بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
اعراض الشيعة عن الامام المهدي عليه السلام هو سبب الغيبة { الدليل السابع }
{ الدليل السابع }
جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل قال في جانب منه: { کل ذلک لتتم النظرة التي أوحاها الله تعالي لعدوه إبليس إلي أن يبلغ الکتاب أجله ويحق القول علي الکافرين ويقترب الوعد الحق الذي بيّنه في کتابه بقوله: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتي يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون } الاحتجاج 1: 256.
في هذه الرواية عدة اشارات مهمة
اولاً : إن الإمام علي عليه السلام في حديثه اشار الى علامة تسبق استخلاف الأرض من قبل الإمام المهدي عليه السلام وأصحابة الثلاثمائة والثلاثة عشر تكون قريبة جدا من يوم الاستخلاف وهذه العلامة هي كما وصفها الإمام ع { وذلک إذا لم يبقِ من الإسلام إلاّ اسمه } والإمام { ع } هنا يشير إلى ذهاب الإسلام كلياً ولا يكون على دين الإسلام احد قبل قيام القائم (ع) ويعضد هذا القول قول رسول الله ص فقد جاء عنه (ص ) انه قال { إنما بعثت بين جاهليتين لآخرهما اشد من أولهما } ( معجم أحاديث الإمام المهدي علي كوراني ج1 ص 44)
وعند مجيء الرسول الاكرم كان الناس يعبدون الحجارة والعيدان وكانوا مشركين وكافرين الا افراد قلائل هم قرابة الرسول الاكرم وكانوا يدينون بدين ابراهيم الخليل عليه السلام ,وباقي الناس هو اصحاب اصنام
والجاهلية التي اشار اليها الرسول ااكرم(ص) في حديثه والتي تسبق قيام الإمام المهدي عليه السلام اشد من الجاهلية التي سبقت مجيئه (ص ) , وكما كان حال الناس قبل البعثة النبوية سيكون حالهم قبل بعثة القائم (ع) ونفس الحالة في عبادتهم الاصنام وابتعادهم عن شرع الله ودخولهم الى شرع الشيطان الرجيم وللتوضيح اكثر أورد هذه الرواية الشريفة عن الإمام الصادق عليه السلام فقد قال { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا }
والدليل الأخر على خروج الناس من الإسلام هذه الرواية الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام فقد قال في خطبة له { فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع } الغيبة للنعمانى. وظهور البدع وتبديل لما انزل الله سبحانه وابطال السنن بدأ بعدقتل الامام الحسين بيد من كاتبوه وقالوا له ( من شيعتك وشيعة ابيك ) وجاء الرد عليهم من قبل ال محمد عليهم السلام بعد الخيانة (قلوبكم معنا و سيوفكم علينا) وهذا التبديل لما انزل الله مستمر وبوتيرةمتسارعة الى قيام القائم عليه السلام فهو من { المُنَتَظَرُ لاِقامَةِ الاَمْتِ وَالعِوَجِ ؟ أَيْنَ المُرْتَجى لاِزالَةِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ ؟ أَيْنَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ ؟ أَيْنَ المُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ ؟ أَيْنَ المُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ ؟ أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ } فلا يقوم الاسلام الا بقيام القائم ولا ينتهي هجران الكتاب الا بقطع الشيعة هجرانهم للامام عليهم السلام فهو والقران لا يفترقان حتى يردا الحوض
ثانياً : قوله عليه السلام { وغاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلک لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له } إن الأمام المهدي ع لم يستتر عن أعين الناس إلا عندما اتضحت بوادر الغدر والإعراض من الناس له عليه السلام والأمر الاخر الذي جعله عليه السلام يضطر للغيبة أن المقربين له كما تصف الرواية { وهم الشيعة المقربين منه } هم من أراد الغدر به كما غدروا بآبائه عليهم السلام من قبل بدليل قول الإمام علي عليه السلام ( لاشتمال الفتنة علي القلوب حتى يکون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له ) ومن المعلوم أن النواصب والمخالفين ليسوا اقرب الناس أليه فيكون الشيعة اقرب أليه من غيرهم وهم الوحيدون المؤمنون به عليه السلام والنتيجة تكون أن الإمام عليه السلام غاب بسبب إعراض الشيعة عنه عليه السلام وعدم نصرتهم له بل أرادوا الغدر به لو أمكنهم ذلك كما فعلوا بآبائه من قبللكن امره الله بالاختفاء لكي لا يقع بأيديهم كما وقع قبله الامام الحسين عليه السلام ,
اما عند اقتراب قيامه سيهيء الله سبحانه له انصار لا يكونوا كالذين عاصروا الائمةعليهم السلام مبرؤون من الخيانة ,
ستكون النصر حليف القائم عليه السلام مع هذه القلة القليلة المؤمنة به وسيمده الله سبحانه وتعالى بالملائكة والرعب وان لم ينصره اقرب الناس أليه { الشيعة } بدليل قول الامام عليه السلام { وعند ذلک يؤيده الله بجنود لم تروها ويُظهرُ دين نبيه صلي الله عليه و آله و سلم علي يديه علي الدين کله ولو کره المشرکون}
مستل من موضوع كشف اللثام عن سبب تأخر قيام الامام
تعليق