بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
الفقهاء المجتهدون يطعنون بالسنة الشريفة (المرحلة الاولى )
الدليل الاول : - تنبأ ال محمد عليهم السلام بهجر الثقل الاصغر { الروايات الشريفة }
لم يدخر الائمة عليهم السلام جهداً لبيان الانحرافات التي حدثت بعد رسول الله (ص)والى القائم عليه السلام والمطالع لرواياتهم عليهم السلام والخاصة بالمستقبل او في اخر الزمان يجد الاهتمام الشديد من قبلهم بتوضيح ادق الامور التي ستحدث في ذلك الزمان فنجد ان الروايات تتكلم بشكل جلي و واضح عن اندثار الاسلام وهجر القران قبل قيام القائم عليه السلام وانه عليه السلام هو من يرجع الاسلام المحمدي ويحييه من بعد تضييعه على ايدي فقهاء السوء الذين وصفهم النبي الخاتم (ص) (شر فقهاء تحت ضل السماء منهم تخرج الفتنة واليهم تعود) و وصفة روايات كثيرة ان الامام عند مجيئه يحيي سنن النبي الخاتم وسنن ابائهم عليهم السلام فأاحيائه لهذه السنن يكون بعد اماتتها من قبل الناس بمساعدة فقهائهم ,وسأطرح الروايات الشريفة التي تكلم ال محمد فيها عن اماتة سننهم عليهم السلام وتكلموا عن احيائها في زمن القائم عليه السلام :
التصريح الاول :- يؤكد لنا الإمام الصادق عليه السلام هذه الفكرة حيث يقول { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار 2/246
اول ما يبدأ القائم عليه السلام يعلم الشيعة (لان الامام يخاطب شيعته واصحابه ) القران لانهم لا يعلمون منه كما قال امير المؤمنين عليه السلام (كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبقى عندهم منه إلا أسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره) وبعد ان يحي القران يأتي الى سنة رسول الله (ص) الضائعة عندهم فيبثها من جديد وهو قوله الامام الصادق (ع) { و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص } وقوله كما انزلها على محمد ص في اشارة الى ان الناس في زمن قيام القائم (ع) ليس على دين النبي الاكرم ولا يوجد عندهم من سننه شيء , وقوله { لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم } فيه اشارة الى عدم قبول الناس لهذ السنن من القائم لانهم يرون هذه السنن جديدة عليهم ولا يعرفوها فهم لديهم دين غير هذا وسنن غير هذه السنن وسننهم سنها لهم فقهائهم الاجتهاد وهي معارضة لسنن القائم عليه السلام وذكرة رواية ابن عربي هذا الشيء وبنفس المضمون بقوله { يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله ص لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه } الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 3 - ص 327
وقوله { إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } اوضح من نور الشمس في وسط النهار
وملخصه ان الناس وفقهائهم غيروا وحرفوا وبدلوا وزادوا في الدين المحمدي وما موجود اليوم الى قيام القائم الا وهو محرف ومغير اما اذا قام القائم فيكون { ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص }
التصريح الثاني :- { أين بقية الله التي لا تخلوا من العترة الهادية ، أين المعد لقطع دابر الظلمة ، أين المدخر لتجديد فرائض الدين والسنن ، أين المتخذ لإعادة الملة والشريعة ، أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده ، أين محيي معالم الدين وأهله } بعد غيبة الامام المهدي عليه السلام هجر الناس وفقهائهم السنن النبوية واستبدلوها بقياسات شيطانية واستحسانات ناصبية واجتهادات ظنية وبعد القيام المبارك للامام عله السلام سينسف هذه البدع نسفاً ويجعلها قاعاً صفصفاً ويعيد السلام غضاً طرياً لا تشوبه بدعة او خدعة
التصريح الثالث :- { اللهم جدد به ما محي من دينك ، وأحي به ما بدل من كتابك ، وأظهر به ما غير من حكمك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا مخلصا ، لا شك فيه ولا شبهة معه ، ولا باطل عنده ولا بدعة لديه . اللهم نوره بنوره كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزته كل ضلالة } ليس بمقدور الانسان العامي تغيير ومحوا وتبديل سنن النبي الاكرم بل الفقهاء المجتهدين هم من يستطيع ذلك
التصريح الرابع :- عن رسول الله (ص) انه قال { الويل الويل لامتي في الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال (ص) أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي } مناقب العترة ، وكتاب مائتان وخمسون علامة للطباطبائي : 130
كما فعل فقهاء السنة ابا بكر وعمر وغيرهم من ترك سنن رسول الله وسنن امير المؤمنين و ولده عليهم السلام واسسوا لهم دين خلاف دين الله سبحانه فسيكون في اخر الزمان عند فقهاء الاجتهاد سقيفة شبيهة بتلك وبنفس المضمون اي سيتم هجر سنن محمد واله بشكل عام وبتصرح واضح في العراق وبعد انعقاد هذه السقيفة (انتبه الى كلمة انعقاد ) اي سيجتمعون للاعلان عن سنن جديدة مغايرة لسنن خاتم النبيين عليه السلام , ومن برأيكم اخوتي يمكنه ان يغير بالدين شيء هل الاطباء او المهندسين او الفلاحين ام العوام من الناس بأستطاعتهم فعل هذا الشيء وهل يتجرؤون عن الافتاء بشيء مثل هذا بل تأكيد لا يستطيعون بل الفقهاء هم من يستطيعون فعل هكذا امر
التصريح الخامس : - قال أمير المؤمنين ( ع ) : { وأنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر , فقد نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يأويهما مؤٍ , فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليس فيهم ومعهم لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن أجتمعا , فأجتمع القوم على الفرقة وأفترقوا عن الجماعة , كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبقى عندهم منه إلا أسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة }
اشير الى اهم ما جاء في كلام الامام علي عليه السلام بقوله { ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله } فمعناه ان الفقهاء سيستحدثون سنن واحكام ويلصقونها بالله ورسوله (ص) ويقولون للناس هذه هي احكام الله وهذه سنن النبي الاكرم (ص) وبلاحقيقة هي ليست كذلك بل هي كذبات على الله سبحانه سيكون مصيرهم بعد كذبهم علىى الله سبحانه القتل بيد القائم عليه السلام وهو قول امير المؤمنين (ع) لمالك ابن ضمرة { يا مالك بن ضمرة، كيف بك إذا اختلف الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحدعلينا } فبعد قتل هؤلاء يجتمع الشيعة كلهم على امر الامام (ع) الواحد بعد ان كانوا فرق متناحرة كلان له صنم وكلان له شرعتة ومنهاجا
التصريح السادس :- قال أمير المؤمنين عليه السلام { يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا إياكم واصحاب الرأي فأنهم أعداء السنن تلفتت منهم الاحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة إن يعوها فأتخذوا عباد الله خولا وماله دولا فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق وأشباه الكلاب ونازعوا الحق وأهله وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين فسئلوا عما لا يعلمون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما } بحار الأنوار ج2ص84
هنا الامام عليه السلام يرسم صورة واضحة ومتكاملة عن فقهاء الاجتهاد وعن علاقتهم بروايات النبي الاكرم واله الاطهار عليهم السلام فالصورة الاولى لهم انهم { فأنهم أعداء السنن } والصورة الثانية انهم { تلفتت منهم الاحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة إن يعوها } وقوله { فأتخذوا عباد الله خولا وماله دولا فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق وأشباه الكلاب} اي انهم بعد استحداثهم دين جديد يثمر اولاً ( استعباد الناس لهم بحجة التقليد لهم ) وبعد ذلك يوجبوا عليهم ان يرسلوا لهم الاموال بحجج يخترعوها لهم وبعد سلب الاموال يتم اخضاع الناس بشكل كامل ايضاً بأدعاءات ما انزل بها من سلطان كاقولهم للناس لا يجوز الرد على الفقيه والفقيه حجة الله على الارض والفقيه له ما للامام او له ولاية كولاية رسول الله (ص) وبهذه السنن الشيطانية يتم اخضاع الناس بهذه الحيل , والغاية من هذه السنن الشيطانية يريدون ان يكون كالانبياء او الاوصياء وهو قول الامام علي عليه السلام { ونازعوا الحق وأهله وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين } اي انهم جلسوا مجلسالائمة عليهم السلام لان الائمة هم حجة الله في ارضه كما نص الله في كتابه وهم من لا يجود الرد عليهم لانهم معصومون وغيرهم غير معصوم وهم (ع) من اوجب الله لهم الخمس دون غيرهم وهم (ع) لهم لهم ولاية كولاية الله في عباده لان الرادعليهم كالراد على الله كا جاء بالاثر وغيرهم لا يملك هذه الخاصية وهم بعد سلب ال محمد عليهم السلام القابهم واموالهم ومقامهم يصلوا الى ما وصفهم امير المؤمنين عليه السلان { وهم من الكفار الملاعين }
التصريح السابع :- فقد جاء عن أبي عبد الله ?عليه السلام? - في حديث - قال : { يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء علماء أنهم قد أثبتوا جميع الفقه والدين مما تحتاج إليه الأمة ، وليس كل علم رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?علموه ، ولا صار إليهم من رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?ولا عرفوه ، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا ، فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وتركوا الآثار ودانوا بالبدع ، وقد قال رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?: كل بدعة ضلالة ، فلو أنهم إذا سألوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله ، ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما } وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 61
اكتفي للختصار على سبعة تصاريح فقط والا فهناك العشرات من الادلة على ان السنة ستهجر في اخر الزمان والامام هو من سيعيدها الى نصابها عليه السلام
الدليل الثاني :- متى بدأ التأسيس لهجر الثقلين وما هي التبريرات لذلك
حارب المحدثون الاوائل ظاهرة الطعن بسنة محمد واله (ع) في بداياتها من قبل فقهاء الاجتهاد والقياس والاستحسان بكل ما اوتوا من قوة فمنهم من عذب ومنهم من استشهد ومنهم من نفى من وطنه , وتاريخ معاناة المحدثون ورواة الحديث من قبل فقهاء الاجتهاد حافل بجرائم يندى له جبين الانسانية قبل الشرع والدين , فقد لاقى احد المدافعين عن تراث ال محمد عليهم السلام ضد فقهاء الاجتهاد محمد الاستر ابادي ما لم يلقى غيره من الارهاب والتعذيب وبالتالي حوصر بيته بمدينة الكاظمية قرب الجوادين عليهم السلام وتم سحله وعائلته في الشوارع لسبب انه دافع عن محمد واله ودينهم , وينقل عن السيد رؤوف جمال الدين أن سبب قتل جده الميرزا السيد محمد الأخباري أنه دارت بينه وبين الشيخ جعفر كاشف الغطاء مراسات ومجادلات في مهمات مسائل الأصول فلما انتصر فيها على الشيخ جعفر وأفحمه ولم يستطع الرد على حججه القوية وبراهينه الساطعة واسقط ما في يده وشاع خبر ذلك بين الناس استشاط غضباً وكتب في جوابه حيث لم يكن لديه ما يجيب به ( لقد تعجلت بنار الدنيا قبل نار الآخرة )
فكتب اليه الميرزاالسيد محمد الأخباري : ( لقد توعدتني بما توعد به سلفك جدي الإمام الحسين في يوم عاشوراء في كربلاء ) ثم هجم على السيد في داره في الكاظمية أتباعه وأحاطوا به وبعد مجابهة قتلوه وجماعة كانت معه وصلب ثلاثة أيام !! وذكر حفيده المحقق السيد ابراهيم جمال الدين في خاتمة الجزء الأول من كتاب ايقاظ النبيه في ذكر ما أجمع عليه وأختلف فيه ) لجده الميرزا الأخباري المطبوع في العشار سنة 1356 هـ حكاية عن ابنه السيد علي ما لفظه : ( لما شاع اسمه في الأقطار وذاع فضله في الأمصار بالعلوم الإلهية والكرامات الربانية داعياً الى الفرقة الناجية والطريقة الحقة بالدلائل الواضحة القاطعة والبينات المشرقة الساطعة حسده أهل البغي والعناد فأخذوا يمكرون في إطفاء نوره ويتربصون الدوائر في قتله وقد دس له السم مراراً فما أثر فيه وبعد أن حوصرت بغداد نادى فينا المنادي خذوا الزاد فقد حضر أوان الرحيل فأتى الينا بغتة القوم اللئام وكأني أعرفهم بأسمائهم وعشائرهم فاجتمعوا على الباب لكسره وهم يرموننا بالأحجار فأخرج قدس سره رأسه من نافذة على الطريق يخاطبهم : (أيها الناس ما ذنبي وما جنيت ألست ابن بنت نبيكم أما أحسنت لكم يوم كذا وكذا فهل جزاء الإحسان الا الإحسان ) فأشار الى رجل كان يميل الينا اسمه يحيى برفع رأسه وكان ذلك عصر يوم الأحد في اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1232 هـ بعد صلاة الظهر وكنا في تلك الحالة عشر رجال الوالد والأخ أحمد وموليان لنا والسيد مصطفى بن السيد مهدي والشيخ أحمد الجزائري والشيخ عباس الجزائري وناصر ومنصور النيشابوريان فحملنا عليهم فعلمهم كبيرهم أن احيطوا عليهم من اربع جوانبهم فاحدقوا بنا وأخذنا نجاوبهم حتى جرحوا وجرحنا وبعد قليل رأيت أبي والناس مجتمعون عليه فأخذ يدب عن نفسه حتى وصل الى محل جلوسه للتأليف وموضع عبادته ورأيت أخي الأكبر المسمى بأحمد مطروحاً على الأرض وعليه رجل يضربه بالسيف فحملت عليه أنا والنيشابوريان فقام عنه وفي وجه أخي ضربة بخده الأيمن وحينما رأته أمه صاحت وصرخت وشدت مقنعتها على خده وبعد أن رأى القوم حول أبيه يريدون قتله خرج وهو يقول : لا أعيش بعدك يا أبي محارباً مستسلماً للموت فمذ ضعف على المحاربة ضربه رجل على يده اليمنى وآخر على يده اليسرى فشلتا وصرع وكذلك النيشابوريان وإني حيث أعياني الوصول الى والدي من كثرة النبل وقد اسر الأصحاب كلهم بقيت منفرداً فأراد القوم قتلي ولكن قيض الله لي رجلاً فحماني بالسرداب وكنت أسأله عن الأصدقاء والأحباب وبعد ساعة فإذا القوم خرجوا يرتجزون برجز الكفار فعلمت أن الأمر قد صار وقد حكى لي ذلك الرجل أنه لما بقي أبي وحيداً فريداً أخذ يحاربهم محاربة شديدة الى أن ضربه رجل على أم رأسه وضربه آخر على حلقومه فخر صريعاً وأقبل عدو الله المسمى سليمان والشقي المسمى بالتقي وأرادا حز رأسه فلم يتحرك فأخذا يضربانه بالسيف فكانت عدد جراحاته خمسمائة جراحة وبعد مدة دفنه السيد محمد كاظم بباب بغداد من مقابر قريش . ولم يبق بعد ذلك إلا انا والغلامان وقد أخذوا جميع ما في البيت من كتب وأثاث واسروا عيالنا بعدما أخذوا ما عليهن من آلات الزينة والثياب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون) ثم قال السيد ابراهيم : وقد ارخ وفاته بقوله مخاطباً أحد معاصريه : أنا لا أخشى القتل في سبيل الدين وقد ارخت وفاتي ( صدوق غلب ) . فيكون مدة عمره حينئذ من يوم ولادته الى يوم وفاته اربعة وخمسون سنة }هذه هي الظروف التي عاشها المدافعون عن دين ال محمد عليهم السلام فكانت حجة فقهاء الاجتهاد الاصوليين الارهاب والقتل بدل من الادلة والعلم وان دل هذا الاسلوب فأنه يدل على ضعف حجتهم وضلال منهجهم والا لو كانوا على الحق ما قابلوا الحجة بالسيف ,
المرحلة الاولى لهجر الثقلين
يتبع لطفاً
اللهم صلي على محمد واله وعجل فرجهم والعن عدوهم
الفقهاء المجتهدون يطعنون بالسنة الشريفة (المرحلة الاولى )
الدليل الاول : - تنبأ ال محمد عليهم السلام بهجر الثقل الاصغر { الروايات الشريفة }
لم يدخر الائمة عليهم السلام جهداً لبيان الانحرافات التي حدثت بعد رسول الله (ص)والى القائم عليه السلام والمطالع لرواياتهم عليهم السلام والخاصة بالمستقبل او في اخر الزمان يجد الاهتمام الشديد من قبلهم بتوضيح ادق الامور التي ستحدث في ذلك الزمان فنجد ان الروايات تتكلم بشكل جلي و واضح عن اندثار الاسلام وهجر القران قبل قيام القائم عليه السلام وانه عليه السلام هو من يرجع الاسلام المحمدي ويحييه من بعد تضييعه على ايدي فقهاء السوء الذين وصفهم النبي الخاتم (ص) (شر فقهاء تحت ضل السماء منهم تخرج الفتنة واليهم تعود) و وصفة روايات كثيرة ان الامام عند مجيئه يحيي سنن النبي الخاتم وسنن ابائهم عليهم السلام فأاحيائه لهذه السنن يكون بعد اماتتها من قبل الناس بمساعدة فقهائهم ,وسأطرح الروايات الشريفة التي تكلم ال محمد فيها عن اماتة سننهم عليهم السلام وتكلموا عن احيائها في زمن القائم عليه السلام :
التصريح الاول :- يؤكد لنا الإمام الصادق عليه السلام هذه الفكرة حيث يقول { فلو قد قام قائمنا عجل الله فرجه و تكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص على سبعة أحرف لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } بحار الأنوار 2/246
اول ما يبدأ القائم عليه السلام يعلم الشيعة (لان الامام يخاطب شيعته واصحابه ) القران لانهم لا يعلمون منه كما قال امير المؤمنين عليه السلام (كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبقى عندهم منه إلا أسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره) وبعد ان يحي القران يأتي الى سنة رسول الله (ص) الضائعة عندهم فيبثها من جديد وهو قوله الامام الصادق (ع) { و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص } وقوله كما انزلها على محمد ص في اشارة الى ان الناس في زمن قيام القائم (ع) ليس على دين النبي الاكرم ولا يوجد عندهم من سننه شيء , وقوله { لأنكر أهل التصابر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله و طريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم } فيه اشارة الى عدم قبول الناس لهذ السنن من القائم لانهم يرون هذه السنن جديدة عليهم ولا يعرفوها فهم لديهم دين غير هذا وسنن غير هذه السنن وسننهم سنها لهم فقهائهم الاجتهاد وهي معارضة لسنن القائم عليه السلام وذكرة رواية ابن عربي هذا الشيء وبنفس المضمون بقوله { يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله ص لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه } الفتوحات المكية - ابن العربي - ج 3 - ص 327
وقوله { إن الناس بعد نبي الله ص ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا و بدلوا و حرفوا و زادوا في دين الله و نقصوا منه فما من شيء عليه الناس اليوم إلا و هو محرف عما نزل به الوحي من عند الله فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث ترعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استئنافا } اوضح من نور الشمس في وسط النهار
وملخصه ان الناس وفقهائهم غيروا وحرفوا وبدلوا وزادوا في الدين المحمدي وما موجود اليوم الى قيام القائم الا وهو محرف ومغير اما اذا قام القائم فيكون { ثم استأنف بكم تعليم القرآن و شرائع الدين و الأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد ص }
التصريح الثاني :- { أين بقية الله التي لا تخلوا من العترة الهادية ، أين المعد لقطع دابر الظلمة ، أين المدخر لتجديد فرائض الدين والسنن ، أين المتخذ لإعادة الملة والشريعة ، أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده ، أين محيي معالم الدين وأهله } بعد غيبة الامام المهدي عليه السلام هجر الناس وفقهائهم السنن النبوية واستبدلوها بقياسات شيطانية واستحسانات ناصبية واجتهادات ظنية وبعد القيام المبارك للامام عله السلام سينسف هذه البدع نسفاً ويجعلها قاعاً صفصفاً ويعيد السلام غضاً طرياً لا تشوبه بدعة او خدعة
التصريح الثالث :- { اللهم جدد به ما محي من دينك ، وأحي به ما بدل من كتابك ، وأظهر به ما غير من حكمك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا مخلصا ، لا شك فيه ولا شبهة معه ، ولا باطل عنده ولا بدعة لديه . اللهم نوره بنوره كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزته كل ضلالة } ليس بمقدور الانسان العامي تغيير ومحوا وتبديل سنن النبي الاكرم بل الفقهاء المجتهدين هم من يستطيع ذلك
التصريح الرابع :- عن رسول الله (ص) انه قال { الويل الويل لامتي في الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال (ص) أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي } مناقب العترة ، وكتاب مائتان وخمسون علامة للطباطبائي : 130
كما فعل فقهاء السنة ابا بكر وعمر وغيرهم من ترك سنن رسول الله وسنن امير المؤمنين و ولده عليهم السلام واسسوا لهم دين خلاف دين الله سبحانه فسيكون في اخر الزمان عند فقهاء الاجتهاد سقيفة شبيهة بتلك وبنفس المضمون اي سيتم هجر سنن محمد واله بشكل عام وبتصرح واضح في العراق وبعد انعقاد هذه السقيفة (انتبه الى كلمة انعقاد ) اي سيجتمعون للاعلان عن سنن جديدة مغايرة لسنن خاتم النبيين عليه السلام , ومن برأيكم اخوتي يمكنه ان يغير بالدين شيء هل الاطباء او المهندسين او الفلاحين ام العوام من الناس بأستطاعتهم فعل هذا الشيء وهل يتجرؤون عن الافتاء بشيء مثل هذا بل تأكيد لا يستطيعون بل الفقهاء هم من يستطيعون فعل هكذا امر
التصريح الخامس : - قال أمير المؤمنين ( ع ) : { وأنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر , فقد نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يأويهما مؤٍ , فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليس فيهم ومعهم لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن أجتمعا , فأجتمع القوم على الفرقة وأفترقوا عن الجماعة , كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبقى عندهم منه إلا أسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة }
اشير الى اهم ما جاء في كلام الامام علي عليه السلام بقوله { ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله } فمعناه ان الفقهاء سيستحدثون سنن واحكام ويلصقونها بالله ورسوله (ص) ويقولون للناس هذه هي احكام الله وهذه سنن النبي الاكرم (ص) وبلاحقيقة هي ليست كذلك بل هي كذبات على الله سبحانه سيكون مصيرهم بعد كذبهم علىى الله سبحانه القتل بيد القائم عليه السلام وهو قول امير المؤمنين (ع) لمالك ابن ضمرة { يا مالك بن ضمرة، كيف بك إذا اختلف الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحدعلينا } فبعد قتل هؤلاء يجتمع الشيعة كلهم على امر الامام (ع) الواحد بعد ان كانوا فرق متناحرة كلان له صنم وكلان له شرعتة ومنهاجا
التصريح السادس :- قال أمير المؤمنين عليه السلام { يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا إياكم واصحاب الرأي فأنهم أعداء السنن تلفتت منهم الاحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة إن يعوها فأتخذوا عباد الله خولا وماله دولا فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق وأشباه الكلاب ونازعوا الحق وأهله وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين فسئلوا عما لا يعلمون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا أما لو كان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما } بحار الأنوار ج2ص84
هنا الامام عليه السلام يرسم صورة واضحة ومتكاملة عن فقهاء الاجتهاد وعن علاقتهم بروايات النبي الاكرم واله الاطهار عليهم السلام فالصورة الاولى لهم انهم { فأنهم أعداء السنن } والصورة الثانية انهم { تلفتت منهم الاحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة إن يعوها } وقوله { فأتخذوا عباد الله خولا وماله دولا فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق وأشباه الكلاب} اي انهم بعد استحداثهم دين جديد يثمر اولاً ( استعباد الناس لهم بحجة التقليد لهم ) وبعد ذلك يوجبوا عليهم ان يرسلوا لهم الاموال بحجج يخترعوها لهم وبعد سلب الاموال يتم اخضاع الناس بشكل كامل ايضاً بأدعاءات ما انزل بها من سلطان كاقولهم للناس لا يجوز الرد على الفقيه والفقيه حجة الله على الارض والفقيه له ما للامام او له ولاية كولاية رسول الله (ص) وبهذه السنن الشيطانية يتم اخضاع الناس بهذه الحيل , والغاية من هذه السنن الشيطانية يريدون ان يكون كالانبياء او الاوصياء وهو قول الامام علي عليه السلام { ونازعوا الحق وأهله وتمثلوا بالأئمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين } اي انهم جلسوا مجلسالائمة عليهم السلام لان الائمة هم حجة الله في ارضه كما نص الله في كتابه وهم من لا يجود الرد عليهم لانهم معصومون وغيرهم غير معصوم وهم (ع) من اوجب الله لهم الخمس دون غيرهم وهم (ع) لهم لهم ولاية كولاية الله في عباده لان الرادعليهم كالراد على الله كا جاء بالاثر وغيرهم لا يملك هذه الخاصية وهم بعد سلب ال محمد عليهم السلام القابهم واموالهم ومقامهم يصلوا الى ما وصفهم امير المؤمنين عليه السلان { وهم من الكفار الملاعين }
التصريح السابع :- فقد جاء عن أبي عبد الله ?عليه السلام? - في حديث - قال : { يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء علماء أنهم قد أثبتوا جميع الفقه والدين مما تحتاج إليه الأمة ، وليس كل علم رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?علموه ، ولا صار إليهم من رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?ولا عرفوه ، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا ، فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وتركوا الآثار ودانوا بالبدع ، وقد قال رسول الله ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما?: كل بدعة ضلالة ، فلو أنهم إذا سألوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله ، ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد ?صلى الله عليه وآله وسلم تسليما } وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 27 - ص 61
اكتفي للختصار على سبعة تصاريح فقط والا فهناك العشرات من الادلة على ان السنة ستهجر في اخر الزمان والامام هو من سيعيدها الى نصابها عليه السلام
الدليل الثاني :- متى بدأ التأسيس لهجر الثقلين وما هي التبريرات لذلك
حارب المحدثون الاوائل ظاهرة الطعن بسنة محمد واله (ع) في بداياتها من قبل فقهاء الاجتهاد والقياس والاستحسان بكل ما اوتوا من قوة فمنهم من عذب ومنهم من استشهد ومنهم من نفى من وطنه , وتاريخ معاناة المحدثون ورواة الحديث من قبل فقهاء الاجتهاد حافل بجرائم يندى له جبين الانسانية قبل الشرع والدين , فقد لاقى احد المدافعين عن تراث ال محمد عليهم السلام ضد فقهاء الاجتهاد محمد الاستر ابادي ما لم يلقى غيره من الارهاب والتعذيب وبالتالي حوصر بيته بمدينة الكاظمية قرب الجوادين عليهم السلام وتم سحله وعائلته في الشوارع لسبب انه دافع عن محمد واله ودينهم , وينقل عن السيد رؤوف جمال الدين أن سبب قتل جده الميرزا السيد محمد الأخباري أنه دارت بينه وبين الشيخ جعفر كاشف الغطاء مراسات ومجادلات في مهمات مسائل الأصول فلما انتصر فيها على الشيخ جعفر وأفحمه ولم يستطع الرد على حججه القوية وبراهينه الساطعة واسقط ما في يده وشاع خبر ذلك بين الناس استشاط غضباً وكتب في جوابه حيث لم يكن لديه ما يجيب به ( لقد تعجلت بنار الدنيا قبل نار الآخرة )
فكتب اليه الميرزاالسيد محمد الأخباري : ( لقد توعدتني بما توعد به سلفك جدي الإمام الحسين في يوم عاشوراء في كربلاء ) ثم هجم على السيد في داره في الكاظمية أتباعه وأحاطوا به وبعد مجابهة قتلوه وجماعة كانت معه وصلب ثلاثة أيام !! وذكر حفيده المحقق السيد ابراهيم جمال الدين في خاتمة الجزء الأول من كتاب ايقاظ النبيه في ذكر ما أجمع عليه وأختلف فيه ) لجده الميرزا الأخباري المطبوع في العشار سنة 1356 هـ حكاية عن ابنه السيد علي ما لفظه : ( لما شاع اسمه في الأقطار وذاع فضله في الأمصار بالعلوم الإلهية والكرامات الربانية داعياً الى الفرقة الناجية والطريقة الحقة بالدلائل الواضحة القاطعة والبينات المشرقة الساطعة حسده أهل البغي والعناد فأخذوا يمكرون في إطفاء نوره ويتربصون الدوائر في قتله وقد دس له السم مراراً فما أثر فيه وبعد أن حوصرت بغداد نادى فينا المنادي خذوا الزاد فقد حضر أوان الرحيل فأتى الينا بغتة القوم اللئام وكأني أعرفهم بأسمائهم وعشائرهم فاجتمعوا على الباب لكسره وهم يرموننا بالأحجار فأخرج قدس سره رأسه من نافذة على الطريق يخاطبهم : (أيها الناس ما ذنبي وما جنيت ألست ابن بنت نبيكم أما أحسنت لكم يوم كذا وكذا فهل جزاء الإحسان الا الإحسان ) فأشار الى رجل كان يميل الينا اسمه يحيى برفع رأسه وكان ذلك عصر يوم الأحد في اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1232 هـ بعد صلاة الظهر وكنا في تلك الحالة عشر رجال الوالد والأخ أحمد وموليان لنا والسيد مصطفى بن السيد مهدي والشيخ أحمد الجزائري والشيخ عباس الجزائري وناصر ومنصور النيشابوريان فحملنا عليهم فعلمهم كبيرهم أن احيطوا عليهم من اربع جوانبهم فاحدقوا بنا وأخذنا نجاوبهم حتى جرحوا وجرحنا وبعد قليل رأيت أبي والناس مجتمعون عليه فأخذ يدب عن نفسه حتى وصل الى محل جلوسه للتأليف وموضع عبادته ورأيت أخي الأكبر المسمى بأحمد مطروحاً على الأرض وعليه رجل يضربه بالسيف فحملت عليه أنا والنيشابوريان فقام عنه وفي وجه أخي ضربة بخده الأيمن وحينما رأته أمه صاحت وصرخت وشدت مقنعتها على خده وبعد أن رأى القوم حول أبيه يريدون قتله خرج وهو يقول : لا أعيش بعدك يا أبي محارباً مستسلماً للموت فمذ ضعف على المحاربة ضربه رجل على يده اليمنى وآخر على يده اليسرى فشلتا وصرع وكذلك النيشابوريان وإني حيث أعياني الوصول الى والدي من كثرة النبل وقد اسر الأصحاب كلهم بقيت منفرداً فأراد القوم قتلي ولكن قيض الله لي رجلاً فحماني بالسرداب وكنت أسأله عن الأصدقاء والأحباب وبعد ساعة فإذا القوم خرجوا يرتجزون برجز الكفار فعلمت أن الأمر قد صار وقد حكى لي ذلك الرجل أنه لما بقي أبي وحيداً فريداً أخذ يحاربهم محاربة شديدة الى أن ضربه رجل على أم رأسه وضربه آخر على حلقومه فخر صريعاً وأقبل عدو الله المسمى سليمان والشقي المسمى بالتقي وأرادا حز رأسه فلم يتحرك فأخذا يضربانه بالسيف فكانت عدد جراحاته خمسمائة جراحة وبعد مدة دفنه السيد محمد كاظم بباب بغداد من مقابر قريش . ولم يبق بعد ذلك إلا انا والغلامان وقد أخذوا جميع ما في البيت من كتب وأثاث واسروا عيالنا بعدما أخذوا ما عليهن من آلات الزينة والثياب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون) ثم قال السيد ابراهيم : وقد ارخ وفاته بقوله مخاطباً أحد معاصريه : أنا لا أخشى القتل في سبيل الدين وقد ارخت وفاتي ( صدوق غلب ) . فيكون مدة عمره حينئذ من يوم ولادته الى يوم وفاته اربعة وخمسون سنة }هذه هي الظروف التي عاشها المدافعون عن دين ال محمد عليهم السلام فكانت حجة فقهاء الاجتهاد الاصوليين الارهاب والقتل بدل من الادلة والعلم وان دل هذا الاسلوب فأنه يدل على ضعف حجتهم وضلال منهجهم والا لو كانوا على الحق ما قابلوا الحجة بالسيف ,
المرحلة الاولى لهجر الثقلين
يتبع لطفاً
تعليق