منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني
طيور إبراهيم في التأويل المعاصر
ان تأويل القران وكما هو معروف لدى المسلمين مختص بالله تعالى والراسخين في العلم فيما أفاض الله عليهم قال تعالى : { َمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}( ).
ومن المعروف أيضاً ان الراسخون في العلم هم أهل البيت (عليهم السلام) ومن كان متصلاً بهم ومسدداً منهم ، وهذا مما أكدته الروايات الصحيحة الصادرة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) .
وعلى هذا فان كل من لديه هذه القدرة على التأويل وعنده هذا العلم الرباني فهو حتماً يكون من الناس المقربين من أهل البيت ومن انعم الله عليهم بهذه النعمة الكبيرة ألا وهي الرسوخ في العلم ، وان من الواضح لدى الكثير ان لكل علم ضوابط وأسس يبني عليها هذا العلم يعرف من خلالها العلم الحقيقي الصادر من منبعه الأصلي من العلم المزيف الذي لا يكون إلا من تسويلات النفس والشيطان والعياذ بالله .
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ ان اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( ) .
فقد جاء في تأويل هذه الآية المباركة ان الله تعالى اخبر إبراهيم الخليل (عليه السلام) انه أول المسلمين وهو أول الموحدين وأول من دعا إلى التوحيد الحقيقي وهو الذي زرع البذرة الأولى للإسلام .
فلما علم إبراهيم بهذا سأل ربه عن هذا الدين وإلى ماذا تؤول نهايته فاخبره الله انه سيكون من سلالته وذريته نبي ، هو خاتم الانبياء سيظهر الله على يديه الإسلام وتكون أمته مسلمة ، ومن ذرية هذا النبي يكون الأئمة الأطهار الموحدون ويكون آخرهم - والذي هو من ذرية إبراهيم - وهو المهدي الموعود الذي سينشر على يديه الدين وينشر الإسلام في كل ربوع المعمورة وستملئ الأرض بقيامه عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
وانه - أي المهدي (عليه السلام) - سيجعل من الناس قوماً موحدين لله وذلك في آخر الزمان وان الله سيحيي بالمهدي تلك القلوب الميتة ، وانه سيقوم في زمان يكون الناس فيه أجساداً بلا أرواح قال تعالى :
{ أَمْ تَحْسَبُ ان أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ان هُمْ إِلَّا كَالْانعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }( ) .
ولكن الله بفضله وجوده وهديه سيرجع الأرواح إلى تلك الأجساد لكي تدب فيها الحياة من جديد ويعود النور إليها بعد ان كانت مظلمة سيهدي تلك النفوس بنور الهداية المهدية وتعود من جديد إلى ما كانت عليه في بداية خلقها حيث كانت متعلقة بالله وحده لا شريك له فلم تعبد شيئا من دون الله حتى بدأت تعود شيئاً فشيئاً إلى فطرتها الأصلية :
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }( ) .
وان الله سبحانه وتعالى بعد ان يحيي له هؤلاء القوم أصحاب القلوب الميتة - بالغفلة عن ذكر الله - بحقيقة ذكره هو بما أراد الله من الذكر وذلك بالتوبة وطرد الانداد من النفس وتوحيد الله بما هو حق وكما أراد الله وأهل البيت (عليهم السلام) ، فان الله سيجمعهم للمهدي (عليه السلام) لينصروه ويعضدوه لتحقيق الهدف الأسمى وهو نشر الدين الإسلامي الحنيف في كل أرجاء العالم.
لذلك بادر إبراهيم (عليه السلام) بالسؤال : ربي أرني كيف تحيي الموتى ، فان إبراهيم (عليه السلام) لم يكتف بمجرد الإخبار فانه أراد ان يرى كيف يكون هذا الأمر وهو إحياء الموتى وجمعهم للإمام (عليه السلام) .
فجاء الرد من المولى سبحانه وتعالى إلى إبراهيم (عليه السلام) أوَلم تؤمن يا إبراهيم ؟ الم تصدق بما أخبرتك به ؟ فأجاب إبراهيم (عليه السلام) بلى - أي انني يا رب مصدق بكل ما جاء من عندك ولكن - ليطمئن قلبي ولكن يا رب سألتك بهذه المسالة لان هذا الأمر مهم جداً وانت أعلم بذلك مني فأردت ان اطمئن على أمر ولدي المهدي وما يكون من شانه وشان هذا الدين الذي هو خاتم الأديان .
وأردت ان أرى ثمرة هذه البذرة التي بذرتها وهي التوحيد فأجاب الله تعالى : { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً } .
أي يا إبراهيم إذا أردت ان ترى كيف أُحيي لولدك المهدي أصحابه بعد ان كانوا أمواتاً وأجمعهم إليه {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ} وهذه إشارة من الله إلى الطيور بالملكوت وهم بحر المعارف الموحد لله المتصل به وقد تأكد لنا ذلك في قوله تعالى : { وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }( ) .
فكما يظهر من الآية ان موسى (عليه السلام) كان له جناح يرفع به إلى الملكوت متى شاء ، ولم تعني الآية بالجناح الجناح المادي بل هو الجناح المعنوي ( التقوى والانقطاع إلى الله ) وليس كما يقول بعض المفسرين من ان الجناح معناه اليد ، فانه لا يستقيم المعنى حسب هذا التفسير ( اضمم يدك إلى يدك ) .
كذلك أصحاب المهدي (عليه السلام) فان لديهم أجنحة يرتفعون بها إلى الملكوت ولذا أمر الله نبيه إبراهيم (عليه السلام) بان يأخذ أربعة من الطير .
أما لماذا أربعة من الطير فان أصحاب الإمام المهدي كما هو معروف من الروايات ( 313 ) وأولهم الأربعة المهديون الرئيسيون الذين يقومون بجمع العدد الباقي من الأصحاب لذا فان الأصحاب يدورون مدار الأربعة الأوتاد .
{ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً} إشارة إلى المولى تبارك وتعالى إلى ان أصحاب المهدي (عليه السلام) من عدة بلدان متفرقة { ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} .
فقد جاء في الروايات ان إبراهيم (عليه السلام) دعا باسم الله الأكبر وان الوارد في روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ان المهدي (عليه السلام) عندما يقوم يسند ظهره على جدار الكعبة وينادي بالعبرانية باسم الله الأكبر فيجتمع إليه أصحابه قزعا كقزع الخريف .
طيور إبراهيم في التأويل المعاصر
ان تأويل القران وكما هو معروف لدى المسلمين مختص بالله تعالى والراسخين في العلم فيما أفاض الله عليهم قال تعالى : { َمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}( ).
ومن المعروف أيضاً ان الراسخون في العلم هم أهل البيت (عليهم السلام) ومن كان متصلاً بهم ومسدداً منهم ، وهذا مما أكدته الروايات الصحيحة الصادرة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) .
وعلى هذا فان كل من لديه هذه القدرة على التأويل وعنده هذا العلم الرباني فهو حتماً يكون من الناس المقربين من أهل البيت ومن انعم الله عليهم بهذه النعمة الكبيرة ألا وهي الرسوخ في العلم ، وان من الواضح لدى الكثير ان لكل علم ضوابط وأسس يبني عليها هذا العلم يعرف من خلالها العلم الحقيقي الصادر من منبعه الأصلي من العلم المزيف الذي لا يكون إلا من تسويلات النفس والشيطان والعياذ بالله .
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ ان اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }( ) .
فقد جاء في تأويل هذه الآية المباركة ان الله تعالى اخبر إبراهيم الخليل (عليه السلام) انه أول المسلمين وهو أول الموحدين وأول من دعا إلى التوحيد الحقيقي وهو الذي زرع البذرة الأولى للإسلام .
فلما علم إبراهيم بهذا سأل ربه عن هذا الدين وإلى ماذا تؤول نهايته فاخبره الله انه سيكون من سلالته وذريته نبي ، هو خاتم الانبياء سيظهر الله على يديه الإسلام وتكون أمته مسلمة ، ومن ذرية هذا النبي يكون الأئمة الأطهار الموحدون ويكون آخرهم - والذي هو من ذرية إبراهيم - وهو المهدي الموعود الذي سينشر على يديه الدين وينشر الإسلام في كل ربوع المعمورة وستملئ الأرض بقيامه عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
وانه - أي المهدي (عليه السلام) - سيجعل من الناس قوماً موحدين لله وذلك في آخر الزمان وان الله سيحيي بالمهدي تلك القلوب الميتة ، وانه سيقوم في زمان يكون الناس فيه أجساداً بلا أرواح قال تعالى :
{ أَمْ تَحْسَبُ ان أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ان هُمْ إِلَّا كَالْانعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }( ) .
ولكن الله بفضله وجوده وهديه سيرجع الأرواح إلى تلك الأجساد لكي تدب فيها الحياة من جديد ويعود النور إليها بعد ان كانت مظلمة سيهدي تلك النفوس بنور الهداية المهدية وتعود من جديد إلى ما كانت عليه في بداية خلقها حيث كانت متعلقة بالله وحده لا شريك له فلم تعبد شيئا من دون الله حتى بدأت تعود شيئاً فشيئاً إلى فطرتها الأصلية :
{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }( ) .
وان الله سبحانه وتعالى بعد ان يحيي له هؤلاء القوم أصحاب القلوب الميتة - بالغفلة عن ذكر الله - بحقيقة ذكره هو بما أراد الله من الذكر وذلك بالتوبة وطرد الانداد من النفس وتوحيد الله بما هو حق وكما أراد الله وأهل البيت (عليهم السلام) ، فان الله سيجمعهم للمهدي (عليه السلام) لينصروه ويعضدوه لتحقيق الهدف الأسمى وهو نشر الدين الإسلامي الحنيف في كل أرجاء العالم.
لذلك بادر إبراهيم (عليه السلام) بالسؤال : ربي أرني كيف تحيي الموتى ، فان إبراهيم (عليه السلام) لم يكتف بمجرد الإخبار فانه أراد ان يرى كيف يكون هذا الأمر وهو إحياء الموتى وجمعهم للإمام (عليه السلام) .
فجاء الرد من المولى سبحانه وتعالى إلى إبراهيم (عليه السلام) أوَلم تؤمن يا إبراهيم ؟ الم تصدق بما أخبرتك به ؟ فأجاب إبراهيم (عليه السلام) بلى - أي انني يا رب مصدق بكل ما جاء من عندك ولكن - ليطمئن قلبي ولكن يا رب سألتك بهذه المسالة لان هذا الأمر مهم جداً وانت أعلم بذلك مني فأردت ان اطمئن على أمر ولدي المهدي وما يكون من شانه وشان هذا الدين الذي هو خاتم الأديان .
وأردت ان أرى ثمرة هذه البذرة التي بذرتها وهي التوحيد فأجاب الله تعالى : { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً } .
أي يا إبراهيم إذا أردت ان ترى كيف أُحيي لولدك المهدي أصحابه بعد ان كانوا أمواتاً وأجمعهم إليه {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ} وهذه إشارة من الله إلى الطيور بالملكوت وهم بحر المعارف الموحد لله المتصل به وقد تأكد لنا ذلك في قوله تعالى : { وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }( ) .
فكما يظهر من الآية ان موسى (عليه السلام) كان له جناح يرفع به إلى الملكوت متى شاء ، ولم تعني الآية بالجناح الجناح المادي بل هو الجناح المعنوي ( التقوى والانقطاع إلى الله ) وليس كما يقول بعض المفسرين من ان الجناح معناه اليد ، فانه لا يستقيم المعنى حسب هذا التفسير ( اضمم يدك إلى يدك ) .
كذلك أصحاب المهدي (عليه السلام) فان لديهم أجنحة يرتفعون بها إلى الملكوت ولذا أمر الله نبيه إبراهيم (عليه السلام) بان يأخذ أربعة من الطير .
أما لماذا أربعة من الطير فان أصحاب الإمام المهدي كما هو معروف من الروايات ( 313 ) وأولهم الأربعة المهديون الرئيسيون الذين يقومون بجمع العدد الباقي من الأصحاب لذا فان الأصحاب يدورون مدار الأربعة الأوتاد .
{ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً} إشارة إلى المولى تبارك وتعالى إلى ان أصحاب المهدي (عليه السلام) من عدة بلدان متفرقة { ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} .
فقد جاء في الروايات ان إبراهيم (عليه السلام) دعا باسم الله الأكبر وان الوارد في روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ان المهدي (عليه السلام) عندما يقوم يسند ظهره على جدار الكعبة وينادي بالعبرانية باسم الله الأكبر فيجتمع إليه أصحابه قزعا كقزع الخريف .
تعليق