إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقشة الكوراني حــــول مـقتل النفس الزكية في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقشة الكوراني حــــول مـقتل النفس الزكية في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين

    مناقشة الكوراني حــــول مـقتل النفس الزكية
    في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين


    رأي الشيخ الكوراني
    في مقتل النفس الزكية في ظهر الكوفة في
    سبعين من الصالحين
    كتاب عصر الظهور ص131

    ويبدو أن المقصود بالحسني النفس الزكية في مكة ، أو الغلام الذي يقتله جيش السفياني في المدينة قرب ظهور المهدي عليه السلام ، وإن كان يحتمل أنه سيد حسني صاحب حركة الإسلامية في العراق ، فقد ورد في بعض الروايات (وتحرك الحسني) .

    أما ( قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين) فيحتمل بعضهم أن ينطبق على الشهيد الصدر قدس سره والذين استشهدوا معه في بغداد حيث كان عددهم نحو سبعين رضوان الله عليهم .
    وظهر الكوفة هو النجف ، وتسمى أيضاً نجف الكوفة ، ونجفة الكوفة أي مرتفعها وجبلها .
    ويحتمل أن يكون الحسني هو النفس الزكية ، وينطبق ذلك على السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) الذي استشهد في النجف والتي هي ظهر الكوفة .
    ويكون شهادة بأن الذين استشهدوا معه سبعين من الصالحين رحمهم الله .





    السيد القحطاني يناقش الشيخ الكوراني

    لمزيد من المعرفة والإحاطة بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) والتعرف على مقدمات وعلامات تلك القضية الكونية التي وعد بها الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله وجميع الناس بالخلاص على يدي ذلك الإمام الذي يقوم فيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجورا ويقيم الحق ويقضي على الباطل أينما كان ومهما كان وينشر العدل والسعادة في ربوع المعمورة فتنعم الناس في دولته نعمة ما شهدها قوم من الأقوام أو امة من الأمم .
    أقول : لأجل التعرف على تلك المقدمات والعلامات التي ذكرها أهل البيت المحمدي الأطهار (عليهم السلام) كدليل للوصول إلى الإمام المهدي (عليه السلام) نتناول في هذه السطور علامة مهمة من ضمن العلامات التي ذكرت أنها تقع قبل القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) ألا وهي (( قتل النفس الزكية في ظهر الكوفة )) .
    حيث شرّق الكتاب والباحثين في هذه العلامة وغرّبوا ولم يوضح احد منهم ملامح تلك العلامة المهمة لكي يكون الناس على إحاطة ودراية بها ، ومن ثم يستطيعون التمييز وتعيين المصداق لذلك المفهوم .
    وقد ورد لفظ النفس الزكية في القران في سورة الكهف في قصة موسى والخضر (عليهما السلام ) قال تعالى { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }( الكهف 74 ) .
    إن معنى الزكية هي النفس المستشهدة في سبيل الحق فإن الشهادة زكاة للأنفس كما جاء في الأخبار .
    أو إنها زكية لخروج صاحبها للشهادة بأمر الإمام المهدي (عليه السلام) فإن إقباله على الشهادة هو السبب وراء كونه ذا نفس زكية .
    أو ان النفس الزكية هي النفس التائبة التي لم يبقى لها ذنب بعد التوبة فأصبحت بالتوبة زكية زاكية .
    أو ان الزكية هي النفس الطاهرة المصفاة من الدنس أو هي النفس المتقية قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }( الشمس7-9 ) .
    والحقيقة إن كل هذه المعاني صحيحة .
    ومن خلال الرجوع إلى الآيات القرآنية في سورة الكهف يتبين لنا إن النفس الزكية اثنتان وليست واحدة .
    فقوله تعالى في الآية (74) من سورة الكهف والتي جاء فيها : { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } .
    وقوله تعالى : { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }( الكهف 81 ) .
    بحس التاويل تتحدثان عن نفسين وليس نفساً واحدةً زكية فالآية (74) تتحدث عن نفس والآية (81) تتحدث عن نفس أُخرى وهي أزكى من الأولى واقرب رحماً منها ، وهذا يدلنا على ان النفس الزكية التي تقتل في ظهر الكوفة ليست بمستوى النفس الثانية التي تقتل بين الركن والمقام .
    فقد ذكرت لنا الروايات ان من ضمن العلامات الدالة على قرب القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) هو قتل النفس الزكية في سبعين من الصالحين في ظهر الكوفة وقتل النفس الزكية بين الركن والمقام قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) بخمسة عشر ليلة .
    وان هذه النفس الزكية الثانية هي أتقى وأزكى من النفس الزكية الاولى التي تقتل بظهر الكوفة واقرب رحماً للإمام المهدي (عليه السلام) فإن النفس الزكية التي تقتل في ظهر الكوفة مع سبعين من الصالحين هي لسيد حسني النسب .
    وأما بالنسبة للنفس الزكية الثانية التي تقتل في مكة بين الركن والمقام فهي لسيد حسيني النسب .
    ومن المعلوم ان الإمام المهدي (عليه السلام) من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) فتكون النفس الزكية الثانية التي تقتل في مكة اقرب رحماً للإمام المهدي (عليه السلام) .
    وقد دلت الروايات المعصومية الشريفة على ذلك .
    فقد جاء في الروايات الواردة عن أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) ان النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة هو من ذرية الحسن بن علي (عليهما السلام ) وهذا المعنى سائد ومتعارف عند العلماء والباحثين والكتاب.
    أما بالنسبة إلى النفس الزكية التي تقتل في مكة فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال :
    ( إلزم الأرض ولا تحرك يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات اذكرها لك - إلى ان قال - ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره وإياك وشذاذ من آل محمد ...)( بحار الأنوار ج52 ) .
    ثم ان النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة يحتمل ان يكون قتله نتيجة دعوة الناس لحركة اليماني الموعود الذي تظهر دعوته في الكوفة المقدسة .
    ونتيجة لدعوته لأهل العراق وطلبه منهم نصرة اليماني والالتحاق به وضغطه على المجتمع تقوم الحكومة التي تحكم العراق آنذاك وهي حكومة بني العباس بالتصدي لذلك الشخص صاحب النفس الزكية وقتله مع مجموعة من أنصاره في ظهر الكوفة .
    بينما يقتل النفس الزكية في مكة نتيجة حمله الرسالة من الإمام المهدي (عليه السلام) لأهل مكة فيقوم بقراءة تلك الرسالة في الحرم المكي بين الركن والمقام فيقوم أهل مكة بقتله وذبحه في شهر حرام في ارض حرام فيغضب لذلك الله ووليه وملائكته فيأذن الله عز وجل بالفرج .
    فالنفس الزكية الذي يقتل بين الركن والمقام هو رسول المهدي إلى أهل مكة . .
    ولو رجعنا إلى الواقع ولاحظنا بعض الحوادث التي وقعت من قبيل قتل بعض العلماء نلاحظ اختلاف العلماء والباحثين والكتّاب في تعيين النفس الزكية .
    فمنهم من ذهب إلى القول بان النفس الزكية هو السيد محمد باقر الصدر (قدس) ومنهم من قال ان السيد محمد صادق الصدر (قدس) هو النفس الزكية ومنهم من يقول ان النفس الزكية هو السيد محمد باقر الحكيم (قدس) .
    وقد ذهب الشيخ الكوراني في كتابه عصر الظهور إلى القول ان النفس الزكية الذي يقتل مع سبعين من الصالحين في ظهر الكوفة هو السيد محمد باقر الصدر (قدس) .
    وقد ذكر ذلك في الكتاب الموسوم ولكنه وبعد مقتل السيد محمد باقر الحكيم (قدس) غير رأيه وقال يحتمل ان يكون السيد محمد باقر الحكيم (قدس) هو النفس الزكية .
    وقام بإعادة طبع الكتاب وادخل هذا الرأي فيه .
    والحقيقة انه يلاحظ من كلام الشيخ الكوراني الاضطراب والتردد علما انه عالم وباحث في قضية المهدي (عليه السلام) والحقيقة ان ذلك الاضطراب والتردد يرجع إلى عدم الإحاطة الكاملة من قبل الشيخ بهذه العلامة المهمة .
    وعلى هذا فانه لا يمكن الاطمئنان والوثوق بآراء الشيخ الكوراني لأنها تبقى مجرد احتمالات لا دليل عليها وهي عرضة للتغيير بين الحين والآخر كما هو ملاحظ من كلامه .
    والآن سوف أبدأ على بركة الله ببيان ما خفي على الشيخ الكوراني فأقول :
    ان النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة حسني النسب وهذا مما ذكرته الأخبار وتعارف بين الباحثين في قضية المهدي المنتظر فقول الشيخ الكوراني ان السيد محمد باقر الصدر (قدس) هو النفس الزكية لا ادري كيف قال به ، والسيد الصدر (قدس) حسيني النسب كما هو معروف .
    ثم ان النفس الزكية يقتل في ظهر الكوفة من قبل دولة بني العباس ، كما بينا ذلك في الموضوع السابق ، والسيد الصدر قتل من قبل دولة بني أمية ، المتمثلة بحكومة الطاغية صدام (لعنه الله) .
    حيث بينا ان نهاية حكومة بني العباس علامة من العلامات الدالة على قرب القيام المقدس للإمام المهدي (عليه السلام) وان نهايتها تكون على يد الخراساني والسفياني كما دلت على ذلك الأخبار والروايات .
    والواقع ان حكومة صدام لم يقضي عليها السفياني لأنه لم يظهر بعد وكذلك الخراساني لأنه لم يظهر أيضا ، كما ان السيد الصدر الأول (قدس) قتل ومعه إثنان من أولاده فقط ولم يقتل معه سبعين من الصالحين .
    والذي يظهر من الروايات ان النفس الزكية التي تقتل في ظهر الكوفة يكون معها سبعين من الصالحين يقتلون في وقت واحد .
    وبهذا يتبين عدم صحة قول الشيخ الكوراني من ان السيد الصدر (قدس) هو النفس الزكية أما ما يخص السيد محمد باقر الحكيم (قدس) وانه هو النفس الزكية فيرد عليه ان السيد الحكيم لم يقتل معه سبعين من الصالحين بل ان عدد المقتولين معه زاد على ثمانين رجلا .
    وان قول بعضهم من ان منهم سبعين صالحين والباقين غير صالحين فان هذا الكلام مردود وفيه إساءة لحرمة المؤمنين ثم ان الأئمة قد جعلوا السبعين حدا لمعرفة تلك العلامة فهي لا تقبل الزيادة والنقيصة .
    كما ان السيد الحكيم (قدس) لم يقتل من قبل حكومة بني العباس فقد قتل (رحمه الله) ولم يكن هناك حكومة معينة في العراق يومئذ .
    ونحن باعتقادنا ان النفس الزكية الذي يقتل في ظهر الكوفة لم يقتل بعد لأنه لا يقتل حتى تقوم حكومة بني العباس حيث ان انهيار تلك الحكومة يكون بعد مقتل النفس الزكية في ظهر الكوفة .
    ولا يستبعد ان يكون السيد محمد صادق الصدر (قدس) نفسا زكية ولكنه ليس المقصود بالنفس الزكية المعهودة التي تقتل في ظهر الكوفة مع سبعين من الصالحين والتي عدها الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) كعلامة من العلامات الدالة على قيام الإمام المهدي (عليه السلام) .
    ولا بد ان يكون مقتل النفس الزكية بعد ظهور دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) حيث يكون صاحب النفس الزكية شخصا معروفا عند أهل العراق فيكون من المصدقين بدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) .
    فيكون مقتله أثناء تواجده مع جماعات من أتباعه فتقوم الحكومة بمواجهة مسلحة معهم فيسقط هو وسبعين من أنصاره شهداء في طريق الحق والنصرة لآل محمد وقائمهم .
    ونتيجة لذلك تقع مصادمات ويحدث قتال بين أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) وحكومة بني العباس فيضطر عندها أنصار الإمام (عليه السلام) الى ترك العراق والهجرة إلى خراسان ولا يعودون حتى يدخل السفياني إلى العراق فيأتون يومها بقوات وأنصار عراقيين وإيرانيين يحملون الرايات السود متجهين إلى الكوفة ويكون السفياني قد سبقهم إليها فتحدث معارك بينهم وبين أنصار السفياني حيث تسفر عن خروج قوات السفياني من الكوفة منهزمة عند ذلك تكون الكوفة خاضعة لسيطرة اليماني وأنصاره فيبعثون بالبيعة للإمام المهدي (عليه السلام) .

يعمل...
X