منقول من الموسوعة القرانية \ من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
قبل البحث في الأدلة القرآنية يجب معرفة ما المقصود بالرفع القرآني ، فالرفع يعني حمل الشيء من موضعه السابق ، ويعني أيضاً تحويل أو إيصال أمر معين إلى الجهة الأعلى ، كأن نقول رفعت القضية إلى القاضي ، وتعني إنهاء حالة ما أو محور نقاش ولذا شاع هذا المبدأ في المحاكم بالقول ( رُفعت الجلسة ) .
رفع القرآن نقصد به زوال القرآن من الأرض وذهابه منها ، وأن نعرف هذا الزوال هل يعني محو آيات القرآن من الصدور ومن المصاحف ( المطبوعات القرآنية ) ، كما ذهب إليه بعض العلماء أم يعني غير ذلك ؟ ذكرت الآيات القرآنية هذا الزوال القرآني ، ومنها ما قال الله تعالى في كتابه :
{وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً}( ) .
توضح هذه الآية إمكانية رفع القرآن (لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) يعني ليس بالأمر الصعب كما يظن البعض على إنه من المستحيل أن يزول ، بل إنه يزول ولكن عند زوال سبب وجوده كما سيتبين لنا خلال البحث ، وبمراجعة الأحداث والوقائع التي يتنبأ بحدوثها القرآن في المستقبل ، نلاحظ إن إمكانية حدوث أمر ما يعني أنه سوف يحدث فعلاً في المستقبل ، وبهذه الدلالة نستدل على إن رفع القرآن ( زواله ) حادث في المستقبل كما ستشير إليه النصوص .
وكما نعلم إذا ارتبط شيء بشيء إلى درجة التلاصق الحقيقي والفعلي بينهما ، فهذا يعني إن بذهاب أحدهما يذهب الآخر أينما ارتحل ومتى ما يكون ، ولو طبقنا الحقيقة السابقة على العلاقة بين ليلة القدر والقرآن ... لتبين إن ليلة القدر قد نزل فيها القرآن وإنها ليلة تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر .
قال تعالى :{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}( ).
وهذا النـزول للقرآن والحقائق القرآنية مستمر ومتلازم منذ نزول الوحي على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم تسليما) إلى اليوم الذي تبدأ فيه مراحل الرفع القرآني من الوجود ، وصريح الروايات أكدت هذه العلاقة وبينت إنه إذا رفعت ليلة القدر يرفع القرآن ، وهذا منطقي لأن ليلة القدر تعني القرآن والقرآن يعني ليلة القدر ورفع أحدهما يقتضي رفع الآخر .
سأل رجل الإمام الصادق (عليه السلام) قال : ( أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام ، فقال : لو رُفعت ليلة القدر لرُفع القرآن )( ) .
عن داود بن فرقد قال : ( سمعت رجلاً سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن ليلة القدر قال أخبرني عن ليلة كانت أو تكون من كل عام فقال أبو عبد الله (عليه السلام) لو رُفعت ليلة القدر لرفع القرآن )( ).
هذه الأحاديث توحي إلينا إن ليلة القدر سترفع في آخر الزمان بقوله ( لو رُفعت ) أي معناه حينما ترفع ليلة القدر سيرفع القرآن أو بالأحرى ستبدأ مراحل الرفع التدريجي للقرآن وذلك لأننا أثبتنا إن معنى ليلة القدر هو نزول القرآن على قلب معصوم وطاهر وبعد ذهاب ذلك القلب فلا بد من أن ترفع ليلة القدر لأن القرآن لا ينزل بعد هذا الرفع قال تعالى :
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ....}.
وكذلك آية ( حبل من الله ) تعطينا دليل على حتمية رفع القرآن أو إمكانية رفع القرآن الذي يحدث في آخر الزمان قال تعالى :
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}( ) .
عن يونس بن عبد الرحمن رفعوه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} قال : ( الحبل من الله كتاب الله ، والحبل من الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام) )( ) .
{إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} عن الباقر (عليه السلام) قال : الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس علي بن أبي طالب )( ) .
عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وسلم تسليما) إنه قال : ( أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن اتخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )( ).
قد تبين لنا إذن من الأحاديث الشريفة إن القرآن ومحمد وآل محمد (صلى الله عليه وسلم تسليما) يشكلان طرفي حبل ممدود من السماء إلى الأرض ومن المنطقي جداً ، إذا تم رفع احد الطرفين فهذا يعني رفع للحبل الممدود وهو ( كتاب الله ) ، لأنه لا خلود لأحد في الأرض {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}( ).
لذا فإن باستشهاد الإمام المهدي (عليه السلام) سيكون قد رفع آخر خليفة لرسول الله أو آخر ممثل وجودي لمحمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) فيرفع معه الطرف الآخر من الحبل الممدود وبالتالي رفع القرآن ، وهذا يعني إن القرآن يبدأ بالرفع التدريجي عند رفع آخر إمام وهو القائم من آل محمد (عليه السلام ) .
قبل البحث في الأدلة القرآنية يجب معرفة ما المقصود بالرفع القرآني ، فالرفع يعني حمل الشيء من موضعه السابق ، ويعني أيضاً تحويل أو إيصال أمر معين إلى الجهة الأعلى ، كأن نقول رفعت القضية إلى القاضي ، وتعني إنهاء حالة ما أو محور نقاش ولذا شاع هذا المبدأ في المحاكم بالقول ( رُفعت الجلسة ) .
رفع القرآن نقصد به زوال القرآن من الأرض وذهابه منها ، وأن نعرف هذا الزوال هل يعني محو آيات القرآن من الصدور ومن المصاحف ( المطبوعات القرآنية ) ، كما ذهب إليه بعض العلماء أم يعني غير ذلك ؟ ذكرت الآيات القرآنية هذا الزوال القرآني ، ومنها ما قال الله تعالى في كتابه :
{وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً}( ) .
توضح هذه الآية إمكانية رفع القرآن (لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) يعني ليس بالأمر الصعب كما يظن البعض على إنه من المستحيل أن يزول ، بل إنه يزول ولكن عند زوال سبب وجوده كما سيتبين لنا خلال البحث ، وبمراجعة الأحداث والوقائع التي يتنبأ بحدوثها القرآن في المستقبل ، نلاحظ إن إمكانية حدوث أمر ما يعني أنه سوف يحدث فعلاً في المستقبل ، وبهذه الدلالة نستدل على إن رفع القرآن ( زواله ) حادث في المستقبل كما ستشير إليه النصوص .
وكما نعلم إذا ارتبط شيء بشيء إلى درجة التلاصق الحقيقي والفعلي بينهما ، فهذا يعني إن بذهاب أحدهما يذهب الآخر أينما ارتحل ومتى ما يكون ، ولو طبقنا الحقيقة السابقة على العلاقة بين ليلة القدر والقرآن ... لتبين إن ليلة القدر قد نزل فيها القرآن وإنها ليلة تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر .
قال تعالى :{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}( ).
وهذا النـزول للقرآن والحقائق القرآنية مستمر ومتلازم منذ نزول الوحي على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم تسليما) إلى اليوم الذي تبدأ فيه مراحل الرفع القرآني من الوجود ، وصريح الروايات أكدت هذه العلاقة وبينت إنه إذا رفعت ليلة القدر يرفع القرآن ، وهذا منطقي لأن ليلة القدر تعني القرآن والقرآن يعني ليلة القدر ورفع أحدهما يقتضي رفع الآخر .
سأل رجل الإمام الصادق (عليه السلام) قال : ( أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام ، فقال : لو رُفعت ليلة القدر لرُفع القرآن )( ) .
عن داود بن فرقد قال : ( سمعت رجلاً سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن ليلة القدر قال أخبرني عن ليلة كانت أو تكون من كل عام فقال أبو عبد الله (عليه السلام) لو رُفعت ليلة القدر لرفع القرآن )( ).
هذه الأحاديث توحي إلينا إن ليلة القدر سترفع في آخر الزمان بقوله ( لو رُفعت ) أي معناه حينما ترفع ليلة القدر سيرفع القرآن أو بالأحرى ستبدأ مراحل الرفع التدريجي للقرآن وذلك لأننا أثبتنا إن معنى ليلة القدر هو نزول القرآن على قلب معصوم وطاهر وبعد ذهاب ذلك القلب فلا بد من أن ترفع ليلة القدر لأن القرآن لا ينزل بعد هذا الرفع قال تعالى :
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ....}.
وكذلك آية ( حبل من الله ) تعطينا دليل على حتمية رفع القرآن أو إمكانية رفع القرآن الذي يحدث في آخر الزمان قال تعالى :
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}( ) .
عن يونس بن عبد الرحمن رفعوه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} قال : ( الحبل من الله كتاب الله ، والحبل من الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام) )( ) .
{إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} عن الباقر (عليه السلام) قال : الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس علي بن أبي طالب )( ) .
عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وسلم تسليما) إنه قال : ( أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن اتخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )( ).
قد تبين لنا إذن من الأحاديث الشريفة إن القرآن ومحمد وآل محمد (صلى الله عليه وسلم تسليما) يشكلان طرفي حبل ممدود من السماء إلى الأرض ومن المنطقي جداً ، إذا تم رفع احد الطرفين فهذا يعني رفع للحبل الممدود وهو ( كتاب الله ) ، لأنه لا خلود لأحد في الأرض {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}( ).
لذا فإن باستشهاد الإمام المهدي (عليه السلام) سيكون قد رفع آخر خليفة لرسول الله أو آخر ممثل وجودي لمحمد وآل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) فيرفع معه الطرف الآخر من الحبل الممدود وبالتالي رفع القرآن ، وهذا يعني إن القرآن يبدأ بالرفع التدريجي عند رفع آخر إمام وهو القائم من آل محمد (عليه السلام ) .
تعليق