من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
علم التوسم في الدليل القرأني
تكلمنا سابقا في بعض المقالات عن علم التوسم ومدخليته بالحياة اليومية وكيف يتوسم الناس من حيث لا يشعرون وطرحت اشكالات وتساؤلات اهمها ان كان هذا العلم ليس له دليل من الكتاب . والادلة كلها عامة ليس لها مدخلية وطيدة بالقرأن والسنة . والان سوف اطرح الدليل القرأني على السيماء وعلم التوسم ، وليس هذا الدليل الوحيد انما هناك ادلة كثيرة غيرها ، لكن المعتاد بالبحوث الاسلامية تقديم الدليل الافضل والاقوى ولا افضل من كلام الله كلام، ولا اقوى من دليل القرأن دليل . وقديما قيل ( اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ) وهذه الايات الكريمة التي دلت على السيماء وعلم التوسم:
1- {ان في ذلك لأيات للمتوسمين} وقد اجمع اهل التفسير على ان هذه الاية تدل على التوسم ، سواء كانوا من السنة او الشيعة حيث ان ظاهر القرأن حجة .ويقول ان هناك متوسمين أي يعرفون الصالح من الطالح عن طريق التوسم أي في علامات ظاهرة بل لا يُقتَصَر على ذلك انما هو اعم منه . والمتوسمين هم من لديهم ملكة التوسم ، وهي ليست لكل احد انما هي خاصة . وقد وردت احاديث تدل على ان المتوسمين هم اهل البيت خاصة ومن دخل فيهم مثل سلمان المحمدي حينما قال رسول الله (ص)(( سلمان منا اهل البيت )) ومما يدل على انها خاصة بهم :
أ - جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) انه قال : ( ان لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم ثم قرأ (( ان في ذلك لايات للمتوسمين..)).
ب - وعن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنة )مجمع البيان ج3 ص342.
جـ - وعن عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني ، قال سمعت محمد بن حرب الهلالي ، امير المدينة يقول سألت جعفر بن محمد فقلت له يابن رسول الله في نفسي مسألة اريد ان اسالك عنها ، وقال ان شئت اخبرتك بمسألتك قبل ان تسألني وان شئت قل ، قال قلت له يابن رسول الله وباي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ قال : بالتوسم والتفرس : ما سمعت قول الله عز وجل (( ان في ذلك لايات للمتوسمين )) وقول رسول الله (ص) اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله .....) البرهان ج3 ص350.
د - عن الامام الصادق (ع) قال : ( اذا قام قائم ال محمد (ص) حكم بين الناس بحكم داود (ع) لا يحتاج الى بينة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ) الارشاد ص365.
هـ - وعن الامام الباقر (ع) قال : ( كأني انظر الى القائم (ع) واصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير فنيت ازوادهم وخلقت ثيابهم متنكبين قسيهم ، قد اثر السجود بجباههم ، ليوث بالنهار رهبان بالليل كأن قلوبهم زبر الحديد يعطي الرجل منهم قوة اربعين رجلاً ويعطيهم صاحبهم التوسم لا يقتل احد منهم الا كافراً او منافقاً ) منتخب الانوار المضيئة ص195.
و - وعن عبد الرحمن ابن اعين قال سمعت ابا جعفر (ع) يقول كان سلمان من المتوسمين ) نفس الرحمن في فضائل سلمان ص367.
وربما احد يشكل ويقول : ان بعض الناس عندهم توسم بشيء خاص ويعرفون اشياء عن الناس عن طريق بعض السيماء لكن لا يعلمون ان هذه الحالة هي توسم ؟ اقول ان المقصود انما هو التوسم الكلي العام لا الجزئي الخاص حيث ان اهل البيت عندهم كل التوسم اما بعض الناس فعندهم شيء من التوسم.
2- {الفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافاً وما تنفقوا من شيء فأن الله به عليم }البقرة 273.
ان هذه الاية نزلت في اهل الصفة الذين كان عددهم نحو( 400) تقريباً وملخصاً- ان هناك فقراء يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف لأنهم لا يسئلون الناس الحافا . أي ربما لا يسئلون الناس اصلاً بدليل لو كانوا يسئلون الناس لعرفهم الجاهل بأنهم فقراء اذن أنهم لا يسئلون الناس مطلقاً سواء كان الحاف ام بغير الحاف لكن رسول الله (ص) كان يعرفهم بسيماهم بأنهم فقراء . بدليل الاية القرانية السالفة الذكر ومما يؤكد ذلك ان هؤلاء الفقراء نتيجة التعفف اصبح الجاهل يقول عنهم اغنياء لأنهم ربما يلبسون ملابس جيدة نظيفة غير دالة على فقرهم لكن الرسول الكريم ينظر الى سيماهم الخاصة ويعرف انهم فقراء . اذن ان هذه الاية فيها دلالة صريحة على التوسم.
3- {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب } ال عمران 14
ان هذه الاية الكريمة اشارت الى حب الشهوات التي يقترفها الانسان ومن ضمن هذه الامور هي الخيل لكن ليس كل الخيل انما (( الخيل المسومة )) أي التي عليها سيماء الاصالة ، حيث ان العرب يحبون الخيل الاصيلة لان لها صفات حميدة لا تترك صاحبها حتى اثناء القتال ، والمهم في هذا المقام هو ان هذه الخيل لها سيماء يعرفها ارباب الخيل واهل الاختصاص وان كان اكثر العرب سابقاً يعلمون هذه السيماء ، لكن الان جهل اكثرهم بها نتيجة قلة الاحتياج الى الخيل والابتعاد عن حياة الصحراء والبادية . اذن هناك سيماء تدل على الخيل الاصيل التي تعطي جمال وروعة للخيل ، فلماذا ذكر الله سبحانه وتعالى بالملازمة اذا هناك من يتوسم أي يعرف السيماء وكلاهما معناها التوسم ، اذا ان علم التوسم علم قائم بذاته وثابت بدلالاته.
4- { وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهو يطمعون } الاعراف 46 .. { ونادى اصحاب الاعراف رجالاً يعرفون بسيماهم قالوا ما اغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون } الاعراف 48.
في هذه الايتين ذكر رجال على الاعراف وهو مكان بين الجنة والنار يوم القبامة والحساب يقفون عليه يعرفون الصالح من الطالح عن طريق السيماء والتوسم كما قال تعالى { يعرفون كلاً بسيماهم } وهؤلاء الرجال يعرفون كل الناس عن طريق السيماء فيعرفون اهل الجنة بسيماء الصالحين و اهل النار بسيماء العصاة . وقد ورد الحديث عن الاصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً مع علي (ع) فأتاة ابن الكوا فسأله عن هذه الاية فقال: ويحك يا ابن الكوا نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ، ومن ابغضنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار . اذا ان هذه الايتين تدلان على علم التوسم ومعرفة الناس بالسيماء.
5- {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم } محمد 30
ان هذه الاية تتحدث عن المنافقين وكيفية معرفتهم للرسول الكريم (ص) ولو شاء الله لأراهم الرسول الكريم (ص) . وقد نص القرأن على ان الرسول ممكن ان يعرفهم عن طريق التوسم والسيماء بدليل قوله تعالى { فلعرفتهم بسيماهم } اذا ان للمنافقين سيماء تدل عليهم والدليل على ان الاية تتكلم عن المنافقين في سياق الايات التي قبل هذه الاية وبعدها . حيث ان الاية التي قبلها تؤكد على ان في قلوبهم مرض وعندهم ضغائن وهذه من صفات المنافقين ، قال تعالى {ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم ......} اما التي بعدها {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم } والامتحان والابتلاء بين المسلمين وعليهم كما هو واضح . اذا ان للمنافقين سيماء ، والرسول (ص) يمكن ان يعرفهم بسيماهم . وبالاخير ان هذه الاية تدل على التوسم.
6- {محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطئه فأزره فأستغلظ ......} الفتح29.
في هذه الاية دلالة صريحة على ان الرسول واصحابه المنتجبين الاخيار لهم مواصفات وسيماء تدل عليهم ولهم سيماء خاصة هي سيماء الصالحين المناصرين لله ورسوله وعن طريق هذه السيماء يعرف صدق الدعوة وصدق الداعي .حيث ان بعض علماء بني اسرائيل من النصارى ايضاً كانوا يعرفون النبي (ص) واصحابه عن طريق السيماء التي ذكرت عندهم في التوراة والانجيل لكنهم كتموها ولم يبثوها بين الناس بل اكثر من ذلك فعلوا فقد كذبوا من له سيماء الصالحين وسيماء النبي الامين (ص). اذا ان للرسول (ص) سيماء تدل عليه ، ولاصحابه سيماء في وجوههم تدل عليهم نتيجة كثرة السجود وليس المقصود من( اثر السجود ) هو الاثر الذي في الجبهة ،وذلك لان الكثير من المنافقين سود الجباه الم يكن الخوارج الذين حاربوا الامام علي (ع) من المنافقين سود الجباه ولهم دوي كدوي النحل . انما المقصود دلالاة وسمات وسيماء وعلامات خاصة يعرفون بها . لذلك قال الامام الصادق (ع) {سيماهم في وجوههم من اثر السجود } هو السهر في الليل. لما يترك من سيماء في الوجه يعرفها المتوسم.
علم التوسم في الدليل القرأني
تكلمنا سابقا في بعض المقالات عن علم التوسم ومدخليته بالحياة اليومية وكيف يتوسم الناس من حيث لا يشعرون وطرحت اشكالات وتساؤلات اهمها ان كان هذا العلم ليس له دليل من الكتاب . والادلة كلها عامة ليس لها مدخلية وطيدة بالقرأن والسنة . والان سوف اطرح الدليل القرأني على السيماء وعلم التوسم ، وليس هذا الدليل الوحيد انما هناك ادلة كثيرة غيرها ، لكن المعتاد بالبحوث الاسلامية تقديم الدليل الافضل والاقوى ولا افضل من كلام الله كلام، ولا اقوى من دليل القرأن دليل . وقديما قيل ( اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ) وهذه الايات الكريمة التي دلت على السيماء وعلم التوسم:
1- {ان في ذلك لأيات للمتوسمين} وقد اجمع اهل التفسير على ان هذه الاية تدل على التوسم ، سواء كانوا من السنة او الشيعة حيث ان ظاهر القرأن حجة .ويقول ان هناك متوسمين أي يعرفون الصالح من الطالح عن طريق التوسم أي في علامات ظاهرة بل لا يُقتَصَر على ذلك انما هو اعم منه . والمتوسمين هم من لديهم ملكة التوسم ، وهي ليست لكل احد انما هي خاصة . وقد وردت احاديث تدل على ان المتوسمين هم اهل البيت خاصة ومن دخل فيهم مثل سلمان المحمدي حينما قال رسول الله (ص)(( سلمان منا اهل البيت )) ومما يدل على انها خاصة بهم :
أ - جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) انه قال : ( ان لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم ثم قرأ (( ان في ذلك لايات للمتوسمين..)).
ب - وعن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم والسبيل طريق الجنة )مجمع البيان ج3 ص342.
جـ - وعن عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني ، قال سمعت محمد بن حرب الهلالي ، امير المدينة يقول سألت جعفر بن محمد فقلت له يابن رسول الله في نفسي مسألة اريد ان اسالك عنها ، وقال ان شئت اخبرتك بمسألتك قبل ان تسألني وان شئت قل ، قال قلت له يابن رسول الله وباي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ قال : بالتوسم والتفرس : ما سمعت قول الله عز وجل (( ان في ذلك لايات للمتوسمين )) وقول رسول الله (ص) اتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله .....) البرهان ج3 ص350.
د - عن الامام الصادق (ع) قال : ( اذا قام قائم ال محمد (ص) حكم بين الناس بحكم داود (ع) لا يحتاج الى بينة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استنبطوه ، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم ) الارشاد ص365.
هـ - وعن الامام الباقر (ع) قال : ( كأني انظر الى القائم (ع) واصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير فنيت ازوادهم وخلقت ثيابهم متنكبين قسيهم ، قد اثر السجود بجباههم ، ليوث بالنهار رهبان بالليل كأن قلوبهم زبر الحديد يعطي الرجل منهم قوة اربعين رجلاً ويعطيهم صاحبهم التوسم لا يقتل احد منهم الا كافراً او منافقاً ) منتخب الانوار المضيئة ص195.
و - وعن عبد الرحمن ابن اعين قال سمعت ابا جعفر (ع) يقول كان سلمان من المتوسمين ) نفس الرحمن في فضائل سلمان ص367.
وربما احد يشكل ويقول : ان بعض الناس عندهم توسم بشيء خاص ويعرفون اشياء عن الناس عن طريق بعض السيماء لكن لا يعلمون ان هذه الحالة هي توسم ؟ اقول ان المقصود انما هو التوسم الكلي العام لا الجزئي الخاص حيث ان اهل البيت عندهم كل التوسم اما بعض الناس فعندهم شيء من التوسم.
2- {الفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافاً وما تنفقوا من شيء فأن الله به عليم }البقرة 273.
ان هذه الاية نزلت في اهل الصفة الذين كان عددهم نحو( 400) تقريباً وملخصاً- ان هناك فقراء يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف لأنهم لا يسئلون الناس الحافا . أي ربما لا يسئلون الناس اصلاً بدليل لو كانوا يسئلون الناس لعرفهم الجاهل بأنهم فقراء اذن أنهم لا يسئلون الناس مطلقاً سواء كان الحاف ام بغير الحاف لكن رسول الله (ص) كان يعرفهم بسيماهم بأنهم فقراء . بدليل الاية القرانية السالفة الذكر ومما يؤكد ذلك ان هؤلاء الفقراء نتيجة التعفف اصبح الجاهل يقول عنهم اغنياء لأنهم ربما يلبسون ملابس جيدة نظيفة غير دالة على فقرهم لكن الرسول الكريم ينظر الى سيماهم الخاصة ويعرف انهم فقراء . اذن ان هذه الاية فيها دلالة صريحة على التوسم.
3- {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب } ال عمران 14
ان هذه الاية الكريمة اشارت الى حب الشهوات التي يقترفها الانسان ومن ضمن هذه الامور هي الخيل لكن ليس كل الخيل انما (( الخيل المسومة )) أي التي عليها سيماء الاصالة ، حيث ان العرب يحبون الخيل الاصيلة لان لها صفات حميدة لا تترك صاحبها حتى اثناء القتال ، والمهم في هذا المقام هو ان هذه الخيل لها سيماء يعرفها ارباب الخيل واهل الاختصاص وان كان اكثر العرب سابقاً يعلمون هذه السيماء ، لكن الان جهل اكثرهم بها نتيجة قلة الاحتياج الى الخيل والابتعاد عن حياة الصحراء والبادية . اذن هناك سيماء تدل على الخيل الاصيل التي تعطي جمال وروعة للخيل ، فلماذا ذكر الله سبحانه وتعالى بالملازمة اذا هناك من يتوسم أي يعرف السيماء وكلاهما معناها التوسم ، اذا ان علم التوسم علم قائم بذاته وثابت بدلالاته.
4- { وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهو يطمعون } الاعراف 46 .. { ونادى اصحاب الاعراف رجالاً يعرفون بسيماهم قالوا ما اغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون } الاعراف 48.
في هذه الايتين ذكر رجال على الاعراف وهو مكان بين الجنة والنار يوم القبامة والحساب يقفون عليه يعرفون الصالح من الطالح عن طريق السيماء والتوسم كما قال تعالى { يعرفون كلاً بسيماهم } وهؤلاء الرجال يعرفون كل الناس عن طريق السيماء فيعرفون اهل الجنة بسيماء الصالحين و اهل النار بسيماء العصاة . وقد ورد الحديث عن الاصبغ بن نباتة قال : كنت جالساً مع علي (ع) فأتاة ابن الكوا فسأله عن هذه الاية فقال: ويحك يا ابن الكوا نحن نقف يوم القيامة بين الجنة والنار فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ، ومن ابغضنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار . اذا ان هذه الايتين تدلان على علم التوسم ومعرفة الناس بالسيماء.
5- {ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم } محمد 30
ان هذه الاية تتحدث عن المنافقين وكيفية معرفتهم للرسول الكريم (ص) ولو شاء الله لأراهم الرسول الكريم (ص) . وقد نص القرأن على ان الرسول ممكن ان يعرفهم عن طريق التوسم والسيماء بدليل قوله تعالى { فلعرفتهم بسيماهم } اذا ان للمنافقين سيماء تدل عليهم والدليل على ان الاية تتكلم عن المنافقين في سياق الايات التي قبل هذه الاية وبعدها . حيث ان الاية التي قبلها تؤكد على ان في قلوبهم مرض وعندهم ضغائن وهذه من صفات المنافقين ، قال تعالى {ام حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم ......} اما التي بعدها {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم } والامتحان والابتلاء بين المسلمين وعليهم كما هو واضح . اذا ان للمنافقين سيماء ، والرسول (ص) يمكن ان يعرفهم بسيماهم . وبالاخير ان هذه الاية تدل على التوسم.
6- {محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطئه فأزره فأستغلظ ......} الفتح29.
في هذه الاية دلالة صريحة على ان الرسول واصحابه المنتجبين الاخيار لهم مواصفات وسيماء تدل عليهم ولهم سيماء خاصة هي سيماء الصالحين المناصرين لله ورسوله وعن طريق هذه السيماء يعرف صدق الدعوة وصدق الداعي .حيث ان بعض علماء بني اسرائيل من النصارى ايضاً كانوا يعرفون النبي (ص) واصحابه عن طريق السيماء التي ذكرت عندهم في التوراة والانجيل لكنهم كتموها ولم يبثوها بين الناس بل اكثر من ذلك فعلوا فقد كذبوا من له سيماء الصالحين وسيماء النبي الامين (ص). اذا ان للرسول (ص) سيماء تدل عليه ، ولاصحابه سيماء في وجوههم تدل عليهم نتيجة كثرة السجود وليس المقصود من( اثر السجود ) هو الاثر الذي في الجبهة ،وذلك لان الكثير من المنافقين سود الجباه الم يكن الخوارج الذين حاربوا الامام علي (ع) من المنافقين سود الجباه ولهم دوي كدوي النحل . انما المقصود دلالاة وسمات وسيماء وعلامات خاصة يعرفون بها . لذلك قال الامام الصادق (ع) {سيماهم في وجوههم من اثر السجود } هو السهر في الليل. لما يترك من سيماء في الوجه يعرفها المتوسم.
تعليق