منقول من موسوعة القائم (من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني)
أجمع القائلون بالرجعة إن معناها نفس معنى الكرة أي أنهما لفظان لمعنى واحد، وهذا غير صحيح تماماً، فالرجعة والكرة بينهما عموم وخصوص مطلق، أي إن الرجعة أعم من الكرة والكرة أخص من الرجعة وليست كل رجعة كرة، وقد تقدم معنى الرجعة.
أما الكرة فهي رجوع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، ولكن ذلك مشروطاً في حال الحرب لأن الكرة لا تكون إلا في حال الحرب، هذا في الاصطلاح وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه وصف علياً (عليه السلام) في حال الحرب بأنه ( كرار غير فرار) فالكر بعكس الفر وقد ورد عن علي (عليه السلام) في بعض خطبه قوله: ( وأن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرات ....)( بحار الأنوار ج53 ص47).
ومن هذا يتبين لنا واضحاً إن الكرة غير الرجعة، وإلا لما صح إن يجمع أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيد البلغاء والمتكلمين بين الكرة والرجعة ومعناها واحد لأنه كان بالإمكان الاستغناء بأحد اللفظين عن الآخر لو كان لهما نفس المعنى، كما إن واو العطف تدل على الإثنينية والمغايرة، فانه لا يصح عطف الشيء على نفسه.
وهذا لا يخفى على علي (عليه السلام) واضع علم النحو وخير من نطق بالضاد بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ، ثم انه لم يرد ذكر الكرة في الأخبار والروايات إلا مقترنة أو مشعرة بالحرب والقتال ومن شاء فليراجع الروايات الواردة في ذلك .
أما بالنسبة للرجعة فهي أعم من ذلك، أي إن كل رجوع سواء كان في حال الحرب أو في غيرها يسمى رجعة، فالكرة إذن رجعة خاصة في حال الحرب، ويظهر هذا المعنى واضحاً في قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكثر نَفِيراً }().
فالآية تتحدث عن قوم من بني إسرائيل يحتلون المسجد الأقصى، فيبعث الله عز وجل قوماً سماهم في القرآن بـ{ عِبَاداً لَّنَا }( يقتلوهم ويخرجوهم من المسجد، ولكن تكون الكرة بعد ذلك لبني إسرائيل عليهم، حيث يرجعون بعد هزيمتهم وفرارهم، ويكرون على أولئك المؤمنين فتكون الغلبة لبني إسرائيل.
وهذا الرجوع المعبر عنه بالكرة كما هو واضح يكون في حال الحرب، بل إن هذه القصة التي جاء ذكرها في القرآن ذكرناها هنا للإشارة إلى معنى الكرة، وليس للاستدلال بها على صحة الرجعة بعد الموت، لأن ذلك سيأتي لاحقاً.
وجاء في الرواية عن صالح بن سهل، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في قوله تعالى {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} قال: ( خروج الحسين (عليه السلام) في الكرة في سبعين رجلاً من أصحابه الذين قتلوا معه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان)( الكافي ج8 ص206).
وكما هو واضح إن هذه الرواية تتحدث عن الحرب بدليل إن الحسين (عليه السلام) وأصحابه يلبسون ثياب الحرب لأن البيضة من لباس الحرب ولا تلبس إلا في الحرب.
وقد جاء في إحدى الزيارات للقائم المهدي (عليه السلام) نقلاً عن بحار الأنوار: (وإن أدركني الموت قبل ظهوركم فإني أتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد، وِان يجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لأبلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي )( مصباح الكفعمي ص497).
فكما هو واضح إن الداعي سأل ربه الكرة عند ظهور المهدي (عليه السلام) والرجعة في أيامه، ومعنى ذلك أن الكرة غير الرجعة، كما هو واضح وإلا لم هذا التفريق بينهما، ثم انه يظهر من قول الداعي: ( كرة في ظهورك ) إن الكرة تكون عند ظهور المهدي (عليه السلام) والتي تكون مقترنة بالقتال، حيث ورد في الأخبار انه يقوم بالسيف، وله سنة من جده محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وهي القيام بالسيف .
فقد جاء في الرواية الواردة عن محمد بن علي (عليهما السلام) قال: (في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن وأما من عيسى فيقال له انه مات ولم يمت وأما من محمد فالسيف)( كمال الدين وتمام النعمة ص152) .
وأما الذي يظهر من قول الداعي ( ورجعة في أيامك ) فالظاهر انه يسأل الله عز وجل إن يرزقه الرجعة في دولة المهدي (عليه السلام) عندما تستقر حكومته وتقام مملكته، فلو كانت الكرة المقصودة هنا هي الرجعة نفسها لما قيل ( ويجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك ) فلو كانت الكرة هي الرجعة فلماذا جاء باللفظين، وكان بالإمكان الاستغناء بأحدهما عن الآخر.
وعليه فيتبين لنا إن هناك أمرين لا أمراً واحداً إلا أنهما من نوع واحد، ولكن الاختلاف بينهما يكون في الجنس، وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن بعض من محض الإيمان محضاً يرجعون إلى الدنيا بعد الموت وإن البعض الآخر يكرون، أي إنهم يرجعون في حال الحرب والقتال فقط، ويمكن القول بأن البعض منهم قد يرجعون في حال معين وهم نفسهم قد يكرون في وقت آخر، وحال مختلف أو بالعكس .
وهذا المعنى يظهر في قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( وإن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الكرات والرجعات ) ميزان الحكمة ج2 ص1037.
وقد تقدم الكلام عن هذه الفقرة وفيها دلالة واضحة على إن لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) هذه الصفة وهي أن له كرة في بعض الأوقات والأحوال بل أكثر من كرة كما هو واضح .
كما إن له رجعة في أوقات وأحوال أخرى أو عدة رجعات كما يظهر من كلامه (عليه السلام)، وهذا المعنى لا يقتصر على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقط بل إن هذه الصفة تكون للإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً وغيره من الأولياء والصحابة الذين امتلئوا إيماناً وتقوى.
وقد أخطأ من قال إن الرجعة هي نفسها الكرة أو استدل بروايات الكرة على صحة الرجعة لأن الكرة غير الرجعة كما بينا.
ولما كانت الكرة صنف من أصناف الرجعة فعليه يكون البحث في هذا الكتاب حول إمكان الرجعة وصحتها وسرد الأدلة عليها لأنها إن ثبتت ثبتت الكرة لأن بثبات الكل يثبت الجزء.
أجمع القائلون بالرجعة إن معناها نفس معنى الكرة أي أنهما لفظان لمعنى واحد، وهذا غير صحيح تماماً، فالرجعة والكرة بينهما عموم وخصوص مطلق، أي إن الرجعة أعم من الكرة والكرة أخص من الرجعة وليست كل رجعة كرة، وقد تقدم معنى الرجعة.
أما الكرة فهي رجوع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، ولكن ذلك مشروطاً في حال الحرب لأن الكرة لا تكون إلا في حال الحرب، هذا في الاصطلاح وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه وصف علياً (عليه السلام) في حال الحرب بأنه ( كرار غير فرار) فالكر بعكس الفر وقد ورد عن علي (عليه السلام) في بعض خطبه قوله: ( وأن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرات ....)( بحار الأنوار ج53 ص47).
ومن هذا يتبين لنا واضحاً إن الكرة غير الرجعة، وإلا لما صح إن يجمع أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيد البلغاء والمتكلمين بين الكرة والرجعة ومعناها واحد لأنه كان بالإمكان الاستغناء بأحد اللفظين عن الآخر لو كان لهما نفس المعنى، كما إن واو العطف تدل على الإثنينية والمغايرة، فانه لا يصح عطف الشيء على نفسه.
وهذا لا يخفى على علي (عليه السلام) واضع علم النحو وخير من نطق بالضاد بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ، ثم انه لم يرد ذكر الكرة في الأخبار والروايات إلا مقترنة أو مشعرة بالحرب والقتال ومن شاء فليراجع الروايات الواردة في ذلك .
أما بالنسبة للرجعة فهي أعم من ذلك، أي إن كل رجوع سواء كان في حال الحرب أو في غيرها يسمى رجعة، فالكرة إذن رجعة خاصة في حال الحرب، ويظهر هذا المعنى واضحاً في قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكثر نَفِيراً }().
فالآية تتحدث عن قوم من بني إسرائيل يحتلون المسجد الأقصى، فيبعث الله عز وجل قوماً سماهم في القرآن بـ{ عِبَاداً لَّنَا }( يقتلوهم ويخرجوهم من المسجد، ولكن تكون الكرة بعد ذلك لبني إسرائيل عليهم، حيث يرجعون بعد هزيمتهم وفرارهم، ويكرون على أولئك المؤمنين فتكون الغلبة لبني إسرائيل.
وهذا الرجوع المعبر عنه بالكرة كما هو واضح يكون في حال الحرب، بل إن هذه القصة التي جاء ذكرها في القرآن ذكرناها هنا للإشارة إلى معنى الكرة، وليس للاستدلال بها على صحة الرجعة بعد الموت، لأن ذلك سيأتي لاحقاً.
وجاء في الرواية عن صالح بن سهل، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في قوله تعالى {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} قال: ( خروج الحسين (عليه السلام) في الكرة في سبعين رجلاً من أصحابه الذين قتلوا معه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان)( الكافي ج8 ص206).
وكما هو واضح إن هذه الرواية تتحدث عن الحرب بدليل إن الحسين (عليه السلام) وأصحابه يلبسون ثياب الحرب لأن البيضة من لباس الحرب ولا تلبس إلا في الحرب.
وقد جاء في إحدى الزيارات للقائم المهدي (عليه السلام) نقلاً عن بحار الأنوار: (وإن أدركني الموت قبل ظهوركم فإني أتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد، وِان يجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لأبلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي )( مصباح الكفعمي ص497).
فكما هو واضح إن الداعي سأل ربه الكرة عند ظهور المهدي (عليه السلام) والرجعة في أيامه، ومعنى ذلك أن الكرة غير الرجعة، كما هو واضح وإلا لم هذا التفريق بينهما، ثم انه يظهر من قول الداعي: ( كرة في ظهورك ) إن الكرة تكون عند ظهور المهدي (عليه السلام) والتي تكون مقترنة بالقتال، حيث ورد في الأخبار انه يقوم بالسيف، وله سنة من جده محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وهي القيام بالسيف .
فقد جاء في الرواية الواردة عن محمد بن علي (عليهما السلام) قال: (في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فأما من موسى فخائف يترقب وأما من يوسف فالسجن وأما من عيسى فيقال له انه مات ولم يمت وأما من محمد فالسيف)( كمال الدين وتمام النعمة ص152) .
وأما الذي يظهر من قول الداعي ( ورجعة في أيامك ) فالظاهر انه يسأل الله عز وجل إن يرزقه الرجعة في دولة المهدي (عليه السلام) عندما تستقر حكومته وتقام مملكته، فلو كانت الكرة المقصودة هنا هي الرجعة نفسها لما قيل ( ويجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك ) فلو كانت الكرة هي الرجعة فلماذا جاء باللفظين، وكان بالإمكان الاستغناء بأحدهما عن الآخر.
وعليه فيتبين لنا إن هناك أمرين لا أمراً واحداً إلا أنهما من نوع واحد، ولكن الاختلاف بينهما يكون في الجنس، وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن بعض من محض الإيمان محضاً يرجعون إلى الدنيا بعد الموت وإن البعض الآخر يكرون، أي إنهم يرجعون في حال الحرب والقتال فقط، ويمكن القول بأن البعض منهم قد يرجعون في حال معين وهم نفسهم قد يكرون في وقت آخر، وحال مختلف أو بالعكس .
وهذا المعنى يظهر في قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( وإن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الكرات والرجعات ) ميزان الحكمة ج2 ص1037.
وقد تقدم الكلام عن هذه الفقرة وفيها دلالة واضحة على إن لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) هذه الصفة وهي أن له كرة في بعض الأوقات والأحوال بل أكثر من كرة كما هو واضح .
كما إن له رجعة في أوقات وأحوال أخرى أو عدة رجعات كما يظهر من كلامه (عليه السلام)، وهذا المعنى لا يقتصر على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقط بل إن هذه الصفة تكون للإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً وغيره من الأولياء والصحابة الذين امتلئوا إيماناً وتقوى.
وقد أخطأ من قال إن الرجعة هي نفسها الكرة أو استدل بروايات الكرة على صحة الرجعة لأن الكرة غير الرجعة كما بينا.
ولما كانت الكرة صنف من أصناف الرجعة فعليه يكون البحث في هذا الكتاب حول إمكان الرجعة وصحتها وسرد الأدلة عليها لأنها إن ثبتت ثبتت الكرة لأن بثبات الكل يثبت الجزء.
تعليق