إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فيلم " المعرفة " لنيكولاس كيج ونظرية الإختطاف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم " المعرفة " لنيكولاس كيج ونظرية الإختطاف

    فلم "المعرفة" لنيكولاس كيج ومشهد الإختطاف من وجهة نظر جديدة

    لطالما كانت عقيدة مجئ المسيح الثاني محل جدل بين تيارين مختلفين ( الآرذدوكس والكاثوليك من جهة والبروتستانت من جهة ثانية ) فالأول يؤمن بالإختطاف السماوي المستوحى من كلام المسيح في إنجيله " وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة
    ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح " وهذا النص من انجيل متى ونصوص أخرى الفت تلك الفكرة الراسخة لدى المسيحيين من اتباع تلك الكانئس التقليدية حول العالم في كيفية مجئ المسيح الثاني قبل الدينونة ، أما الإتجاه الآخر فهو يرى أن هذا النص لا يعني بالضرورة أن لا ينزل المسيح للأرض ليملك خاصةً مع وجود نصوص أخرى تحكي عن وعد المسيح لأتباعه انه سيهدم الهيكل في ثلاث أيام ويحكم اليهودية ويملك على بيت إسرائيل ، ونصوص من سفر الرؤيا تؤيد هذا المطلب لن المسيح سيعود ليحكم ألفي سنة على الأرض ويلقي الشيطان في الهاوية الأبدية وهو ما اصطلح عليه فيما بعد بالحكم الألفي ، وبين هذا وذاك فقد كتبت العديد من الكتب والمؤلفات والأقلام ، غير أن ما لفت نظري ليس ذاك كله ولكن هو حين شاهدت احد الأفلام من إنتاج هوليود وهو فلم "المعرفة" للممثل الأمريكي المعروف نيكولاس كيج ، وقصة الفلم مجملاً تتحدث عن عالم فيزياء ملحد كان قد فقد زوجته في إحدى الكوارث ، وفيما كان ابنه التلميذ في المدرسة (كيلب) يحضر حفل توزيع لوحات طلاب قدامى قبل خمسين عام في نفس المدرسة يحضى بلوحة غريبة فيها رموز تظهر فيما بعد ان لها علاقة بكوارث مستقبلية ستحدث في الأرض، هذه الحوادث الغريبة ستحدث في الولايات المتحدة وهي تبدو متصلة مع وجود مخلوقات غريبة تلاحق ولده الوحيد (كيلب) ،عموماً أحداث الفلم تحاكي مشاهد نهاية العالم إذ تنذر الحكومة الأمريكية السكان بضرورة الإستعداد لتلقي إعصار شمسي يدمر الأرض ، الكاتب صوّر ان الإعصار سيقضي على كل انسان ما عدا المختارين وهم فئة فقط من الأطفال كما يظهر الفلم ، ومنهم كيلب هذا ، الكاتب اوالمخرج صور مفهوم الإختطاف من زاوية فهم الكنيسة التقليدية حول العالم حيث تكون مركبة فضائية فيها غرباء يبدو أنهم يقصد بهم ملائكة نازلين من السماء لجلب المختارين حول العالم ، الفلم كان مقبولاً بصورة إجمالية إلى حد مشهد الإختطاف الذي لم يبدو واقعياً أبداً ، وكأنه بعيد عن سياق الفلم ، صحيح أن هنالك حوادث رهيبة وقعت ربما دلت على قرب نهاية الزمان ، لكن الكثير من العلامات التي تحدث عنها الكتاب المقدس أهملها الكاتب والمخرج مثل سقوط الممالك والحروب والأمراض وظهور المسحاء الكذبة وغير ذلك ، على اعتبار انه فلم ديني ، فلو كان الفلم مستوحى من نظرة دينية بحتة كان الأولى أن يلقي الضوء على تلك الأمور أو العلامات التي تنبأ بالمجئ الثاني ، إذ ليس من العدل أن يختطف الطفل وحده بينما لم يذكر سبب مقنع لرفض صعود الأب معه ولده ، ولنفترض أن الأب لم يكن صالحاً كي يكون من المختارين أو المختطفين لكن المفروض أن تبدو القصة أكثر حبكة مثلاً ان يتعرض الرجل للعديد من الآختبارات قبل النهاية وقبل ان يستثنى من الإختطاف ، على العموم الإشكالات التي تؤجه للفلم هي إشكالات في الواقع توجه للفكرة ككل وهي مشهد الإختطاف في المفهوم الكنسي التقليدي ، بينما يكون الفهم البروتستانتي حول الحكم الألفي الأرضي أكثر مقبولية ، خاصةً مع وجود إشكالات حول علاقة معركة هر مجدون مثلاً التي ستشهد قتال المسيح واتباعه ضد الحية أو إبليس كما ورد في سفر الرؤيا " ثم نظرت وإذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفا لهم
    اسم أبيه مكتوبا على جباههم. وسمعت صوتا من السماء كصوت مياه كثيرة وكصوت
    رعد عظيم. وسمعت صوتا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم. وهم يترنمون"
    إذن هنالك معركة سيقودها المسيح بشكل مباشر بنفسه ضد أعدائه ، وهذا النص واضح الدالة والمعنى ، إضافةً إلى نص توراتي آخر يعضد الفكرة وهو ما ورد في سفر اشعياء " ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع
    أذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب
    الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متنيه والأمانة
    منطقة حقويه فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن
    معا وصبي صغير يسوقها. والبقرة والدبة ترعيان. تربض أولادهما معا والأسد
    كالبقر يأكل تبنا. ويلعب الرضيع على سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر
    الأفعوان. لا يسوؤون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة .."
    إذن النتيجة ان مشهد الإختطاف السماوي الذي صوره الكاتب للفلم فيه إشكالات عديدة ، ومنها عدم حدوث معركة هر مجدون أو معصرة غضب الرب ، ولا حكم قضيب جذع يسي في الأرض وهو المسيح وإلى اليوم ، اما ما يذهب اليه مفسرو الأناجيل بأن المسيح كم على الصليب فهو تفسير ضعيف لأنه لا يتناسب مع حقيقة وجود العديد من البشر اليوم هم بالملايين لا يؤمنون بالمسيح اصلاً ولا بحكمه ، ولم نشاهد الى اليوم ان ذئباً لعب مع الغنم او ان طفلاً يلعب مع حية ما ، بل ان الذئاب البشرية لا زالت تنهش بلحوم الغنم في كل ارجاء الأرض حتى ممن ينتحل محبة يسوع المسيح وخير مثال على ما نقول هي امريكا التي اذاقت سياستها شعوبنا وشعوب العالم الضيم والظلم الشديدين مع ذلك فهم يلهجون بحب المسيح وقد صرّح بوش الإبن في اكثر من خطاب له ان حربه على العراق انما هي تمهيداً لمجي المسيح ، فيا ترى من يكون الذئب ومن هو الحمل الوديع ؟...ولكي نتعامل مع النص الإنجيلي بشكل أكثر واقعية وهو النص القائل بمجئ للمسيح في السحاب إنما يعني وفق المنظور الحديث وما ذكره السيد القحطاني في اطروحة رجعة عيسى المسيح (ع) هو ركوبه الطائرة أو المركبة المحلقة في زمان مجيئه بشكل طبيعي وليس خارق للناموس ومن خلال وسائل الإعلام اليوم فإن مشهد اقل من هذا أهمية تصوره وتنقله لجميع المحطات ويترجم لجميع اللغات دون استثناء في اقل من نهار ، ولهذا فأننا نرى ان المسيح سيجئ راكباً طائرة أو مركبة مخترعة من قبل البشر ليدين العالم ويحكم الأرض فينزل إلينا ويقود معركة هرمجدون العظيمة فينتصر على الشر والباطل والجبروت العالمي الذي أذاق شعوب العالم المظلومة الأمرين ، فيا ترى هل سنعيش حتى نرى ذلك اليوم ؟... أرجو من الله ان يكحل عيني برؤيا سيدي قريباً جداً .
    شتاء عالم نارنيا يحتضر .. وربيع اصلان قريب
يعمل...
X