصول العامة للتاويل مهم جدااااااااااااا

    الاصول العامة للتاويل
    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
    قال تعالى (( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات )) آل عمران 7.
    لقد وصف امير المؤمنين (ع) هذا الكتاب بقوله ( ظاهره انيق وباطنه عميق ) وظاهر القرأن يرمز لأياته المحكمات اللاتي احكمت عباراتها بان حفظت من الاحتمال والاشتباه ، اما باطن القرأن فهو يرمز لأياته المتشابهات فلا يتضح مقصودها الا بالفحص والنظر ، وبما ان المحكمات هن ام الكتاب والاُم هي الاصل اذن فأرجاع الفروع الى اصلها كما ورد عن ائمة الهدى (ع) ( ارجاع المتشابه الى المحكم ) أي ارجاع ( البنات الى امها ) وعليه فيكون ارجاع المتشابهات الى المحكمات . ان المحكم يفسر تفسيراً ظاهرياً وأما المتشابه فيؤول تأويلاً باطنياً ، والتاويل ماخوذ من آل - يأول (رجع - رجوع ) أي ارجاع الشيء الى اصله ، ومن خلال التأويل يستطيع المؤول الغوص في باطن القرآن العميق الحاوي على بحور علمه الزاخرة التي لا تنفد ولا تبيد قال تعالى {ولو انما في الارض من شجر اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم }لقمان 27 ان هذه البحور هي دلالة لعلم الله اللامتناهي والكلمات التي في القرآن هي تمثل كلام الله الظاهر وهي محدودة اما الكلمات التي لاتنفد ولاتبيد فهي بطون القرآن ، ولذلك قال امير المؤمنين(ع) ان باطنه عميق) والمراد بالسبعة ابحر التكثير دون الاختصاص بهذا العدد فالازدياد ممكن ، والبحر الاول هو التفسير المتكفل بظاهر القرأن والسبعة أبحر هي علوم التأويل المتكفلة بباطن القرأن . ان تاويل القرأن هو من مختصات الائمة المعصومين (ع) فهو يجري عليهم كجريان الشمس والقمر ، فقد جاء عن الفضيل بن يسار قوله :سألت ابا جعفر (ع) عن هذه الرواية : ( ما في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن . قال (ع) : ظهره تنزيله وبطنه تأويله ومنه ما قد قضى ومنه ما يكن يجري كما تجري الشمس والقمر كل ما جاء تأويله شيء يكون على الاموات كما يكون على الاحياء ، قال الله (( وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم )) نحن نعلمه) وسائل الشيعة ج27 ص196.
    ان القاعدة العامة للتأويل هي ارجاع المتشابه الى المحكم فقوله تعالى (( اذا الشمس كورت )) فالشمس هو رسول الله (ص) في زمانه وكذلك القمر هو وزيره علي بن ابي طالب (ع) لأن الضياء مصدره الشمس ، والنور مصدره القمر الذي يأخذ نوره من الشمس كما هو معلوم وقوله تعالى (( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً )) يونس 5- وفي روضة الكافي عن جابر عن ابي جعفر قال : ( فضرب الله مثل محمد ( الشمس) ومثل الوصي القمر ) وقد امرنا سبحانه وتعالى بأتباع الوزير أي الوصي وذلك من اجل الفلاح والفوز برضا الله عز وجل حيث قال تعالى (( فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون )) الاعراف 157.
    فلا يتم الفلاح بأن يؤمنوا بالرسول ويعزروه وينصروه فقط بل بأتباع وصيه الذي هو مبعث النور ليجلي دياجير الظلام ، فقد قاتل علي (ع) على التأويل كما قاتل محمد (ص) على التنزيل ، اما في زماننا فيكون انطباق الشمس على الامام المهدي (ع) ، وذلك لورود الروايات الدالة على ذلك : ( تنتفعون في غيبته كألانتفاع بالشمس اذا غيبها السحاب ) وقد يأتي تأويل القران الكامل ويعمل به بما وعدتنا الاية الكريمة ( يوم يأتي تأويله ) أي يوم القائم لأن زمانه هو اخر الازمان وكل شيء يبرز محتواه في آخره أي بطن القران الذي بين ايدينا وهو العلم التأويلي ، وهذا ما تشير اليه الروايات انه (ع) يأتي بكتاب جديد وما قول امير المؤمنين (ع) : ( علمني رسول الله (ص) الف باب وكل باب يفتح الى الف باب ) الا ان يكون مصداقاً لذلك ، والتأويل جزء من هذه الابواب ، وان لعلم التأويل بطون متفرعة ومتشعبة ومصاديقها في القرآن ، فقد جاء عن امير المؤمنين (ع) قوله : ( ان الكون كله في القرأن والقران كله في الفاتحة والفاتحة كلها في بسم الله الرحمن الرحيم والبسملة في الباء والباء في النقطة .......) ظاهرها التنزيل وباطنها التأويل ، وبذلك يكون مصدر الفيض من النقطة .
    ذكرنا ان السبعة ابحر في قوله تعالى { ولو انما في الارض من شجر اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم} لقمان 27 ، هي علوم التأويل والمتكفلة بباطن القرأن ، وكما ورد في حديث رسول الله (ص) ( ان للقرأن ظهراً وبطناً ولبطنه بطن الى سبعة ابطن ) عوالي اللألئ ج4ص107 - وقلنا ان السبعة ابحر في هذه الاية المباركة ليس المراد منها التحديد بهذا العدد بل الكثرة ، والازدياد ممكن فقد ورد عن الائمة المعصومين (ع) ( ان للقرأن عشرة بطون ) اقول ان للقرأن ظاهراً (التنزيل )وباطناً( التأويل )ولهذا الباطن سبعة بطون هي (الحروف،الكلمات ، الجمل ، الاشارات ،الدلالات ، الاسرار ، النقطة )فتنبثق من بطن الحروف بحر الحروف ، ومن بطن الكلمات بحر الكلمات ، ومن بطن الجمل بحر الجمل ، ومن بطن الاشارات بحر الاشارات ، ومن بطن الدلالات بحر الدلالات ، ومن بطن الاسرار بحر الاسرار ، ومن بطن النقطة بحر النقط ،ويتضح ذلك في الشكل التوضيحي.
    لقد تطرقنا في هذا البحث عن البطون السبعة التي تنبثق منها البحور السبعة ، واخذنا مصداقاً واحداً كمثال لما ذكرناه.
    ثم ان لقاعدة القيود والافراد في المنطق انطباقاً واضحاً في التأويل فكلما زادت القيود قلت الافراد في الخارج وكلما قلت القيود زادت الافراد ، فمثلاً عندما يقول قائل : اعطني قلماُ دون تحديد ، فمن الممكن اعطائه أي قلم ومن أي نوع سواء أكان هذا القلم رصاص او جاف او حبر او ماجك لأن الامر مفتوح وليس محصور ، ففي هذه الحالة قلّت القيود وزادت الافراد ، أما اذا قال ، اعطني قلم جاف فيكون الامر محصوراً في القلم الجاف فقط بغض النظر عن مواصفات هذا القلم من ناحية لونه او نوعية صناعته وبالامكان اعطائه قلم جاف أزرق او اسود او أحمر او اخضر ومهما كانت صناعة هذا القلم ، في هذه الحالة زادت القيود اكثر من الطلب الاول وقلت الافراد بانحصار الطلب بالقلم الجاف دون بقية الانواع ، اما اذا قال ، اعطني قلم جاف ازرق نوع سوفت ، فلا يكون امام المعطي الا نوع واحد محدد ، وفي هذه الحالة كثرت القيود اكثر من الحالتين السابقتين وقلت الافراد وانحصر الطلب في شيء واحد محدد.
    ويتبين ذلك في قوله تعالى :- { واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وإنا انشاء الله لمهتدون * قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسق الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا ألان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون } البقرة 67 -71 ، فقوله تعالى في المرة الاولى { ان تذبحوا بقرة } كان الامر في ذبح بقرة من غير تحديد عمر هذه البقرة او لونها فكانت القيود قليلة والافراد في الخارج كثيرة فسألوا عن مواصفات البقرة التي امرهم الله بذبحها :{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } فجاء الخطاب الالهي بتحديد عمر البقرة انها لا كبيرة ولا صغيرة في السن بل هي متوسطة :{ انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك } وهنا كثرت القيود وقلت الافراد فتحديد الامر الالهي بذبح بقرة متوسطة العمر ، بغض النظر عن لون هذه البقرة ، فتسائل بني اسرائيل مرة ثانية عن لون هذه البقرة فهل هي بيضاء او سوداء او صفراء او حمراء او مرقطة { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها } فكان الجواب {انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين } ففي هذه المرة زادت القيود اكثر من السابق وقلت الافراد فقد تحدد لون البقرة اضافة الى عمرها في الاية السابقة ، فطلب بني اسرائيل تحديد مواصفات اخرى لتبيان البقرة المطلوبة لأنهم وجدوا الكثير من الابقار ذات اللون الاصفر الفاقع والتي تسر الناظرين ، {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وإنا انشاء الله لمهتدون } فكان جواب المولى تبارك وتعالى بتحديد المواصفات الكاملة للبقرة بقوله { قال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون}.
    ويسهل بذلك التأويل في القرأن لان بعضه يصدق بعضاً ووراء كل حق حقيقة كما في قول بني اسرائيل { الان جئت بالحق } فالحقيقة كانت البقرة بعد كشفها من خلال تكثير القيود ، وقوله تعالى { ان البقر تشابه علينا } له ارتباط وثيق مع قوله { فيتبعون ماتشابه منه } ال عمران7.
    وقد وردعن امير المؤمنين (ع) انه كان يعرف الفتن من خلال سورة غافر لكثرة قيودها حيث قال ابن عباس : ( كان علي (ع) يعرف بها الفتن قال : واراه زاد في الحديث وكل جماعة كانت في الارض او تكون في الارض ومن كل قرية كانت او تكون في الارض ) الظرائف ج1 ص23 نقلاً عن صحيح مسلم - ففي هذه السورة المباركة أي ( سورة غافر ) زادت القيود في الاتجاهين المتباينين فأنحسرت افرادها في الخارج تأويلياً وكثيراً ما نرى قول امير المؤمنين (ع) في خطبه مبيناً الفتن ومعرفة افرادها حيث قال في خطبة البيان : ( انا مخبركم بما يجري والى ما يكون في اخر الزمان حتى تكونوا على حقيقة من البيان ) الزام الناصب ج2.
    وينطبق ما ذكرنا في تأويل الرؤيا مثال ذلك صاحب يوسف (ع) في السجن حيث قال الله تعالى حكاية عنه : ( اني اراني احمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ) يوسف 36 - ففي هذه الرؤيا مثل : ( الحمل ، الرأس ، الخبز ، الاكل ، الطير ) ولتعدد هذه القيود اهمية في معرفة تأويل هذه الرؤيا من خلال دلالاتها برموز الحكمة فكان تأويلها ان اخبره بالصلب واكل الطير من رأسه ، من خلال ما ذكر يتبين لنا الاصول العامة للتأويل في القران وهو الباطن ولا يعرفه الا أهل البيت (ع) او من يفيض الله عليه من خلال الاخلاص له.
    وكما ورد في الحديث : ( من اخلص لله اربعين صباحاً جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ) ، وقد وصلنا منهم (ع) من خلال بطون الكتب قواعد اساسية للتأويل وجزء يسير لهذه العلوم وستكون بشكل واسع في شخص الداعي الى الامام بحكم تشرفه بالاتصال المباشر ( بالشمس ) الامام المهدي (ع) وافاضته عليه برموز الحكمة لبقر علم التأويل بقراً . اما في قيام الامام المهدي(صلوات الله عليه ) ستكون بشكل اوسع ومطلق وهو ما عني بالكتاب الجديد أي علم تأويل باطن القرآن ، فمن النقاط المهمة التي يعرف بها الداعي والممهد الرئيسي له هو التأويل حيث يعطي الناس تاويلاً جزئياً استعداداً لقبوله كلياً في زمن القيام ، وكذلك لأن لا تشتبه على المؤمنين الدعاة ، وكما جاء في قول الامام الصادق(ع) للمفضل بن عمر : ( ولترفعن اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي . قال المفضل : فبكيت فقال لي : ما يبكيك ؟ قلت : جُعلت فداك كيف لا ابكي وانت تقول : ترفع اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي قال : فنظر الى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه ، فقال : أهذه الشمس مضيئة ؟ قلت : نعم ، فقال : والله امرنا أضوء منها ) غيبة النعماني.
    يتضح للقارئ اللبيب ان الضوء الذي يدخل من الكوة هو اشارة الى العلم لأن العلم نور والجهل ظلام وهذا يتضح في عصر الظهور من خلال الرايات الباطلة التي تدعي نصرتها للامام زوراً وبهتاناً ولكن المؤمنين الصادقين يرون نور قضية الامام المهدي (ع) من خلال وزيره(القمر ) الذي يبقر علوم الائمة المعصومين بقراً . زادنا الله واياكم علماً وهدانا الى الطريق المستقيم وثبت اقدامنا انه نعم المولى ونعم النصير ، والحمد لله رب العالمين.

  • #2

    تعليق


    • #3

      تعليق

      يعمل...
      X