إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القلب وعلاقته برفع تنزيل القران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القلب وعلاقته برفع تنزيل القران

    منقول من الموسوعة القرانية للسيد القحطاني

    القلب وعلاقته برفع تنزيل القران

    القلب أهم عضو في الجسم ، ودقاته تشير إلى استمرار الحياة وديمومتها ، وهو مركز للعاطفة الإنسانية ، التي تميز الإنسان عن الحيوان ، وهو مركز للذكاء والتعقل قال تعالى :
    {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}( ) .
    ومن هذا المنطلق تأتي أهمية دور القلب في تفهم وتعقل الآيات القرآنية وكثير من الآيات أكدت إن تنزيل القرآن كان على قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وليس على أي جزء آخر ، مما يدفعنا لدراسة القلب والقرآن ، بقوله تعالى :
    {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}( ).
    وقوله تعالى : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ}( ).
    إذن من هذه الآيات يتأكد إن نزول القرآن يكون على القلب فقط ، قد يتساءل أحدهم ويقول لماذا القلب بالذات ؟ فأقول جاء في الحديث القدسي عن الله عز وجل : ( لا تسعني سمائي ولا أرضي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن)( ).
    من هذا الحديث يتبين لنا إن موضع الاتصال بالسماء يكون في القلب والخشوع لله هو خشوع القلب ، وهو مركز الهداية والإيمان .
    وأي عبادة سيأتي بها الإنسان لا تقبل منه دون قلب تقي وطاهر لا يرى أحد سوى ربه ، وتلك الآيات تبين لنا كما أسلفنا إن تنـزيل القرآن لا يكون إلا على القلب ، وليس أي قلب لأي شخص ، بل قلب كقلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهو القلب القادر على حمل هذا القرآن على سعته وعظمته ، قلب طاهر من الشك قال تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}( ).
    إذن يقتضي التنزيل والتأويل للقرآن وجود قلب يستوعب هذا التنزيل والتأويل ، بل ويستقطب أي تنزيل ملكوتي هابط من العرش .
    وكما أثبتنا إن الحقائق الملكوتية ( المدد القرآني ) وهو الفيض ، تشكل حبل الله الذي لا ينقطع والمستمر من العرش إلى الأرض في كل لحظة ودقيقة وساعة وفي كل يوم ستتغير هذه الحقائق وتتجدد مرة أخرى كل عام في الثالث والعشرين من رمضان (ليلة القدر)( ) ، وبقوله تعالى عن سورة القدر:
    {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}( ).
    فأين يذهب هذا الفيض والملائكة والروح النازلة إلى الأرض يا ترى ؟ لا بد من وجود قلب كقلب رسول الله تتنـزل عليه الملائكة والروح ، وهذا القلب لابد أن يكون قلباً طاهراً نقياً من أي شك في أمر الله ، كطهارة قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    فمن يحمل مثل هذا القلب يا ترى ؟ بالتأكيد يكون قلب الإمام المعصوم هو القلب الذي يستقطب هذا المدد الإلهي والفيض المستمر وقلبه (عليه السلام) له من الطهارة كطهارة قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، وآية التطهير المذكورة سابقاً كفيلة في إثبات تلك الطهارة القلبية التي يحملها قلب الإمام المعصوم ، فأهل البيت هم محمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) والذي تكفل الله تعالى بتطهيرهم من الرجس تطهيراً والرجس هو الشك وعدم اليقين بالله ، لذا سيكونون هم الذين تتنـزل على قلوبهم الطاهرة الملائكة والروح .
    والإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) هو خاتم الأوصياء وهو وارث محمد وآل محمد لذا سيكون تنزيل الملائكة والروح والفيض الإلهي للحقائق على قلبه .
    وكما هو معلوم إن التنزيل القرآني للآيات تم على قلب رسول الله وانتهى بوفاته وباعتبار إن للقرآن تنزيل وتأويل لذا فإن تأويل القرآن الذي ينزل على قلب الإمام المعصوم ، بقوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}( ).
    فكما تم التنـزيل على قلب رسول الله فإن تمام التأويل يكون على قلب الإمام بشهادة تلك الآية {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}.
    أي ذلك اليوم الذي سيتم فيه التأويل المستمر على القلب وعلى الوجود بصورة عامة فيصبح الملك ملكوت والباطن ظاهر في عصر الإمام ، فيعمل قلب المعصوم كقطب مغناطيسي يجذب تلك الإفاضة التي شبهناها بالمجال المغناطيسي الهابط من فوق سبع سماوات إلى الأرض ، لو لاحظنا أمر مهم هو إن الملائكة والروح تتنـزل في ليلة القدر وليلة القدر هي قلب شهر رمضان بقول الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية :
    ( {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ} فغرة الشهور شهر الله تعالى وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان واستقبل الشهر بالقرآن )( ).
    بعد تبيان حقيقة النزول ( التنـزيل ) الذي لا يكون إلا على القلب والقلب هو قلب معصوم ومطهر من الرجس ، لذا يصبح من المنطقي عند زوال ذلك القلب من الوجود يعني زوال لذلك المدد الإلهي القرآني .
    بمعنى أدق عند رفع الإمام باستشهاده يزول السبب أو القطب المغناطيسي الذي هو سبباً لجذب ذلك الطيف الملكوتي القرآني وبالتالي انقطاع المدد الإلهي لبقاء الكون في حركته وتوازنه الطبيعي .
    إلا إن هذا الرفع للحقائق الملكوتية القرآنية من الوجود لن يحدث فجأة ويرفع جملة وتفصيلاً بل يتدرج الرفع تدريجياً جيلاً بعد جيل ويوماً بعد يوم إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي ترتفع فيه آخر حقيقة وجودية للقرآن من الكون ، فيطوي الله السماوات كطي السجل للكتب وتقوم القيامة الكبرى .
يعمل...
X