إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأدلة على الرجعة الروحية

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأدلة على الرجعة الروحية

    منقول من موسوعة القائم ( من فكر أبي عبد الله الحسين القحطاني

    الأدلة على الرجعة الروحية
    قلنا إن ما عليه الشيعة الإمامية القائلين بالرجعة المادية ، إن الرجعة تكون بالأجساد، وإنها تكون قبل قيام الساعة، وهذا ما أجمعت عليه الفرقة وليس في ذلك اختلاف.
    ولكن من خلال هذا البحث سوف نقوم بتقديم الأدلة التي تثبت وجود رجعة روحية تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام)، أو تكون مقارنة لقيامه المقدس صلوات الله وسلامه عليه .
    1- جاء في الرواية الشريفة عن أبي الجارود عمن سمع علياً (عليه السلام) يقول: (العجب كل العجب بين جمادي ورجب ، فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه ؟
    فقال ثكلتك أمك وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته وذلك تأويل هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }( ) فإذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك في أي وادٍ سلك وذلك تأويل هذه الآية {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكثر نَفِيراً })( بحار الأنوار ج53 ص60).
    وقد جاء في الرواية الشريفة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له يا أمير المؤمنين ما هذا العجب التي لا تزال تكرره في خطبتك كأنك تحب أن تسال عنه ؟
    قال: ويحك يا صعصعة مالي لا أعجب من أموات يضربون هامات الأحياء من أعداء الله وأعدائنا فكأني انظر إليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والظانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل أهل البيت (عليه السلام) قال صعصعة: يا أمير المؤمنين ؟ أموات الدين أم أموات القبور ؟
    قال: لا والله يا صعصعة بل أموات القبور، يكرون إلى الدنيا معنا لكأني انظر إليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم يالثارات الحسين)( مختصر بصائر الدرجات ص198).
    فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا إن الذين يرجعون هم أموات القبور وهذا الحدث والعجب عد من العلامات للإمام المهدي، أي انه يقع قبل قيام الإمام (عليه السلام)، فإن المقصود بالرجعة قبل قيامه (عليه السلام) هي الرجعة الروحية وليست المادية، حيث إن أنصار الإمام سيخوضون حرباً في الكوفة ضد أعداء الله ورسوله وسترجع أرواح بعض المؤمنين بتسديدهم وتأييدهم.
    2- جاء في الكافي عن بكير بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام) :
    (.... ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهل الأرض يجعلها له معقلا ثم يتصل به وبأصحابه خبر المهدي فيقولون له يا بن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (عليه السلام) اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو وما يريد، وهو يعلم والله انه المهدي (عليه السلام) وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الأمر إلا الله .
    فيخرج الحسين (عليه السلام) وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين سيوفهم فيقبل الحسين (عليه السلام) حتى ينزل بقرب المهدي (عليه السلام)، فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وماذا يريد، فيخرج بعض أصحاب الحسين (عليه السلام) إلى عسكر المهدي فيقولون أيها العسكر الجائل من انتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد.
    فيقول أصحاب المهدي (عليه السلام) هذا مهدي آل محمد (عليه السلام) ونحن أنصاره من الجن والإنس والملائكة .
    ثم يقول الحسين (عليه السلام) خلوا بيني وبين هذا فيخرج إليه المهدي (عليه السلام) فيقفان بين العسكرين، فيقول الحسين (عليه السلام): إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) ...
    ثم يقول الحسين (عليه السلام) يا بن رسول الله أسالك أن تغرس هراوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في هذا الحجر الصلد وتسأل الله أن ينبتها فيه ولا يريد بذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي (عليه السلام) حتى يطيعوه ويبايعوه: ويأخذ المهدي (عليه السلام) الهراوة فيغرسها فتنبت فتعلوا وتفرع وتورق حتى تظل عسكر الحسين (عليه السلام).
    فيقول الحسين (عليه السلام) الله أكبر يا بن رسول الله مد يدك حتى أبايعك فيبايعه الحسين (عليه السلام) وسائر عسكره إلا أربعة آلاف ...)( كتاب الأم للشافعي ج6 ص86).
    يتبين لنا من هذه الرواية للوهلة الأولى إن الحسين (عليه السلام) يكون مطيعاً للإمام المهدي(عليه السلام) ويكون تابعاً وهذا ما لا يقبله الإمام المهدي(عليه السلام) لأبيه الحسين(عليه السلام) فإن من الثابت عندنا إن الحسين (عليه السلام) أشرف وأفضل من ابنه المهدي (عليه السلام) .
    ثم إن أتباعه إذا كانوا يؤمنون بان قائدهم هو الحسين (عليه السلام) والذي قوله وفعله وتقريره حجة عليهم وهو الإمام المفترض الطاعة فما معنى إن الحسين (عليه السلام) يطلب من المهدي اليقين والمعجزة أو أن يظهر مواريث الأنبياء فقد كان من الممكن إن الحسين (عليه السلام) يخبر أصحابه إن صاحب العسكر المقابل هو المهدي (عليه السلام) وان عليهم بيعته وأتباعه وطاعته ويجب عليهم حينئذ الامتثال لكلام المعصوم ولا حاجة إلى البينات التي طلبها الحسين (عليه السلام) .
    ثم إنهم لو كانوا يعتقدون إن قائدهم هو الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) فكيف يعصي أربعة آلاف شخص أمره بعد أداء البيعة للمهدي (عليه السلام) وهم من كانوا قبل ذلك يأتمرون بأمره (عليه السلام) .
    وبملاحظة هذه النقاط يتضح لنا إن صاحب الجيش والذي بايع المهدي ليس الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) بل هو احد ممهدي الإمام المهدي (عليه السلام) وهو سيد علوي من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وانه مسدداً بروح الحسين (عليه السلام) لذلك عبر عنه بالرواية بالحسين ولم يقل الإمام الحسين (عليه السلام).
    واليك ما يؤكد ذلك ، فقد جاء في الرواية الشريفة:
    ( ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا آل احمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ليست من فضة ولا ذهب بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (عليه السلام).
    ويقول يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا ؟ فيقول : أخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو ؟ وما يريد ؟ وهو والله يعلم انه المهدي وانه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو ؟
    فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد أين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟
    فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي (عليه السلام) حتى يبايعوه فيقول الحسني الله أكبر مد يدك يا ابن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألف ... )( بحار الأنوار ج53 ص15) .
    فلو لاحظنا هذه الرواية لوجدناها تحمل نفس مضمون الرواية السابقة التي جاءت باسم الحسين وهذا ما يؤكد إن الروايتين تتحدثان عن شخص واحد لا شخصين وهو السيد الحسني اليماني والمشار إليه في الرواية السابقة الحسني الفتى الصبيح المسدد والمؤيد بروح الإمام الحسين (عليه السلام) ولذلك سمي بالحسين في الرواية الأولى وبهذا تتضح لنا إن هناك رجعة روحية تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام) أو مقترنة زماناً بقيامه الشريف.
    3- روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
    ( يخرج مع القائم (عليه السلام) من ظهر الكوفة سبع وعشرين رجلاً، خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكوفة ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً)( روضة الواعظين ص266).
    والملاحظ من الرواية الشريفة إن هؤلاء السبعة والعشرين رجلاً يخرجون من ظهر الكوفة كما انهم يكونون حكاماً للإمام المهدي (عليه السلام) في البلاد، ونحن نعلم إن الحكام الذين يبعثهم الإمام المهدي (عليه السلام) في الأقاليم هم أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر.
    فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( كأني انظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه )( الكافي ج8 ص318).
    فيلزم من هذا أن يكون السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون مع القائم من ظهر الكوفة والذين وصفتهم الرواية بان الإمام يبعثهم حكاماً، هم من الثلاثمائة والثلاثة عشر لأن هؤلاء هم حكام الأرض كما ذكرت الرواية الثانية وهناك عدة ملاحظات :
    أ- لو كانت الرجعة المقصودة في رواية المفضل التي تتحدث عن السبعة وعشرين رجلاً، رجعة مادية للزم أن لا يترك واحداً من هؤلاء الرجال السبعة وعشرين الإمام المهدي (عليه السلام) في أي حال من الأحوال، ولا يقع الشك منهم بشخصه مطلقاً، وذلك لمكانتهم ومقامهم الرفيع ومنهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأوصياء موسى (عليه السلام)، كما إنهم قد عرفوا حقائق الأمور فكيف يمكن أن نتصور أنهم يتركوا الإمام المهدي (عليه السلام) ويشكوا فيه (عليه السلام).
    فقد جاء في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
    ( كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأ على الناس فيجفلون إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأً حتى يرجعوا إليه وإني لأعلم علم الكلام الذي يتكلم به )( إلزام الناصب ج2 ص260.
    فمن هذه الرواية يتضح إن جميع أصحاب المهدي (عليه السلام) يتركونه نتيجة كلام لا يحتملونه من الإمام (عليه السلام) إلا اثنا عشر رجلا منهم هم الوزير واحد عشر رجلا وهم النقباء، فلو تنزلنا وقلنا إن هؤلاء الإثنا عشر النقباء هم من السبعة وعشرين رجلاً الذين يرجعون ويخرجون من ظهر الكوفة فما بال الباقين منهم وهم على هذا يكونون خمسة عشر رجلا، فهل شكوا هم أيضا بالإمام (عليه السلام) ؟ فلو كان كذلك فما الحكمة من إرجاعهم ؟ وهل يقبل بذلك عاقل يا ترى؟!.
    فإن الله حينما أرجعهم، أرجعهم لغاية، وهي نصرة الإمام (عليه السلام) وطاعته في كل حال فكيف نتصور خلاف ذلك.
    ب- ثم يرد أيضا لو كانت الرجعة المقصودة هنا رجعة مادية فما معنى إنهم يخرجون من ظهر الكوفة ؟ فإن أماكن دفنهم متفرقة ويلزم أن يخرج كل منهم من موضع قبره.
    ولكن الصحيح والذي هو الحق إن الرجعة المقصودة هنا رجعة روحية، فإن هؤلاء السبعة وعشرين رجلاً الذين يخرجون من ظهر الكوفة، هم ممن يوفقون إلى نصرة الإمام (عليه السلام) من المنتظرين له في آخر الزمان، ويكونون مسددين بأرواح سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى (عليه السلام) وسبعة من أهل الكوفة القدماء ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة والمقداد ومالك الأشتر .
    4يتبع يتبع

  • #2
    [COLOR="DarkGreen"]- وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: ( لو قد خرج قائم آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكرويين يكون جبرائيل أمامه وميكائيل عن يمينه واسرافيل عن يساره والرعب مسيره عن أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه ، أول من يتبعه محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) وعلي (عليه السلام) الثاني، ومعه سيف مخترط ، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر )( غيبة النعماني ص240).
    فمن هذه الرواية الشريفة وروايات أخرى كثيرة في هذا الصدد تركناها مراعاة للاختصار يظهر إن أول من يتبع الإمام المهدي (عليه السلام) هو محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) والثاني هو علي (عليه السلام) ولا يمكن أن نتصور في حال من الأحوال إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أو الإمام علي (عليه السلام) يكونان تابعين للإمام المهدي (عليه السلام) وإن ذلك يكون بالرجعة المادية .
    فهذا لا يمكن قبوله مطلقاً ولكن الأولى والأصح إن يكون المقصود من أتّباع محمد وعلي (صلوات الله عليهما) للمهدي بالرجعة الروحية فإن روح النبي المصطفى تكون مع الإمام المهدي (عليه السلام) مسددة ومؤيدة وإن روح الإمام علي (عليه السلام) تكون مسددة ومؤيدة لوزير المهدي (عليه السلام) وهذا شاهد ودليل آخر على الرجعة الروحية .
    5- عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
    ( يكن مع القائم ثلاثة عشر امرأة قلت وما يصنع بهن ؟ قال: يداوين الجرحى ويقيمن على المرضى كما كان مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قلت: فسمهن لي، قال: القنوى بنت رشيد وأم أيمن وحبابة الوالبية وسمية وأم عمار بن ياسر....)( دلائل الإمامة ص484).
    وفي هذه الرواية أيضا دليل على الرجعة الروحية، حيث إن الرجعة المادية تكون بعد دولة الإمام المهدي (عليه السلام) كما هو ثابت عند الشيعة.
    6- عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
    ( يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم (عليه السلام) أنت على يمين القائم تأمر وتنهى والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم )( دلائل الإمامة ص464).
    وفي هذا دلالة واضحة أيضا على الرجعة الروحية ، فإن هؤلاء الأربعة والأربعين ومعهم المفضل لا يمكن إن نتوقع منهم إن يتركوا الإمام (عليه السلام) كما ذكرنا في الفقرة ثالثاً ثم إن ذلك خلاف الحكمة التي من اجلها رجعوا إذا كان المقصود رجعتهم مادية .
    7- وعن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (وتلا هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ} الآية قال: ليؤمنن برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) ولينصرن علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: ولينصرن أمير المؤمنين ؟ قال: نعم والله من لدن آدم فهلم جرا، فلم يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين )( بحار الأنوار ج53 ص41) .
    إن هذه الروايات الشريفة تدل على رجعة الأنبياء جميعاً وبدون استثناء إلا إن هذا القول لم يقل به أحد فإن من المستبعد رجعة جميع الأنبياء (عليهم السلام) بالرجعة المادية.
    8- عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
    (إن الله تبارك وتعالى أحد واحد، تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور، وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتج على خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء، حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه، وذلك قبل أن يخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا، وذلك قوله عز وجل " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وآله ولتنصرن وصيه، وسينصرونه جميعا.
    وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد صلى الله عليه وآله بالنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمدا وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوه، ووفيت لله بما أخذ علي من الميثاق والعهد، والنصرة لمحمد صلى الله عليه وآله ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصرونني، ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله كل نبي مرسل، يضربون بين يدي بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعا)( بحار الأنوار ج53 ص20-46).
    وإلا لو أن الأنبياء (عليهم السلام) يرجعون كلهم لما تأخر قيام الإمام المهدي (عليه السلام) إلى يومنا هذا فقد دلت الروايات المعصومية الشريفة إن الإمام (عليه السلام) لا يقوم حتى يجتمع له أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر ولا يخرج من مكة حتى يجتمع له أنصاره العشرة آلاف .
    فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث دخل عليه رجل فقال له:
    (سيدي ما أكثر شيعتكم فقال له الإمام: اذكرهم فقال الرجل: كثير، فقال له الإمام تحصيهم ؟ فقال الرجل: هم أكثر من ذلك، فقال (عليه السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وثلاثة عشر كان الذي تريدون ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ولا يمدح بنا معلناً ولا يخاصم بنا غالياً ولا يجلس لنا عايباً ولا يحدث ثالباً ولا يحب لنا مبغضاً ولا يبغض لنا محباً.
    فقال الرجل : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون ؟ فقال الإمام (عليه السلام) فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيف يقتلهم واختلاف يبددهم)( إلزام الناصب ج1 ص244).
    وعنه (عليه السلام) أيضا قال: ( لا يخرج القائم من مكة حتى تكتمل الحلقة قال الراوي: وكم الحلقة ؟ فقال عشرة آلاف )( بحار الأنوار ج52 ص367) .
    فالذي دلت عليه هذه الروايات وغيرها إن الإمام المهدي (عليه السلام) لا يقوم ولا يخرج من مكة حتى يجتمع له عشرة آلاف وثلاثمائة وثلاثة عشر، علماً إن الأنبياء (عليهم السلام) يبلغ عددهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي والرواية المتقدمة تقول يرجع جميع الأنبياء (عليهم السلام) وهذا العدد أضعاف العدد المطلوب لقيام وخروج المهدي.
    فلو كانت رجعة الأنبياء المقصودة في الرواية مادية لاقتضى ذلك إن يقوم الإمام منذ مئات السنين، ولما لم يقم ولم يخرج إلى يومنا هذا ثبت إن رجعة الأنبياء (عليهم السلام) روحية أي رجوع أرواحهم الطاهرة لتسدد وتؤيد بعض المؤمنين في آخر الزمان الذين ينصرون الإمام المهدي (عليه السلام) ويكونون له أعوانا في إقامة الحق والعدل والقضاء على الظلم والجور .

    يتبع يتبع
    COLOR]

    تعليق


    • #3

      9 - عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن إبليس قال: { انظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } فأبى الله ذلك عليه { قَالَ فإنكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إلى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} فإذا كان يوم الوقت المعلوم، ظهر إبليس لعنه الله في جميع أتباعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين فقلت: وإنها لكرات ؟
      فقال: نعم، إنها لكرات وكرات ما من إمام في قرن إلا ويكر معه البر والفاجر في دهره حتى يديل الله المؤمن من الكافر)( بحار الأنوار ج53 ص42).
      وعن أمير المؤمنين في إحدى خطبه أنه قال: ( وان لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرات، وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات وأنا قرن من حديد وأنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما))( مختصر بصائر الدرجات ص148).
      وعن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين قال: ( أنا صاحب الميسم، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب الكرات، ودولة العدل )( بحار الأنوار ج53 ص119).
      وعن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لقد أعطيت الست: علم المنايا والبلايا (والوصايا) وفصل الخطاب، واني لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس)( بحار الأنوار ج53 ص101).
      من هذه الروايات الشريفة يتضح لنا إن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أكثر من كرة وأكثر من رجعة، وانه لا يوجد إمام إلا ويكر، إلا إننا لو قلنا إن هذه الكرة المقصودة هنا هي كرة مادية أي إن الأئمة (عليهم السلام) يكرون بأجسادهم، فلماذا لم نسمع وطيلة العهود المنصرمة ولم نجد كتاباً يخبرنا انه قد وقعت كرة أو رجعة وظهر أحد الأئمة (عليهم السلام).
      ثم إننا لو سلمنا جدلاً إن الكرة المقصودة في هذه الروايات الشريفة بالأجساد وأنها تكون أكثر من كرة لأمير المؤمنين (عليه السلام) فأقول :
      إننا لم نسمع ولم نجد في كتاب أن أمير المؤمنين ( عليه السلام) كانت له كرة في عصر من العصور بعد استشهاده على يد الخارجي الملعون بن ملجم، ولم نسمع أو نقرأ لو سلمنا إن أمير المؤمنين كر في عصر من العصور انه قتل أو مات أو إن هناك حرباً قد وقعت بين طائفة من المسلمين وأخرى من الكافرين أو المشركين أو الخوارج، ولو كانت تلك الكرات والرجعات مادية أي بالجسد الشريف لأمير المؤمنين فلم لم يذكر لنا الأئمة كيف يموت أو يقتل.
      والحقيقة إن هذه الروايات المتقدمة والتي تشير إلى وجود أكثر من كرة ورجعة لا نستطيع حملها على الرجعة المادية ولا يمكن تفسيرها وقبولها إلا على القول بالرجعة الروحية حيث لا مانع من أن تسدد روح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أكثر من شخص في أكثر من وقت ولا مانع أن تسدد أرواح الأئمة بعض الأشخاص المؤمنين المتقين.
      أي إن أرواح الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تسدد أولئك المجددين للدين الذين يظهرون على رأس كل مائة عام وعندئذ يصدق ما ورد في الروايات حول تعدد الكرات والرجعات .
      وبهذا نختصر البحث ونكتفي بما ورد من الأدلة التي تثبت الرجعة الروحية فقد توافقت السنة مع القران في إثبات الرجعة الروحية حيث إن الأدلة عليها كثيرة جداً، ونختم الكلام حولها بهذه الرواية الشريفة :
      فعن عباية الأسدي قال : سمعت أمير المؤمنين وهو متكئ وأنا قائم :
      (لابنين بمصر منبراً، ولانقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ولأسوقن العرب بعصاي هذه، قال: قلت له: يا أمير المؤمنين كأنك تخبر انك تحيى بعدما تموت ؟ فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يفعله رجل مني)( بحار الأنوار ج53 ص60) .
      وفي هذه الرواية الشريفة دليل واضح على الرجعة الروحية ، فإن الإمام أمير المؤمنين كان ينسب هذه الأفعال إلى نفسه ، ولما سأله الراوي هل انه يحيى بعد الموت قال له هيهات فقد نفى (عليه السلام) أن يرجع بعد الموت، ولكنه قال يفعله رجل مني إشارة إلى إن روح الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) هي التي تسدد وتؤيد ذلك الرجل الذي هو في الواقع من ذريته ليقوم بهذه الأعمال التي عددها أمير المؤمنين (عليه السلام) .
      وأما من قام بتأويل هذه الرواية لعدم قدرته على ردها أو رفضها ولعدم معرفته بحقيقتها، وأولها بان أمير المؤمنين (عليه السلام) اتقى من عباية لأنه علم انه لا يستطيع تحمل هذا الأمر، كما فعل الشيخ الصدوق (قدس) حيث أورد تعليقاً عليها جاء فيه: ( إن أمير المؤمنين اتقى عباية الاسدي في هذا الحديث واتقى ابن الكوا في الحديث الأول لأنهما كانا غير محتملين لأسرار آل محمد ( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) إن كلام الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) يرد عليه :-
      1- لو كان جواب أمير المؤمنين لعباية تقية نقول ما الداعي الذي دعا أمير المؤمنين إن يتكلم بهذا الكلام إذا كان هناك من لا يستطيع تحمله كعباية الاسدي كما يقول الشيخ خاصة وان أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يسأل فيضطر إلى الإجابة وبالتالي إستعمل التقية .
      فالرواية تخبرنا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) تحدث بهذا الأمر من تلقاء نفسه، ولم يسأله أحد ولو كان الأمر كما يقول الشيخ، فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلم بأن عباية لا يحتمل هذه الأسرار، لكان امتنع عن الحديث بهذا الأمر أصلا ولا حاجة إذن لاستعمال التقية المدعاة هنا .
      ثم إن هناك روايات كثيرة تؤكد إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يذكر الرجعة ورجوع الأموات من على منبره الشريف والناس خاصتهم وعامتهم الموالي والمنافق يستمع له كالرواية التي مرت علينا حيث قال :
      ( يا عجباً كل العجب بين جمادي ورجب فقام صعصعة بن صوحان العبدي فقال له: يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تكرره في خطبتك كأنك تحب أن تسأل عنه ؟
      قال : ويحك يا صعصعة مالي لا أعجب من أموات يضربون هامات الإحياء من أعداء الله وأعدائنا فكأني انظر إليهم وقد شهروا سيوفهم على عواتقهم يقتلون المشككين والضانين بالله ظن السوء والمرتابين في فضل أهل البيت عليهم السلام قال صعصعة : يا أمير المؤمنين أموات الدين أم أموات القبور؟
      قال: لا والله يا صعصعة بل أموات القبور يكرون إلى الدنيا معنا لكأني انظر إليهم في سكك الكوفة كالسباع الضارية شعارهم يالثارات الحسين )( مختصر بصائر الدرجات ص198) .
      فإن الملاحظ من هذه الرواية إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يخطب في جموع الناس، ومن المعلوم إن الكثير من المنافقين كانوا في الكوفة فلو كان في الكلام عن الرجعة تقية فلم لم يتقي أمير المؤمنين هؤلاء الناس ومن المؤكد إن فيهم الكثير من الذين لا يؤمنون بالرجعة ولا يقرون بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
      فلو كان في الأمر تقية لكان الأولى أن يتقي أمير المؤمنين (عليه السلام) من هؤلاء الناس بدلاً من أن يتقي من عباية الاسدي الذي هو من موالي أهل البيت (عليهم السلام).[/

      تعليق


      • #4
        الاخ الاشتر: شكراً على هذا الجهد الرائع حعله الله في ميزان حسناتك ومزيداً من المشاركات

        تعليق


        • #5
          هذا العلم من النور المهدوي الذي قذفه الله تعالى على قلب أحد اولياءه
          وفقت اخي الاشتر
          عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

          ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
          .

          تعليق

          يعمل...
          X