إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النبأ العظيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبأ العظيم

    ]النبأ العظيم

    قال تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ* انتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ* مَا كَان لِي
    مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ* ان يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا
    انمَا انا نَذِيرٌ مُّبِينٌ* إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ اني خَالِقٌ
    بَشَراً مِن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا
    لَهُ سَاجِدِينَ* فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ
    اسْتَكْبَرَ وَكَان مِنْ الْكَافِرِينَ* قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ ان
    تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ*
    قَالَ انا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ* قَالَ
    فَاخْرُجْ مِنْهَا فَانكَ رَجِيمٌ* وَان عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ*
    قَالَ رَبِّ فَانظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَانكَ مِنَ
    الْمُنظَرِينَ* إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ* قَالَ فَبِعِزَّتِكَ
    لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ* قَالَ
    فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ* لَأَمْلَان جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ
    مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ* قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا انا مِنَ
    الْمُتَكَلِّفِينَ* ان هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* وَلَتَعْلَمُنَّ
    نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} ([513]).
    وقال تعالى {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ* الَّذِي هُمْ فِيهِ
    مُخْتَلِفُونَ* كَلَّا سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ }([514]).

    اختلف المفسرون في تفسير( النبأ العظيم ) فقال أكثرهم انه القران لكونه حديث عظيم
    وهو كلام الله المعجز . ومنهم من قال هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقيل عنه
    أيضاً خبر يوم القيامة وهو خبر عظيم انتم عنه معرضون أي عن الاستعداد لها غافلون
    وبها مكذبون ، وقيل أيضاً ان النبا العظيم هو ما انباتم به من التوحيد والنبوة
    والبعث والقران ، ومنهم من قال انه المبدأ والمعاد وسائر الأمور وما إلى ذلك من
    الآراء الاخرى .
    لو اخذنا المعنى اللغوي للنبا العظيم فهو الخبر العظيم الشان أو البالغ الأهمية
    وقبل الخوض في المعنى الحقيقي للنبأ العظيم ، فإذا تأملنا في قراءة الآيات
    المباركات المارة انفاً لتبين منها ان الناس انقسموا إلى أقسام فمنهم ( معرضون ) عن
    النبا العظيم ومنهم ( مختلفون ) فيه ومنهم (متسائلون) عنه . والاختلاف هنا بالتاكيد
    فيه معارضة وموافقة ، وهناك أمر آخر هو ان سبب انقسام الناس إلى (معرضون ومختلفون
    ومتسائلون ) له علاقة مباشرة لما حصل بين آدم (عليه السلام) وإبليس (لع) . وقد
    اثبتت العديد من الروايات بان النبأ العظيم هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن هذه
    الروايات ما ورد عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : ( والله
    انا النبا العظيم الذي هم فيه مختلفون....)([515]).
    وعن عيون أخبار الرضا باسناده عن ياسر الخادم عن الرضا (عليه السلام) عن ابائه
    (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لعلي : يا علي
    انت حجة الله وانت باب الله وانت الطريق إلى الله وانت النبا العظيم وانت الصراط
    المستقيم وانت المثل الاعلى .....)([516]).
    وقد ورد عن أبي حمزة عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ( قلت جعلت فداك ان
    الشيعة يسالونك عن تفسير هذه الآية {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ* عَنِ النَّبَإِ
    الْعَظِيمِ } قال : ذلك إلي ان شئت أخبرتهم وان شئت لم أخبرهم ثم قال : لكني أخبرك
    بتفسيرها .قلت عم يتسائلون ) قال: فقال (عليه السلام) : (هي في أمير المؤمنين
    صلوات الله عليه كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول ما لله عز وجل آية هي أكبر
    مني ولا لله نبأ أعظم مني )([517]).
    أصبح من الثابت ان أمير المؤمنين (عليه السلام) هو النبأ العظيم حيث انه (عليه
    السلام) فيه الناس مختلفون وفيه اناس معرضون وآخرون متسائلون ، آما من جهة العلاقة
    المباشرة لآمير المؤمنين (عليه السلام) ( الذي هو النبأ العظيم ) بالذي حصل بين آدم
    وإبليس سوف يتبين في قصة سجود الملائكة لآدم وعصيان إبليس لهذا اللأمر الالهي .
    ان الله تبارك وتعالى أمر الملائكة بالسجود عند اكتمال عملية ( التسوية والنفخ )
    فقوله تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ
    سَاجِدِينَ }([518]) أي سرعة الاستجابة بالسجود لآدم الذي كان في صلبه انوار وأشباح
    أفضل خلق الله وهم أصحاب الكساء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله
    وسلامه عليهم ).
    ان السبب الرئيسي في عدم امتثال إبليس هو الحسد القاتل الذي دفعه إلى الكفر . وقد
    ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ان إبليس أول من كفر وانشا الكفر ) أما
    قوله تعالى { أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} العالين هم أصحاب الكساء
    الخمسة (صلوات الله وسلامه عليهم ) الذين هم أعلى من الملائكة ، فقال رسول الله (ص)
    : انا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح وتسبح الملائكة بتسبيحنا
    قبل خلق الله عز وجل آدم بألفي عام ، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة ان
    يسجوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس ، فقال الله تبارك
    وتعالى {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} من هؤلاء الخمسة المكتوبة
    اسماؤهم في سرادق العرش)(1).
    فما معنى السجود هنا ؟ ان معنى السجود هو الولاية وبالتالي فان الولاية هي الطاعة
    بدليل قوله تعالى {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ اني رَأَيْتُ أَحَدَ
    عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } أي طائعين
    ليوسف (عليه السلام) ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم
    تسليما) قال في طاعة المراة لزوجها : ( لو أمرت احد ان يسجد لأحد لأمرت المراة ان
    تسجد لزوجها )([519]) ولولا سجود الملائكة لأبونا آدم (عليه السلام) لما خدمنا أحد
    من الملائكة في كل سكناتنا وحركاتنا .
    والطاعة هنا هي طاعة الولاية والولاية هي ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد
    جاء عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله {عَمَّ
    يَتَسَاءلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} قال (عليه السلام): النبأ العظيم
    الولاية ، وسألته عن قوله (( هنالك الولاية الحق )) قال (عليه السلام) ولاية أمير
    المؤمنين (عليه السلام)) وقد قال تعالى {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
    وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وأولي الأمر هم الأئمة المعصومين (عليه
    السلام))([520]).
    كما ورد في العديد من الروايات المعصومية التي تثبت ذلك .
    إذن فهنا يصح انطباق النبأ على الأئمة (عليه السلام) أيضاً ، وإليك الدليل على ذلك
    : ورد عن محمد بن سلمان عن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( سئل أبي عبد
    الله عن قوله تعالى (( قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون )) قال (عليه السلام): النبأ
    الأئمة ) ([521]).
    إذن فيتضح لنا ان من يطيع إبليس لا يتولى أبو الأئمة الإمام علي (عليه السلام)
    وكذلك فهو لا يتولى بقية الأئمة وبالتالي فهو لا ينصر خاتم الأئمة الإمام المهدي
    (عليه السلام) ، ولذلك فان الله تبارك وتعالى أمهل إبليس إلى يوم الوقت المعلوم
    الذي هو يوم المهدي (عليه السلام) الذي فيه يُذبح إبليس ، فكل من يحارب الإمام
    المهدي (عليه السلام) هو من جنود إبليس الذين أغواهم والذين سيقفون بوجه المخلصين
    المدافعين عن أمر الله الذي سينشره المهدي في كل مكان وان هؤلاء المخلصين سيطيعون
    الله ويستجيبون لداعي الحق ، أي ان قصة آدم وامتناع إبليس عن الطاعة ستقع أيضاً في
    آخر الزمان ، ويتمثل حزب إبليس بـ( علماء السوء ) الذين يقفون بوجه الإمام المهدي
    (عليه السلام) ومن لف لفهم من الذين يصطفون مع إبليس في قبال حزب الرحمن المتمثل
    بالمهدي (عليه السلام) وأصحابه وانصاره ، إذن فالمهدي يمثل أمير المؤمنين (عليه
    السلام) في آخر الزمان وهو النبأ العظيم وهذا ينطبق في قوله تعالى {* كَلَّا
    سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} فان الإولى (( كلا سيعلمون )) هي في
    أمير المؤمنين (عليه السلام) والثانية (( ثم كلا سيعلمون )) هي في المهدي في آخر
    الزمان ، وقد جاء عن صالح بن ميثم عن عبايه الأسدي قال : ( سمعت أمير المؤمنين
    (عليه السلام) وهو متكيء وانا قائم عليه : لأبنين بمصر منبراً ولانقضن دمشق حجراً
    حجراً ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه . قال :
    قلت : يا أمير المؤمنين كانك تخبر انك تحيى بعدما تموت فقال (عليه السلام): هيهات
    يا عبايه ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني )([522]) والمهدي في اخر الزمان يدعو إلى
    الولاية ومركز حكمه يكون في الكوفة كما كان مركز حكم أمير المؤمنين في الكوفة ،
    والكوفة لها علاقة مترابطة مع ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) التي جحدها إبليس
    وأبى السجود والطاعة ، ومن ذلك يتضح سبب سجود الملائكة لأدم على ظهر الكوفة حيث جاء
    في تفسير العياشي مسنداً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال : ( أول بقعة عبد
    الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملائكة ان يسجدوا لأدم سجدوا على ظهر الكوفة
    ) ([523])، وهناك دليل آخر على ان النبأ العظيم يتحقق أيضاً في القائم المهدي آخر
    الزمان ما ورد في تفسير البرهان عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) ان أمير
    المؤمنين (عليه السلام) قال في تفسير قوله تعالى (( ولتعلمن نبأه بعد حين)) قال :
    عند خروج القائم (عليه السلام)([524]).
    ففي هذه الحالة ان كل من يقول ويدعي بانه النبأ العظيم فيعني هو القائم وعليه ان
    يثبت انه هو القائم ، وإلا فهو كذاب ومفتري على الله ورسوله والائمة ( صلوات الله
    وسلامه عليهم أجمعين). من فكر السيد القحطاني
    [/size]
يعمل...
X