الانحراف عند الشيخ الكوراني في قضية الامام المهدي (عليه السلام)

[المتبحر]

الانحراف عند الشيخ الكوراني في قضية الامام المهدي (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتبر الشيخ الكوراني من اهم المُنظرين لقضية الامام المهدي (ع) وان الكثير من المسلمين الشيعة يتابعون مايصدر عنه اذا كانت كتب او كانت محاظرات فالشيخ الكوراني يفهم قليلاً من احاديث قضية الامام المهدي (ع) ولكنه في الحقيقة وللاسف الشديد يجهل الكثير الكثير من هذه القضية التي لايعرف حقيقتها الا من كان متصلاً بلامام المهدي (ع) وهو السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني الرجل الذي علمنا ان ننطلق من منطلق حقيقي واقعي والذي بين لنا حقائق عصر الظهور واسراره وكل مايحيط بقضية الامام المهدي من اسرار وشخصيات عصر الظهور اما الشيخ الكوراني فكل مايطرحه هو من نسج الخيال مرة ً،* ومرةً اخرى يحاول ان يوصل بقضية الامام المهدي (ع) الى ايدي السياسيين الايرانيين لا ليرتقي بالناس لقضية الامام المهدي (ع) فنلاحظ ان الكثير من الشخصيات يريدها ان توافق لمصالح السياسة الايرانية سواء كانت الشخصيات سيئة او حسنة ، فهو يجهل اكثر مفاصل قضية الامام المهدي (ع) او لنقل كل مفاصل قضية الامام المهدي.
فمن سنوات اصدر الشيخ الكوراني كتاب اسماه عصر الظهور وانتشر هذا الكتاب في اليمن لانه ذكر فيه الرواية التي تقول انهٌ يخرج ملك من صنعاء اسمه حسن او حسين ورواية اخرى تشير الى ان المهدي يخرج من قرية يقال لها (قرعة) ذلك بدأ اتباع حسين الحوثي يلتفون حوله الى ان قتله الملعون علي عبد الله صالح فكان تنظير الكوراني تنظير خاطئ وقد زج ابرياء في فتن صماء لان حكومة علي عبد الله صالح حكومة ظالمة تشبه الى حد ما حكومة صدام لعنه الله.
واصبح لدى الحوثيين بسببه اضطراباً في العقيدة فبعد ان فهموا ان قائدهم هو اليماني الموعود قتل وجاء شخص اسمه لاينطبق مع الروايات فالشيخ الكوراني بقي محتارا في توجيه الحوثيين مرة اخرى نحو اليماني وهو اكيد فشل ولا يوجد له جواب بهذه المسألة، فالحقيقة أن اليماني لايخرج من الحوثيين لانه لاتوجد روايات تقول ان اليماني سيكون من قبيلة الحوثيين وقد اثبت السيد القحطاني بأن خروج اليماني سيكون من الكوفة لماذا ؟
قلنا ان اليماني صاحب دعوة الامام المهدي (ع) ولايخرج من اليمن بل يخرج من العراق وان الكثير من الباحثين انضموا الى هذا الصوت وقالوا بأن دعوة اليماني ستنبثق من الكوفة فاليماني لا يخرج من اليمن فالسيد المسيح (ع) ولد بالجليل وذهب الى الناصرة وسألوه لماذا ذهبت الى الناصرة ؟
قال نبوءة الانبياء تقول ذلك ولكي احقق اني يسوع الناصري فذهبت الى الناصرة وايضاً النبي محمد (ص) ولد بمكان وانبثقت دعوته بمكان واقام في المدينه وله اسماء كثيرة متصلة باماكن كثيرة منها ( المكي المدني، التهامي ، القريشي ...الخ) هذا يعني لايكون اليماني محصور بأنه سيخرج من اليمن نعم هناك شخصية ستخرج من اليمن ولكن غير شخص اليماني اما المهدي الذي سيقوم من (قرعة) فهذا افردنا له بحث مفصل في (منتديات مهدي ال محمد) فالكوراني بسبب فهمه الخاطئ لقضية الامام المهدي(ع) ألاف من الناس قد انقتلت بسبب كلامه والى الان تُقتل وهم ابرياء بسبب عقائد يعتقدونها وفق الكلام الذي يذكره الشيخ الكوراني.
وحتى في العراق يقول الكوراني ان السفياني لايصل الى بغداد والكوفة ويقول انا اطمئن العراقيين ان العراق دولة ستستقبل الامام المهدي وينصرونه حكومةً وشعباً فكلامه يعتبر من قمة العقبات وقمة الغلق بوجه الامام المهدي (ع) فهذا تحشيد ضد الامام المهدي (ع) فالسياسة التي يتبعها الشيخ الكوراني تزج الناس في غمار الفتن وتغلق الابواب بوجه الامام المهدي (ع) وكل مايقوله الكوراني سنفنده اليوم ليكون الناس على بينه من امرهم وندعو الشيخ الكوراني الى عدم التصريح بما لايعلم حتى لايهلك الناس كما هلك الحوثيين من قبل ولايزال يهلكون على يد الطغاة من ال سعود وهم يعتقدون بأنهم اصحاب قضية مهدوية والحقيقة انهم ليسوا بأصحاب قضية مهدوية فالقضية المهدوية لايحيط بها الشيخ الكوراني ولا واحد بالمية وسندرج كلام الكوراني في احد الفديوهات حيث قال (اليماني يسيطر بكل سهوله لان الحجاز منهارة والقبائل رأسن نفوذ اليماني وكل مشايخ الخليج كلها تعطي الولاية لليماني وسيأتيكم يوماً اليمني ابو وزرة يجيكم للخليج محترم ويحيط به الصحفيون .. انتهى كلام الكوراني).- ربما يسأل احد ويقول ما حقيقة سيطرة اليماني على الخليج السعودية والحجاز؟
في الحقيقة لا يوجد في الروايات بأن اليماني يسيطر على الحجاز اصلاً ولا نعلم من اين جاء الشيخ الكوراني بهذا الكلام؟ نحن نستند الى الروايات فيما نفهمهُ من قضية الامام المهدي (ع) وقلنا ان السيد القحطاني جعل قضية الامام المهدي سهلة ومبسطة الى افهام الناس واستخرج اكثر الاحاديث وحتى انهُ* كان يقبل الاحاديث التي جاءت عن طريق بن حماد في كتاب الفتن وكثير من الاحاديث في قضية الامام المهدي التي نبذها باحثي الشيعة فلا عند السنة ولا الشيعة كلام يقول بأن اليماني يسيطر على الحجاز ولايوجد حركة لليماني عبر الجزيرة العربية فلايوجد بثقافتنا ولا في كتبنا ان اليماني سيزحف بجيشه من اليمن الى العراق وقلنا ان اليماني هو نفسه السيد الحسني وزير الامام المهدي الذي يأتي بالرايات السود من ايران الى العراق لمواجهة السفياني اما طريق مجيء اهل اليمن الى العراق هذا بحث اخر سنتطرق اليه في موضوع مهم جداً ان شاء الله عن قريب .

فالقيام لايكون من اليمن عبر الجزيرة العربية ودول الخليج الى الكوفة ولا توجد رواية واحدة تثبت بأن اليماني سيأتي بهذا الجيش بل بلعكس توجد روايات تبين ان اهل الحجاز سيقتلون اولاً النفس الزكية الفتى مع اختهُ فاطمة الذي يحمل كتاب الامام المهدي (ع) والذي ينذرهم ويبلغهم بقضية الامام المهدي*فعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل إلى أن قال: (يقول القائم (عليه السلام) لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم.
فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وأنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا.
فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام، فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النبي صلى الله عليه وآله ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس).

فكيف يستطيع اليماني العبور من خلال الحجاز؟ وهذه الحادثة تجري بعد ستة اشهر من قيام اليماني ، و كيف يمكن لليماني العبور من الحجاز والمهدي يخرج من المدينة خائفاً يترقب و يبعث اليه السفياني جيشاً فلا يوجد في الروايات مايقوله الكوراني بل يوجد العكس اما حقيقة خروج اليماني وكيفية وصوله الى الكوفة نقول ان هذا بيناه الامر قد بيناه في مباحث كثيرة جداً فاليماني يقوم من خراسان و هو نفسه الفتى الحسني وهو المهدي الحسني وهو الخراساني حسب اطروحة الرجعة الروحية التي بيناها سابقا فهذا مايجهله الكوراني الذي بقيت انظاره الى حسين الحوثي وبعد مقتله فشل الكوراني كما فشل من قبلها في كتاب عصر الظهور.

ومن الشخصيات الاخرى التي فشل الكوراني في تشخيصها هو شخصية الشيصباني الذي قاله عنه الكوراني انه هو صدام حسين وقال ذلك لان صدام ضد الجمهورية الاسلامية حتى يكون لهُ موقف مع الجمهورية وليؤيد ما ذهبت اليه السياسة الايرانية فيقول صدام هو الشيصباني في حين ان الشيصباني هو شخصية تنبع من الكوفة وهو شخصية دينية فالشيصباني اسم من اسماء الشيطان يعني ان هذا الشخص في صفاته شيطان يدعي التشيع وحب آل البيت (ع) فصدام ينبع من تكريت والروايات وصفت ان الشيصباني ينبع من الكوفة فلا توجد علاقة بين صدام والشيصباني ابداً والشيصباني في اسمه يتكرر حرف العين ففي رواية تقول انه عبد الله ذو العين وصدام ليس في اسمه حرف العين وقلنا اذا لم يتكرر في اسمه حرف العين فيكون لهُ أما ازر في عينه كأن لابسا للعوينات ، فعلى هذا المنوال خرجت تصريحات للشيخ الكوراني في اضلال الناس في قضية الامام المهدي (ع) من اجل مجاملة الجانب الايراني على حسب قضية الامام المهدي (ع) فالكوراني اصبح عقبة يجب التصدي لها .
والشيخ الكوراني ايضاً قد اخطأ في تشخيص صاحب النفس الزكية فمرةً يقول ان النفس الزكية هو محمد الصدر الاول ومرةً يقول انه محمد محمد صادق الصدر ومرة يقول انه محمد باقر الحكيم وكأنها حزورة وليس امر ألهي ينتظره الناس ويحتاج الى توجيه فهل علامات وشخصيات الظهور لعبة بيد الكوراني؟ فهذا المسائل يجب على الناس فهمها فقضية الامام المهدي (ع) ليس لعبة فبسببهم انتشرت الاعتقادات الخاطئة عند الناس حول الامام المهدي (ع).

في الحقيقة ان الكوراني يقود الناس الى التهلكة فهو يقول ان السفياني لايدخل العراق وان الامام المهدي (ع) عندما يأتي الى العراق سيكون كل اهل العراق مسلمين له وهذا الكلام موجود في فديوهات في اليوتيوب نإخذ نص كلام الكوراني (رسول الله حدث ان المهدي يكون في الشام له معركة في الشام قوية ويدمر الشام بالمقابل ان الامام المهدي سيدمر الشام ووضعوا ان السفياني يأتي ويدمر بغداد وتزول بغداد ولا صحة لذلك اطمئنوا اهل بغداد بخير ولها مستقبل انتهى كلام الكوراني) .
فنحن لدينا الكثير من الروايات تقول ان السفياني يحتل العراق ويقيم بها ويقسم اموالها ويقتل الكثير من الناس ويشق بطون النساء ، نذكر من هذا الروايات فقد ورد في (البحار ج 52) عن ابي عبد الله “ع” قال ( كاني بالسفياني او بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله الف درهم فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ الف درهم اما ان امارتكم يوم اذن لاتكون الا لولاد البغاية ).

وايضا حديث اخر فقد جاء عنه (ع) انه قال { يقدم القائم حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه والناس معه وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه إلى أن قال : فيقولون : إرجع من حيث شئت لاحاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم } ( بحار الانوار 52/387 ).
وقد نقل الكوراني هذا الحديث في نفس كتابه (معجم احاديث الامام المهدي ج4 ص43)
هو نفسه الكوراني الذي قال للناس اطمأنوا ايها العراقيون لان السفياني لايدخل الى بغداد . نحن لانعتمد على معجم احاديث الكوراني ولكن من اجل تبيان هذا الامر للناس ولكي نبين التناقض واللبس الذي يمارسه الشيخ الكوراني على الناس فكل الدماء التي زهقت من اجل عقيدة خاطئة وضعها الكوراني هي برقبته فهو يتحمل دماء الابرياء من الحوثيين والعراقيين والكثير ممن اعتقد بأمر الامام المهدي الذي نظرّه لهم الكوراني .

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (لابد لبني فلان أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً). (البحار:52/231)
وايضا هذا الخبر نقله الكوراني في معجم الامام المهدي ج3 ص255.
وكما بينا في بحوث سابقة ان دولة بني العباس الثانية هي الحكومة الحالية والتي اشار لها*الامام الباقر (ع) وبني فلان اي بني العباس ، فهذه المعارك كلها في العراق فكيف يقول الكوراني ان آل البيت (ع) لم يقولوا ان هناك دخول للسفياني في العراق ؟ وهناك نص اخر ورد عن البطائني قال:
( زاملتُ أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوما لي: لو إن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسُقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني .قلت له يا سيدي: أمره من المحتوم ؟قال: نعم، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال: مُلك بني العباس مكرُ وخداعُ ، يذهب حتى يُقال لم يبق منه شيء، ثم يتجدد حتى يُقال ما مر به شيء). فهذه النقطة اشار اليها ال البيت (ع) وقالوا ان فقهاء اخر الزمان اذا سألوا يكرهون ان ينسبوا الى الجهل بالتالي يفتون الناس بأرائهم فيضلون ويضلون .

ففي روايات آل البيت (ع) كما وضحنا لدينا من الثابت ان السفياني يدخل للعراق ويستبيحه لذلك هو يبعد هذه الفكرة لاننا في اعتقادنا ان الكوراني يبعد قضية وجود السفياني او احتلال السفياني للعراق لسبب انهُ لابد ان يقر بباقي الروايات فالروايات الاخرى تقول ان ارض العراق سيحكمها بني العباس وقائدها الشيصباني فأذا كانت قبل قيام القائم هناك دولة شيعية ظالمة فأن المؤسسة الدينية الموجودة حاليا هي مؤسسة ظالمة وبعيدة عن الحق ومساند للظالم .

مع العلم ان الروايات التي ذكرنا مذكورة في كتاب معجم الامام المهدي للشيخ الكوراني وهي روايات معتبرة لكن الكوراني يناقض نفسه ويقول الروايات التي تذكر السفياني يدخل للعراق موضوعة من قبل الامويين يعني عجيب امر الكوراني اذا كانت هذه الرواية وضعها الامويين كيف يستدل بها اذاً كتابه اصبح كتاب ضلالة حسب قوله انها روايات اموية ؟!!!
ولربما يسئل سائل ويقول لماذا الكوراني فعل ذلك ولماذا من اجل السياسة الايرانية قد خلط الامور والاوراق وفند الامر الالهي وحير الناس ؟
نقول اذا اعترف الكوراني بأن السفياني سيبايع في الكوفة يعني ان هذه الحوزة وفقهاءها هم من سيبايعون السفياني في الكوفة كما ذكرت الروايات والقائم في القادسية يعني في بؤرة التشيع في مكان الحوزة العلمية بوجود مقام امير المؤمنين ومسجد الكوفة المعظم ومسجد السهلة المعظم اناس تبايع السفياني والقائم معسكره في القادسية لايستطيع ان يقوم بسبب جيش واتباع السفياني في الكوفة .

ونضيف ملاحظة حتى لا يتعجب الناس كيف ان الشيعة سيبايعون السفياني الظالم والمعادي لاهل البيت (ع) الذي سيقتل كل من اسمه حسن وحسين وعلي وفاطمة فالسفياني واضحا بعدائه لآل البيت (ع) فقبل فترة ليس بالطويلة كانت هذه المناطق المقدسة والمناطق الجنوبيه كلها توالي صدام حسين وهي حكومة بني امية الثانية حيث كان اكثر البعثيين هم في جنوب العراق وفي الوسط وفي الفرات وكانت الحياة طبيعية وهم يوالون المقبور صدام فلا يتعجب احد ويقول كيف سيبايعون السفياني للاسف الشديد هناك ناس ينعقون من كل ناعق فهذه المسألة مهمة لكي يلتفت اليها من يقرأ بحثنا هذا.

- وربما يقول احد كيف يمكن للسفياني ان يحتل العراق وخاصةً ان الكوفة التي هي قلب ومركز التشيع في العراق؟ قلنا ان حكومة بني العباس ستختلف فيما بينها فيطمع بها من لم يكن يطمع من قبل ونحن رأينا مافعلته حركة داعش بالعراق بليلة وضحاها فقد احتلوا احتلوا 40% من العراق اما السفياني فهو صورة مكبرة لداعش لانه يحوز ما جمعه الاصهب والابقع ويقضي على حاكم الشام فقد عن جابر الجعفي عن الامام الباقر (عليه السلام) انهُ قال: في حديث طويل وان اهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات الاصهب والبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار حتى يقتتلوا قتلاً لم يقتله شيء قط) .

ويدخل بعدها الى بغداد من منطقة اسمها (عقرقوفه) فهذه المنطقة تبعد عن بغداد نصف ساعة او اقل فالامام المهدي(ع) يحدد حتى المنطقة الجغرافية التي سيدخل اليها السفياني .
اما الكوراني فقد قال ان الناس في العراق سيستقبلون الامام المهدي (ع) وانهُ لايمكن ان يدخل السفياني الى بغداد واهلها من الشيعة سوف ندرج الكلام الذي تكلمه الشيخ الكوراني بهذا*الخصوص فقد قال ( اخواني الاعزاء بحسب ماافهم من احاديث اهل البيت (سلام الله عليهم) ان العراق يحكمه اهله وميصير بيه حكم اجنبي خارجي وان حكم اهل العراق يستمر الى ظهور الامام (سلام الله عليه) ويدل على ذلك ان الامام (سلام الله عليه) لما يظهر في الحجاز ويتجه الى العراق كل شعب العراق يستقبله معناه لا الحكومة ستكون ضده ولا هناك قوى خارجية تستطيع ان تؤثر اذاً العراق يحكمه اهله واكثرية اهله موالين للامام المهدي (سلام الله عليه) انتهى كلام الكوراني ... يتبع ��

[المتبحر]

بعد هذا الكلام الغريب والعجيب يصف شعب العراق وحكومة العراق بأنها ستستقبل الامام المهدي (ع) وانه لا احد يحكمهم غير العراقيين ويصور صورة من نسج خياله اما اذا رجعنا لحديث ال البيت (ع) ماذا سنجد؟ سنقوم بسرد بعض الاحديث مراعاة للاختصار نبين فيها موقف العراقيين الشيعة في الكوفة من الامام المهدي (ع) .

نذكر رواية تبين انه يقدم سبعين رجل ممن يكذب على الله ورسوله فيقتلهم فيجمعهم على كلمة واحدة عن مالك بن ضمرة قال : ( قال امير المؤمنين (ع) : يا مالك بن ضمرة ، كيف أنت اذا أختلفت الشيعة هكذا - وشبك اصابعه وادخل بعضها في بعض - ؟ فقلت : يا امير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال : الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم ، ثم يجمع الناس على امر واحد ) غيبة النعماني ، بحار الانوار ج52 ، اثبات الهداةج3

وايضاً ان الامام المهدي (ع) يقتل ستة عشر الف فقيه مابين الكوفة وكربلاء فقهاء عباد زهاد معلقين المصاحف يفهمون كل شيء في الدين*،حيث قال الصادق (ع) : { فاذا خرج القائم من كربلاء وارد النجف والناس حوله ، قتل بين كربلاء والنجف ستة عشر الف فقيه ، فيقول من حوله من المنافقين : انه ليس من ولد فاطمة والا لرحمهم ، فأذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة : فخرج منه من باب النخيلة محاذي قبر هود وصالح استقبله سبعون الف رجل من اهل الكوفة يريدون قتله فيقتلهم جميعاً فلا ينجي منهم احد } .
(كتاب نور الانوار المجلد الثالث ص 345)* .

وايضاً ان الامام المهدي (ع) يقتل في حادثة سبعين الفا من جهة قبر هود وصالح وهؤلاء كلهم هم من الشيعة الا ان الكوراني يمتدح الحكومة والعراق والشيعة وهي تخالف احاديث آل البيت (عليهم السلام) .

وايضاً هناك رواية تبين ان اهل الكوفة يتأولون القران على الامام المهدي في مسجد الكوفة ومن ثم يقتلهم الامام وهي التي وردت عن المفضل بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عبدالله بن زرارة، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر "




اما حكومة بني العباس فقد وصفها آل البيت (ع) بأنها اكبر عدو للامام المهدي (ع) اما الكوراني فيقول ان الحكومة موالية لأهل البيت (ع) ! وقد اثبتنا في بحث سابق ان الحكومة الحالية تمثل حكومة بني العباس وكيف سيدخل السفياني الى العراق ويحتلها بعد ان يختلفون فيما*بينهم.

_فعن ابي بصير عن ابي جعفر انه قال ( اذا اختلف بني فلان فيما بينهم فعند ذلك انتظروا الفرج وليس فرجكم الا في اختلاف بني فلان فاذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم عليه السلام ان الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولاترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فاذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني ) (روضة الكافي ص 177).

ونحن قلنا ان دولة بني العباس الاولى لم يختلفوا وقد قضى عليهم هولاكو فالامام الباقر (ع) يصف بني العباس ان لهم راية في آخر الزمان تتزامن مع فرج الامام المهدي (ع) وتتزامن مع من يطمع بهم كالسفياني وغيرهم .

وقد ورد عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لابد أن يملك بني العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من هاهنا وهذا من هاهنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما أنهما لا يبقون منهم أحداً أبدا ً).

وجاء عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان المُلك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهبَ مُلكهم واختلف أهل المشرق وأهل المغرب وأهل القبلة، ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي منادي من السماء، فإذا نادى فالنفير النفير، فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء، أما إنه لا ترد راية له حتى يموت).

وعن يعقوب بن السرّاج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : متى فرج شيعتكم ؟
قال: (إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم مَنْ لم يكن يطمع، وخلعت العرب أعنّتها، ورفع كل ذي صيصية صيصيته...).

فهذا الاختلاف الذي يصفه اهل البيت (ع) سيكون سبباً لدخول السفياني ويحكم الكوفة ثمانية عشر يوما وستكون فيها مجازر فالامام (ع)يقول يقتل السفياني بيوم مئة وعشرون الفا وفي رواية يقول يقتل ستين الفا في الزوراء (بغداد) وسبعون الفا في موضع اخر وان هذه الاحاديث صحيحة نقلتها امهات الكتب الشيعية المعتبرة لكن الشيخ الكوراني وغيره بسبب عدم فهمهم لقضية الامام المهدي (ع) مرةً وبسبب سياسة خاصة يريدون من خلالها رسم خارطة للامام المهدي (ع) ليوهموا انفسهم والناس بأن الامام المهدي (ع) سيأتي من خلال هذه الخارطة التي رسموها. لذلك
على الناس ان يفهموا من هو صاحب الخريطة الصحيحة التي ستصل بالناس الى بر الامان وصاحب العلم الالهي الذي يوصلنا الى بر الامان هو السيد القحطاني الذ جاء به قبل سبعة عشر سنة بعلوم ونظريات غير مسبوقة ووقتها اخبر الناس بأننا نعيش في عصر الظهور لكن الناس بدأوا يكذبونه ويتهمونه ويتهموننا بأننا مجانين ويقولون ان هذا الرجل قد سحركم لان الامام المهدي غائب منذ الف ومئتين سنة اما الان فالكلام اختلف فكل الناس اقرت وأعترفت بزمن الظهور المبارك فهذا الفكر الذي جاء به السيد القحطاني رسم لنا الصورة الصحيحة وكل ما قاله السيد القحطاني يسير في مسار واحد ومثل الاحداث كمثل الروافد التي تتجمع في نهر واحد .
ان دولة بني العباس دولة قوية بسبب دعمها من قبل المغرب والمشرق فامريكا تدعمها وايران تدعمها ونحن نقول ان امريكا ضد ايران لانقول انها مع ايران وايران سوف ييكون لها موقف مشرف بالاخير وهو تجهيز السيد الحسني بالرايات السود وهذا الموقف تحمد وتشكر عليه ايران اما الان وكما بينا سابقاً انها تسير في المسار الخاطئ فمطلوب منها ان تراجع سياستها بما يخص قضية الامام المهدي (ع) وان لا تأخذ من فم الكوراني الذي يصور صورا عجيبة غريبة لقضية الامام المهدي (ع) بالتالي سيكون مردوده سلبي على السياسة الايرانية وعلى الشعب الايراني وعلى الشعوب التي توالي آل البيت (ع) .

فالشيخ الكوراني يقول لايحتاج امر الامام الى تمهيد ونحن نقول لابد من تمهيد للامام المهدي (ع) والسيد القحطاني اول من تكلم بمصطلح التمهيد قبل ان نتكلم سنبين ما قاله الكوراني في احد مقاطع الفيديو حتى القارئ الكريم يميز بين الغث والسمين في هذا الكلام.
نص كلام الكوراني ( يعني تصور ان الامام صلوات الله وسلامه عليه ينتظر انهُ نحن نمهد لهُ هذا انا ما قتنعت فيه لو ان كل البشر خالفوا الامام وما رادوه وقالوا اللهم لاتعجل فرجه الله موقت له وقت كون يظهر وبعدين انهُ يجمعوله انصار واحد يكلي انا جمعتله سبعة عشر في العراق من اصحاب الامام قلت له منو الي كلفك ماكلفه احد وما عنده الامام يستفيد من الطاقات والقوة الموجودة المخزونة في الامة وهو يختار اولاً الثلاثمائة وثلاثة عشر من العالم من نخبة العالم الله يختارلهم اصحابه الكوادر ولما يظهر في مكة يتجمع عنده انواع من الناس فيختار منهم عشرة الاف او بضعة عشر الف والباقي روحوا لبلادكم اذا احتاجكم ادز عليكم* ... انتهى كلام الكوراني).كلام الكوراني خالي من الدليل بل هو عكس ماقاله ال البيت (ع) كالعادة فلو ان امر الامام المهدي (ع) لايحتاج الى التمهيد لماذا شرط الامام وقال لايكون هذا الامر حتى تكتمل الحلقة والعقد ولما سأل عن الحلقة والعقد العشرة الاف والثلاثمائة وثلاثة عشر ؟ ان امر الامام المهدي (ع) مقرون بوجود ناس مقاتلين ممهدين كوادر حسب مايصفهم الشيخ الكوراني حتى يستطيع القيام فيكون الفرج لهذه الامة هذه مسألة .

مسألة اخرى هو ان امر الامام المهدي (ع) مرهون بالبشر واستعدادتهم ونصرتهم للامام المهدي فعن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عليا عليه السلام كان يقول: " إلى السبعين بلاء " وكان يقول: " بعد البلاء رخاء " وقد مضت السبعون ولم نر رخاء!.
فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر ، فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا،* (ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
قال أبو حمزة: وقلت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال: قد كان ذاك.
فهذا الحديث عكس مايقوله الكوراني ان امر الامام المهدي (ع) موجود ووقته معروف وانصاره موجودون حتى بكلامه هذا يقول انتم لاتجاهدون انفسكم بالوصل الى الامام المهدي (ع) لامن حيث التمهيد ولامن حيث النصرة ولا من حيث الاستعداد فكلام الكوراني* عجيب غريب فقد بدأ يرسم خارطة تتناسب مع ذهنهُ القاصر لقضية الامام المهدي (ع) وهناك خبر اخر ورد عن رسول اللّه( صلى الله عليه واله وسلم تسليما) : «يخرج قوم من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه».
اذا كان الامام لايحتاج الى تمهيد كما يقول الكوراني فكيف هنا النبي الخاتم (ص) يقول الامام يحتاج الى تمهيد فكلام من نسمع كلام الكوراني ام كلام رسول الله (ص) ؟!!!

فمعنى ماقيل انه يخرج قوم من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه يعني ان الامام يحتاج الى ناس يوطئون سلطانه يعني يمهدون له.
الا ان لكوراني في كل قضية للامام المهدي (ع) وكل ثابتة من الثوابت بمفصل قضية الامام المهدي (ع) لهُ كلام عكس ما يريده آل البيت والرسول(صلوات ربي عليهم) و في قضية التمهيد وفي كل القضايا وضع الشيخ الكوراني عقبة بطريق الامام المهدي (ع) الويل للشيخ الكوراني من عذاب يوم القيامة بما فعله واسرف في قضية الامام المهدي (ع) خبر اخر جاء فيما يخص قضية التمهيد التي أنكرها الشيخ الكوارني جاء عن امير المؤمنين (عليه السلام) في الرواية الشريفة الواردة عنه، انه قال في كلام طويل عن الامام المهدي (عليه السلام) : ( حتى يخرج صحابي من مصر يريد القدس ، يمهد للمهدي ، قد سبقه ظهور المهدي على الافواه ، برجال علم يعلمون الناس مالم يعلموا ، يظهرون خبيء العلامات لمن جهلوا ، يقيم الله بهم الحجة على من قرأوا وكان لهم اذان تسمع وما سمعوا ) عن كتاب (ماذا قال علي عن اخر الزمان) .

فهذا الخبر واضح وصريح بأن الامام المهدي (ع) يبعث ممهدين له قبل خروجه .
واما قول الكوراني بأن الامام المهدي (ع) يأخذ في مكة ثلاثمائة وثلاثة عشر ويأخذ منهم اثنا عشر الفا هذا الخبر عاري عن الصحة فقط يأتي الى الامام المهدي (ع) الثلاثمائة وثلاثة عشر ولا يوجد هناك نص واحد يقول بإن الامام المهدي (ع) يأتوه الاثنا عشر الفا او العشرة الاف لانعلم من اين جاء بهذه الرواية وكيف جعل العشرة الاف يأتون الى مكة ؟ ونحن نتحدى الكوراني في ان يجلب رواية واحدة تقول بأن العشرة الاف او الاثنى عشر الفا يأتون الى مكة .ففي مكة يأتي فقط الثلاثمائة وثلاثة عشر اما كنوز الطالقان فهم يأتون بالرايات السود مع الوزير السيد الحسني هؤلاء الذين يتمسحون بسرجه وبمقامه الشريف فالكوراني خلط موضع قيام الوزير وجيشه بالامام المهدي (ع) مع الوزير واخرج نتيجة واحدة وكأنه فند كنوز الطالقان وجيش الرايات السود الذي يأتي من خراسان واعتبر فقط براية واحدة ورواية واحدة وهي التي تقول بقيام الامام المهدي (ع) من مكة وخلط جيش الحسني مع الثلاثمائة وثلاثة عشر! .

فأمر الامام المهدي (ع) ليس كما يفهمه الكوراني فكل مايقوله هو عكس مايريده آل البيت (ع) نسأل الله ان نكون قد وضحنا الامر بصورة يفهمها كل من يريد نصرة الحق ونصرة قائم آل محمد (عليه السلام).