إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرجعة في الأمم السابقة في الإنجيل

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرجعة في الأمم السابقة في الإنجيل

    منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني)

    الرجعة في الأمم السابقة في الإنجيل
    ورد في الإنجيل الكثير من النصوص الدالة على الرجعة أو ما يسمونها عندهم بقيامة الأموات، حيث يعتقد المسيحيون إن النبي عيسى (عليه السلام) صُلب وقُتل وقام بعد وفاته بثلاثة أيام فقد ورد هذا النص :
    ( ولما مضى السبت وطلع فجر الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لزيارة القبر. وفجأة وقع زلزال عظيم، حين نزل ملاك الرب من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه. وكان منظره كالبرق وثوبه أبيض كالثلج. فأرتعب الحرس لما رأوه وصاروا مثل الأموات. فقال الملاك للمرأتين: لا تخافا أنا اعرف إنكما تطلبان يسوع المصلوب، ما هو هنا، لأنه قام كما قال، تقدما وانظرا المكان الذي كان موضوعاً فيه واذهبا في الحال إلى تلاميذه وقول لهم: قام من بين الأموات وها هو يسبقكم إلى الجليل، وهناك ترونه. ها أنا قلت لكما)( متى 27 ، 28 / مرقس 16 / لوقا 24 / يوحنا 20).
    وجاء أيضاً: ( أما التلاميذ الأحد عشر، فذهبوا إلى الجلي، إلى الجبل ، مثلما أمرهم يسوع. فلما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا )( متى 28 / مرقس 16 / لوقا 24 / يوحنا 20.).
    ونحن حينما نستشهد بهذه النصوص لا نعتقد بصحة ما فيها، لأن خلاف عقيدتنا في عيسى بن مريم (عليه السلام) فقد أكد المولى عز وجل إن عيسى لم يصلب ولم يقتل قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ أتباع الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }).
    إلا إننا حينما ذكرنا هذه النصوص، نبغي من وراءها بيان كون المسيحيين ممن يقولون ويعتقدون بالرجعة أو ما يسمونها بقيامة الأموات، وهذا هو محل البحث.
    وجاء أيضاً في نصِ آخر: ( وسمع الملك هيرودس بأخبار يسوع، لأن اسمه أصبح مشهوراً. وكان بعض الناس يقولون: (قام يوحنا المعمدان من بين الأموات، ولذلك تجري المعجزات على يده). وقال آخرون: (هو إيليا)، وآخرون: (هو نبي كسائر الأنبياء). فلما سمع هيرودس قال: (هذا يوحنا الذي قطعت أنا رأسه، قام من بين الأموات !) وكان هيرودس أمسك يوحنا وقيده في السجن، من أجل هيرودية التي تزوجها وهي امرأة أخيه فيلبس. فكان يوحنا يقول له: (لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك)( مرقس 6) .
    وجاء في نص آخر حينما ماتت ابنة رئيس المجمع ذات يوم فجاء إلى عيسى (عليه السلام) وطلب منه أن يحيها، وفعلا قام عيسى وذهب معه وأحياها بأذن الله عز وجل كما جاء في الإنجيل: ( فلما أخرج الجمع، دخل وامسك بيد الصبية فنهضت، وذاع خبر ذلك في تلك البلاد كلها)( متى 9).
    بل إن المسيحيين يعتقدون إن المسيح (عليه السلام) مات وقام بعد موته بثلاثة أيام:
    (واذهبا بسرعة واخبرا تلاميذه انه قد قام من بين الأموات، وها هو يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه ها أنا قد أخبرتكما)( متى 28) .
    وجاء في إنجيل لوقا إن عيسى (عليه السلام) قام بأحياء ابناً لامرأة أرملة ( ولما اقترب من باب المدينة إذا ميت محمول وهو ابن وحيد لامه التي كانت أرملة وكان معها جمع كبير من المدينة. فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها: ((لا تبكي)). ثم تقدم ولمس النعش، فتوقف حاملوه. وقال: (أيها الشاب لك أقول: قم، فجلس الميت وبدأ يتكلم فسلمه إلى أمه)( - لوقا7.) .
    بل إن تلاميذه الذين أرسلهم إلى بعض المناطق كانوا يحيون الموتى، وكذلك كان من شانهم بعده فقد جاء في الإنجيل:
    ( وكان في يافا تلميذةٌ اسمها طابيثة، وباليونانية دوركاس، أي غزالة، تصرف كل وقتها في الأعمال الصالحة وإعانة المحتاجين. فمرضت في ذلك الوقت وماتت. فغسلوها ووضعوها في الغرف العليا. ولأن لدة قريبة من يافا، عرف التلاميذ إن بطرس فيها، فأرسلوا إليه رجلين يقولان له: ( تعال إلينا ولا تتأخر ). فقام بطرس مسرعا ورجع معهما إلى يافا. فلما وصل صعدوا به إلى الغرفة العليا، فأستقبله الأرامل باكيات يرينه القمصان والثياب التي خاطتها دوركاس عندما كانت معهن على قيد الحياة. فأخرج بطرس الناس كلهم، وسجد وصلى، ثم التفت إلى الجثة وقال: ( طابيثة ، قومي ! ) ففتحت عينيها، ولما رأت بطرس جلست. فمد يده إليها وأنهضها، ثم دعا الأخوة المقدسين والأرامل وأحضرها حية )( أعمال الرسل 9 ، 10)
    ولم يقتصر الاعتقاد بالرجعة على المسيحيين فقط.
    فقد انقسم اليهود في ذلك إلى طائفتين طائفة تقول بالرجعة أو قيامة الأموات وأخرى تنكرها، فالفريسيون يذهبون إلى القول بالرجعة والصدوقيين ينكرونها، وقد جاء في النص الإنجيلي:
    ( وكان بولس يعرف إن بعضهم صدوقيون والبعض الآخر فريسيون، فصاح في المجلس: ( أيها الأخوة، أنا فريسي ابن فريسي. وأنا أحاكم الآن لأني أرجوا قيامة الأموات ).
    فلما قال هذا، وقع الخلاف بين الفريسيون والصدوقيين وانقسم المجلس، لأن الصدوقيين لا يؤمنون بقيامة الأموات وبوجود الملائكة والأرواح، وأما الفريسيون فيؤمنون بهذا كله. فأرتفع الصياح، وقام بعض معلموا الشريعة من الفريسيين وأخذوا يحتجون بشدة وقالوا:
    (لا نجد جرماً على هذا الرجل. ربما كلمة روح أو ملاك ). واشتد الخلاف حتى خاف القائد إن يمزقوا بولس تمزيقاً، فأمر جنوده بأن ينزلوا إليه وينتزعوه من بينهم ويأخذوه إلى القلعة)( أعمال الرسل 23)
    إن الشواهد على الرجعة في الأمم السابقة كثيرة جداً منها ما جرى على نبي الله أيوب (عليه السلام) حيث مات جميع أولاده وذهبت أمواله ويبست أرضه وماتت مواشيه، أما هو فقد ابتلاه الله عز وجل بالمرض، ثم انه لما صبر ولم يتزلزل أيمانه، شفاه الله وأعاد إليه أمواله وأحيا أولاده ورد عليه مواشيه، و أما قصة أصحاب الكهف فهي غير خافية على أحد .
    فقد كان أصحاب الكهف فتية آمنوا بالمسيح (عليه السلام) وكانوا وزراء الملك الروماني آنذاك، ومستشاريه ولما علم بإيمانهم بالمسيحية سجنهم وحاول قتلهم ولكنهم نجحوا في الهروب من السجن، فخرجوا من المدينة ولجئوا إلى كهف بعيد عنهم، وتبعهم راع هو وكلبه ودخلوا الكهف، فألقى الله عليهم النعاس، فناموا ولما استيقظوا من نومتهم تلك وبعثوا أحدهم إلى المدينة وجدوا إن كل شيء قد تغير، وان الدين المسيحي قد انتشر وأصبح الناس كلهم مسيحيين، فعرف الناس إنهم أصحاب الكهف الذين أماتهم الله قبل أكثر من ثلاثمائة سنة .
    وهذه القصة معروفة ولا يستطيع أحد أن ينكر وقوعها، وقد ذكرت في القرآن وأحاديث النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) .
    وقد صدق بها المسلمون واعتقدوا بوقوعها، بل إن المسلمين قد دونوا في كتبهم بعض الأحاديث والروايات الشريفة التي تذكر إن أصحاب الكهف يخرجون مرة أخرى مع المهدي المنتظر في آخر الزمان.
    أضف إلى هذا كله إن الصابئة يعتقدون برجعة يحيى بن زكريا (عليهما السلام) في آخر الزمان، كما إن اليهود يعتقدون برجعة نبي الله إيليا (عليه السلام).
    إذن فمفهوم الرجعة لا يقول به الشيعة فقط بل إن الكثير من الأمم قد آمنوا به، بل قامت عقيدة البعض منهم على هذا المفهوم في فكرة المصلح الذي ينتظرون خروجه آخر الزمان.
    ولا يعتقد البعض إننا إذ نذكر هذه القصص والحوادث إنما نرجع فيها إلى كتاب المسلمين (القرآن)، بل إن هذه القصص قد جاء ذكرها في كتب أهل الديانات وهي معروفة وشائعة عندهم وأصبحت من ضمن الأمور التي يعتقدون بوقوعها بل إنهم يفتخرون بها ويذكرونها دائماً باعتزاز.
    فاليهود مثلاً يفتخرون بقصة عزير وأيوب (عليهما السلام)، كما إن المسيحيين يفخرون بأفعال عيسى (عليه السلام) وكيف كان يحيي الموتى أما أهل الكهف فصاروا مثالاً يحتذي به عندهم في الإيمان ومواجهة الظالم والتضحية من أجل العقيدة والدين .
يعمل...
X