بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
الفقهاء المجتهدون يطعنون بالسنة الشريفة (المرحلة الثانية )
المرحلة الثانية :
هذه المرة الطعن بالثقلين جاء من جهة اخرى فبعد ان قللوا من شأن الثقلين من جهة وضوحهما للناس الان الخلل الذي نسبوه اليهما من جهة نقصهما وعدم تغطيتهما للاحداث الجارية فالثقلين كما يقولون كتب احكامها جامدة لا تتحرك مع تحرك عجلة الزمن واحداثه المتجددة فعليه يجب ان نتدخل لسد الفراغ الذي تركه الله في كتابه وسد الفراغ الذي تركه الرسول محمد (ص) والائمة من بعدهم , واكيد اذا اراد هؤلاء المجتهدين سد الفراغ المزعوم فالتكملة لا تكون ربانية اي لا يكون التشريع ايضاً من قبل الله سبحانه لان الوحي انقطع مع ذهاب صاحبه فيكون سد الفراغ من عقولهم واجتهاداتهم , واليكم الدليل على الطعن بالقران والسنة
{ العلامة الحلي يقول بعدم تمامية الكتاب والسنة }
قال العلامة الحلي في كتاب الألفين { الوقايع غير متناهية والكتاب والسنة متناهيان } كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 27
وقال في موضع اخر من نفس الكتاب ماهذا نصه { الوقايع غير محصورة ، والحوادث غير مضبوطة ، والكتاب والسنة لا يفيان بها } كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 28
{ الرجالي المحقق السيد مصطفى بن الحسين الحسيني فالكتاب الكريم غير متكفل ببيان جميع الاحكام }
هنا المحقق التفرشي ليس القران عنده ناقص الاحكام فقط بل عنده حتى ما تكفل بيانه من العبارات ناقص الايضاح وغير مفهوم { والمتتبع الخبير والمدقق الفهيم تراه محيط بالخصوصيات والسمات التي تلازم الأدلة الاجتهادية الأربعة فالكتاب الكريم ، غير متكفل ببيان جميع الاحكام ، بل لا يتكفل بخصوصيات ما تكفل ببيانه من العبارات } نقد الرجال - السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي - ج 1 - ص 5 - 6
{ الخوئي يطعن بالقران ويقول بعدم تكفله ببيان كل الاحكام }
وهذه نص ما ذكره المحقق الخوئي { وأما الكتاب العزيز : فهو غير متكفل ببيان جميع الأحكام } معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 1 - ص 20
والكلام جداً واضح من قبل هؤلاء الفقهاء بخصوص ان القران والسنة توقفت احكامهما عند زمن محدد لان المستجدات في تطور مستمر والقران والسنة لا يفيان بالغرض كما يقول العلامة الحلي فوجب الدخول وبالسرعة الممكنة لتكملة ما ينقص الثقلين القران والسنة من احكام لان الله لم يكمل دينه والرسول ترك فراغ كبير في سنته فنحن "الفقهاء المجتهدون" بأستطاعت عقولنا ان تكمل ما بدءه الله سبحانه ورسوله ولم يكملاه , ولا اطيل عليكم اخوتي الكرام بالشرح لكن سنجعل القران يدافع عن نفسه ومن كلامهم حجة على الناس يتكلمون ويدافعون عن الله ودينه وكتابه فهم اولى الناس بالدفاع من غيرهم
قال الشيخ سبحاني بهذا الخصوص في كتابه كليات في علم الرجال - ص 22
{ دلت الأدلة الشرعية على حجية بعض الظنون ، كالظواهر وخبر الواحد إلى غير ذلك من الظنون المفيدة للاطمئنان في الموضوعات والاحكام ، والسر في ذلك هو أن الكتاب العزيز غير متكفل ببيان جميع الأحكام الفقهية } فالشيخ عنده القران ناقص الاحكام ولا يفي بالغرض ولا يصلح لاخذ الاحكام منه بل الظنون عند الشيخ افضل من التعامل مع القران لقوله " دلت الأدلة الشرعية على حجية بعض الظنون " فالظنون عنده مفيدة للاطمئنان اما القران فلا يفيد الاطمئنان
{ القران فيه كل ما يحتاجه العباد الى قيام الساعة }
يقول الله تعالى { ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون }
{ وكل شيء احصيناه كتابا }
ويقول { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء }
ويقول الله عز وجل { أفغير الله أبتغي حكما وقد أنزل إليكم الكتاب مفصّلا وقد فصل لكم ما حرّم }
ويقول الله تعالى { يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين }
ويقول الله تعالى { ما فرطّنا في الكتاب من شيء }
عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) انه قال : { إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة ، إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله ، وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه } الكافي ج 1 ص 48
قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :{ ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل ، ولكن لا تبلغه عقول الرجال }
وعن سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال قلت له : { أكل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله أو تقولون فيه ؟ قال : بل كل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله } الكافي ج 1 ص 48 - 50 - من كتاب فضل العلم
عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق ï´؟عليهما السلامï´¾ يقول : { إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا فختم به الأنبياء فلا نبي بعده وأنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده أحل فيه حلالاً وحرم حراماً فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة فيه شرعكم وخبر من قبلكم وبعدكم وجعله النبي ï´؟صلى الله عليه وآله وسلم تسليماï´¾ علما باقيا في أوصيائه فتركهم الناس وهم الشهداء على أهل كل زمان وعدلوا عنهم ثم قتلوهم واتبعوا غيرهم وأخلصوا لهم الطاعة حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر وطلب علومهم ، قال الله سبحانه : * ï´؟ فنسوا حظا مما ذكروا به ï´¾ * ولا تزال تطلع على خائنة منهم وذلك انهم ضربوا بعض القرآن ببعض واحتجوا بالمنسوخ وهم يظنون أنه الناسخ واحتجوا بالمتشابه وهم يرون أنه المحكم واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام واحتجوا بأول الآية وتركوا السبب في تأويلها ولم ينظروا إلى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه ولم يعرفوا موارده ومصادره إذ لم يأخذوه عن أهله فضلوا وأضلوا .
واعلموا رحمكم الله أنه من لم يعرف من كتاب الله عز وجل الناسخ من المنسوخ والخاص من العام والمحكم من المتشابه والرخص من العزائم والمكي والمدني وأسباب التنزيل والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والمؤلفة وما فيه من علم القضاء والقدر والتقديم والتأخير والمبين والعميق والظاهر والباطن والابتداء من الانتهاء والسؤال والجواب والقطع والوصل والمستثنى منه والجار فيه والصفة لما قبل مما يدل على ما بعد والمؤكد منه والمفصل وعزائمه ورخصه ومواضع فرائضه وأحكامه ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه الملحدون والموصول من الألفاظ والمحمول على ما قبله وعلى ما بعده فليس بعالم بالقرآن ولا هو من أهله ومتى ما أدعى معرفة هذه الأقسام مدع بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب ورسوله ومأواه جهنم وبئس المصير } التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 38 - 39
فقد جاء عن أمير المؤمنين ï´؟عليهم السلامï´¾ انه قال في بعض خطبه :{ وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور . وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص ، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم } نهج البلاغة - خطب الإمام علي ï´؟عï´¾ - ج 1 - ص 216
وقد جاء عن أبي عبد الله ï´؟عليه السلامï´¾ انه قال :{ إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا انزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه } الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 59
وجاء عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ï´؟عليه السلامï´¾ قال : { نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا وربع في عدونا وربع سُنن وأمثال وربع فرائض وأحكام } الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 628
الله سبحانه وحججه محمد واله عليهم السلام يقولون ان القران فيه تبيان كل شيء حتى ارش الخدش وما اختلف اثنان الا وهناك حكم في القران موجود , وهنا المؤمن مخير بين ان يصدق الله ومحمد واله من ان القران فيه تبيان كل شيء او يكذبهما ويصدق الفقهاء المجتهدين فكلاً له حرية الاختيار
{ السنة فيه كل ما يحتاجه العباد الى قيام الساعة }
عن ابي جعفر (ع) قال: { خطب رسول الله (ص) في حجة الوداع فقال ايها الناس والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار الا وقد امرتكم به , وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة الا وقد نهيتكم عنه } اصول الكافي ج2 ص74
ما روى عن النبي حيث يقول { ايها الناس حلالي حلال إلي يوم القيامة ،وحرامى حرام الى يوم القيامه ،ألا وقد بينهما الله عزّ وجلّ في الكتاب وبينتهما لكم في سنتى وسيرتي ، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي، من تركها صلح له أمر دينه وصلحت له مروته وعرضه ، ومن تلبس بها وقع فيها وأتبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ،ومن رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه أن يرعاها في الحمى، ألاوإن لكل ملك حمى، وحمى الله عز وجل محارمه، فتوقوا حمى الله ومحارمه }
وقول الامام الصادق (عليه السلام) { ما من شىءإلا وفيه كتاب اوسنة }
وقوله (عليه السلام): { ان عندنا ما لانحتاج معه إلي الناس ،وان الناس ليحتاجون الينا، وان عندنا كتاباً املاء رسول الله وخط علي (عليه السلام) صحيفة فيها كل حلال وحرام }
وعن سماعة بن مهران عن الامام الكاظم (عليه السلام) قال : { قلت اصلحك الله اتى رسول الله الناس بما يكتفون به في عهده؟ قال نعم ما يحتاجون اليه إلي يوم القيامة ، فقلت : فضاع من ذلك شيء ؟ فقال : لا، هو عند أهله }
وعن الامام الرضا (عليه السلام)قال : { إن الله لم يقبض نبيه حتى اكمل له الدين ،وانزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء ،بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع مايحتاج الناس اليه كملاً، فقال عز وجل ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وانزل عليه في حجة الوداع ، وهي آخر عمره ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وأمر الإمامة من تمام الدين إلي أن قال : وما ترك شيئا يحتاج اليه الأمة الابيّنه ،فمن زعم ان الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ،ومن رد كتاب الله فهو كافر به }
عن محمد بن سليمان عن ابيه قال سألت ابا عبد الله(ع) فقلت له سمعتك تقول غير مرة لولا انا نزداد لانفذنا فقال { اما الحلال والحرام فقد انزل الله على نبيه(ص) بكماله وما يزداد الامام في حلال وحرام قلت له فما هذه الزيادة؟ فقال في سائر الاشياء سوى الحلال والحرام }
ويقول الامام علي (ع)في حق الرسول (ص) : { اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَ ارْتَضَاهُ وَ اجْتَبَاهُ وَ آتَاهُ مِنَ الْعِلْمِ مَفَاتِيحَهُ وَ مِنَ الْحُكَمِ يَنَابِيعَهُ ابْتَعَثَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ وَ رَبِيعاً لِلْبِلَادِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ فِيهِ الْبَيَانُ وَ التِّبْيَانُ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ قَدْ بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ وَ نَهَجَهُ بِعِلْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ وَ دِينٍ قَدْ أَوْضَحَهُ وَ فَرَائِضَ قَدْ أَوْجَبَهَا وَ حُدُودٍ حَدَّهَا لِلنَّاسِ وَ بَيَّنَهَا وَ أُمُورٍ قَدْ كَشَفَهَا لِخَلْقِهِ وَ أَعْلَنَهَا فِيهَا دَلَالَةٌ إِلَى النَّجَاةِ وَ مَعَالِمُ تَدْعُو إِلَى هُدَاهُ } نهجالبلاغة ص : 204
وهنا ايضاً الخيرة للمؤمن ان اراد ان يصدق الفقهاء من " ان السنة فها نقص في الاحكام ولا تفي بالغرض كما يقول الحلي فله ذلك اما من دخل التسليم لال محمد قلبه فهو لا يتقدم ولا يتأخر بل الملازمة لهم عليهم السلام منهجه وسبيله
واحببت ان انقل لكم ختاماً لهذا " المرحلة " كلام من فقيه انتفض على كثرة الاقاويل من قبل قثهاء الاجتهاد على ان الثقلين لا يفيان بالغرض واستبدالها بمصادر تشريع اخرى واجب محتم فقد قال هذا الفقيه المسمى بالشيخ محمد مهدي شمس الدين ما هذا نصه : { ان المصدر الأساسي للتشريع هو الكتاب والسُنة ولا يوجد غيرهما . في الكتاب والسُنة غنىً وكفاية الادعاء بأن النصوص قاصرة وأننا نحتاج إلى ان نكمل النصوص بأدوات أخرى هذا الادعاء لا أثق به ولا آراه صحيحاً . النصوص ليست قاصرة } الاجتهاد والحياة حوار على الورق – حوار واعداد محمد الحسيني - ص23 لكن من يسمع لفقيه واحد خشى ربه بعد ان قرأ روايات ال محمد عليهم السلام بالثقلين , اقولها لا احد يسمع كلامه والهجران للثقلين مستمر الى الان والى قيام القائم فعند دخوله النجف والكوفة سيقتل من هجره وهجر كتاب الله سبحانه وينتهي الهجران وهو قول ال محمد عليهم السلام الامام عليه السلام { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار 2/
والحمد لله رب العالمين
بقلم خادم السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني