بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
تقليد الفقهاء شرك عظيم
{ التقليد لغير المعصوم عده الله ومحمد واله " شرك" }
لو يعلم من قلد غير ال محمد عليهم السلام في دينه ما هي نتيجة عمله لتمنى انه خر من السماء فتتخطفة الطير او تلقى بة الريح فى مكان سحيق من عظمة الجريمة التي اقترفها بحق الدين وبحق الائمة عليهم السلام وبحق نفسه , فالمقلد لو كان يقدر الله حق قدره لما عصى امره وركبه نهيه في تقليد من لم يأمره بتقليده , وهؤلاء المقلدين لم ينتبهوا الى انهم قد تركوا امر الله سبحانه حينما فرض عليهم طاعة اولياءه وعدم اشراك معهم في الطاعة غيرهم
وعناداً تركوا المقلدين امر الله سبحانه لهم بعدم طاعة احد غير الائمة (ع) , فسارعوا الى طاعة المنهي عن طاعته دون تردد ولا ادري هل هو عناد لله سبحانه ام انه سوء توفيق ام جهل مطبق ليس له حدود ,
من قلد غير المعصوم دخل بالشرك
ابن بابويه: قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) ، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير، قال: قال أبوعبد الله (عليه السلام) ، في قوله عز وجل: { هُوالَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } قال: والله ما نزل تأويلها بعد ، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم (عليه السلام) ، فإذا خرج القائم (عليه السلام) لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه حتى لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة ، قالت: يا مؤمن ، في بطني كافر فاكسرني واقتله } الشرك بالامام المعصوم هو ان يوجب المرء طاعة شخص اخر كطاعته للامام عليه السلام
الشرك بالامام ان تجعل معه شريك بالطاعة "فقيه او غيره "
الشرك بالامام ان تجعل معه شريك بالطاعة "فقيه او غيره " وهذا الكلام خاص بالشيعة حصراً لانهم هم من يعتقدون بأمامة الائمة عليهم السلام فقط ويصدق عليهم عندما يقلدون الفقهاء معهم انهم مشركون
ولان الطاعة مفروضة للمعصوم فقط , اما اذا قلدت فقيه دونه فانت مشرك بالامام وعليك التوبة والرجوع عن هذا الجرم العظيم الذي يستوجب فاعله النار والعياذ بالله اما في زمان القائم (ع) يكون القتل بيده الشريفة كما تنص الرواية
علي بن إبراهيم في تفسيره عند قوله تعالى ( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) قال : قال أبو عبد الله (ع) نزلت في الذين غيروا دين الله وتركوا ما أمر الله ولكن هل رأيتم شاعراً قط يتبعه أحد إنما عنى بهم الذين (وضعوا) ديناً بآرائهم فتبعهم الناس على ذلك إلى أن قال (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات) وهم أمير المؤمنين (ع) وولده ع }
هنا الامام يوضح امرين مهمين الاول ان الفقهاء غيروا في دين الله وحرفوا فبذلك وبخهم الله في كتابه
والامر الثاني ان الطاعة فقط (اقول فقط ) { الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات وهم أمير المؤمنين (ع) وولده ع } وبذلك يخرج كل الفقهاء من دائرة الطاعة الا المعصوم لسبب ان الفقيه علمه ظني ولا يعلم الحلال والحرام ولا يوحى اليه اما المعصوم فهو العالم المكين والخبير بشرائع رب العالميم والذي يحى اليه ليلاً ونهارا , فبطاعة المعصوم يصدق على المقلد انه يطيع الله ,ام من اطاع الفقيه فهو يصدق عليه انه يطيع ابليس وذلك ما اوضحه الامام علي عليه السلام بقوله {ورجلا استخفّته ، الأكاذيب كلما أحدث احدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله سلطاناً ، فزعم أن طاعته طاعة الله ، ومعصيته معصية الله ، وكذب ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصيته ، ولا طاعة لمن عصى الله ، إنما الطاعة لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ولولاة الأمر ، وإنما أمر الله بطاعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصية ، وإنما أمر بطاعة اولي الأمر لانهم معصومون مطهرون ، لا يأمرون بمعصيته }
فعليه كل من لم يقد معصوم فهو مشرك "اي بالامام " وعليه وزر عظيم فان مات الى النار وان خرج الامام قتل بسيفه
وعن من الامام الصادق (عليه السلام ): يقول( اياكم والتقليد فان من قلد في دينه هلك )
وجعل الحر العاملي في كتابه الوسائل فصل اسماه { باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه السلام ) فيما يقول برأيه ، وفيما لا يعمل فيه بنص عنهم عليهم السلام }
محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، ( عن أبيه ) ، عن عبدالله بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني : المرادي ـ عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) (2) فقال : أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالا ، فعبدوهم من حيث لا يشعرون }
الفقهاء بينهم اختلاف كبير في الفتوى ,منهم من يحلل ومنهم من يحرم وهذا الامر طبيعي لانهم "كما يعترفون ان احكامهم ظنية " وليست قطعية كالمعصوم فبالتالي احد الفقيهين مخطأ او كلاهما فيكونوا كالاحبار والرهبان ومن قلدهم يكون بالحقيقة يعبدهم من حيث يشعر او لا يشعر فيكون قد دخل بعبادة غير الله ومعصية حجته في ارضه
وعن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن إبراهيم بن محمد الهمداني ، عن محمد بن عبيدة قال : قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) { يا محمد ! أنتم أشد تقليداً ، أم المرجئة ؟ قال : قلت : قلدنا وقلدوا ، فقال : لم أسألك عن هذا ، فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأول ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن المرجئة نصبت رجلاً ، لم تفرض طاعته ، وقلدوه ، وإنكم نصبتم رجلا وفرضتم طاعته ، ثم لم تقلدوه ، فهم أشد منكم تقليدا }
وهنا الامام الباقر يتكلم عن التقليد الحق والمرضي عند الله وهو تقليد المعصوم عليه السلام , وجعل قباله تقليد غير المعصوم فهو التقليد الباطل والذي لا يرتضيه الله لعباده
وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فقال : والله ما صاموا لهم ، ولا صلوا لهم ، ولكن أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً ، فاتبعوهم }
عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه مرسلا قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : { لا تتخذوا من دون الله وليجة ، فلا تكونوا مؤمنين، فان كل سبب ونسب وقرابة ووليجه وبدعة وشبهة منقطع ، إلا ما أثبت القرآن }
وهنا الامام يخصم القضية بكل وضوح اذ جعل كل ما لم ينص عليه القران فهو باطل وقضية تقليد غير المعصوم لم يأمر بها الله عباده لا في كتابه ولا عن لسان حججه , وهذا ما اعترف به الفقهاء انفسهم فقد قال الخوئي { ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد } كتاب الاجتهاد والتقليد السيد الخوئي شرح ص 81
ومعنى قوله "اي الخوئي " ان الله لم يوصي عباده بتقليد الفقهاء ولا الائمة عليهم السلام اوصوا الى شيعتهم تقليد غيرهم , والنتيجة تكون ان تقليد الفقيه لم يثبته القرآن وما لم يثبت بالقران فهو باطال ومن دان الله بالباطل (الامر واضح لا يحتاج الى ايضاح )
وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن أيوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي ، عن كرام ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : { إياك والرياسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ، قلت : جعلت فداك ، أما الرياسة فقد عرفتها ، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا (1) ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال ، فقال لي : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال .}
وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن بكير ، عن ضريس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون قال : شرك طاعة ، وليس شرك عبادة ، وعن قوله عزّ وجلّ : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) قال : إن الاية تنزل في الرجل ، ثم تكون في أتباعه قال : قلت : كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن يعبد الله على حرف ؟ فقال : نعم ، وقد يكون محضا }
وعنه ، عن أبيه وعن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال { من أطاع رجلا في معصية فقد عبده }
وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد ابن محمد بن إبراهيم الأرمني، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال :{ من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبدالله ، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان }
وعن بعض أصحابنا ، عن عبد العظيم الحسني ، عن مالك بن عامر ، عن المفضل بن زائدة ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) { من دان الله بغير سماع عن صادق ، ألزمه الله التيه إلى الفناء ، ومن ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك ، وذلك الباب المأمون على سر الله المكنون }
محمد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) عن أبيه ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : أخبرني أبي ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال { من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبدالله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس ـ إلى أن قال : ـ يا ابن أبي محمود ! إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فالزم طريقتنا ، فانه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، فان أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ، ثم يدين بذلك ، ويبرأ ممن خالفه ، يا ابن أبي محمود ! احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والاخرة }
وعن عبد الصمد بن محمد الشهيد ، عن أبيه ، عن أحمد بن إسحاق العلوي عن أبيه ، عن عمه الحسن بن إسحاق ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال { قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من دان بغير سماع ألزمه الله البتة إلى الفناء ، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك ، والباب المأمون على وحي الله محمد صلى الله عليه وآله }
وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) { إياك والرياسة ، فما طلبها أحد إلا هلك ، فقلت : قد هلكنا إذاً ، ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ، ويقصد ، ويؤخذ عنه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال ، وتدعو الناس إلى قوله }
وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) { كذب من زعم أنه يعرفنا ، وهو مستمسك بعروة غيرنا }
وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول { احذروا على دينكم ثلاثة : رجلا قرأ القرآن ، حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ، ورماه بالشرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! أيهما أولى بالشرك ؟ قال : الرامي ، ورجلا استخفّته ، الأكاذيب كلما أحدث احدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله سلطاناً ، فزعم أن طاعته طاعة الله ، ومعصيته معصية الله ، وكذب ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصيته ، ولا طاعة لمن عصى الله ، إنما الطاعة لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ولولاة الأمر ، وإنما أمر الله بطاعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصية ، وإنما أمر بطاعة اولي الأمر لانهم معصومون مطهرون ، لا يأمرون بمعصيته }
بقلم خادم السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
تعليق