نقلا عن الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني
حقيقة القرآن
قد بينا سابقاً معالم الحبل القرآني وفسرناه على ضوء آيات القرآن وأحاديث أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين ، ولكن كانت هذه النظرية جزءاً أولياً لحقيقة هذا الحبل الفيضي من الحقائق الملكوتية السابحة بين السماء والأرض .
بقي أن ندرس هذه الحقيقة بصورة أكثر تفصيلا لمعرفة بعض كوامن هذه النظرية وكم من المسافة ستقودنا إلى معرفة صورة أكثر وضوحاً من سابقاتها عن حقيقة القرآن ، و لمعرفة أكثر عمقاً عن حقيقة القرآن والاستشهاد بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
( ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه )( ) .
إن حقيقة القرآن تكمن في كونه حزمة من الحقائق الملكوتية تهبط من العرش الإلهي لتدخل في محيط الكون ليقوم بإمداد الموجودات بالنور اللازم لبقائها حية مملوءة بالطاقة أو بمعنى أخص جريانها في الكون دون توقف .
وبالتالي تأثيرها المباشر بالأحداث والظواهر الفيزيائية والوجودية في الكون (وينطوي ضمن هذه الأحداث والظواهر الإنسان وأحواله) فعندما تهبط هذه الحقائق إلى داخل هذا الكون تجري مع جريان الكواكب والأجرام ، وتدور مع دوران الكون حول المركز .
حيث ورد عن الصادق (عليه السلام) : ( إن القرآن يجري كجريان الشمس والقمر )( ).
ومع استمرار تدفق هذا الفيض المغناطيسي يجعل من الحقائق مختلفة ومتغيرة في كل حين ، وهذا أمر منطقي فاستمرار سيل كمية من الماء وبجريان اضطرابي وحسب مفاهيم ميكانيك الموائع ، فإن كل نقطتين في زمنين مختلفين يختلفان من ناحية السرعة واللزوجة وكمية التدفق والضغط ، كذلك الحال مع السيل المتواصل عبر الزمن للفيض يعطي الحقائق اختلافاً من لحظة وأخرى .
فعند دخول دفق حزمة الفيض فإنها تدور حول الكون مسيرة إياه بمجرى معين ومحدثة تغير في كل بقعة تمر به ، وهذا ما يقصد به تأويل القرآن .
إن دخول هذا الدفق الحزمي من الفيض يعمل على دفع ما قد حلَّ وانتهى (ما قد مضى) إلى خارج الكون ليعود إلى الطرف الأول (القطب الموجب من المغناطيس) للحبل ، الأمر أشبه بسكب ماء متواصل في إناء مملوء به والذي سيقود إلى فيضان الإناء بنسبة متناسبة مع مقدار وكمية الماء المتدفق ، لتكتمل دورة حزمة الفيض الداخلة إلى الكون ، من الله والى الكون بالتحديد إلى القطب المقابل قلب المعصوم الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عليه السلام) ثم إلى الله .
ولكن عندما يعود هذا الدفق الحُزمي من جديد إلى الكون يعود بصور وأشكال مختلفة للحقائق عن الحقائق التي غادر بها ، أي انها نفس الحقائق من ناحية المفهوم والمبدأ ولكن بصورة مغايرة عن الصورة السابقة فقد عبر القرآن كما أوضحنا سابقاً عن هذه المبادئ والمفاهيم بسنة الله وسنة الله لن تجد لها تبديلا .
ولسبب بسيط هو اختلاف المكان والزمان والأحوال والظروف عن التي مر بها سابقاً بسبب تأثير الفيض اللاحق الذي حل مكان هذا الفيض على الموجودات في الكون ، تعمل هذه العملية على تبديل الزمان غير الزمان وتبديل العصر غير العصر الذي يسبقه والمكان غير المكان ، فتتابع العصور من عصر إلى عصر جديد مختلف إلا إن مفهوم ومبدأ الحقائق كما أسلفنا ثابت في كل عصر ولكن بصورة مختلفة ليس إلا ...
هذا التغير الدوري والدوراني للكون في كل لحظة هو الذي يعطي الكون صفة النسبية وعدم الثبوت التي أوضحها ألبرت اينشتاين في نظريته النسبية ... حيث للنظرية رأي آخر عن حقيقة النسبية في الكون كما سيتم إثباته في أوانه ...
وأخيراً مهما تعمقنا في الولوج إلى العالم القرآني والتبحر في بحار ذلك العالم ، فإنا ما زلنا نسير قرب الشاطئ بأمتار قليلة ونحاول أن نطفوا ونعوم والماء في كل لحظة يريد أن يسحبنا إلى أسفل لنغرق ونخرج من ذلك العالم ...
لا لمكر ما أو امتحان لكن حقيقة للثقل الجذبي في ذلك البحر ، فمن المستحيل الخوض في غمار ذلك العالم دون اللجوء إلى سفينة ، ولا احتاج أن أقول من هم السفينة في ذلك العالم ، فكثيراً ما تكرر من كون أهل البيت هم سفن النجاة وسفينة الحسين هي الأسرع وهذا لجميع الملل .
حقيقة القرآن
قد بينا سابقاً معالم الحبل القرآني وفسرناه على ضوء آيات القرآن وأحاديث أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين ، ولكن كانت هذه النظرية جزءاً أولياً لحقيقة هذا الحبل الفيضي من الحقائق الملكوتية السابحة بين السماء والأرض .
بقي أن ندرس هذه الحقيقة بصورة أكثر تفصيلا لمعرفة بعض كوامن هذه النظرية وكم من المسافة ستقودنا إلى معرفة صورة أكثر وضوحاً من سابقاتها عن حقيقة القرآن ، و لمعرفة أكثر عمقاً عن حقيقة القرآن والاستشهاد بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
( ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه )( ) .
إن حقيقة القرآن تكمن في كونه حزمة من الحقائق الملكوتية تهبط من العرش الإلهي لتدخل في محيط الكون ليقوم بإمداد الموجودات بالنور اللازم لبقائها حية مملوءة بالطاقة أو بمعنى أخص جريانها في الكون دون توقف .
وبالتالي تأثيرها المباشر بالأحداث والظواهر الفيزيائية والوجودية في الكون (وينطوي ضمن هذه الأحداث والظواهر الإنسان وأحواله) فعندما تهبط هذه الحقائق إلى داخل هذا الكون تجري مع جريان الكواكب والأجرام ، وتدور مع دوران الكون حول المركز .
حيث ورد عن الصادق (عليه السلام) : ( إن القرآن يجري كجريان الشمس والقمر )( ).
ومع استمرار تدفق هذا الفيض المغناطيسي يجعل من الحقائق مختلفة ومتغيرة في كل حين ، وهذا أمر منطقي فاستمرار سيل كمية من الماء وبجريان اضطرابي وحسب مفاهيم ميكانيك الموائع ، فإن كل نقطتين في زمنين مختلفين يختلفان من ناحية السرعة واللزوجة وكمية التدفق والضغط ، كذلك الحال مع السيل المتواصل عبر الزمن للفيض يعطي الحقائق اختلافاً من لحظة وأخرى .
فعند دخول دفق حزمة الفيض فإنها تدور حول الكون مسيرة إياه بمجرى معين ومحدثة تغير في كل بقعة تمر به ، وهذا ما يقصد به تأويل القرآن .
إن دخول هذا الدفق الحزمي من الفيض يعمل على دفع ما قد حلَّ وانتهى (ما قد مضى) إلى خارج الكون ليعود إلى الطرف الأول (القطب الموجب من المغناطيس) للحبل ، الأمر أشبه بسكب ماء متواصل في إناء مملوء به والذي سيقود إلى فيضان الإناء بنسبة متناسبة مع مقدار وكمية الماء المتدفق ، لتكتمل دورة حزمة الفيض الداخلة إلى الكون ، من الله والى الكون بالتحديد إلى القطب المقابل قلب المعصوم الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عليه السلام) ثم إلى الله .
ولكن عندما يعود هذا الدفق الحُزمي من جديد إلى الكون يعود بصور وأشكال مختلفة للحقائق عن الحقائق التي غادر بها ، أي انها نفس الحقائق من ناحية المفهوم والمبدأ ولكن بصورة مغايرة عن الصورة السابقة فقد عبر القرآن كما أوضحنا سابقاً عن هذه المبادئ والمفاهيم بسنة الله وسنة الله لن تجد لها تبديلا .
ولسبب بسيط هو اختلاف المكان والزمان والأحوال والظروف عن التي مر بها سابقاً بسبب تأثير الفيض اللاحق الذي حل مكان هذا الفيض على الموجودات في الكون ، تعمل هذه العملية على تبديل الزمان غير الزمان وتبديل العصر غير العصر الذي يسبقه والمكان غير المكان ، فتتابع العصور من عصر إلى عصر جديد مختلف إلا إن مفهوم ومبدأ الحقائق كما أسلفنا ثابت في كل عصر ولكن بصورة مختلفة ليس إلا ...
هذا التغير الدوري والدوراني للكون في كل لحظة هو الذي يعطي الكون صفة النسبية وعدم الثبوت التي أوضحها ألبرت اينشتاين في نظريته النسبية ... حيث للنظرية رأي آخر عن حقيقة النسبية في الكون كما سيتم إثباته في أوانه ...
وأخيراً مهما تعمقنا في الولوج إلى العالم القرآني والتبحر في بحار ذلك العالم ، فإنا ما زلنا نسير قرب الشاطئ بأمتار قليلة ونحاول أن نطفوا ونعوم والماء في كل لحظة يريد أن يسحبنا إلى أسفل لنغرق ونخرج من ذلك العالم ...
لا لمكر ما أو امتحان لكن حقيقة للثقل الجذبي في ذلك البحر ، فمن المستحيل الخوض في غمار ذلك العالم دون اللجوء إلى سفينة ، ولا احتاج أن أقول من هم السفينة في ذلك العالم ، فكثيراً ما تكرر من كون أهل البيت هم سفن النجاة وسفينة الحسين هي الأسرع وهذا لجميع الملل .