حقيقة الظل وعالم الذر
كثيرا ما نرى الموجودات ونرى ظلالها أثناء النهار حتى وصلت إلى حال أصبحت قضية واقعية لا تنفك عن النهار، فكلما خرجت الشمس وجدنا الظلال تختلف فيما بينها وأصبحت منذ زمن بعيد توقيتا للعرب والرومان والإغريق، ثم أتى القرآن وجعلها توقيتا للصلاة، ولكن يا ترى هل خطر ببال أحد منا أن هذه الظلال تشير إلى حقيقة مخفية وراء ذلك الشيء الذي نراه بالنهار أو عند تسليط الضوء على الموجودات أثناء الليل، وكان الناس الأوائل خصوصا في بعض الأمم الآسيوية يعتقد بأن الظل هو (الروح) وأن إيذاء الظل هو إيذاء للروح.
حيث كانوا يحسبون أن ظلهم جزء منهم حتى وصل الحال إلى جعل قانون يتشاءمون منه وهو كسر المرآة.
فترجع هذه الخرافة إلى أن الإنسان قبل اختراع المرآة كان ينظر بظله على سطح مياه الأنهار والبحيرات والظل عندهم جزء من حقيقة الإنسان، لقد أعطينا هذه المقدمة لكي لا نكون وحدنا الذين اعتقدنا بأن الظل يحمل شيئا لا نعرفه لأننا سوف نثبت بأن التفسير العلمي للظل هو غير حقيقي بل غير واقعي.
أن العلم الحديث (وخصوصا الفيزياء) يقول بأن الظل عبارة عن مساحة مظلمة تتكون خلف كل جسم معتم يسقط عليه ضوء صادر من مصدر واحد وقد تكون هذه المنطقة مظلمة تماما وقد تتكون حولها منطقة مضاءة قليلا تسمى شبه الظل، فالحق معهم لأنه تفسير فيزيائي.
لكن التفسير الفلسفي يختلف عن هذا فيجب أن يسأل الإنسان نفسه عن هذا الظل من أين أتى؟ وكيف يكون على شكل الموجود الساقط عليه الضوء ؟ والأكثر من ذلك فأن القدامى كانوا يلحقون الظلال ونظروا لها نظرة أخرى ورسموا بمساعدة الظلال ما يسمى بالخيال وهي الصورة الظلية لجسم الإنسان بمنزلة الصورة الفوتوغرافية وبعضهم أعتقد بأنه حقيقة ثابتة للإنسان، ولكن القرآن يأتي ويعطي نظريته التي هي المصداق الحي للآية الكريمة في قوله تعالى: {ألَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا}( ).
فأن الله جل جلاله يؤكد في هذه الآية بأن الظل ليس كما يفسره العلم بل هو أبعد من ذلك لأن بإمكانه أن يجعله ساكنا وإنما هو فضل من الله بأن جعله لنا لأمور كثيرة ذات مصلحة، وكذلك قد نقلت الروايات المؤكدة بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لم يكن له ظل علما بأنه جسم ولكن هذه معجزة ربانية ودليل على أن الظل سر عظيم.
أما الظل في ذكر أهل البيت (عليه السلام) فيفصّلونه تفصيلا باعتبارهم القرآن الناطق فقد ورد عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفري، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وعن عقبة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن الله خلق الخلق، فخلق ما أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت: وأي شئ الظلال ؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيء وليس بشيء، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله} ثم دعاهم إلا الإقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعضهم، ثم دعاهم إلى الإقرار بالله وهو قوله تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ثم دعاهم إلى الإقرار فأنكر بعض وأقر بعض ثم دعاهم إلى ولايتنا)( ).
وعن ابن محبوب عن ابن مرئاب عن بكير قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: (أن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم يوم أخذ الميثاق على الذر بالإقرار بالربوبية ولمحمد بالنبوة وفرض على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أمته في الظل وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن نعرفهم في لحن القول)( ).
لذا فأن نظرية أهل البيت (عليه السلام) بأن الظل له علاقة بعالم الذر حينما كنا أرواح بلا أجساد هو أمر ليس ببعيد، بل أن تفسيرات من سواهم (تفسيرات العلم الحديث) هي واهية حيث قد بينا بأن القرآن يقول بأن الظل من الله وبإمكانه أن يجعله ساكنا.
وكذلك قوله تعالى: {مثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}( ).
ويعني ظلها دائم علما أنه لم توجد هناك شمس ولا حر وقال تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ}( ).
وقال الله تعالى: {وظل ممدود} فهو بذلك يثبت بأن الظل دائم وممدود. وبالنتيجة فقد ثبت قول أهل البيت (عليه السلام) وهو الصحيح، وقد ألف محمد بن سنان كتابا سماه ( كتاب الأشباح والأظلة).
من كتاب عالم الذر من فكر السيد القحطاني
كثيرا ما نرى الموجودات ونرى ظلالها أثناء النهار حتى وصلت إلى حال أصبحت قضية واقعية لا تنفك عن النهار، فكلما خرجت الشمس وجدنا الظلال تختلف فيما بينها وأصبحت منذ زمن بعيد توقيتا للعرب والرومان والإغريق، ثم أتى القرآن وجعلها توقيتا للصلاة، ولكن يا ترى هل خطر ببال أحد منا أن هذه الظلال تشير إلى حقيقة مخفية وراء ذلك الشيء الذي نراه بالنهار أو عند تسليط الضوء على الموجودات أثناء الليل، وكان الناس الأوائل خصوصا في بعض الأمم الآسيوية يعتقد بأن الظل هو (الروح) وأن إيذاء الظل هو إيذاء للروح.
حيث كانوا يحسبون أن ظلهم جزء منهم حتى وصل الحال إلى جعل قانون يتشاءمون منه وهو كسر المرآة.
فترجع هذه الخرافة إلى أن الإنسان قبل اختراع المرآة كان ينظر بظله على سطح مياه الأنهار والبحيرات والظل عندهم جزء من حقيقة الإنسان، لقد أعطينا هذه المقدمة لكي لا نكون وحدنا الذين اعتقدنا بأن الظل يحمل شيئا لا نعرفه لأننا سوف نثبت بأن التفسير العلمي للظل هو غير حقيقي بل غير واقعي.
أن العلم الحديث (وخصوصا الفيزياء) يقول بأن الظل عبارة عن مساحة مظلمة تتكون خلف كل جسم معتم يسقط عليه ضوء صادر من مصدر واحد وقد تكون هذه المنطقة مظلمة تماما وقد تتكون حولها منطقة مضاءة قليلا تسمى شبه الظل، فالحق معهم لأنه تفسير فيزيائي.
لكن التفسير الفلسفي يختلف عن هذا فيجب أن يسأل الإنسان نفسه عن هذا الظل من أين أتى؟ وكيف يكون على شكل الموجود الساقط عليه الضوء ؟ والأكثر من ذلك فأن القدامى كانوا يلحقون الظلال ونظروا لها نظرة أخرى ورسموا بمساعدة الظلال ما يسمى بالخيال وهي الصورة الظلية لجسم الإنسان بمنزلة الصورة الفوتوغرافية وبعضهم أعتقد بأنه حقيقة ثابتة للإنسان، ولكن القرآن يأتي ويعطي نظريته التي هي المصداق الحي للآية الكريمة في قوله تعالى: {ألَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا}( ).
فأن الله جل جلاله يؤكد في هذه الآية بأن الظل ليس كما يفسره العلم بل هو أبعد من ذلك لأن بإمكانه أن يجعله ساكنا وإنما هو فضل من الله بأن جعله لنا لأمور كثيرة ذات مصلحة، وكذلك قد نقلت الروايات المؤكدة بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لم يكن له ظل علما بأنه جسم ولكن هذه معجزة ربانية ودليل على أن الظل سر عظيم.
أما الظل في ذكر أهل البيت (عليه السلام) فيفصّلونه تفصيلا باعتبارهم القرآن الناطق فقد ورد عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفري، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وعن عقبة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن الله خلق الخلق، فخلق ما أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت: وأي شئ الظلال ؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيء وليس بشيء، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الإقرار بالله وهو قوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله} ثم دعاهم إلا الإقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعضهم، ثم دعاهم إلى الإقرار بالله وهو قوله تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ثم دعاهم إلى الإقرار فأنكر بعض وأقر بعض ثم دعاهم إلى ولايتنا)( ).
وعن ابن محبوب عن ابن مرئاب عن بكير قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: (أن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم يوم أخذ الميثاق على الذر بالإقرار بالربوبية ولمحمد بالنبوة وفرض على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أمته في الظل وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ونحن نعرفهم في لحن القول)( ).
لذا فأن نظرية أهل البيت (عليه السلام) بأن الظل له علاقة بعالم الذر حينما كنا أرواح بلا أجساد هو أمر ليس ببعيد، بل أن تفسيرات من سواهم (تفسيرات العلم الحديث) هي واهية حيث قد بينا بأن القرآن يقول بأن الظل من الله وبإمكانه أن يجعله ساكنا.
وكذلك قوله تعالى: {مثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}( ).
ويعني ظلها دائم علما أنه لم توجد هناك شمس ولا حر وقال تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ}( ).
وقال الله تعالى: {وظل ممدود} فهو بذلك يثبت بأن الظل دائم وممدود. وبالنتيجة فقد ثبت قول أهل البيت (عليه السلام) وهو الصحيح، وقد ألف محمد بن سنان كتابا سماه ( كتاب الأشباح والأظلة).
من كتاب عالم الذر من فكر السيد القحطاني