بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
اعراض الشيعة عن الامام المهدي (ع) هو سبب الغيبة ( الدليل الرابع )
{ الدليل الرابع }
عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان الرواية طويلة أخذت منها موضع الحاجة إلى أن قال الإمام المهدي ( ع ) { وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ وجل يقول ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ( إنه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي }
لماذا إذا عرف السائل ( وهو انسان مؤمن) علة الغيبة سوف يسوءه سببها و أمرها ويسوء كل مؤمن وهل الامر متعلق به او بالمؤمنين , ثم اليس الأولى بالمسيئين والخاطئين والعاصين إن يسوءهم كشف سبب الغيبة فهم أولى بالسوء من المؤمنين ,لان الائمة قالوا {اذا غضب الله على قوم نحانا من جوارهم }
إذ إن رفع الحجة عن الناس لا يضر سوى الحق وأتباعه ولا يفرح به سوى إبليس وأتباعه من الإنس والجن . و هل عدم وجود الإمام ظاهراً للمؤمنين فيه سبب وجيه أو فائدة , فهذا من المحال ومن غير المعقول ولا يقول به احد سوي اذاً لماذا الإمام المهدي ) ع ( قرن في جوابه لاسحاق بن يعقوب قضية البيعة وماذا كان يقصد حينما قال { لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا لأحد بيعة من الطواغيت في عنقي}
أقول : إن الإمام حينما ذكر أبائه عليهم السلام وذكر بيعتهم للطواغيت مباشرة بعد ان رفض كشف سبب الغيبة لاسحاق وأشارته له الى تعلق كشف الغيبة بك يا اسحاق وبالمؤمنين بقوله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) يريد أن يشير إلى أمر مهم وهو إن الناس الذين عاصروهم عليهم السلام لم ينصروهم بل نصروا الطواغيت الذين هم عدوا لإل محمد عليهم السلام فألجأ هذا الأمر (عدم النصرة ) الأئمة عليهم السلام إلى بيعة الطواغيت كما فعل أمير المؤمنين مع أبا بكر وعمر وعثمان لو نهضوا المهاجرين والأنصار مع أمير المؤمنين عندما استنهضهم لقتال الغاصبين الظالمين لما بايع أمير المؤمنين هؤلاء ولما كانت لأمير المؤمنين بيعة في عنقه لهم عليهم اللعنة
وكذلك الأمر جرى مع الإمام الحسن عليه السلام و بنفس الطريقة فقد بايع الإمام طاغية زمانه ( معاوية ) عليه اللعنة إلى ابد الآبدين وما ذلك إلى بسبب الناس الذين ناصروا الباطل وخذلوا الحق المتمثل بالإمام الحسن عليه السلام وقال عليه السلام مبين سبب بيعته للطاغوت { أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي، وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما. فو الله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسيره أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت - إلى أن قال - . فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر، وجهل من الناس يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على } بحار الأنوار - ج 44- ص22
ولم يكن المطلوب لنصرة الدين ولنصرة ال محمد عليهم السلام عدد كبير مقارنة مع الذين يدعون انهم اشياع الائمة ,بل الامر يتطلب بضع عشرات فقط ولكن لا يوجد مع شديد الأسف لا يوجد هؤلاء القلة القليلة من بين كل من يدعي التشيع لال محمد :
فقد ورد في الأحاديث الشريفة إن الإمام الصادق (ع) لم يطلب سوى سبعة عشر فرد مؤمن يثق بهم وبدينهم لكي يجاهد الطواغيت والفاسدين لكن عجز المحبون والموالون والمتشيعون أن يكون فيهم هذا العدد القليل بل اقل من القليل بالنسبة لإعدادهم الكبيرة فقد جاء عن سدير الصيرفي عن أبي عبد الله ( ع ) انه قال { والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر} فهذا العدد القليل لو كان موجود في زمان الامام الصادق عليه السلام لما سكت الامام عن الطواغيت ولما كانت في عنقه بيعة لهم ,
وينسحب على الامر على كل الامة عليهم السلام فبيعتهم للظلمة كانت بسبب خذلان الناس لهم والا كيف يقبل الله لاوليائه ان يبايعوا الظلمةوهو الذي امرهم بالكفر بهم لكن كما قلنا خذلان الناس لهم جعلهم في تقية طويلة ستستمر الى قيام القائم عليه السلام .
اما الامام امهدي عليه السلام فبعد الولادة كانت الغيبة وتلتها اخرى وهو الان غائب وعند قيامه سيكون له انصار يقونه بأنفسهم ويحابون دونه ,
فيكون الفرق بين الإمام المهدي والأئمة عليهم السلام في قضية البيعة للظالمين واضح وهو الأنصار فأن الذي اجبر الأئمة على بيعة الظالمين هو قلة الأنصار مع قلة عدد المطلوبين من قبل الأئمة وسينتفي هذا السبب الموجب لبيعة الظالمين عند قيام القائم كما اشرنا اعلاه فأن العدد المطلوب { الثلاثة مائة وثلاثة عشر } سيكون مكتمل عند القيام المقدس وسيكون العدد المطلوب هو المانع لبيعة الإمام المهدي ( ع ) للظلم مكتمل وهو قول الإمام الباقر عليه السلام { إِذَا اجْتَمَعَ لِلْإِمَامِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاثُمِائَةٍ وَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقِيَامُ وَ التَّغْيِير } مستدركالوسائل 28- 78
وهذا الحديث يدلل أيضاً على إن الناس لا ينصروا الحق ولا ينصروا أل محمد إلى قيام الإمام عليه السلام ولبيان هذا الأمر نورد بعض الأحاديث الشريفة التي تبين المرحلة من زمان الائمة ومروراً الى الغيبة حتى قيام القائم عليه السلام
فقد جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه { كل ذلك لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ويحق القول على الكافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في كتابه بقوله: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) (النور 55) وذلك إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على يديه على الدين كله ولو كره المشركون } امير المؤمنين عليه السلام يخبرنا منذ ذلك الوقت والا اخر الزمان ان الاسلام سيندرس والقران سيهجر ويكون من يدعي حبه والقرب منه اشد عداوة له عليه السلام اقرب الناس إليه ليس المخالفين بل الشيعة هم اقرب إليه وسيكونون أشدهم عداوة له ,
وبعد مجيئه عليه السلام سيرجع الإسلام إلى نصابه من جديد كما أقامه سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله عند مجيئه في أيام الجاهلية الأولى وهذا واضح في كلام الإمام الصادق عليه السلام فقد قال} فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا { بحار الأنوار 2/246
مستل من موضوع كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام
هذا الموضوع مستوحى من فكر السيد القحطاني