إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العصمة تنتقل عن طريق الوراثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العصمة تنتقل عن طريق الوراثة

    العصمة تنتقل عن طريق الوراثة
    تبين لنا من البحوث السابقة أن أهل البيت (عليهم السلام) هم الخمسة أصحاب الكساء وهم الذين نزلت آية التطهير بحقهم، إلا أن المتعارف أن أهل البيت والمطهّرون هم أربعة عشر كما أن الأحاديث والروايات الشريفة نصّت على أن أهل البيت الذين نزلت آية التطهير بحقهم هم أهل الكساء وهم: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين )، كذلك نصت غيرها من الروايات على أن أهل البيت والمطهرين هم الأربعة عشر (عليهم السلام أجمعين) فما هو الحل يا ترى ؟! .
    والحقيقة إن أهل البيت هم الخمسة أصحاب الكساء (عليهم السلام) الذين نزلت آية التطهير فيهم إلا أن هذا التطهير وإذهاب الرجس ورثه الأئمة التسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام) من آبائهم أهل الكساء كما ورثوا أمور أخرى كثيرة وقد يستغرب البعض من هذا الكلام إلا أنه الحق، فقد نطق به القرآن وبينته الأحاديث والروايات وأكده العلم الحديث.
    قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}( ).
    وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}( ).
    وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}( ).
    ومن الروايات :
    1. عن عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما عنى الله عز وجل بقوله: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } قال: نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين (عليهم السلام) ثم وقع تأويل هذه الآية { َأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ } وكان علي بن الحسين (عليه السلام) إماماً ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل)( ).
    2. عن الريان بن الصلت قال: ( حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمروّ وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}، فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن، فقال الرضا (عليه السلام): لا أقول كما قالوا، ولكني أقول أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة - إلى أن قال - فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، فقال المأمون: من العترة ؟ فقال الرضا (عليه السلام) الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال: {إنما يريد الله ....} )( ).
    3. وعن الرضا (عليه السلام): ( أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم، قالوا: أين يا أبا الحسن ؟ قال: من قول الله عز وجل {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ})( ).
    فمن هذه الآيات القرآنية والروايات الشريفة يتبين لنا أن الطهارة والعصمة وكل ما يتعلق بهما من لوازم تنتقل عن طريق الوراثة إلى ذريتهما من المهتدين والمصطفين وقد أكد العلم الحديث هذه الحقيقة.
    فقد اكتشف علماء الوراثة والجينات أطلس كامل للجينات البشرية التي تحمل جميع صفات الإنسان الجسدية والسلوكية والأخلاقية بحيث يكون لكل صفة جين (موروث) ينتقل من الآباء إلى الأبناء حتى الوصول إلى المبدأ البشري وهو آدم (عليه السلام).
    فالجينات الموجودة في الإنسان اليوم هي مجموع الجينات الوراثية الواصلة إلينا من آبائنا وأجدادنا من القرون الأولى، ولو نضدت هذه الجينات في مولود في زماننا هذا بنفس التنضيد لأحد آباءه في القرون الأولى أو اقرب من ذلك لكان المولود شبيه لذلك الأب أو الجد الذي وجد قبل آلاف السنين.
    أو أقل من ذلك أو أكثر مثلاً، ويصعب على الآخرين التمييز بين الشخصين، وقد يكون تنضيد الجينات جزئي فيكون الشبه جزئي وليس كلي ولربما يكون الإنسان شبيه أبيه أو جده أو أحد آباءه الماضين وقد يكون الشبه من الناحية الجسدية أو من الناحية المعنوية والذي يخصنا في بحثنا هذا هو الشبه المعنوي، فقد ورث الأئمة بعضهم بعضاً وفقاً لهذا الفهم.
    ومن هنا نفهم ما ورد بخصوص الإمام المهدي (عليه السلام) من أحاديث وروايات بينت أنه (عليه السلام) شبيه جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) خَلقاً وخُلقاً، فكما هو واضح من الأحاديث أن الإمام المهدي له شبه كبير بجده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) من الناحيتين الخَلقية والخُلقية أي جسدياً ومعنوياً.
    ومن كل ما تقدم يتضح لنا السر في شمول مفهوم أهل البيت والطهارة للأئمة التسعة من ذرية الحسين (عليه السلام) وبعبارة أخرى يتبين لنا وبحسب ما تقدم أن آية التطهير اتسعت لتشمل الخمسة أهل الكساء والتسعة من ولد الحسين (عليهم السلام أجمعين) فهؤلاء التسعة ورثوا الطهارة من أولئك الخمسة وإليك ما يزيد الحق وضوحاً:
    فقد ورد عن سليم قال: قال علي (عليه السلام): ( أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فجمعني وفاطمة وابني الحسن والحسين ثم ألقى علينا كساء، وقال: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم، ويجرحني ما يجرحهم، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
    فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً).
    فقال: أنت على خير، إنما نزلت فيّ وفي علي وفي ابني وفي تسعة من ولد الحسين خاصّة ليس معنا أحد غيرنا )( ).
    كتاب القحطاني يناقش العلماء والمدعين
    (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)

  • #2
    نشكرك اخي على هذه الجهود الكبيرة
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

    تعليق

    يعمل...
    X