إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل يصح الاستشهاد بالتوراة والانجيل وهل هما محرفين ام لا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يصح الاستشهاد بالتوراة والانجيل وهل هما محرفين ام لا

    إن القرآن مصدق للكتب السماوية السابقة عليه ومبين لها بل وحاوي على مضامينها.
    قال تعالى :{وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}( ).
    وقوله :{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}( ).
    وقوله :{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}( ).
    وقوله :{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}( ).
    وواضح من ورود قوله (فيها) إن ما بعد ذلك هو موجود في التوراة إذ إن الحرف (فيها) دال على الظرفية وقوله تعالى:
    {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}( ).
    فأوصاف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والذين معه مذكورة في التوراة والإنجيل وفي كل منهما تمثيل لوصفهم .
    وقال تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ}( )، إذن فالتوراة والإنجيل تحتوي على وصف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    وقوله تعالى :{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}( )، فإن هذا الوعد قد ذكر في التوراة والإنجيل كما ذكر في القرآن .
    وقوله تعالى : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}( ).
    فكُتبِ الله يصدق بعضها بعضاً ويكمل بعضها بعضاً ، كيف لا وهي من عند الواحد الأحد الذي قال : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ}( ).
    وإذا كانت رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) خاتمة لكل الرسالات والحاوية لها والمشتملة عليها ، فإن القرآن آخر الكتب السماوية والمصدق لها والمشتمل عليها بل والمهيمن عليها كما ورد في قوله تعالى : {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً}( ) .
    وهذا هو ديدن الرسالات السماوية بعضها يصدق بعضاً ويكمّل بعض بعضاً ويهيمن التالي على السابق .
    قال تعالى : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}( ).
    وبطبيعة الحال فهذا هو مقتضى حكمة الله في التدرج والترقي في تربية الخلق لإيصالهم إلى مستوى الخلافة في أرضه ، قال تعالى : {كُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ}( ).
    ولقد دلت الأخبار الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في إن القرآن حاوي على الكتب السماوية السابقة له ومهيمن عليها ، منها قول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
    ( أعطيت السور الطوال مكان التوراة وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ، ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب .....)( ).
    وعنهم (عليهم السلام) : ( فإن في القرآن بيان كل شيء وفيه علم الأولين والآخرين وإن القرآن لم يدع لقائل مقالاً )( ).
    وقد ورد إنه جاء بريهة جاثليق النصارى فقال لأبي الحسن (عليه السلام) : جعلت فداك أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء .
    قال : (هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرءوها ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري )( ).
    والعجب من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ويقولون إن التوراة والإنجيل المدونين الآن محرفين فلا يصح الرجوع إليهما والاحتجاج بهما ، بماذا يردون على الإمام الذي يحتج على أهل كل دين بكتابهم وهذا القرآن يصف التوراة بأنها فيها هدى ورحمة ويصف الإنجيل بأنه فيه هدى ونور وموعظة للمتقين وهو يعرف أنها محرفة ، إن التحريف ليس في كل ما ورد ولكن في مواضع معينة ، أما الباقي فهو صحيح ، بدليل قوله تعالى : {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}( ) و {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ}( ).
    وإذا كان كتاب اليهود والنصارى (الكتاب المقدس) محرف بأجمعه فكيف يحكم به الإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد إنه يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ثم كيف سيستدل هؤلاء الكتابيون على الإمام إذا كانت كتبهم محرفة بأجمعها ولا يوجد فيها ذكر له (عليه السلام)
    ( فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان ....)( ).
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك
يعمل...